أجمع خبراء قانونيون وسياسيون على أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان الأسبق موشيه يعالون حول ارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب وتطهير عرقي في شمال قطاع غزة تشكل أدلة قانونية دامغة يمكن أن تستند إليها المحاكم الدولية في ملاحقة قادة الاحتلال.

وأكد الخبير في القانون الدولي، الدكتور سعد جبار، -خلال برنامج "مسار الأحداث"- أن تصريحات يعالون تعتبر "شهادة شاهد من أهلها"، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تتطابق تماما مع التكييف القانوني لجرائم التهجير القسري والتطهير العرقي في القانون الجنائي الدولي.

وقال يعالون في تصريحاته التي أثارت جدلا واسعا: "الطريق التي يجروننا إليها هي طريق الاحتلال والضم والتطهير العرقي، انظروا إلى شمال قطاع غزة، فهناك تهجير قسري، ولم يعد هناك بيت لاهيا ولا بيت حانون، ويعملون الآن في منطقة جباليا لتطهيرها".

وأكد لاحقا للإذاعة الرسمية الإسرائيلية تمسكه بما قاله، مشيرا إلى أن تصريحاته استندت إلى ما أبلغه به ضباط حول ما يجري هناك.

كسر حاجز الصمت

ومن جهته يرى الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، أن أهمية تصريحات يعالون تنبع من مكانته كشخصية يمينية معروفة وقيادي عسكري بارز، حيث شغل منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إبان الانسحاب من غزة عام 2005.

وأضاف أن هذه التصريحات قد تشجع آخرين على كسر حاجز الصمت داخل المجتمع الإسرائيلي.

وأثارت تصريحات يعالون موجة انتقادات شديدة في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، فقد وصف وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر تصريحاته بأنها "غير صحيحة وغير مسؤولة وتشهير بإسرائيل"، في حين اعتبر وزير الاتصالات شلومو كرعي أن مقارنة أنشطة الجيش الإسرائيلي بالتطهير العرقي "ليس كذبا خطيرا فحسب بل تجاوزا لكل الخطوط الحمر".

ومن زاوية أخرى، يشير الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة إلى أن هذه التصريحات تأتي في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات قانونية دولية، حيث تنظر محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية، وتتهم المحكمة الجنائية الدولية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيا.

وأضاف أن هذا يجعل إسرائيل مطاردة قانونيا ويكشف زيف روايتها أمام المجتمع الدولي.

مواقف داعمة لفلسطين

وأشار الحيلة إلى أن تصريحات يعالون تتزامن مع تجدد دعوات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، حيث صرح للإذاعة العسكرية الإسرائيلية بأنه "لا يكفي احتلال غزة بل يجب دفع سكانها إلى الهجرة الطوعية"، مؤكدا أنه يعمل على إقناع نتنياهو بتطبيق هذا المقترح.

وفي السياق ذاته، أوضح مصطفى أن هناك محاولات من نتنياهو لمنع أي صوت ناقد في إسرائيل، مشيرا إلى قرار حكومي بمنع نشر إعلانات حكومية في صحيفة "هآرتس" المعارضة، وعدم تقديم لوائح اتهام إلا ضد 15 جنديا إسرائيليا شاركوا في الحرب على غزة، معظمهم بتهم سرقة السلاح.

ولفت الحيلة إلى أن رفض إسرائيل التحقيق في الانتهاكات داخليا يعزز موقف المحكمة الجنائية الدولية، خاصة بعد أن أعلن المتحدث باسم المحكمة قبل أسبوع أن إسرائيل يمكنها تجنب مذكرات الاعتقال إذا حققت في التهم الموجهة إليها من خلال قضائها المحلي.

ورغم التهديدات الأميركية بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، يرى الخبراء أن العالم مقبل على تعددية قطبية ستؤدي إلى اصطفاف دولي واسع إلى جانب الفلسطينيين والقانون الدولي.

