دراسة طبية حديثة تكشف عن سبب "غير مرئي" للعقم لدى الرجال والنساء
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة، قام بها باحثون في جامعة إيموري الأمريكية عن سبب "غير مرئي" للعقم لدى الرجال والنساء، وهو مشكلة شائعة تؤثر على ملايين الأزواج حول العالم حيث تتنوع أسبابه وتشمل عوامل بيئية ووراثية وصحية، وفقا لما نشرته مجلة الغارديان الطبية .
يعرف العقم بأنه حالة طبية تتعلق بعدم القدرة على الحمل رغم المحاولات المستمرة لمدة عام أو أكثر من دون استخدام وسائل منع الحمل وقد يصيب العقم كلا من الرجال والنساء على حد سواء وهو مشكلة شائعة تؤثر على ملايين الأزواج حول العالم.
واقترحت الدراسات أن التلوث الهوائي قد يساهم في زيادة حالات العقم ولكن لم يكن من الواضح ما إذا كان هذا التأثير يؤثر بشكل أكبر على الرجال أو النساء بسبب تعرض الطرفين لنفس المواد السامة وقد جعل ذلك من الصعب تحديد الوقت الذي يحدث فيه الضرر أثناء عملية الحمل حيث نظر الباحثون في بيانات نحو 1400 رجل وامرأة حاولوا الإنجاب باستخدام تقنية التلقيح الصناعي وقد سمح ذلك للباحثين بفحص البويضات والحيوانات المنوية المتبرع بها والتي تم إنتاجها بمعزل في بيئات مختلفة عن بعضها البعض.
وكانت الفكرة السائدة أن التلوث الهوائي يؤثر على النساء بشكل أكبر، ولكن أظهرت الدراسة أن تعرض الأب للتلوث يشكل مشكلة أيضا وأن التعرض الشديد للتلوث الهوائي من قبل الأم والأب قد يزيد من خطر العقم حيث يؤثر بشكل سلبي على البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.
وقالت أودري غاسكينز الباحثة في جامعة إيموري: نحن لا نفكر عادة في تعرض الشركاء الذكور للتلوث في فترة ما قبل الحمل ولكن ذلك مهم سواء من حيث الخصوبة وربما لاحقا في نتائج صحة الطفل.
وأظهرت الدراسة أن التعرض للجسيمات الدقيقة والكربون العضوي أثناء مراحل تشكل البويضات والحيوانات المنوية كان مرتبطا بشكل كبير بتأثيرات سلبية على بقاء البويضات على قيد الحياة، والإخصاب، وجودة الأجنة وتعد الجسيمات الدقيقة من الملوثات الهوائية الشائعة التي تنتجها المركبات التي تعمل بالديزل ومحطات الطاقة، وبعض المنشآت الصناعية بالإضافة إلى دخان حرائق الغابات.
أوضحت الدراسة أن التعرض للكربون العضوي أثناء تحفيز المبيض وهي الفترة التي يتم خلالها تحفيز الإباضة في عملية التخصيب في المختبر، يزيد من احتمالية عدم بقاء البويضات على قيد الحياة كما يبدو أن هذا الملوث يؤثر أيضا على تشكل البويضات والحيوانات المنوية وهي خطوات حاسمة في عملية التكاثر.
وأشارت إلى أن التعرض قصير الأجل لهذه الملوثات خلال فترات حاسمة يعد أمرا مهما جداكما أضافت أن مناطق الحرائق البرية التي تحتوي على مستويات عالية من الكربون العضوي هي مناطق ينبغي التركيز عليها بشكل خاص وحتى جودة الهواء داخل العيادات كانت تؤثر على النتائج وأن ارتفاع مستويات الكربون العضوي في اليوم الذي تم فيه إذابة البويضات كان مرتبطا بانخفاض معدل بقاء البويضات على قيد الحياة بينما كانت مستويات الأوزون العالية مرتبطة بمعدلات أقل للإخصاب.
وأكدت الدراسة أنه لم يكن هناك أي تأثيرات على العملية بسبب بعض الملوثات الهوائية مثل ثاني أكسيد النيتروجين.
ولتقليل المخاطر يمكن للأشخاص الذين يحاولون الإنجاب اتخاذ بعض الخطوات الوقائية مثل استخدام أنظمة تصفية هواء داخلية أو فلاتر التدفئة عالية الكفاءة (MERV) والتي تتعامل مع الجسيمات الدقيقة كما أوصت غاسكينز بتجنب المناطق ذات الازدحام المروري، والبقاء في الداخل في الأيام التي تكون فيها مستويات التلوث الهوائي مرتفعة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دراسة طبية العقم الدراسة أن أن التعرض
إقرأ أيضاً:
دراسة أهمية تقييم المضادات الحيوية المستخدمة في تربية الحيوانات
"عمان": أجرى فريق بحثي برئاسة الدكتورة سمية بنت عبدالله الكندية، أخصائية أبحاث ودراسات في كلية الصيدلة بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، دراسة علمية بعنوان "تقييم متبقيات المضادات الحيوية في الحليب والبيض المتوفر في السوق العماني".
