ترامب والسياسات الصحية.. توقعات بالانسحاب من الاتفاقيات الدولية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
مع اقتراب تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة وتوجهات سياساته المثيرة للجدل، تشير تقارير عالمية إلى أنه من المتوقع أن تشهد السياسات الصحية الأمريكية تغييرات جذرية داخليًا وخارجيًا، وقد تشمل الخروج من منظمة الصحة العالمية وتقليص برامج التأمين الصحي العام.
موقف ترامب من منظمة الصحة العالميةووفقًا لصحيفة «الجارديان»، فإن منذ بداية حملته الانتخابية، كان دونالد ترامب ناقدًا حادًا لمنظمة الصحة العالمية، حيث أعرب عن رفضه لها، وذلك منذ ولايته الأولي، إذ أعلن نواياه في خروج الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، وإعادة توجيه الأموال المخصصة لها إلى مكان آخر، وذلك في أواخر مايو عام 2020 أثناء جائحة كورونا، متهماً المنظمة بأنها خاضعة لسيطرة الصين.
وبحسب الصحيفة فإن ترامب عارض العديد من الاتفاقات الدولية المتعلقة بالصحة العامة، مثل معاهدة الوباء التي تهدف إلى تحسين الاستجابة للأوبئة العالمية، حيث يرى أن هذه المعاهدات تضر بالمصالح الوطنية للولايات المتحدة، وأن إدارته تتبع سياسة «أمريكا أولًا»، ما يعني تقليص التزام الولايات المتحدة بالاتفاقات متعددة الأطراف التي قد تتعارض مع أولوياتها.
تأثيرات الانسحاب الأمريكي وصعود قوى أخريتعد الولايات المتحدة من أكبر الممولين للمنظمات الصحية الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والصندوق العالمي لمكافحة الأوبئة، ومع تقلص دعمها لهذه المنظمات، ستظهر فجوة مالية كبيرة، ورغم إمكانية تدخل دول مثل ألمانيا والمملكة المتحدة أو منظمات مثل مؤسسة بيل وميليندا جيتس لتوفير تمويل بديل، فإن التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية قد تصبح أصعب، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».
ومع انسحاب الولايات المتحدة المحتمل من العديد من المبادرات الصحية العالمية، ووفقًا للصحيفة، أصبحت الصين لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال، حيث تركز على تعزيز مكانتها من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية الصحية وتدريب المتخصصين في الرعاية الصحية.
ومن المتوقع أن تزيد الصين من دعمها لمنظمة الصحة العالمية وبعض الصناديق الصحية العالمية، مع التركيز على المناطق التي تعتبرها استراتيجية، خاصةً في الدول النامية.
موقف ترامب ومرشحه لوزارة الصحة من اللقاحاتومن ناحية أخري، أثار ترامب القلق باختياره شخصيات في إدارته الثانية تشكك في لقاحات الفيروسات، وكان أبرزهم روبرت كينيدي جونيور، المرشح لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، حيث صرح سابقًا بأن لقاح كورونا هو «أكثر اللقاحات دموية على الإطلاق»، كما كرر مزاعم غير مثبتة حول اللقاحات وربطها بالتوحد لدي الأطفال، مما يثير المخاوف من تأثير مواقفه على السياسة الصحية في البلاد، وفقًا لشبكة «CNN».
كما أوضح ترامب خلال حملاته الانتخابية إنه يفكر في إمكانية حظر بعض اللقاحات بعد فوزه في الانتخابات، قائلًا: «سأتخذ قرار»، مضيفًا: «سأتحدث إلى كينيدي..إنه رجل موهوب وآراءه قوية».
ما قد يعرض قدرة الولايات المتحدة على مواجهة الأوبئة المستقبلية للخطر، حيث يخشى الخبراء أن يؤدي التشكيك في فعالية اللقاحات إلى تراجع معدلات التطعيم وظهور أوبئة جديدة.
تداعيات سياسات ترامب الصحيةوعلى الصعيد الداخلي، ووفقًا لتقرير «The Conversation»، من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة تغييرات كبيرة في سياساتها الصحية، فقد يتم إلغاء العديد من البرامج التي أطلاقتها إدارة بايدن، مثل «Cancer Moonshot»، التي تهدف إلى تسريع الأبحاث في مجال السرطان.
