جمعية القضاة التونسيين تدين بشدة حادثة اختطاف القاضي حمادي الرحماني
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
أعرب المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين، عن استنكاره الشديد لما وصفته بأنه حادثة "اختطاف" القاضي البارز حمادي الرحماني باستعمال القوة وإصدار ست بطاقات جلب بحقه، معتبرة أن ذلك يعد خرقا للقانون والدستور.
وقالت الجمعية إنها "تدين بشدة ما أقدم عليه عميد قضاة التحقيق من إصدار لبطاقات جلب في حق قاض لما يمثله ذلك من خرق للدستور وللقانون واستهانة كبيرة بالضمانات القانونية التي نصّا عليها عند تتبع القضاة جزائيا وتعد وتجاوز للحصانة القضائية المخوّلة لهم".
وكان عدد من الأمنيين قد قاموا الاثنين الماضي، بإيقاف القاضي الرحماني بموجب صدور بطاقات جلب بحقه من عميد قضاة التحقيق في ست ملفات مختلفة، وفق تصريح سابق للمحامية منية بوعلي لـ"عربي21".
وقرر عميد القضاة حينها وبعد الاستماع إلى الرحماني الإبقاء عليه بحالة سراح وقد لاقت حادثة إيقافه رفضا واسعا وتضامنا كبيرا نظرا لما يتمتع به القاضي من شعبية كبيرة في الوسط العدلي من قضاة ومحامين وحقوقيين وحتى سياسيين.
وشددت الجمعية، في بيان لها، على أن "ما تعرض له القاضي حمادي الرحماني من تجاوز للدستور والقانون واعتداء بالعنف عليه وعلى زوجته يتجاوز شخصه لينال بشكل كبير وغير مسبوق بالضمانات الأساسية المخولة للقضاة وبالاحترام الواجب لهم بوصفهم أعضاء سلطة ولكل معاني النبل والاستقامة والعدل التي تتجسد فيهم".
وحذرت الجمعية، من "خشية أن يكون قرار عميد قضاة التحقيق المخالف لجميع الأعراف والقوانين وطريقة تنفيذه العاكسة لعودة السطوة الأمنية مجسدا لرغبة السلطة السياسية وتعليماتها بغاية النيل من الرحماني والتنكيل به ودالا على الحد الذي بلغه تدخّلها في القضاء وتحكّمها فيه وسيطرتها عليه".
وذكرت الجمعية "بمخاوفها الجدية نتيجة الاستهداف الممنهج الذي اتبعته السلطة السياسية خلال السنوات الأخيرة للقضاة وضمانات استقلالهم وللمؤسسات القضائية ولدورها في ضمان حياد القضاة ونزاهتهم وحماية مساراتهم المهنية".
وفي ختام بيانها، دعت الجمعية السلطة السياسية إلى "إعلاء صوت العقل والحكمة في التعامل مع القضاة المعفيين وإعادة فتح ملفاتهم والنظر في وضعياتهم بما يؤول إلى إنصافهم ورفع الظلم عنهم".
وحمادي الرحماني من أبرز القضاة بتونس، بدأ مهامه كقاض لسنوات طويلة ليتم عزله بمرسوم رئاسي في حزيران /يونيو من سنة 2022 إثر قرارات عزل شملت 57 قاضيا بتهم تتعلق الفساد وغيرها.
وكانت المحكمة الإدارية بتونس قضت منذ آب /أغسطس من عام 2022 بإيقاف تنفيذ قرارات العزل وعودة القضاة لنشاطهم إلا أن وزارة العدل رفضت تنفيذ القرارات.
ومنذ سنوات يعرف المرفق القضائي بتونس حالة من التأزم وفق تأكيدات القضاة والمحامين وذلك نتيجة تدخل السلطة في القرارات القضائية وغياب الاستقلالية وسحب صفة السلطة على القضاء واعتباره مجرد وظيفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التونسيين القضاء تونس القضاء جمعية القضاة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
توقيف مدير عام الأهلي طرابلس يثير جدلاً واسعاً.. والنادي يستنكر بشدة
أثار توقيف المدير العام لنادي الأهلي طرابلس، نور محمد، من قبل جهة أمنية في معبر رأس إجدير أثناء توجهه إلى تونس، مساء الأربعاء 28 مايو 2025، موجة استياء عارمة داخل الوسط الرياضي الليبي، وعلى وجه الخصوص بين جماهير الأهلي في العاصمة طرابلس.
وفي بيان رسمي، أعرب النادي عن غضبه الشديد واستنكاره القاطع لما وصفه بـ”الانتهاك الصريح للقانون والمسارات السلمية”، مشيرًا إلى أن المدير العام كان في مهمة عمل رسمية تتعلق بالتحضيرات الخاصة بمعسكر الفريق الأول لكرة القدم. وأضاف البيان أن التواصل مع نور محمد انقطع كلياً منذ لحظة توقيفه، في ظل غياب أي توضيح رسمي من الجهة المنفذة.
وعدّت إدارة الأهلي ما جرى “مساسًا خطيرًا بكيان المؤسسات الرياضية والاجتماعية في البلاد، وفتحًا لباب التجاوزات القانونية”، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المسؤول المحتجز، وحمّلت الجهة التي قامت بالإجراء كامل المسؤولية القانونية والإنسانية.
وتوالت ردود الأفعال المتضامنة مع نور محمد، حيث عبّر عدد من الشخصيات الرياضية والإدارية والإعلامية عن رفضهم لما اعتبروه تجاوزاً خطيراً، محذرين من انعكاسات مثل هذه التصرفات على مستقبل الرياضة الليبية. وأكدوا أن الصمت على مثل هذه الحوادث قد يفتح الباب أمام تكرارها، في ظل غياب الضوابط واحترام القانون.
وذهب البعض إلى اعتبار الواقعة امتداداً لتداخل الرياضة بالسياسة، في مشهد لا تزال تدفع ثمنه المؤسسات الرياضية والعاملون فيها، مطالبين بخلق بيئة آمنة تحترم الإداريين والرياضيين، وتفصل بوضوح بين الصلاحيات الأمنية والأنشطة المدنية.
وفي ظل غياب أي تصريح رسمي من الجهة التي نفذت التوقيف، يبقى مصير نور محمد مجهولاً حتى اللحظة، وسط حالة ترقب في الأوساط الرياضية والشارع الأهلاوي على وجه الخصوص. ويرى مراقبون أن هذه الواقعة تمثل اختباراً جدياً لمدى التزام الدولة بسيادة القانون وحماية العمل المدني والمؤسساتي، في وقت تمر فيه الرياضة الليبية بمرحلة حرجة تحتاج فيها إلى الاستقرار والدعم لا إلى التوتر والاضطراب.
ويبقى السؤال المطروح:
بأي حق يُحتجز إداري رياضي أثناء تأديته مهاماً رسمية؟