تجري الرياح كما تجري سفينتنا … نحن الرياح ونحن البحر والسفن … إن الذي يرتجي شيئاً بهمته … يلقاه لو حاربته الانس والجنُ … فأقصد إلى قمم الأشياء تركها … تجري الرياح كما رادت لها السفنُ.
وبعدين!! إن كنت قد أكملت مهمه في حياتك الشخصية أو أتممت تكاليف عملك او أديت عبادة لربك، اسأل نفس وبعدين؟
كن متيقناً بأن بعد آداء كل مهمه لابد أن تسأل نفسك وبعدين لأجل ان تصل إلى هدفك وغايتك من المهمة.
فهنيئاً لك على كونك منظماً ومنجزاً لمهامك وتكاليفك، وهذا يدل على سموك في تحقيق ما تسعى إليه، ولكن لما لا نحصر وندون نتيجة ما قمنا به، ومن ثم ننتفل إلى مرحلة التقييم والتطوير والمتابعة لتستمر نتائج الإنجاز إلى عملاً مستمر وذا قيمة وأثر وشغف لتسمو لأعلى قمةً في العطاء..
أغلبنا ينتظر حتى ما قبل الساعة الأخيرة لإكمال الأعمال لأجل القضاء وليس الأداء، كشراء الاحتياجات أو آداء المهام اليومية الشخصية أو واجبات العمل أو آداء العبادات، لا تتم إلا قبل انتهاء الوقت يسير، لأجل أن يقضيها ويتخلص منها، هنا أصبحنا ننجز لأجل أن نتخلص وليس لأجل ان نستمتع بنتائج المهام.
لماذا نضع أنفسنا في هذه الضائقة؟ هل بسبب انشغالنا الكاذب، أو بسبب كسلنا وإهمالنا، أو لقلت شغفنا وحماسنا، أم بسبب خوفنا من الفشل أو بسبب جهلنا المعرفي بقيمة مخرجات المهمة، أو لهذه الأسباب مجتمعة؟
اسأل نفسك دوماً، قبل البدء وبعد الانتهاء!!! وبعدين؟ لتكسب المعرفة والوعي بما ستقوم به وما نتائجه.
لمعرفة النتائج لابد أن نبتعد عن أمرين مهمين لنجني أفضل النتائج وهي البعد عن المماطلة والجهل بما نؤديه؟ وهناك ثلاثة أسباب تجعلنا نسير في طريق مظلم يجعلنا لا نعي ما دورنا في الحياة وهي:
التقليل من قدراتك الشخصية: كثيراً لا يثق بقدرته الشخصية على إنجاز العمل المخطط له والمحدد بزمان ومكان لأدائه، بل لا يثق بأنه سيكون لديه دافع للقيام في المستقبل بالعمل الذي بين يديه، ويبدأ في البحث عن الأعذار سواء كانت حقيقية أو وهميه، ونبدأ في البحث عن أعذار لتجنب القيام بالعمل، وهذه الأعذار في أغلب الأحيان هي مجرد مبررات نخلقها لأنفسنا لعدم القيام بالعمل.
المشاغل الكثيرة: في هذا العصر سريع المتغيرات المتطور تكنولوجياً، تزدحم حياتنا بالمشاغل التي تقعدنا عن القيام بالعمل الحقيقي. كيف يمكن لنا الاستعداد لأداء مهمة عمل ولدي العشرات من المراسلات الالكترونية لم يتم الرد عليها، أو كيف يمكنني آداء مهمة الشراء والزحام في الطرقات تعيق وصولي للمتجر او كيف يمكنني حجز موعد لدى الطبيب والموعد بعيد ورحلة الانتظار طويلة؟ لقد بات معظمنا عديم الإرادة امام هذا النوع من المشاغل.
التردد والشك: عندما نكون في شك من قدرتنا على النهوض بمهمه معينه، قد نجد أنفسنا نتخلى عن هذه المهمة، لنتمكن من الالتفات إلى مهمات أخرى، ونقول لأنفسنا من باب التردد: العمر طويل ويوماً ما، سأكون مستعد لإنهاء المطلوب، واقتناص الفرصة، ويوماً ما ستكون ظروفنا مناسبه أكثر، ولكن هذا اليوم قد لا يأتي أبداً.
اسال نفسك عندما تؤجل او تتكاسل أو لا تعرف قيمة المهمة؟ وبعدين! فالعمر يمضي والفرض تضيع.
