قبل أن يدركه الغرق .. هل ينطبق القياس على حميدتي؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
+ … نظريّا الإجابة نعم؛ بس فيه فروقات عمليّة .. وصلت هنا ولقيت أحسن أكتب بوست عديل.
هكذا سألني الحبيب Abdelrahman Hamad وأجبته، قبل أكتر من شهر، لمن كتبت [١] عن حظوظ كيكل في العفو؛
ضمن آخرين سألوا أسئلة مشابهة، أو تساؤلوا في أتفسهم؛
وكما أجبت عبد الرحمن وقتها، فالإجابة المختصرة هي نعم؛
حظوظ حميدتي كاملة في العفو؛
بل ومازالت أمامه الفرصة ليسجّل إسمه كواحد من أعظم الشخصيّات في التاريخ؛
وانا متبرّع بي يدّي البكتب بيها دي أحفظ ليه الحاجة دي، واحفّظ إسمه للأجيال؛
وبقدر أعمل كدا بعون الله؛
ومستعد استسمح ليه الشعب السوداني كلّه؛
وبلقى خاطر عندهم ان شاء الله؛
لــــــــــــكـــــــــــن؛
تسليم القائد الأعلى، والمسئول الأوّل عن معاناة الملايين، ما زي تسليم جندي أو مستشار أو قائد ميداني في الميليشيا؛
ما مجرّد استسلام والسلام؛
يا وإنّما بتترتّب عليه مسئوليّات كتيرة وكبيرة!
لمن أقول مسئوليّات .
فأوّل ما قد يتبادر لأذهان الكثيرين هو المحاكمة والعقوبات؛
أبداً؛
أنا ما بتكلّم عن حاجات كعبة عملها، كلّنا عارفينّها؛
وإنّما بتكلّم عن حاجات كويسة مطلوب منّه يعملها؛
يعني قاصد مسئوليّة حاجات يعملها، مش حاجات يتعاقب عليها؛
مثلاً:
١- يذيع بيان يعلن فيه مسئوليته الكاملة عن الحرب دي، وما ترتّب عليها من أضرار للملايين؛
دي يمكن تكون أهمّ حاجة، زي ما ح أشرح بعد شويّة؛
٢- يوجّه رسالة واضحة لجنوده بالاستسلام والتسليم لأقرب وحدة عسكريّة للقوّات المسلّحة؛
طبعاً الحاجة دي بيسبقها و\أو يتبعها ترتيبات وضمانات والخ، لكن دي مسائل إجرائيّة يعني؛
٣- يدعو زعماء القبائل الأعلنت وقوفها مع الدعم السريع للعودة لمظلّة الدولة؛
طبعاً الحاجة دي برضو بتتصاغ بالصورة الدبلوماسيّة المطلوبة، وممكن تسمية شخصيّات زي موسى هلال وتِرِك لتنسيق الحكاية دي بالصورة الأمثل؛
٤- يعلن تبرّعه بكل ثروته الشخصيّة لجبر الضرر وإعادة الإعمار، بالإضافة لأموال وأصول الدعم السريع الواقعة تحت تصرّفه؛
ويمكن تسمية شخصيّات زي ناظم سراج وللا غيره من أمناء العمل الطوعي لمتابعة المسألة دي؛
ولا أرى مانعاً في الاحتفاظ بقليل من المال لتأمين مستقبل أسرته في المنافي؛
والقليل مسألة نسييّة، يعني قول مليون دولار عديل، من مليارات!!
المهم؛
الخيار البديل طبعاً هو إعادة الأموال والأصول لخزينة الدولة، لكن في ظروف الفوضى الحاليّة ممكن تجميدها وتخصيصها يكون أفضل، ووقعه أكبر في عمليّة السلام.
