بوابة الوفد:
2025-05-28@05:54:06 GMT

طلع الأسد.. أصله كلب!

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

الفن يسبق الواقع بخطوتين وثلاث وأربع.. مع أن الفن فى الأصل يعبر عن الواقع، ولكن خيال الفنانين والمبدعين الواسع يجعلهم يقدمون فى أعمالهم دائما واقعا بديلا أو واقعا غير متوقع أو تصور لواقع قادم من المستقبل!

والسينما من الفنون التى تسمح للمبدع أن ينطلق خياله إلى أبعد الحدود، وإلى عرض تصورات لواقع يكاد يكون بعيدا كل البعد عن أذهاننا لأنها غير معقولة ومنطقية وفى كثير من الأوقات تكون غير مقبولة ولذلك نقول عنها خيالية وأقرب إلى الهذيان أكثر منها للفن لأنه من المستحيل تصورها فى الواقع ولهذا يقال الفنون جنون!

وظهرت أفلام الخيال العلمى أول مرة فى حقبة الأفلام الصامتة، وكانت أولى المحاولات أفلاما قصيرة تمتد لدقيقة أو اثنتين، مسجلة بألوان أبيض وأسود، مع وجود تلوين ضئيل أحيانًا، واحتوت الأفلام على روح الدعابة، وكانت ذات أجواء تتعلق بالتكنولوجيا، كما جاء فى ويكيبيديا، يعد فيلم "رحلة إلى القمر"، الذى أنتِج عام 1902 للمخرج جورج ميلييس أول فيلم خيال علمى.

. بعد ذلك استمرت أفلام الخيال العلمى وكانت مزيجا ما بين الخيال والرعب مثل فيلم فرانكنشتاين. ومثل اقتباس قضية الدكتور جيكل والسيد هايد حيث قدم الفيلمان صورة العلماء المجانين إلى السينما. ويعد فيلم العالم المفقود عام 1920، أول فيلم يقدم مفاهيم جديدة عن خيال علمى مزج فيها بين الحيوانات والعلم مثل: (الديناصورات، والوحوش، والعوالم المخفية)!

أما بالنسبة لأفلام الخيال العلمى فى السينما العربية فهى تختلف كثيراً عن السينما الأمريكية والغربية، بداية من المصطلح.. فهى تسمى سياسية وليست خيالية.. ومع أن معظم هذه الأفلام حدثت فى قصور الحكم العربية ولم يتم تصويرها ولا تقديمها فى عروض سينمائية.. فإن إعدام الرئيس العراقى صدام حسين يوم عيد الأضحى على الهواء مباشرة، فقد كان هذا فيلما خيالياً كان لا يمكن أن يخطر على بال أحد أن يحدث.. ولا أعتقد أن مخرجاً عربياً كانت لديه القدرات الخيالية، لأنه ممنوع أساسا من التخيل والتفكير قبل التعبير، أن يضع سيناريو إعدام صدام بهذا الشكل.. كذلك هروب الرئيس التونسى زين الدين بن على، وفيلم القبض على العقيد معمر القذافى فى ليبيا وسحله فى الشوارع.. فمَن من المؤلفين أو المخرجين العرب كان لديه الخيال ليضع فيلما عن مصير القذافى ملك ملوك أفريقيا وعميد الرؤساء العرب، وإمام المسلمين؟ وكذلك اغتيال الرئيس اليمنى على عبد الله صالح، والقبض على الرئيس السودانى عمر البشير.. وأخيراً هروب الرئيس السورى بشار الأسد!

كل تلك الحوادث هى وقائع وحقائق ورغم ذلك لم يكن أحد من مؤلفى السينما ومخرجيها فى عالمنا العربى كان يمكن أن يتخيلوا أفلاماً تروى مصائر هؤلاء الرؤساء أثناء سيطرتهم على مقاليد الحكم.. ومع ذلك تمكن بعض الهواة الذين استخدموا برامج رقمية مثل أدوبى من تحويل بعض الصور من حالة إلى حالة.. مثل رؤية الحمار لنفسه فى المرآة وكأنه حصان.. وأن يرى الكلب نفسه أسداً!

[email protected]

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الناصية الفن المستقبل

إقرأ أيضاً:

حادث بسيط ظفر بالسعفة الذهبية.. هكذا توهجت السينما الإيرانية في مهرجان كان

حققت السينما الإيرانية إنجازًا تاريخيًّا لافتًا خلال مهرجان كان السينمائي 2025، إذ نال فيلم "حادث بسيط" لجعفر بناهي السعفة الذهبية، وتسلّم المخرج البالغ 64 عاما جائزته التي قدمتها إليه رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش.

