قصص وأسرار تتواجد فى كل مكان ، ومنها ما يتواجد فى النباتات ، وهذا ما نجده داخل محافظة أسوان عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية .

ونلقى اليوم الضوء عبر عدسة " صدى البلد " على أحد أسرار النباتات ، والتى تتواجد داخل جزيرة النباتات التاريخية ، وتتجسد فى وجود شجرة " الست المستحية " .

محافظ أسوان يشارك في حوار مفتوح بختام فعاليات "أسبوع الشباب" تفاصيل اللقاء الجماهيري الأسبوعي بين 30 مواطنا ومحافظ أسوان الشجرة المستحية 

فجزيرة النباتات بأسوان تضم مئات الأنواع من النباتات النادرة توجد شجرة لها أوراق صغيرة خضراء لا تتميز باختلاف شكل أو لون أو رائحة أو ثمار، ولكن لديها سر عجيب، كونها "تستحى" من اللمس وتنكمش أوراقها بمجرد أن تلمس أوراقها.

 

فهذه الشجرة لها سر خاص بها كما يقول المرشد السياحى أحمد مصطفى يتمثل فى أنها تتميز بالإحساس الشديد وتنكمش أوراقها حينما يلمسها أى شخص كنوع من أنواع الدفاع، والتفسير العلمى لهذه الظاهرة هى أن النبات يسحب الماء من الأوراق إلى الساق حينما يشعر بالخطر.

فيما قال الدكتور عمرو محمود مدير عام الحديقة النباتية بأسوان بأن سر هذه الشجرة التى تبدو كأنها امرأة تستحى من لمس البشر لها وتنكمش أوراقها معبرة عن حيائها وسط أقرانها من الأشجار والنباتات المختلفة بالحديقة. 

وأشار بأن هذه الشجرة واحدة من الأنواع النباتية النادرة الموجودة فى الحديقة، ويطلق عليها اسم "الشجرة المستحية" أو "شجرة الست المستحية"، ولها سر خاص بها يتمثل فى أنها تتميز بالإحساس الشديد وتنكمش أوراقها حينما يلمسها أى شخص، وأن أسلوب الشجرة وحركتها هذه نوع من أنواع الدفاع. 

وأضاف عمرو محمود بأن الحديقة تحتوى على أكثر من 800 نوع نباتى مختلف، وكل نوع مليئ بالأسرار والقصص التى تروى عنه، خاصة أن هذه النباتات ذات أصول وجنسيات مختلفة، فهى جمعت من مختلف دول العالم لتغرس فى هذا المكان الذى يمثل مساحة 17 فداناً فى جزيرة وسط النيل بمدينة أسوان.

أسوان.. تفريغ منطقة الحبايب من العشوائية والإشغالات لمسةإنسانية..محافظ أسوان يأمر بالتدخل السريع لرعاية مجموعة من الأطفال قصص وأسرار 

وتابع بأن الحديقة النباتية فى أسوان تكونت عن طريق ترسيب الطمى قبل بناء السد العالى على الصخور الموجودة بنهر النيل، فكونت المساحة التى عليها الحديقة حالياً، وكانت عبارة عن مكان لزراعة أهالى أسوان ويستخدمونه فى أعلاف المواشى، حتى جاء اللورد الإنجليزى "كيتشنر" وحولها إلى حديقة عن طريق تجميع شتلات مختلفة من مختلف دول العالم بواسطة جنوده. 