ممكن نواصل في تعديد الحاجات المطلوبة؛
ولو الحاجة دي باقية تحصل، فعن نفسي مستعد أتفرّغ لكتابة رؤية كاملة متكاملة للمطلوب؛
لكن حسّة بكتفي بالأمثلة دي، وأشرح الفلسفة الكامنة وراها؛
الفكرة الأساسيّة بتقوم على إنّه معاقبة حميدتي ما ح تفيدنا كتير؛
لو كتلناه وللا سحلناه وللا صلبناه، ما ماش يرجّع لينا أهلنا الماتوا في الحرب دي وللا كرامتنا الاتهدرت وللا أموالنا الاتنهيت؛
ما ح يقدر يعوّضنا عن الفات؛
لــــــــــــكـــــــــــن؛
هو مازال، بما لديه من النفوذ والأموال، مازال بيملك القدرة على تجنيبنا الجايي؛
مثلاً بالنسبة للنقطة الأولى الذكرتها دي؛
أنا قبل فترة قدّمت دعوة للجميع [٢] إنّنا كلّنا، على اختلافنا، نتّفق على تحميل المسئوليّة لحميدتي، عشان نقدر نطوي صفحة الحرب دي، بكل عداواتها وأضغانها، ونفتح صفحة جديدة كلّنا مع بعض؛
الحاجة دي طبعاً صعبة شديد، لكن ممكنة لو اتوفّرت الرغبة الصادقة والإرادة القوّيّة؛
لكن الحاجة الصعبة دي بتبقى ساهلة شديد لو بادر بيها حميدتي نفسه بالصورة العرضتها في (١) دي؛
يعني حميدتي وحده بقدر يعمل الحاجة دي أحسن منّنا كلّنا مع بعض!
وقس على ذلك بالنسبة لبقيّة الإجراءات العدّدتها أنا فوق دي، والممكن نعدّدها كلّنا مع بعض في التعليقات؛
فبالجملة يعني؛
حميدتي أكتر زول بيملك القدرة على تحقيق مطلبنا الكبير بتفكيك الدعم السريع؛
بتمنّى أكون اتوفّقت في شرح الفكرة من خلال هذا العرض المقتضب؛
ف كلامي الفات عن كيكل، والفوق عن حميدتي، أبعد ما يكون عن العاطفيّة كما فهمه البعض؛
لا عاطفيّة، لا سذاجة، ولا حاجة من دا؛
بل في الحقيقة هو كلام عقلاني “براغماتي”؛
يعني مبني على تغليب المصلحة؛
ولو حميدتي أخد بيه ..
فأنا زي ما قلت، متعهّد أتفرّغ ليه عديل عشان أساعده في الحاجة دي؛
وأنا عند وعدي بتخليد إسمه في كتاب التاريخ كواحد من العظماء؛
وما أظنّني وقتها بحتاج أتعب كتير في الحاجة دي؛
أظنّكم كلّكم ح تكونوا مستعدّين تشهدوا بعظمته!!
هل حميدتي ممكن يستجيب للحاجة دي؛
قبل أن “يدركه الغرق” ويكون لمن خلفه آية؟!
في حدود معرفتي بيه في الفضاء العام، كشخصيّة استبداديّة تعاني من عقد عميقة، فما بتوقّع استجابة؛
لــــــــــــكـــــــــــن؛
إذا كان فرعون، شخصيّا، ربّنا عزّ وجلّ رسّل ليه رسولين وقال ليهم ﴿فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشىٰ﴾ [طه ٤٤]؛
يبقى نحن ما حقّنا نقنع من زول؛
نعمل العلينا؛
ولو فيه احتمال واحد في المليون بس يستجيب، فبستاهل المحاولة بكل تأكيد، لأنّه بينقذ حياة ملايين من الموت والضياع والتشريد!
لكن حتّى لو مافي أيّ احتمال لاستجابة حميدتي؛
فالبوست دا ما لحميدتي وحده؛
وإنّما فيه رسالة ليك إنت، ولكلّ من يقرأه؛
وحميدتي بيمثّل نموذج حي يشرح الرسالة دي؛
العبرة في إنّه ماف حاجة عملتها ممكن تحرمك من فرصة إنّك تكون زول كويّس؛
ما محتاج تكون في مكان كويّس عشان تبقى زول كويّس وتباشر عمل الخير؛
وعلى قدر ما يتيحه لك ماضيك المظلم من فرص في إنّك تبقى أكعب، فبرضو بيتيح ليك فرصة عمل خير كبير يعوّض كلّ الشر العملته؛
الفكرة الحاولت أشرحها فوق إنّه المجرم بيملك قدرة على معالجة أثر شروره بنفسه أكبر من العند الخيّرين؛
وفي أدنى مستوى، ماف زول بقدر يعتذر بدلك زي اعتذارك إنت؛
مش كدا؟!
ان شا الله تكون الفكرة وصلت!
المرّة دي ما ح أقول #حميدتي_انتهى؛
بقول ان شا الله ربّنا يهديه ونقول حميدتي ابتدا!
Abdalla Gafar
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نور على نور
#نور_على_نور
د. #هاشم_غرايبه
العرب مولعون بالأنساب، وظلت كل قبيلة تفاخر بأصلها، ولم يغير دخولهم الإسلام من هذه السمة، والتي لم تحقق أثرا إيجابيا عبر التاريخ، بل ظلت محراكا للمنازعات السياسية.
