الرؤية- سارة العبرية

تستضيف سلطنة عُمان ممثلةً بهيئة الطيران المدني "أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني "الإيكاو 2024" والاجتماع الوزاري رفيع المستوى، بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) ؛ وذلك تحت رعاية معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية.

ويُعقد هذا الحدث العالمي لأول مرة خارج مقر المنظمة في العاصمة الكندية مونتريال، وذلك خلال الفترة من 9 وحتى 12 ديسمبر في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.

ويشارك في الحدث أكثر من 600 مشارك من مختلف الدول الأعضاء بمنظمة الطيران المدني الدولي والمنظمات والهيئات العالمية، وبحضور أصحاب المعالي وزراء النقل وأصحاب السعادة رؤساء سلطات الطيران المدني.

ويتضمن برنامج الحدث عددًا من الجلسات النقاشية التي تتناول قضايا حيوية مثل الأمن السيبراني للطيران، وحماية البنية الأساسية للطيران من التهديدات الأمنية، فضلاً عن تسليط الضوء على أهمية تحقيق التوازن بين الأمن والاستدامة في قطاع الطيران، وسيجمع وزراء الطيران المدني ورؤساء سلطات الطيران المدني من مختلف دول العالم لمناقشة كيفية تعزيز التنسيق الدولي لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.

وفي 11 ديسمبر، يُعقد الاجتماع الوزاري رفيع المستوى في إطار "أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو2024"، وهو يعد خطوة مهمة نحو تحديد الأولويات الأمنية العالمية في قطاع الطيران قبيل الدورة الثانية والأربعين للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) المقررة في سبتمبر 2025، ويعد هذا الاجتماع منصة استراتيجية لمناقشة التحديات الأمنية الراهنة ووضع حلول مبتكرة تضمن مستقبلًا آمنًا للطيران المدني على مستوى العالم.

ومن المقر أن تنعقد جلسة شبابية تحت شعار "تمكين الشباب: تحقيق التوازن بين الجنسين في أمن الطيران"، والتي تسلط الضوء على دور الشباب في تعزيز أمن الطيران، مع مناقشة التحديات التي تواجه النساء في القطاع، بالإضافة إلى استعراض قصص النجاح والنماذج الملهمة التي تساهم في إحداث نقلة نوعية في المجال. كما تركز الجلسة على أهمية التوازن بين الجنسين في صناعة الطيران، مع تقديم توصيات عملية لتعزيز مشاركتهم في هذا القطاع الحيوي.

ويُختتم "أسبوع أمن الطيران 2024" بجولات سياحية للمشاركين، تتيح لهم استكشاف أبرز المعالم التاريخية والثقافية في سلطنة عمان، بما في ذلك زيارة سوق وقلعة نزوى ومتحف عمان عبر الزمان في الداخلية، ومسجد السلطان قابوس الأكبر وقصر العلم وسوق مطرح في مسقط. وتأتي هذه الفعاليات لتعزز صورة سلطنة عمان كوجهة متكاملة تدمج بين التقدم التقني والتاريخ العريق.

يُشار إلى أن استضافة سلطنة عُمان لـ"أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024" والاجتماع الوزاري رفيع المستوى، تعد خطوة مهمة نحو تعزيز مكانتها الدولية في مجال الطيران المدني، كما تعكس التزام السلطنة بتحقيق رؤيتها في تعزيز الأمن والسلامة في هذا القطاع الحيوي، لا سيما في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على قطاع النقل الجوي، ومن المؤمل أن يسهم هذا الحدث في تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي، مما يسهم في تحقيق مستقبل آمن ومستدام للقطاع على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: لمنظمة الطیران المدنی الطیران المدنی الدولی أسبوع الأمن أمن الطیران سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: تحديات الأمن المائي في ضوء خطة رئيس الوزراء

تُعد إدارة الموارد المائية أحد أعمدة الاستقرار والتنمية المستدامة في السودان، لا سيما في مرحلة ما بعد الحرب، التي تتطلب إعادة هيكلة شاملة لمؤسسات الخدمة العامة والبنية التحتية، وفقًا لخطاب التكليف الواعد الذي ألقاه رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس.

يرتبط الأمن المائي ارتباطًا وثيقًا بالصحة العامة، والزراعة والطاقة كما يشكّل عاملًا حاسمًا في الوقاية من النزاعات المجتمعية والصراعات الإقليمية. ومع ذلك يواجه السودان تحديات متجددة في هذا القطاع، من أبرزها: الاستخدام غير المستدام للمياه الجوفية، وتدهور البنية التحتية، وتناقص معدلات الأمطار بسبب تغير المناخ “برنامج الأمم المتحدة للبيئة، 2021” . يكشف هذا الواقع عن هشاشة المنظومة المائية، ويؤكد الحاجة إلى رؤية وطنية شاملة تتكامل فيها الأبعاد البيئية التنموية والاقتصادية.

الأزمة الأخيرة التي شهدتها ولاية الخرطوم بعد قصف منشآت الكهرباء بواسطة مليشيا الدعم السريع وتوقف محطة مياه المنارة، كشفت عن ضعف القدرة على إدارة الأزمات المائية، خاصة في سياق النزاعات المسلحة. فقد اضطر المواطنون للجوء إلى مصادر مياه غير آمنة، كالنيل مباشرة أو الآبار الجوفية ، مما أسهم في تفشي أمراض وبائية مثل الكوليرا “وزارة الصحة السودانية، 2025” . ولا تقتصر المخاطر على الصحة وحدها، بل تمتد إلى تهديد السلم الاجتماعي، خاصة في دارفور وكردفان، حيث تتحول نقاط المياه الموسمية إلى بؤر توتر بين المزارعين والرعاة برغم مشروعات حصاد المياه “وحدة تنفيذ السدود 2019 ” .