السينما الإيرانية أكدت حضورها القوي على الساحة العالمية من خلال فوز "حادث بسيط" بالسعفة الذهبية، إلى جانب المشاركة اللافتة لفيلم "المرأة والطفل" للمخرج الشاب سعيد روستائي، الذي أثار جدلا واهتماما واسعا.

نجمان إيرانيان في سماء "كان"

يعد إنجاز جعفر بناهي الثاني فقط للسينما الإيرانية بعد "طعم الكرز" لعباس كيارستمي سنة 1997، ويحكي فيلم "حادث بسيط" قصة رجل يُدعى إقبال، يصدم كلبا بسيارته في ليلة مظلمة أثناء قيادة زوجته الحامل، فتتوقف سيارته ويتعطل محركها. وحين يصل إقبال إلى ورشة ميكانيكية، يلاحظ صاحبها أن إقبال يشبه ضابط تعذيب تسبب في خراب حياته أثناء سجنه، فتبدأ سلسلة من الأحداث التي تأخذ طابعا نفسيا واجتماعيا عميقا، حيث ينضم الضحايا المتضررون من إقبال إلى مالك الورشة في رحلة صراع بين الانتقام والضمير.

"حادث بسيط" أُنتج سرًّا من دون تصاريح رسمية من السلطات الإيرانية، بما يعكس جرأة بناهي في معالجة موضوعات حساسة، مستخدما لغة سينمائية تعكس الواقع المؤلم بأسلوب فني متميز. عرض الفيلم في مهرجان كان لاقى استحسانا نقديا وجماهيريا واسعا، واعتبره كثيرون عملا سينمائيا متكاملا يجمع بين الحبكة الدرامية المتقنة والرسائل السياسية والاجتماعية العميقة.

وفي المهرجان نفسه، شارك سعيد روستائي بفيلمه "المرأة والطفل" الذي يروي قصة مهناز، وهي امرأة أرملة تعمل ممرضة وتحاول أن تبني حياة جديدة وسط تحديات اجتماعية وجندرية قاسية في إيران. يعكس الفيلم صراعات الطبقة العاملة والنساء اللواتي يعانين من نظام ذكوري قاس، إذ تتشابك حياة مهناز بين العمل، وتربية أطفالها، وصراعاتها مع الرجل الجذاب والمخادع حميد الذي يستغل وضعها الاجتماعي والنفسي. أداء بريناز إيزديار في دور مهناز لاقى إشادة كبيرة من النقاد الذين وصفوه بأنه قوي وعميق، قادر على نقل معاناة النساء الإيرانيات بطريقة مؤثرة وواقعية.

 المخرج الإيراني الشاب سعيد روستائي شارك في مهرجان كان السينمائي بفيلم "المرأة والطفل" (مهرجان كان)

ويصف الناقد السينمائي البارز في صحيفة "غارديان" البريطانية بيتر بردشاو فيلم "المرأة والطفل" بأنه دراما مؤلمة وحادة تنقل تجربة النساء الإيرانيات في الزواج. يقدم الفيلم تصويرا دراميا حادا للتحديات التي تواجه النساء في إيران، ويستخدم التفاصيل اليومية البسيطة لتسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية، مما يجعله أكثر من مجرد سرد شخصي، بل صورة تنطق بأصوات الطبقات الاجتماعية المتنوعة في المجتمع. ورغم جودة العمل الفنية، عانى سعيد روستائي من ضغوط السلطات، حيث حُكم عليه بالسجن بسبب عرض فيلمه السابق في مهرجان كان 2022، وذلك ما يضيف إلى الفيلم بعدا آخر.

إعلان جدلية القانون والطغيان

في مداخلة للجزيرة نت، يشير الناقد السينمائي الإيراني علي فرهمند إلى أن "المرأة والطفل" لاقى انتقادات شديدة من نقاد ناطقين بالفارسية. ويوضح أن معظم النقاد يعتقدون أن وجود فيلم يحمل تصاريح رسمية واستثمارا حكوميا يشكل نوعا من الإضفاء الشرعي على هياكل السلطة في الجمهورية الإسلامية، وخاصة الحجاب الإجباري، مضيفا أنه في حين أن هذا الرأي يتعارض مع مضمون أفلام روستائي التي غالبا ما تنتقد الهياكل الاجتماعية من داخل منظومة السلطة.