ويأتي إجراء هذه الدراسة بعد الاطلاع على الدراسات البحثية العالمية والأدبيات المنشورة السابقة، التي أثبتت واقع التهديدات المتزايدة المرتبطة بسلامة الغذاء، خاصةً فيما يتعلق بوجود بقايا الأدوية البيطرية، كالمضادات الحيوية، في المنتجات الحيوانية المستهلكة يوميًا مثل الحليب والبيض.
حيث تمثل بقايا هذه الأدوية خطرًا على الصحة العامة، ليس فقط من ناحية التأثيرات السامة المباشرة، بل لارتباطها المباشر بتفاقم ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية، التي تُعد من أكبر التحديات الصحية في العصر الحالي، وهو ما يبرز الحاجة إلى دراسات علمية معمقة لتقييم مستوى الخطر، وتعزيز وعي المستهلك، وتحسين السياسات الرقابية ذات الصلة.
وأوصت الدراسة بضرورة توسيع نطاق التحليل ليشمل عددًا أكبر من العلامات التجارية والمنتجات، سواء كانت محلية أو مستوردة؛ لضمان مراقبة شاملة وأكثر تمثيلًا للسوق العماني. كما أبرزت النتائج أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي حول الاستخدام البيطري للمضادات الحيوية في تربية الحيوانات وآثاره المحتملة على صحة الإنسان ومشكلة مقاومة المضادات، وشددت الدراسة على أهمية الاستمرار في دعم برامج الرقابة والفحص الدوري، وتعزيز التعاون بين الجهات الأكاديمية والمختبرات الرقابية لضمان سلامة الأغذية ومطابقتها للمعايير الصحية العالمية.
أهداف الدراسة
سعت الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف العلمية والعملية، منها تقييم مدى وجود بقايا المضادات الحيوية في عينات من الحليب والبيض المتوفر في السوق العماني، سواء من المنتجات المحلية أو المستوردة؛ لتحديد مدى التزامها بالحدود المسموح بها من قبل الهيئات الرقابية الدولية. وهدفت الدراسة إلى تحديد المصادر الأكثر أمانًا من حيث خلوها من بقايا الأدوية البيطرية، وتكوين قاعدة بيانات علمية حول مستويات هذه المتبقيات في الأغذية المحلية، فضلاً عن دراسة انعكاساتها الصحية المحتملة. كما طمحت الدراسة إلى المساهمة في تطوير برامج توعوية تسهم في رفع الوعي المجتمعي بقضايا سلامة الغذاء، وتعزيز الشراكة البحثية بين المؤسسات الأكاديمية والجهات التنظيمية المعنية.
منهجية الدراسة
اعتمدت الدراسة منهجًا تحليليًا تجريبيًا قائمًا على الفحص المخبري الدقيق لعينة ممثلة من المنتجات الغذائية الحيوانية في السوق المحلي، حيث تم جمع (124) عينة من الحليب الطازج، و(129) عينة من البيض البني. وشملت العينات علامات تجارية محلية ومستوردة، وتم استخدام طريقة تحضير وتحليل عينات معتمدة في المختبرات تُستخدم لاستخلاص بقايا المبيدات أو الأدوية (مثل المضادات الحيوية) من المنتجات الغذائية قبل تحليلها بالأجهزة الدقيقة، وذلك لاستخلاص المواد المستهدفة. تلتها عملية تحليل كيميائي باستخدام تقنية الكروماتوغرافيا السائلة المقترنة بمطياف الكتلة، وهي من التقنيات المتقدمة التي تتيح الكشف عن كميات ضئيلة جدًا من المركبات الكيميائية. وشمل التحليل (35) مركبًا دوائيًا بيطريًا ينتمي إلى خمس مجموعات رئيسية من المضادات الحيوية.
نتائج الدراسة البحثية
أظهرت نتائج التحليل المختبري أن جميع عينات الحليب، سواء المحلية أو المستوردة، كانت خالية تمامًا من أي بقايا للمضادات الحيوية الخاضعة للفحص، مما يشير إلى مستوى عالٍ من الرقابة والامتثال للمعايير الصحية في منتجات الألبان. أما فيما يتعلق بعينات البيض، فقد كانت أيضًا خالية من المتبقيات، باستثناء ست عينات من علامة تجارية واحدة احتوت على مادة التايلوسين، وهي من مجموعة الماكروليدات، إلا أن تركيز هذه المادة في العينات كان ضمن الحد الأقصى المسموح به وفقًا للمعايير الدولية. وبناءً على هذه النتائج، خلصت الدراسة البحثية إلى أن الحليب والبيض المتوفرَين حاليًا في السوق العماني يُعدان آمنين للاستهلاك البشري. كما أشارت النتائج إلى وجود نظام رقابي فعال في المزارع وأسواق التوزيع، ساهم في الحد من انتقال بقايا الأدوية البيطرية إلى المستهلك.
الجدير بالذكر، أن هذه الدراسة البحثية نُشرت في مجلة علمية محكمة متخصصة في مجالات الصيدلة والتغذية والأمراض العصبية، مما يعكس جودة البحث وأهميته العلمية، وجاءت ضمن المشاريع البحثية الممولة من برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة، التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.