تشير البيانات المتاحة إلى أن السودان يمتلك نحو 85 مليار متر مكعب من الموارد المائية المتجددة سنويًا، أغلبها من نهر النيل، إضافة إلى مخزون جوفي يُقدّر بـ30 مليار متر مكعب، جزء كبير منه غير متجدد “وزارة الري السودانية، 2022؛ UNEP، 2021”. ومع تجاوز عدد السكان 48 مليون نسمة ومعدل نمو يفوق 2.5% سنويًا، تتزايد الضغوط على هذه الموارد بوتيرة مقلقة “البنك الدولي، 2023” ويستهلك قطاع الزراعة وحده قرابة 80% من إجمالي المياه “FAO، 2023” ما يبرز الحاجة الماسة لتحسين الكفاءة والحوكمة في إدارة الطلب.

هذا في وقت لا تتجاوز فيه نسبة السكان الذين يحصلون على مياه شرب آمنة 65% في المدن، وأقل من 40% في المناطق الريفية “البنك الدولي، 2023” هذا الواقع يستوجب مجهود عاجل من الجهات المعنية لإدارة هذه الموارد وفقا لخطة وسياسات قومية شاملة، تمكن البلاد في الاستفادة منها وادارتها بصورة آمنة.

في المقابل، أطلقت إثيوبيا مؤخرًا سياسة وطنية شاملة للمياه والطاقة تمتد لعشرين عامًا، تقوم على مبادئ العدالة، والشراكة مع القطاع الخاص، والحوكمة الرشيدة. وتعكس هذه الخطوة تحولًا استراتيجيًا في فهم الدولة لدور المياه كمورد سيادي وتنموي “وزارة المياه والطاقة الإثيوبية، 2025” . وقد أُعدّت هذه السياسة بمشاركة واسعة من المجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات الحكومية، في نموذج يمكن الاستفادة منه مع مراعاة خصوصية السودان المؤسسية والاجتماعية.

أما في السودان، وفي ظل غياب استراتيجية وطنية متكاملة للمياه، فإن البلاد تظل عرضة لتفاقم الأزمة، خاصة مع التأثيرات المتوقعة لمشروعات دول حوض النيل، وعلى رأسها سد النهضة، الذي يمثل تحديًا مباشرًا لتدفق المياه. فمع غياب التنسيق الإقليمي الفاعل، وتعطل المفاوضات بين السودان وإثيوبيا ومصر، يبقى الموقف السوداني ضعيفًا، في ظل عدم التوصل إلى رؤية مشتركة حول إدارة وتشغيل السد والاستفادة المتكاملة منه.

المرحلة الراهنة تفرض على الحكومة السودانية ضرورة صياغة سياسة وطنية استراتيجية للمياه، تقوم على تقييم دقيق لموقف الموارد المتاحة، ودراسة متعمقة لواقع العرض والطلب، مع تعزيز الفوائد وتأهيل البنية التحتية من خلال الجهات ذات الصلة. كما ينبغي دمج هذه السياسة ضمن برامج النهضة والسلام والتعافي التي يقودها السيد رئيس الوزراء، بما يضمن أن يصبح الأمن المائي دعامة للاستقرار، من خلال تبني سياسات متكاملة لإدارة الموارد المائية وفقًا للتغيرات المناخية. ويُعد موسم الأمطار الحالي مؤشرًا على تلك التغيرات، إذ تُظهر البيانات أن السودان من أكثر الدول تأثرًا بالمناخ “الهيئة العامة للأرصاد الجوية” .

وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة، فإن تحقيق الأمن المائي في السودان لا يمكن فصله عن مشروع الحكومة، ولا عن منظومة السلم الاجتماعي والإقليمي. وإذا لم تُبنَ سياسات المياه على أسس استراتيجية متكاملة تستشرف التحديات وتستفيد من تجارب الجوار، فستظل البلاد رهينة أزمات متكررة تقوّض جهود التنمية وتُعيد إنتاج الأزمات. فالمياه اليوم لم تعد مجرد مورد، بل أصبحت بوابة أساسية نحو الاستقرار وإعادة البناء والتنمية.

دمتم بخير وعافية.

إبراهيم شقلاوي
الثلاثاء 3 يونيو 2025م Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جبران يستعرض جهود مصر في تعزيز بيئة العمل مع وفد أصحاب الأعمال بجنيف
  • جهود كبيرة لقوات الدفاع المدني لضمان سلامة الحشود في يوم عرفة
  • وصول أول رحلة لشركة الطيران السعودية “فلاي ناس” إلى مطار دمشق الدولي بعد انقطاع لسنوات
  • لضمان سلامة الحشود.. جهود متكاملة لقوات الدفاع المدني في يوم عرفة
  • القاهرة تستضيف النسخة الرابعة من المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي «صحة إفريقياAfrica Health ExCon»
  • “الأمن السيبراني” بموسم حج 1446هـ: جهود استراتيجية لتعزيز حماية الأنظمة والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن 
  • القاهرة تستضيف النسخة الرابعة من المعرض الطبي الإفريقي «Africa Health ExCon»
  • الدفاع المدني يُنقذ منطقة الحدث من كارثة خطيرة.. وبيان يكشف عن الأضرار
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: تحديات الأمن المائي في ضوء خطة رئيس الوزراء
  • "الغرفة" تناقش تحديات قطاع السيارات ودوره في تعزيز الاقتصاد الوطني