وذلك بجانب سياسة ترامب المؤيدة للأعمال التجارية التي قد تؤدي إلى تخفيف القيود على شركات الأدوية، ما يعني أن إدارة الأغذية والعقاقير ستواصل تخفيف المعايير المطلوبة للحصول على ترخيص سوق الأدوية الجديدة.
ووفقًا للتقرير، من المتوقع أن ترامب سيسعى لإلغاء «قانون الرعاية بأسعار معقولة» بالكامل كما فعل في فترته الرئاسية السابقة، بجانب برنامج «Medicaid» الذي يوفر التغطية الصحية للمواطنين ذوي الدخل المنخفض، وسيسعى لتقليص التمويل المخصص للتسجيل في الخطط التأمينية، ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في تكاليف التأمين للمستهلكين، ويزيد عدد الأفراد غير المؤمن عليهم.
وتدفع سياسات ترامب نحو تعزيز دور القطاع الخاص في تقديم الرعاية الصحية، مما يقلل من إمكانية توفير تغطية صحية شاملة، وهذا التوجه قد يجعل الوصول إلى الرعاية الصحية أكثر صعوبة بالنسبة للشرائح الفقيرة في العديد من البلدان، ويزيد من التحديات أمام الأنظمة الصحية المحلية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ترامب الصحة العالمية كينيدي اللقاحات التأمين الصحي منظمة الصحة العالمیة الولایات المتحدة من المتوقع أن العدید من ووفق ا
إقرأ أيضاً:
آلاف يتظاهرون في أنحاء الولايات المتحدة ضد سياسات ترامب
يونيو 14, 2025آخر تحديث: يونيو 14, 2025
المستقلة/- خرج آلاف الأشخاص إلى شوارع المدن والبلدات الأمريكية بعد ظهر يوم السبت في موجة احتجاجات ضد إدارة ترامب قبيل العرض العسكري الذي سينظمه الرئيس الأمريكي في واشنطن.
تُعدّ هذه الاحتجاجات، المعروفة باسم “يوم التحدي الوطني ضد الملوك”، ردًا على ما يصفه المنظمون بالتحول نحو الاستبداد وعسكرة الديمقراطية. ومن المتوقع أن تكون الأكبر منذ أن بدأ دونالد ترامب ولايته الثانية في البيت الأبيض.
من المقرر أن يبدأ عرض عسكري لإحياء الذكرى السنوية الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي، والذي يتزامن مع عيد ميلاد ترامب التاسع والسبعين، في العاصمة الأمريكية حوالي الساعة 6:30 مساءً.
وكان من المتوقع أن يتجمع ما يصل إلى 100 ألف متظاهر في فيلادلفيا، المدينة التي وُقّع فيها إعلان الاستقلال، مع توقع مشاركة عشرات الآلاف في مدن رئيسية مثل نيويورك ولوس أنجلوس.
دعت شرطة مينيسوتا سكان الولاية إلى عدم المشاركة في المظاهرات التي أعقبت اغتيال النائبة ميليسا هورتمان وزوجها صباح السبت. وجاء إطلاق النار بعد ساعات فقط من محاولة اغتيال عضو مجلس الشيوخ جون هوفمان.
وأكدت منظمة “لا ملوك” أن الاحتجاجات المخطط لها في سانت بول، عاصمة الولاية، ستُقام.
وقالت المجموعة: “نؤمن بأهمية التجمع السلمي. في مواجهة هذا الرعب، سنُحزن ونُحيي عزمنا على مستقبل سلمي وعادل وديمقراطي”.
قال المدعي العام لولاية مينيسوتا، كيث إليسون، خلال تجمع في مينيابوليس، إن سلوك ترامب دكتاتور.
وقال إليسون: “إنه يحاول إلغاء وزارة التعليم، ويحاول التخلص من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي تساعد الناس في مينيسوتا وخارجها، ويحاول التخلص من المنح العلمية التي تساعد في دعم اقتصادنا وإضافة علاجات جديدة، ويحاول اضطهاد مجتمع المتحولين جنسياً”.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي كان يحاول حكم البلاد من خلال التصريحات الرسمية.
وتأتي التجمعات في أعقاب اشتباكات بين قوات إنفاذ القانون والمتظاهرين الذين تظاهروا ضد مداهمات إدارة ترامب للعمال الذين يُزعم أنهم غير موثقين في عدة مدن أمريكية.
أمر ترامب بنشر قوات مشاة البحرية والحرس الوطني في لوس أنجلوس رغم اعتراضات جافين نيوسوم، حاكم الولاية.