عمرنا يتكون من مهمه وفرصه وشغف، وهي المادة الخام للحياة، فإضاعة كل ثانية من عمرنا دون إنجاز ولا نعي بقيمة المنجز فهي أشد من فقد المال، فإضاعة قيمة ذلك تقطعنا من القرب لله ولمكاسب الآخرة، إن التحرر من العقبات هي اول محطات النجاح ومعرفة قيمة ما نقوم به، التي ننطلق منها إلى حياة منظمة واستغلال أمثل للوقت والحياة بشكل مشترك.
قيل: (يظهر البطل من بين مئة رجل، والرجل الحكيم يظهر من بين ألف رجل، لكن الناجح قد لا يظهر حتى من بين مئة ألف شخص (.
قال أحمد شوقي: لا أعلم لك منصفاً إلا عملك.. إذا أحسنته جمّلك.. وإذا أتقنته كمّلك.
الخلاصة: اسأل نفسك قبل آداء أي عمل (وبعدين) لتعرف يقيناً نتائج ما ستقوم به، وجدول أعمالك ومهامكم لترتقي.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
الوالي بكرات يعد المقاولات بإنجاح مشاريعها في الصحراء.. ويقول: مطالبون بالعمل في محيط متقلب
وعد والي جهة العيون- الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، المقاولات المغربية بالعمل على إنجاح مشاريعها في الصحراء، وذلك في اللقاء الذي نظمه المجلس الوطني للمقاولة، التابع للاتحاد العام لمقاولات المغرب، مساء الجمعة بالعيون، والذي خصص لتسليط الضوء على الإمكانات والفرص الاستثمارية التي تزخر بها الجهة.
وقال بكرات، « نحن مع المقاولات المغربية التي تخلق الثروة والتي يستحق للمغرب أن يفتخر بها لأنها نموذج لمحيطنا الافريقي والعربي أيضا، نموذج يبعث على الأمل في محيطنا المتوسطي ».
وأضاف بكرات: « لكم انتظارات كرجال المال والأعمال، وهي لا يمكن اليوم للإدارة المغربية، وفي خضم الزخم التنموي الذي تعرفه بلادنا، إلا أن تكون لها الإجابة على كل أسئلتكم وكل انتظاراتكم ».
وتابع الوالي، « معبؤون جميعا من أجل تيسيير الأمور وتبسيط المساطير لإنجاح مشاريعكم في جهة العيون الساقية الحمراء، وأملي أن نتعبأ جميعا من أجل أن تكون بداية الخمسينية، بداية للمزيد من التقدم والرفاه والرقي خدمة للأهداف النبيلة التي سطرها جلالة الملك لهذا البلد الأمين ».
ويرى بكرات، أنه « في محيط متقلب يسعى إلى أهداف أخرى، جوابنا كمغاربة للعالم الآخر هو العمل في هذا العالم ».
وشدد المتحدث على أن مدينة العيون لها الشرعية التاريخية، إذ رُفع فيها العلم الوطني منذ خمسين سنة، وهي المدينة التي تعكس الرؤية الملكية للتنمية في القرن الـ21، فهي جهة الاقتصاد الأزرق والطاقة المتجددة، وهي جهة التنمية الشاملة، مؤكدا أن « جهة العيون لها من الإمكانيات لتكون قاطرة للتنمية المتعددة الأبعاد ».
وخلال نفس اللقاء، أكد شكيب العلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن « العديد من القطاعات الواعدة بجهة العيون- الساقية الحمراء، تعرف تطورا ملموسا، من بينها الصناعات الاستخراجية كالفوسفاط ببوجدور، والصيد البحري، والصناعات الغذائية، والطاقات المتجددة، فيما تظل قطاعات أخرى بحاجة إلى تعزيز ديناميتها، لا سيما السياحة المسؤولة، نظرا لما تزخر به الجهة من مقومات فريدة ».
وشدد المتحجث، على أن « العيون أضحت على مر السنوات مركزا اقتصاديا وتجاريا استراتيجيا، وجسرا طبيعيا نحو إفريقيا جنوب الصحراء، مؤكدا أن « هذه الجهة تمتلك مؤهلات كبيرة تشمل الموارد الطبيعية والبنيات التحتية، والأهم من ذلك، كفاءات بشرية واعدة تؤهلها لتكون قاطرة حقيقية للنمو على المستوى الوطني ».
الجمهور يتفاعل مع رايتشل زيجلر خلال عرض مسرحية «إيفيتا» في لندن