وأشار الحيلة إلى أن عددا متزايدا من الدول الأوروبية، التي كانت تعتبر صديقة لإسرائيل، بدأت تتخذ مواقف داعمة للفلسطينيين، مثل اعتراف إسبانيا والنرويج وسلوفينيا وأيرلندا بدولة فلسطين، وتعليق بعض صفقات التسليح من قبل كندا وبريطانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أن تصریحات

إقرأ أيضاً:

البيراوي: إسرائيل اعتدت مباشرة على القانون الدولي باعتدائها على السفينة «مادلين»

تستمر دولة الاحتلال الإسرائيلي في كسر كل القواعد العالمية سواء القانونية أو الأخلاقية أو الإنسانية، تعيث في الأرض فسادا، المكان الذي تطالها يدها تحرق فيه الأخضر واليابس، وكانت الكارثة الكبرى اليوم هي اعتراضها للسفينة «مادلين» التي تحمل مساعدات إنسانية لأهالي قطاع غزة، الذي تموت فيه الأطفال من الجوع، أو من قصف الطيران الهمجي لهذه الاحتلال الذي أمسى يتفشى في المنطقة كتفشي السرطان في الجسد.

وتعليقا على ذلك، أكد زاهر البيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، أن السفينة «مادلين» التي تم اعتراضها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لا تُشكل أي تهديد أمني، وتحمل على متنها مساعدات إنسانية فقط.

وأضاف «البيراوي»، في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية»، أن الاعتداء الإسرائيلي على السفينة «مادلين» يمثل اعتداءً مباشرًا على القانون الدولي، ويعكس استهتار الاحتلال بالأعراف الإنسانية والقانونية، خاصة أن المشاركين على متن السفينة هم نشطاء ومتطوعون دوليون، لا يخضعون لولاية الاحتلال، ولا يمكن محاكمتهم على عمل تضامني أو إنساني.

ولفت إلى أن «إسرائيل كعادتها تضرب بالقوانين عرض الحائط ولا تعترف بشرعية التحركات الحقوقية، وتعتمد في تماديها على دعم أمريكي وغربي مفضوح».

وأعلن عن أن «اللجنة ستواصل جهودها في تسيير سفن جديدة قريبا، ولن ترضخ لممارسات الاحتلال القمعية»، متابعا: «سنُبحر مجددا في أقرب وقت، ولن نتوقف حتى يُرفع الحصار الإسرائيلي الظالم عن غزة»، وشدد على أن «السفينة لم تنتهك القانون الدولي، وتمثل جزءًا من تحرك مدني سلمي لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة».

اقرأ أيضاًعاجل| حماس تدين اعتراض الاحتلال للسفينة «مادلين» وتطالب بكسر الحصار عن غزة

الصحة الفلسطينية: مستشفيات غزة تواجه خطر التوقف خلال يومين بسبب نفاد الوقود

الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر جديدة في غزة.. أكثر من 35 شهيدا منذ فجر أول أيام عيد الأضحى

مقالات مشابهة

  • حملة إسرائيلية دعائية مدفوعة لتبرير جرائم الإبادة في قطاع غزة
  • حماس تطالب بتحقيق دولي في مجازر العدو بحق الجوعى بغزة وتقديم قادة الاحتلال للمحاكمة
  • البيراوي: إسرائيل اعتدت مباشرة على القانون الدولي باعتدائها على السفينة «مادلين»
  • في اليوم الـ 4 من العيد.. قوات النازية الإسرائيلية تواصل ارتكاب جرائم الإبادة بغزة.. فيديو
  • حزب الوعي: الاعتداء الإسرائيلي على سفينة المساعدات مادلين عدوان سافر على القانون الدولي
  • إسرائيل تعلن العثور على جثة محمد السنوار في نفق بغزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق مسيرات لملاحقة السفينة مادلين
  • أسطرة المقاومة في مواجهة عوالم الموت الإسرائيلية
  • شهداء بغزة في ثاني أيام العيد واليونيسيف تطلق نداء استغاثة لوقف الحرب
  • شهداء ومصابون بينهم أطفال برصاص الاحتلال الإسرائيلي بغزة