كما أن الحديقة النباتية حالياً تمثل 3 مزارات فى مزار واحد وهى رحلة نيلية مميزة ورائعة وسط الصخور والمناظر الطبيعية الخلابة ورحلة ترفيهية بالإضافة إلى رحلة نباتية علمية، لكونها مؤسسة علمية فى المقام الأول، ومشاهدة نباتات نادرة وجميلة التى تمتد تاريخها لأكثر من 120 سنة. 
 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أسوان محافظة أسوان النباتات اخبار المحافظات

إقرأ أيضاً:

شجرة الغريب... مبادرة لإنقاذ "حارسة الدهر" في اليمن


شجرة الغريب كنز بيولوجي، وإرث ومعلم ثقافي، يروي تاريخاً عريقاً في اليمن، وأيقونة راسخة في جذور أرضه منذ أكثر من عشرين قرناً. عاصرت الأجيال والمراحل وأحداثها، فسطر اليمنيون حولها القصص والأساطير، وتغنّى بها الشعراء، واستظل تحت فيئها عابرون وعاشقون وزوار.

 

أطلق اليمنيون عليها اسم شجرة الغريب، بسبب غرابتها وضخامتها، وهي من أقدم المعالم الطبيعية في بلدهم، وتقع في مديرية الشمايتين، جنوبي مدينة تعز، جنوب غربي اليمن، ويُقدّر عمرها بأكثر من ألفي عام، ويبلغ قطرها نحو ثمانية أمتار، ومحيطها نحو 35 متراً، فيما يصل ارتفاعها إلى 16 متراً.

 

تُعرف شجرة الغريب أيضاً باسم "الكولهمة"، أما اسمها العلمي فهو "أدانسونيا ديجيتاتا"، وتنتمي إلى نوع الباوباب، وتُعد من أكبر وأقدم الأشجار في شبه الجزيرة العربية. يمتاز جذعها بلون رمادي يميل إلى لون جلد الفيل، بينما توفر أوراقها الكبيرة ظلالاً واسعة، تكفي عشرات الزوار تحتها في أيام الصيف القاسية.

 

في 21 إبريل/ نيسان الماضي تفاجأ السكان بتشقق الشجرة، وسقوط جزء منها على الأرض، حيث انشقت نصفين، وظهر تجويف في وسطها. وبررت السلطات المحلية ما حصل بوجود إهمال متعمّد، وعدم ري الشجرة خلال فصل الشتاء.

 

وأعقب ذلك إطلاق الصحافي اليمني معاذ ناجي المقطري، الذي يرأس المركز اليمني للإعلام الأخضر (YGMC)، الذي يهتم بقضايا المناخ والبيئة، مبادرة لإنقاذ شجرة الغريب بعنوان: "معاً لإنقاذ حارسة الدهر"، وهو الاسم الذي أطلقه على الشجرة الشاعر السوري سليمان العيسى.

 

واستعان المركز بفريق خبراء لتحديد أسباب انشقاق الشجرة، واقترح على السلطات المحلية مجموعة حلول عاجلة لإنقاذ الشجرة المهددة بالانهيار بالكامل. وجاءت هذه الخطوة انطلاقاً من مبدأ أن الحفاظ على هذه الشجرة هو مسؤولية بيئية تقع على عاتق الجميع، فجاء التحرك لإنقاذ الشجرة وفق خطة طموحة، مبنية على منهج علمي دقيق وشراكة مجتمعية واسعة.

 

أكد تقرير الخبراء الذين عاينوا شجرة الغريب بعد انشطارها أن سبب سقوط جزء منها يعود إلى تفاعل معقد لسلسلة عوامل بيئية، والهيكلية المتراكمة عبر السنين، وأشار إلى أن الجزء الباقي من شجرة الغريب مهدد بسبب عوامل بيئية وطول عمرها.

 

ولفت التقرير إلى أن "من أبرز العوامل التي أدت إلى انشقاق الشجرة تسرّب المياه إلى التجويف الداخلي المكشوف، ما زاد سرعة التحلل الفطري والبكتيري، خاصة مع بداية موسم الأمطار، ولا يزال هبوب الرياح القوية وزيادة وزن الشجرة نتيجة تشبعها بمياه الأمطار يشكلان تهديداً مباشراً يتطلب تحركاً فورياً لإنقاذ هذا المعلم التاريخي".

