الفن يسبق الواقع بخطوتين وثلاث وأربع.. مع أن الفن فى الأصل يعبر عن الواقع، ولكن خيال الفنانين والمبدعين الواسع يجعلهم يقدمون فى أعمالهم دائما واقعا بديلا أو واقعا غير متوقع أو تصور لواقع قادم من المستقبل!
والسينما من الفنون التى تسمح للمبدع أن ينطلق خياله إلى أبعد الحدود، وإلى عرض تصورات لواقع يكاد يكون بعيدا كل البعد عن أذهاننا لأنها غير معقولة ومنطقية وفى كثير من الأوقات تكون غير مقبولة ولذلك نقول عنها خيالية وأقرب إلى الهذيان أكثر منها للفن لأنه من المستحيل تصورها فى الواقع ولهذا يقال الفنون جنون!
وظهرت أفلام الخيال العلمى أول مرة فى حقبة الأفلام الصامتة، وكانت أولى المحاولات أفلاما قصيرة تمتد لدقيقة أو اثنتين، مسجلة بألوان أبيض وأسود، مع وجود تلوين ضئيل أحيانًا، واحتوت الأفلام على روح الدعابة، وكانت ذات أجواء تتعلق بالتكنولوجيا، كما جاء فى ويكيبيديا، يعد فيلم "رحلة إلى القمر"، الذى أنتِج عام 1902 للمخرج جورج ميلييس أول فيلم خيال علمى.
أما بالنسبة لأفلام الخيال العلمى فى السينما العربية فهى تختلف كثيراً عن السينما الأمريكية والغربية، بداية من المصطلح.. فهى تسمى سياسية وليست خيالية.. ومع أن معظم هذه الأفلام حدثت فى قصور الحكم العربية ولم يتم تصويرها ولا تقديمها فى عروض سينمائية.. فإن إعدام الرئيس العراقى صدام حسين يوم عيد الأضحى على الهواء مباشرة، فقد كان هذا فيلما خيالياً كان لا يمكن أن يخطر على بال أحد أن يحدث.. ولا أعتقد أن مخرجاً عربياً كانت لديه القدرات الخيالية، لأنه ممنوع أساسا من التخيل والتفكير قبل التعبير، أن يضع سيناريو إعدام صدام بهذا الشكل.. كذلك هروب الرئيس التونسى زين الدين بن على، وفيلم القبض على العقيد معمر القذافى فى ليبيا وسحله فى الشوارع.. فمَن من المؤلفين أو المخرجين العرب كان لديه الخيال ليضع فيلما عن مصير القذافى ملك ملوك أفريقيا وعميد الرؤساء العرب، وإمام المسلمين؟ وكذلك اغتيال الرئيس اليمنى على عبد الله صالح، والقبض على الرئيس السودانى عمر البشير.. وأخيراً هروب الرئيس السورى بشار الأسد!
كل تلك الحوادث هى وقائع وحقائق ورغم ذلك لم يكن أحد من مؤلفى السينما ومخرجيها فى عالمنا العربى كان يمكن أن يتخيلوا أفلاماً تروى مصائر هؤلاء الرؤساء أثناء سيطرتهم على مقاليد الحكم.. ومع ذلك تمكن بعض الهواة الذين استخدموا برامج رقمية مثل أدوبى من تحويل بعض الصور من حالة إلى حالة.. مثل رؤية الحمار لنفسه فى المرآة وكأنه حصان.. وأن يرى الكلب نفسه أسداً!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الناصية الفن المستقبل
إقرأ أيضاً: