أكد السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن تناول الأزمة السودانية يتطلب الإشارة إلى أربعة مسارات رئيسية تشكّل جوهر أي مقاربة فعّالة، موضحًا أن المسار الأمني العسكري المتعلق بالمشهد الميداني يأتي في مقدمتها، يليه المسار الإنساني، ثم المسار السياسي الذي يعتبره الأكثر أهمية في الوقت الحالي، إضافة إلى مسار إعادة البناء والإعمار الذي يبدأ عادة بمرحلة التعافي المبكر.

وتابع حليمةخلال مداخلة في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع على قناة القاهرة الإخبارية وتقدمه الإعلامية أمل الحناوي، اليوم الخميس، أن هذه المسارات لا يمكن التعامل معها بصورة منفصلة إذا كان الهدف الوصول إلى حل شامل ومستدام.

وأضاف أن الإنجازات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة السودانية في جنوب وشمال كردفان، وقبلها في المثلث الحدودي بين مصر والسودان وتشاد، تُعد تطورًا جوهريًا أسهم في الحد من تحركات قوات الدعم السريع والدول الإقليمية الداعمة لها، خصوصًا في إقليم دارفور.

وأوضح أن التوجه السياسي لقوات الدعم السريع والمجموعة المتحالفة معها، المعروفة باسم «تأسيس»، نحو تشكيل حكومة موازية يمثل تهديدًا خطيرًا لوحدة السودان وسلامته الإقليمية.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هذه التطورات العسكرية قد تفتح المجال من جديد أمام تفعيل المبادرة الرباعية الدولية التي أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسليط الضوء عليها في تصريحاته الأخيرة، إلى جانب التحركات المتواصلة للمبعوث الأميركي.

وأوضح أن المرحلة الحالية قد تسمح بإحياء المبادرة على مختلف مساراتها، بعد أن كان التركيز سابقًا مقتصرًا على المسارين الأمني والإنساني فقط، وهو ما أدى إلى استمرار الأزمة دون إيجاد حل فعلي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السفير صلاح حليمة صلاح حليمة الأزمة السودانية السودان ترامب

إقرأ أيضاً:

مقتل آلاف الأطفال يشعل الغضب الدولي.. العفو الدولية تتهم الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب

البلاد (الخرطوم)
أدانت منظمة العفو الدولية، أمس (الأربعاء)، ما أسمته “جرائم حرب” ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان خلال اقتحام مخيم زمزم للنازحين على حدود الفاشر في وقت سابق من هذا العام، مستندة إلى شهادات حديثة من الناجين وشهود عيان. وكان المخيم، الذي يضم نحو مليون شخص قبل الهجوم، قد شهد فرار أكثر من 400 ألف مدني بعد الهجوم الذي وقع في إطار الصراع المستمر بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ عامين.
وحسب تقرير المنظمة، فقد قامت قوات الدعم السريع بقتل المدنيين عمدًا، واحتجازهم كرهائن، ونهب وتدمير المساجد والمدارس والعيادات الطبية، وفق شهادات 29 شخصًا من شهود وأقارب ضحايا وصحافيين. وبين 11 و13 أبريل الماضي، استخدمت القوات المتفجرات وفتحت النار بشكل عشوائي على مناطق مكتظة بالسكان، بحسب المنظمة التي طالبت بالتحقيق في الانتهاكات كجرائم حرب بموجب القانون الدولي.
وأكدت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار أن الهجوم “المروّع والمتعمّد على المدنيين اليائسين والجوعى في مخيم زمزم يؤكد ازدراء قوات الدعم السريع بالحق في الحياة”، مشيرة إلى أن صور الأقمار الصناعية في 16 أبريل أظهرت حفرًا جديدة ناتجة عن الاستخدام الواسع للأسلحة المتفجرة، وهو ما تسبب في سقوط مئات القتلى.
وتفاقمت مأساة دارفور، إذ أفادت الطبيبة في اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء السودانيين أديبة إبراهيم السيد، بمقتل 25 ألف طفل منذ اندلاع الحرب، إضافة إلى تعرض 45 قاصرًا للاغتصاب أثناء فرارهم من الفاشر إلى مدينة طويلة. كما وصل نحو 800 طفل منفصل عن أسرهم إلى طويلة، يعانون من سوء التغذية والصدمات النفسية، وتلقت حالات العنف الجسدي العلاج من منظمة”أطباء بلا حدود”.
من جانبها، أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن مخيم زمزم شهد عمليات قتل عمدية واحتجاز رهائن ونهب وتدمير منشآت حيوية، مؤكدة أن كل هذه الأفعال تصنف كجرائم حرب وطلبت تحقيقًا فوريًا وفق القانون الدولي.
سياسيًا، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الرئيس دونالد ترمب يتولى شخصيًا حل الأزمة في السودان، معتبراً إياه القائد القادر على إدارة الملف. ومن جانبه، شدد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، على أهمية توحيد الإرادة الوطنية وبناء رؤية واضحة للسلام المستدام والوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن السلم الاجتماعي وقبول الآخر ونبذ خطاب الكراهية هما أساس أي تحول سياسي ناجح في السودان.

مقالات مشابهة

  • زاريتا: الاتحاد يتحرك عبر عدة مسارات في التعامل مع الأزمة السودانية
  • حليمة: تحديد وضعية الجيش السوداني أساس أي حل.. والدعم السريع ميليشيا ارتكبت جرائم حرب
  • الحزب الاتحادي: وحدة السودانيين والجيش يفرضان معادلة جديدة على الأزمة السودانية
  • مقتل آلاف الأطفال يشعل الغضب الدولي.. العفو الدولية تتهم الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب
  • الخارجية السورية: زيارة وفد مجلس الأمن تأكيد على دعم المجتمع الدولي
  • أطباء السودان: الدعم السريع يقتل أربعة أشخاص بينهم طفل بالفاشر
  • وزير الخارجية: مصر سوق آمن للاستثمارات الألمانية ومدخل للسلع إلى أفريقيا
  • الجيش السوداني: أحبطنا هجوما لـالدعم السريع على بابنوسة غرب كردفان‏
  • عاجل .. البرهان : أي حل او مبادرة لا تضمن تفكيك الدعم السريع وتجريدها من السلاح مرفوض ويدعو لاعادة صياغة الدولة السودانية من جديد