دور المرأة في الحياة السياسية.. دورة تثقيفية بحماة الوطن بالإسكندرية
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
أطلقت أمانة المرأة بالتعاون أمانة الشؤون السياسية بحزب حُماة الوطن بالإسكندرية، أولى فعاليات دورة التثقيف السياسي بعنوان "دور المرأة في الحياة السياسية" والتي من المقرر استمرار فعاليتها يوم الخميس ١٢ ديسمبر الجاري بأحد الأندية الاجتماعية بمنطقة سموحة، تحت رعاية اللواء طارق بركات رئيس قطاع شمال وغرب الدلتا، وتوجيهات الأستاذ محمد السيد مجاهد الأمين العام للحزب بالإسكندرية، وبإشراف الدكتور رجائي عزت الأمين العام المساعد وأمين أمانة التنظيم.
أكدت الدكتورة ماجدة الشاذلي، رئيس المجلس القومي للمرأة بمحافظة الإسكندرية، أن الجمهورية الجديدة تعتمد على محورين الأول البنية التحتية والثاني بناء الشخصية المصرية التي تتضمن الثقافة والفنون والرياضة والوعي، لخلق جيل واعي ومثقف لذا فإن المرأة تلعب دورا محوريا لتعزيز المشاركة السياسية وبناء مستقبل الوطن.
وقالت النائبة الدكتورة سما سليمان، أمين الشؤون السياسية المركزية بالحزب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتمامًا خاصًا بدعم المرأة في مختلف المجالات، لاسيما الحياة السياسية، مضيفة إلى أن تنشئة الأطفال بطريقة صحيحة تتطلب رقابة مستمرة، لضمان وعيهم وحمايتهم، مؤكدة على أهمية دور المرأة المثقفة والواعية في بناء جيل قادر على النقد والتحليل ومواجهة الشائعات.
وأكدت الأستاذة رانيا الشيمي، أمين أمانة المرأة، أهمية تنظيم الفعاليات التوعوية التي تسلط الضوء على الأدوار الرئيسية التي تلعبها المرأة في المجتمع، مشيرة إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية دعم مشاركتها في الحياة السياسية، مؤكدة أن الفعالية تُعد فرصة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه النساء، والعمل على إيجاد حلول عملية تمكنهن من تحقيق تأثير أكبر في صنع القرار.
وأكد اللواء ممدوح النمر، أمين أمانة الشؤون السياسية بالحزب، أن الفعالية تأتي في إطار استراتيجية الحزب لدعم دور المرأة وتمكينها كعنصر أساسي في بناء المجتمع، مشددًا على أهمية إعداد قيادات نسائية تستطيع مواجهة التحديات السياسية والمجتمعية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاسكندرية حماة الوطن دورة التثقيف السياسي المزيد المزيد الحیاة السیاسیة دور المرأة المرأة فی
إقرأ أيضاً:
حين تشغلنا التحليلات السياسية وننسى أنفسنا
إبراهيم بن سالم الهادي
بينما تنهض أمم الأرض من بين ركامها، وتنسج مُستقبلها بخيوط العمل والمعرفة والابتكار، تبقى مجتمعاتنا العربية منشغلة بتحليل تقلبات السياسة، وتتبّع تحركات الساسة، والتكهّن بما سيقوله الرئيس أو الوزير الفلاني، أو ما إذا كان الاجتماع الرباعي سينتهي ببيان مُشترك أم بخيبة أمل جديدة.
الخسارة الفادحة أن هذا الانشغال المحموم بتفاصيل لا تُغني ولا تنفع، جاء على حساب القضية الأهم.. صناعة الإنسان، فكم من الطاقات الفكرية والعملية أُهدرت في جدالات عابثة، بينما الحقيقة المُؤلمة تئن بصمتٍ في زوايا الوجدان، مفارقة مُرّة أن تطمح أمة للنهضة، في حين يستهلك أفرادها أوقاتهم في تحليل سياسات الآخرين، دون استثمار وقتهم في عملٍ ينفعهم، يتجادلون في مجموعات الواتساب حتى الشجار، غير مدركين أن الحقائق بعيدة عن عقلية المقاهي.
فماذا بعد؟
علينا أن نحوّل شغفنا السياسي إلى وعي منتج، لا إلى جدال لا ينتهي، أن نُعيد ترتيب أولوياتنا، ونوجّه طاقاتنا نحو التعليم، والتفكير النقدي، والمبادرات المجتمعية، لدينا في عُمان ثروات طبيعية هائلة، ليست فقط نفطًا وغازًا؛ بل فرص كامنة في الجبال، والسواحل، والصحاري، نحن لا نحتاج إلى اكتشاف قارات جديدة، بل اكتشاف الإنسان العُماني من جديد، وتمكينه من تحويل هذه الكنوز إلى فرص.
تخيّل لو تمَّ تأسيس مراكز وطنية لتعليم الشباب مهارات متقدمة مرتبطة بهذه الثروات، ففي ظفار يمكن إنشاء معاهد بحثية متخصصة في النباتات الطبية والعطرية، كاللبان والنباتات النادرة، تصدّر منتجاتها للأسواق العالمية لا كمواد خام، بل كعلاجات ومواد تجميل تحمل علامة "صُنع في عُمان". أما في صحار والدقم؛ فيمكن تأسيس مدارس تقنية تُعنى بتحويل المعادن والصخور إلى صناعات ذكية مثل مكونات الطاقة الشمسية، وبطاريات الليثيوم، ومواد البناء الخضراء، وفي الباطنة والشرقية يمكن تنفيذ مشاريع زراعية تعليمية تُدرّب الطلبة على الزراعة الذكية المائية والعمودية وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتصدير. وعلى سواحلنا يمكن إنشاء أكاديميات لعلوم البحار والصيد المستدام، تُعِدّ شبابنا لصناعة سفن حديثة، واستخراج منتجات بحرية عالية الجودة تُعبّأ محليًا لكن هذه المشاريع تتطلب تبنيًا وطنيًا حقيقيًا، عبر وزارة الاقتصاد، أو لجنة وطنية مشتركة من الجهات ذات العلاقة، تضمن تنسيق الجهود وتوجيه الموارد نحو تحقيق هذه الرؤى، بعيدًا عن التشتت والمبادرات الفردية غير المستدامة.
هذه ليست أحلامًا؛ بل رؤى قابلة للتحقيق إذا ربطنا التعليم بسوق العمل، وزرعنا في الإنسان العُماني طموح أن "يكون هو المشروع"، لا مجرد باحث عن وظيفة، فالمشاريع العملية لا تُنتج وظائف فقط، بل ترفع من مستوى المعيشة، وتقلل الاعتماد على الخارج، وتضع الدولة على طريق التقدّم، بدلًا من انتظار "القرار المصيري" عبر وسائل الإعلام؛ فنهضة الأمم لا تبدأ من نشرة أخبار نهدر طاقاتنا وأوقاتنا في تحليلها؛ بل كيف نعمل ونبني أنفسنا من حيث نحن الآن.
رابط مختصر