لعل أكبر شرخ أصاب الإسلام مبكرا كان على خلفية التشيع لآل البيت، وأصله سياسي ناجم عن التنازع على الحكم وليس فقهيا، رغم أن الذين اعتُبروا أولى بالحكم، وهم ذرية علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا، لم يكونوا هم منشئوا الخلاف، ولا مطالبين بتولي الحكم بالقوة، بل كانوا يريدون اجتماع كلمة المسلمين، ودرء الفتنة، لكن استيلاء معاوية على السلطة بدعم من قبيلته بني أمية بعد أن بويع بها علي، أثار حفيظة بعض القبائل الأخرى التي لا تعتبر نفسها أقل أحقية من بني أمية، فيما تتقبل سيادة بني هاشم كونهم قبيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترضى بابناء ابن عمه الحسن والحسين كونهما ابني بنت رسول الله، لذلك رأوهما أحق بالحكم.
من هنا نشأ الخوارج بداية لأنهم اعتبروا قبول علي بالتحكيم تنازلا عن حق مشروع، وتولى الحسن بن علي إمارة المؤمنين بعد اغتيال أبيه، وحاول جمع الكلمة، فتنازل لمعاوية حقنا للدماء، لكن ذلك لم يرق لزارعي الفتن فاغتالوه بالسم، ثم واصلوا إغراء أخيه الحسين بدعمهم، فصدقهم وخرج بأهله إليهم، لكنهم خذلوه وتخلوا عنه، لتحدث أكبر مأساة في تاريخ الإسلام في كربلاء على يد يزيد بن معاوية.
والى اليوم، ما زال باذروا الشقاق الحاقدون على زوال ملك كسرى، يستغلون مشاعر البسطاء، ويحيون ذكرى تلك المناسبة الأليمة سنوياً، لنكأ الجرح وتأجيج الحقد في النفوس ومنع استعادة لحمة المسلمين.
هنالك خلط مقصود بين مفهومي أهل البيت وآل البيت، والمرجع الصحيح هو القرآن الكريم، فقد جاء ذكر الآل بمعنى الأتباع وليست الذرية، فذكر تعالى آل فرعون وآل لوط، لكنه حينما ذكر الإنتساب سماه (أهل)، فقال “إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ” [الحجر:60]، أي أتباعه المؤمنون، لكنه تعالى حينما ذكر امرأته جاء بمسمى الأهل فقال: “فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ” [الأعراف:83].
جاء ذكر الله تعالى لأهل البيت مرتين، في الأولى في خطاب الملائكة لزوجة إبراهيم عليه السلام: “قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ” [هود:73]، وفي الثانية مخاطبا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا” [الأحزاب:33].
لقد جاءت لفظة البيت في القرآن في الإشارة الى البيت الحرام وبيوت الله أي المساجد، لكن يتضح من السياقين الآنفين أن البيت جاءت مُعرّفة هنا لتشير الى الأقرب والذي هو مكان الإقامة، لأن أهل أي بيت هم العائلة التي تقيم فيه معاً، لذا فأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هم زوجاته وبناته، ولما كان الله لم يرزقه بالبنين، فذلك لأنه آخر الأنبياء من ذرية إبراهيم، وحتى لا يكون له ذرية تكون لهم حجة في النبوة والحكمة والملك.
قد يتساءل البعض: لكننا نصلي على محمد وآل محمد مئات المرات يوميا، فمن هم آله عليه الصلاة والسلام؟.
الآل كما تبين لنا سابقا هم الأتباع الذين يسيرون على النهج، وعلى رأسهم أهل بيت رسول الله، لذا هم كل المؤمنين المتبعين لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك يستحب الفقهاء أن نزيد فنقول: اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين. فالآل هم أهل بيته والصحابة والتابعين وكل من تبعهم بإحسان واستن بسنة نبينا الكريم.
وهنا قد يتساءل آخر: هل يجوز أن نشمل العامة اللاحقين من المسلمين مع النبي الكريم عند الصلاة عليه؟.
نعم يجوز بدلالة قوله تعالى: ” هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا” [الأحزاب:43]، فإذا كان العزيز القدير وملائكته المكرمون يصلون على المؤمنين، إذاً فقد أباح لنا ذلك.
إن مسألة تبجيل واحترام أهل بيت رسول واجب إيماني، وإبني ابنته الحسن والحسين وذريتهما ينسحب عليهم ذلك، لكن على ان لا يصل ذلك الى الاستجارة أو التوسل بهما، فذلك شرك ناقض للإيمان.