عربي21:
2025-12-13@22:31:11 GMT

مشروع اليوم الموالي

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

الواضح الآن، أن بؤر التوتر تتزايد في العالم، وتنتقل من القارة الإفريقية، التي تتجه أكثر إلى الاستقرار جنوبا، إذ وصل إليها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، تحديدا، إلى أنغولا، بحثا عن صورة بيضاء للديمقراطية الأمريكية الملطخة في غزة بالسّواد، قياسا بشمالها، حيث النفوذ الفرنسي القديم المتآكل يوما بعد يوم.



التوتر بدا كالعدوى، ينتقل أيضا من الشرق الأوسط، ذي التراكم التاريخي، كأكبر مشكلة جيوسياسية، تتقاطع وتتضارب فيها مصالح عدة دول وأقاليم وكيانات، باتجاه أوروبا وشرق آسيا.. هذه العدوى، تناقلتها رياح الاعتداءات والتغيير الذي قد يعصف بكثير من الحكومات في الغرب الأوروبي، بسبب هشاشة الوضع الاقتصادي الناجم عن المقاطعة المتهوِّرة لغاز روسيا تحديدا، لاسيما وأن فصل الشتاء قد حلّ، والتكاليف قد تتضاعف في غياب تصّور واضح لنهاية الأزمة الروسية الأوكرانية، حتى مع وعود ترامب بحلّ الخلاف بكبسة زرٍّ سحرية.

السِّحر انتشر ووصل إلى كوريا الجنوبية، حيث يمكن أن تعصف الأزمة هناك بالرئاسة، بعدما حدث من إعلان حالة الطوارئ ثم التراجع عنها تحت ضغط البرلمان ورفضه لهذه الأحكام. هو الأمر ذاته تقريبا ما يحدث في فرنسا التي لم تعرف حدثا يشبه ما حدث بعد حجب الثقة عن الحكومة منذ 1962.

كلُّ هذه البؤر مصدرها يكاد يكون واحدا: الاستعمار القديم الحديث، والرأسمالية المتوحِّشة اللاهثة وراء استغلال مقدرات الشعوب والأوطان، التي لا تؤمن بالسياسات القُطرية ولا بالاستقلال ولا بالاستقلالية، والمقاومة لهذا الإرث المتآكل عالميا.

مركز الثقل الجيوسياسي، هو القضية الفلسطينية، وهي قضية تصفية استعمار، مثلها مثل الصحراء الغربية، التي جدولتها من جديد الأمم المتحدة قبل أيام على القاعدة ذاتها ضمن اختصاصات اللجنة الرابعة، المعنية بـ”تصفية الاستعمار وتقرير المصير”، بما يفيد ضربة جديدة للنظام السياسي في الغرب وفي فرنسا ومن سار في درب المسار غير الدولي للحلِّ في قضية الصحراء الغربية.

الجوهر هو القضية الفلسطينية التي بات المجتمع الدولي عاجزا عن فرض حلٍّ لها، في ظل تمترس الولايات المتحدة كدولة عظمى إلى جانب الكيان المحتل، دعما ماليا وعسكريا وسياسيا ومظلة حماية ووقاية قانونية.

هذا العجز أوصل إلى الكارثة الإنسانية في غزّة وفي الضفة، وصولا إلى لبنان، ثم هاهي الأيادي العابثة باستقرار المنطقة، دعما للكيان وللإدارة الأمريكية التي تبحث منذ أكثر من ثلاثين سنة عن قلب الأنظمة ضمن ما سمي “ثورات الربيع العربي”، لاسيما في الدول التابعة سابقا للاتحاد السوفياتي.

يصل الأمر إلى محاولة جرّ سورية، وهي حلقة الجسر الكبير بين الصين وإيران وروسيا، عبر مشروع خط الحرير باتجاه مرافئ لبنان وسورية وفلسطين، جرّها باتجاه “التخريب الممنهج”، على قاعدة “الفوضى الخلاقة”، التي قد تخلق واقعا جديدا مناسبا لصالح الكيان ضمن رؤيته لشرق أوسط جديد، يتماشى ومخطط خارطة الطريق الملتفّ على طريق الحرير الصيني الروسي، التي أظهر نتنياهو صورتها يوم زيارتها المشؤومة إلى الأمم المتحدة في ظل الإبادة الشاملة في غزة والعدوان على لبنان.

بؤرة تتفاقم في الشرق الأوسط، وتضارب وتقاطع المصالح كثيرة، والخيارات قليلة، في انتظار حل سياسي تفاوضي يجنِّب المنطقة كلها سوء العاقبة. أمرٌ تدركه كل دول المنطقة، أساسا سورية وإيران وروسيا وتركيا والعراق، وإذا لم يوجد لها حلٌّ سياسي، لا عسكري، فقد نشهد موجة أخرى من الدمار لعشر سنوات أخرى على أقلِّ تقدير.

في انتظار ثلاثية بغداد والأستانة في قطر، وموقف وقرار الجامعة العربية، الحل لن يكون إلا ضمن هذه الأطر.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التوتر غزة روسيا كوريا الجنوبية سوريا غزة روسيا الاحتلال كوريا الجنوبية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا، عن الدول التي يفضل أن يأتي منها المهاجرون إلى الولايات المتحدة، وهي النرويج والسويد والدنمارك.

وحسب صحيفة "نيوزويك" الأميركية تساءل ترامب: "لماذا لا يمكن أن يأتي بعض الناس من النرويج أو السويد أو الدنمارك، مضيفا: "أرسلوا لنا بعض الناس الطيبين، هل تمانعون؟"

في المقابل، وصف ترامب دولا مثل الصومال وأفغانستان وهايتي بأنها "مليئة بالجريمة"، مستعرضا موقفه من الهجرة من هذه الدول.

وقال ترامب: "لم أقل "جحيم"—أنتم من قالتم ذلك"، مؤكدا على موقفه الداعم لوقف دائم للهجرة من دول العالم الثالث.

وأضاف أن الولايات المتحدة تستقبل دائما مهاجرين من أماكن وصفها بأنها "مليئة بالجريمة".

وفي أواخر نوفمبر  الماضي، أعلن ترامب، أنه يعتزم وقف الهجرة من "دول العالم الثالث"، بعد إطلاق مواطن أفغاني النار على جنديين من الحرس الوطني في واشنطن.

وهدد أيضا بإلغاء "ملايين" الطلبات المقبولة التي منحت في عهد سلفه جو بايدن، و"ترحيل أي شخص لا يقدم للولايات المتحدة قيمة إضافية".

كما أوضح ترامب أنه سيضع حدا لكل المساعدات الاتحادية لغير الأميركيين، وسيرحل أي أجنبي يطرح خطرا أمنيا أو "لا ينسجم مع الحضارة الغربية".

مقالات مشابهة

  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • أمين حزب الله: أحبطنا محاولات اجتياح لبنان وابتلاعه
  • فنزويلا تنسحب من «المحكمة الجنائية الدولية».. آخر تطورات التوتر مع أمريكا!
  • القناة 12 الإسرائيلية: المستوى الأمني يضغط باتجاه شن عملية تستهدف حزب الله
  • هجوم مُركّز من التيّار على وزير الطاقة
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • تغيير في حركة السير بوسط بيروت… اعتماد اتجاه واحد في شارع اللنبي
  • زحمة خانقة على طريق نفق المطار باتجاه صيدا بسبب حادث سير
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