برشلونة ولاس بالماس.. «ذكريات بيدري»!
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
مراد المصري (أبوظبي)
يلتقي برشلونة مع لاس بالماس، اليوم، ضمن الدوري الإسباني لكرة القدم، واللقاء خاص للغاية لبيدري لاعب «البارسا» الذي شق طريقه نحو النجومية من بوابة فريق «جزر الكناري»، وهي المواجهة التي يتطلع فيها «الكتالوني» للعودة إلى «درب النصر» أمام جماهيره في الملعب الأولمبي، بعدما غاب عنه الفوز في آخر مباراتين على التوالي خارج ملعبه.
بيدرو جونزاليس لوبيز المعروف باسم «بيدري» وصل إلى برشلونة عام 2020، قادماً من لاس بالماس الفريق الواقع في «جزر الكناري»، ونجح مباشرة في حجز مكانه ضمن التشكيلة الأساسية، ليتحول إلى أحد الأسماء المهمة في الفريق، خصوصاً هذا الموسم تحت قيادة المدرب الألماني هانزي فليك.
بيدري عانى من التشكيك بقدراته في بداية مسيرته في قطاع الناشئين، حيث اعتبره تينيريفي ضئيل الحجم ونحيلاً، مما جعله ينضم إلى يوفنتود لاجونا ثم لاس بالماس، وخلالها خاض اختبار تجريبي في ريال مدريد بعمر 15 عاماً، لكنه لم يتم انتقائه في أكاديمية «البلانكوس»، ثم ظهر في دوري الدرجة الثانية الإسباني بعمر 16 عاماً وثمانية أشهر و24 يوماً فقط، بعدما منحه المدرب بيبي ميل الفرصة الصعود مباشرة من الشباب إلى الفريق الأول، وبعد ذلك جاءت الخطوة التالية بالانضمام إلى برشلونة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإسباني الليجا برشلونة لاس بالماس بيدري ريال مدريد
إقرأ أيضاً:
ذكريات الطفولة
مساء صيف باهت وبارد. تلامذة
يدرسون. على إيقاع
مطر منهمر خلف النوافذ
وفي قاعة الدراسة تلك، ملصق
بجانب بقعة قرمزيّة
يتمثل فيه قابيل
الهارب وهابيل الميّت
وعلى إيقاع رنين الجرس
تُسمع رعدة المدرس العجوز
الذي يحمل بين يديه كتابًا ويرتدي لباسًا مترهلًا وضيقًا وجوقة أطفال كاملة
تغني مقطوعة:
«ألف ومائة مرة، ومائة ألف مرة،
وألف مرة وألف، ومليون مرة»
مساء صيف باهت وبارد. تلامذة
يدرسون. على إيقاع
مطر منهمر خلف النوافذ
****
كان مساء ذلك الصيف،
مساء صافيًا، وحزينًا، وهادئًا،
نبتة سوداء ومغبرّة، متسلقة، تظلل
جدار الحديقة...
وإيقاع الماء في النافورة يرنُّ
صرّ مفتاحي في القفل القديم،
وبضجيج عالٍ، فتح الباب،
الحديدي المتعفن، وبإغلاقه، ضربَ الصمت
بشدة، في مساء لا حراك فيه.
وفي حديقة منعزلة، ترشدني
أصوات إيقاع فقاعات ماء
مزدوجة، إلى النافورة. تسكب النافورة
على الرخام الأبيض رتابتها
غنّت النافورة، أتتذكر يا أخي
حلمًا بعيدًا جدًا يجسد
أغنيتي الحالية؟
كان مساء صيف بطيء... بطيء
أجبت النافورة:
لا أتذكر يا أختاه،
لكنني علمتُ بأنّ أغنيتك الحالية بعيدة جدًا.
كان المساء نفسه: عندما سكب زجاجي
مثل اليوم، على الرخام رتابته.
أتتذكر يا أخي؟... نبات الآس الطويل،
الذي تراه، يُظلّل الأغاني الرائقة
التي تسمعها. ومن اللهب المُشعّ،
تُعلّق فاكهة ناضجة على الغصن،
كما هي الآن. أتتذكر يا أخي؟
كان هذا المساء نفسه البطيء
من أمسيات الصيف
لا أدري ما الذي تقوله لي أغنيتك المضحكة
يا أختي، يا نبع الأحلام السعيدة
أعرف أنّ صفاءك الكريستالي المبهج
عرف ثمار الشجرة الحمراء القانية
وأعرف أن مرارتي بعيدة الآن
تحلم في مساء صيف باهت
أعرفُ أنّ مراياك الجميلة تُغنّي
تنسخ هواجس عتقية للمحبين
ولكن حدثيني، يا صاحبة اللسان المسحور
حدثيني عن أسطورتي البهيجة المنسيّة
أنا لا أعرف أساطير مبهجة قديمة
بل أعرف حكايات عتقية من الشجن
كان مساء صافيًا، من يوم صيف بطيء
جئتَ وحدك، يا أخي، بحزنك
قبّلت شفتاك ماء حياتي الهادئ
وفي ذلك المساء الصافي، نطقتَ بحزنك
شفتاك الوقدتان، تحدثان عن حزنك
وكان بهما الظمأ نفسه، الذي بهما الآن
وداعًا إلى الأبد، يا نافورة الغناء
يا مُغنية الحديقة النائمة أزلًا ودعًا إلى الأبد
رتابتك، يا نافورة، أمرّ من حزني
صُرّت مفاتيحي في الباب العتيق
وانفتح الباب الصدئ بصوت حادّ
ثم، حين أغلق، دوّى ثقيلًا في صمت المساء الميّت
أنطونيو ماتشادو (1875-1939) شاعر إسباني بارز، من رموز جيل 1898، وُلد في إشبيلية وعاش معلّمًا للغة الفرنسية.
حسني مليطات أستاذ النقد والأدب المقارن المساعد في جامعة صحار