بعد فوزه بفترة رئاسه ثانية، وخلال تواجده في منتجعه «مار إيه لاجو»، بدأ دونالد ترامب في تنفيذ خطط ضخمة لتشكيل إدارته وإحداث تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية؛ إذ أوضح كبار مساعديه، بما فيهم شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، أنهم أجروا اتصالات مكثفة مع مشرعين في الكونجرس ومبعوثين دوليين، لوضع رؤية ترامب موضع التنفيذ بسرعة وفعالية.

1- الضرائب والميزانية

أوضح تقرير لصحيفة «فاينينشال تايمز»، أن إحدى أولويات ترامب الكبرى تمديد التخفيضات الضريبية التي جرى إقرارها عام 2017، والتي من المقرر أن تنتهي العام المقبل، ومع هيمنة الجمهوريين على الكونجرس، يبدو أن الرئيس المنتخب في وضع جيد لتحقيق أهدافه، بالإضافة لتمديد التخفيضات الضريبية للأفراد؛ إذ يطالب بإلغاء ضريبة الدخل على الإكراميات والعمل الإضافي، كما يدعو لمزيد من التخفيضات الضريبية للشركات المصنعة في الولايات المتحدة، وأيضا تعهداته بإلغاء إعفاءات الضرائب الخاصة بالطاقة النظيفة التي فرضها بايدن.

2- التجارة

من المتوقع أن تهيمن الحروب التجارية على فترة رئاسته الثانية، فيما يعتزم ترامب استخدام الرسوم الجمركية بشكل قوي ضد حلفاء الولايات المتحدة وخصومها، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات كندا والمكسيك، و10% على السلع الصينية، كما هدد بفرض رسوم بنسبة 100% على دول مجموعة البريكس إذا ابتعدت عن الدولار الأمريكي.

3- الهجرة والحدود

واحدة من أهم قضايا حملته الانتخابية، تنفيذ حملة واسعة ضد المهاجرين غير المسجلين، ويعتزم ترامب إجراء ترحيل جماعي، مع التركيز على ترحيل المجرمين العنيفين أولا، كما يتوقع أن يبدأ الترحيل بمليون شخص، وقد يشمل استخدام الجيش وتوسيع مرافق الاحتجاز، وهناك مخاوف بشأن تأثير هذه السياسات على المجتمعات الأمريكية وسوق العمل؛ إذ تشير التقديرات إلى وجود 11.7 مليون مهاجر غير موثق في البلاد.

4- السياسة الخارجية والنزاعات الدولية

وعد ترامب بأن يكون صانع السلام في العديد من النزاعات الدولية، وقدم دعمه لاتفاقات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وسعى للتوسط في اتفاقات لوقف إطلاق النار في غزة، كما عين كيث كيلوج، الجنرال المتقاعد، للتوسط في حل النزاع بين روسيا وأوكرانيا.

ويلتزم ترامب بتسوية النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا بسرعة، بمجرد توليه منصبه، وهو ما كان قد وعد به خلال حملته الانتخابية.

وتعد النقاط السابقة، أبرز أولويات ترامب في الأيام الأولى من رئاسته الثانية؛ إذ يهدف إلى تحقيق تغييرات واسعة في السياسة الداخلية والخارجية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ترامب

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تتبنى قرارًا لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس ترحب

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الخميس، قرارًا بأغلبية ساحقة يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية، ورفض استخدام التجويع كسلاح حرب، رغم اعتراض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وعدد محدود من الدول.

وجاء القرار الذي تبنته الجمعية العامة المكونة من 193 دولة، بعد أيام من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإفشال مشروع مماثل، ما أثار موجة انتقادات دولية واتهامات لها بالانحياز المطلق للاحتلال، والتغطية على جرائمه المتواصلة في القطاع المحاصر.

149 دولة صوتت لصالح القرار، في مقابل رفض 11 دولة فقط، بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت، ما يعكس عزلة سياسية واضحة للموقف الأمريكي والإسرائيلي. وينص القرار أيضًا على الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، وإعادة المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل.