 

وشدد التقرير على ضرورة اتخاذ إجراءات علاج فورية تتضمن تنظيفاً دقيقاً للأجزاء المتحللة داخل التجويف، وتطهير المنطقة بمواد آمنة، وتغطية الجروح الكبيرة بمعجون متخصص، وتقييم الحاجة إلى دعم هيكلي مؤقت وعاجل.

 

يقول المقطري لـ"العربي الجديد": "شكلنا فور انشقاق الشجرة فريقاً ميدانياً ضم خبراء بيئيين ومهندسين زراعيين حدد المشاكل الخطيرة التي يواجهها التجويف الداخلي الضخم للشجرة بتحلل فطري وبكتيري واسع يصل إلى 90% من اللب الداخلي، وتسرب المياه عبر الشقوق، ووجود مستعمرات نشطة من النمل الأبيض. وهذه العوامل أضعفت هيكل الشجرة بشكل كارثي".

 

يضيف: "بدأت إجراءات الإنقاذ فعلياً مطلع يونيو/ حزيران الجاري، وشملت التنظيف والتعقيم الشامل، من خلال إزالة كل الأخشاب المتحللة والفطريات والنمل الأبيض والآفات من التجويف، واستخدام مواد عضوية بيئية لسد الشقوق الكبيرة ومعالجة الأنسجة المصابة، والري والتغذية البيولوجية. وتتطلب العلاجات التالية توفير المياه والمغذيات الحيوية لتعزيز قوة الشجرة، وإزالة الحوض الإسمنتي لتحرير الجذور ومنحها مساحة للنمو الصحي، ورعاية الشجيرة الصغيرة التي نمت في جوار الشجرة الأم، فهي أملنا في استمرار هذه السلالة النادرة".

 

ويشدد المقطري على أن "الهدف ليس إنقاذ الشجرة فقط، بل إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والذي سيُوفر لها حماية دولية، ويساهم في تدفق دعم عالمي للمشاريع البيئية في اليمن، ويعترف بالقيمة الطبيعية والثقافية الاستثنائية لشجرة الغريب التي تستحق هذا الاعتراف، فهي ليست مجرد شجرة، بل تجسيد حي للتراث الطبيعي العالمي، وقصة صمود بيئي وتاريخي يجب أن تروى للعالم أجمع".

 

ولطالما انتشرت القصص والحكايات حول الشجرة وأصل تسميتها، كما ارتبطت بعدد من الطقوس والممارسات لدى السكان خاصة في القرى المحيطة بها، وجذبت في الوقت نفسه السياح الأجانب، خاصة في الفترة السابقة على اندلاع الحرب في البلاد، لكن أدى بدء الصراع الأهلي في البلاد إلى معاناة الشجرة خلال السنوات الماضية من الإهمال، وعدم الرعاية مما أدى إلى إصابتها بعدة آفات وأمراض عطلت نموّها.


مقالات مشابهة

  • تعرف على توقيتات الصلاة فى أسوان .. اليوم
  • محافظ أسوان يسلم الأطراف الصناعية لـ 110 مستحقين بمركز التأهيل الاجتماعي الشامل
  • محافظ أسوان يسلم الأطراف الصناعية لـ 110 مستحق بمركز التأهيل الإجتماعى الشامل
  • توريد 553 ألف طن قمح للصوامع والشون والبناكر في أسوان
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تشعل ليالي “العسكري” بمدينة أسوان المصرية بوصلة رقص مثيرة على أنغام أغنية “الظار”
  • ما السور التى تقرأ فى صلاة الضحى؟.. تعرف عليها
  • شاهد| الكشف عن ثلاث مقابر أثرية جديدة في أسوان جنوب مصر
  • تعرف على توقيتات الصلاة في أسوان .. اليوم
  • محافظ أسوان يعتمد قواعد تنسيق قبول الطلاب بمدارس الثانوية العامة والخدمات والفني.. تعرف عليها
  • شجرة الغريب... مبادرة لإنقاذ "حارسة الدهر" في اليمن