من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" القرار بمثابة انتصار سياسي وأخلاقي لشعب غزة ومقاومته، ودليلًا على فشل الرواية الإسرائيلية والدعم الأمريكي في كسب الشرعية الدولية، مؤكدة أن الإرادة الحرة للدول والشعوب تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم في رفضها للإبادة الجماعية والحصار.

وفي بيان صحفي صدر عن الحركة، ورصدته "عربي21"، رحّبت "حماس" بأغلبية الأصوات الساحقة التي صوتت لصالح القرار الأممي، معتبرة ذلك دليلاً على عزلة الاحتلال وتهاوي روايته الدعائية، وعلى سقوط مزاعم "الدفاع عن النفس" التي تروّج لها إسرائيل وتتبناها الولايات المتحدة لتبرير حرب الإبادة في غزة.

وبحسب البيان، فإن القرار الذي أدان استخدام التجويع كسلاح حرب، وأكد على ضرورة فتح الممرات الإنسانية وضمان تدفق المساعدات، يعكس الإرادة الحرة للمجتمع الدولي، ويؤكد أن "الحق الفلسطيني لا يزال حاضرًا في وجدان العالم، رغم محاولات تشويهه وتغييبه".

ورأت "حماس" أن التصويت الكاسح في الجمعية العامة، والذي جاء بعد أيام فقط من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مشابه في مجلس الأمن، يمثل ردًا حاسمًا على الانحياز الأمريكي الفج، ويكشف فشل الولايات المتحدة في "فرض إرادتها أو عزل المقاومة الفلسطينية".

وأكدت الحركة أن محاولة واشنطن تمرير إدانة لحركة حماس داخل الجمعية العامة خلال المداولات لم تلقَ تجاوبًا من الدول الأعضاء، مما يشير إلى أن العالم بات أكثر وعيًا بـ"الواقع الاستعماري والإجرامي" للاحتلال الإسرائيلي، وأقل قابلية للابتزاز السياسي والإعلامي.

دعوة لتحويل القرار إلى خطوات عملية

ودعت "حماس" في ختام بيانها الأمم المتحدة إلى عدم الاكتفاء بالقرار، بل العمل على تحويله إلى إجراءات عملية مُلزمة، من شأنها وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار المتواصل منذ 17 عامًا، ومحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم الموصوفة بأنها إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

كما شددت الحركة على أن المدنيين في قطاع غزة، وخاصة الأطفال والنساء، يواجهون شبح المجاعة والموت الجماعي، وأن التحرك الدولي الآن بات واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون مسؤولية سياسية أو قانونية.

في المقابل، هاجم مندوب الاحتلال، داني دانون، القرار، ووصفه بأنه "مهزلة" و"فرية دم"، معتبرًا أنه يُضعف جهود تحرير الرهائن، ويفتح المجال أمام "شرعنة الإرهاب"، على حد قوله، وهو موقف أثار ردود فعل غاضبة من عدة وفود دبلوماسية، خاصة من دول الجنوب العالمي.

ليبيا، وعلى لسان مندوبها طاهر السني، أكدت أن "وصمة عار ستلاحق من يصوتون ضد القرار"، في حين أشار مراقبون إلى أن تصاعد التحركات الدولية في الجمعية العامة يعكس فقدان الثقة بالقدرة الأمريكية على فرض تسوية عادلة، في ظل استمرار الحرب ومأساة المدنيين في غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • مستشار بالأمم المتحدة: قرار وقف إطلاق النار في غزة يواجه الفيتو الأمريكي
  • مقتل نائبة ديمقراطية وزوجها في هجوم مسلح
  • مقتل نائبة ديمقراطية وزوجها في هجوم مسلح.. وترامب يتوعّد
  • 12 دولة رفضت وقف إطلاق النار في غزة .. ما هم ولماذا فعلوا ذلك؟
  • جيش الاحتلال: إسرائيل بأكملها تحت النار
  • وزير الخارجية: مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة فور وقف إطلاق النار
  • جينجر تشابمان: إدارة ترامب فقدت السيطرة على السياسة الخارجية
  • الأمم المتحدة تتبنى قرارًا لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس ترحب
  • الجمعية العامة تعتمد بالأغلبية قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة
  • شهيد في النبطية إثر خرق جديد للاحتلال في لبنان (شاهد)