وبحسب فرهمند، فإن فيلم "المرأة والطفل"، مثل أفلام روستائي الثلاثة الطويلة السابقة، يتبع نهج الواقعية النقدية ويروي قصة حقيقية، حيث يركز العمل على حياة مهناز، الممرضة الأرملة التي تواجه تحديات اجتماعية وعائلية، ويقدم صورة عن التفاوتات بين الجنسين في المجتمع الإيراني.

يوضح الناقد أن روستائي يستخدم في هذا الفيلم السرد الدرامي العاطفي لفحص الهياكل الأبوية التي تضع النساء في مواقف صعبة. ويرى أن شخصية حميد، الذي يلعب دوره بيام معادي، تمثل رجلا رغم موقعه الاجتماعي الأدنى يمتلك السيطرة على مهناز بسبب البنى الاجتماعية، وهذه السيطرة تؤدي إلى قرارات ذات عواقب كارثية على عائلة مهناز. ومن خلال أسلوب واقعي وتركيز على تفاصيل الحياة اليومية، يقدم الفيلم صورة ملموسة عن تحديات النساء في المجتمع الإيراني، وفق رأي فرهمند.

يتبع فيلم "المرأة والطفل" نهج الواقعية النقدية للمخرج الإيراني الشاب سعيد روستائي ويروي قصة حقيقية (مهرجان كان)

في المقابل، يرى أن فيلم "حادث بسيط" من إخراج جعفر بنهابي الذي تم إنتاجه من دون تصريح رسمي وفاز بجائزة السعفة الذهبية في كان 2025، يعالج مواضيع العدالة والانتقام. ويضيف فرهمند أن الفيلم يحكي قصة رجل كان ضحية تعذيب في السجن ويسعى للانتقام من جلاده السابق، وينتقد هياكل السلطة والظلم في المجتمع، إذ يستخدم بناهي أسلوب الواقعية الجديدة وسردا معقدا يدعو المشاهدين للتفكير في الحدود الأخلاقية والعدالة.

يوضح الناقد أن التقابل بين هذين الفيلمين في مهرجان كان يعكس تنوع السينما الإيرانية وتعقيدها. فبينما تُنتج الأفلام الرسمية مثل "المرأة والطفل" وفقا للقوانين الرسمية وتتناول قضايا اجتماعية، تقدم الأفلام غير القانونية مثل "حادث بسيط" نقدا أكثر مباشرة لهياكل السلطة متجاهلة القيود، ومع ذلك قد يُعتبر استبعاد أو تقييد حضور الأفلام الرسمية في المهرجانات إجراء غير ديمقراطي، حسب رأيه.

إعلان

ويعتقد أنه يجب أن تكون السينما مساحة للتعبير عن وجهات نظر متنوعة، والسماح لأعمال مختلفة بأساليب ووجهات نظر متعددة بالعرض معا، حيث يقول إنه من خلال هذا التنوع فقط يمكن تقديم صورة أكثر اكتمالا وواقعية عن المجتمع، والوصول إلى فهم أعمق للقضايا الاجتماعية.

ويختم فرهمند حديثه باقتباس للمفكر الفرنسي بيير بورديو إذ يقول إن مجال الثقافة هو ساحة تتشكل من قوى مختلفة ذات رؤوس أموال رمزية متنوعة، ويجب الاعتراف بأن الثقافة الجماهيرية لا يجب أن تُرقى فحسب، بل يجب أن تقف جنبا إلى جنب مع ثقافة المقاومة لتمثيل الصراعات الاجتماعية.

القيود سر الإبداع؟

السينما الإيرانية بدأت رحلة تميزها العالمي في التسعينيات مع المخرج عباس كيارستمي الذي حقق نقلة نوعية بفوزه بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1997 عن فيلمه "طعم الكرز"، ليضع إيران على خريطة السينما العالمية بشكل لافت. تلاه جيل من المخرجين البارزين مثل محمد مخملباف المعروف بتصويره القضايا الاجتماعية والسياسية بجرأة، وأصغر فرهادي الذي أثبت قدرة السينما الإيرانية على الوصول إلى أرقى الجوائز العالمية، حيث فاز بالأوسكار عن فيلمه "انفصال نادر عن سيمين" (2011)، مقدما سردا إنسانيا عميقا يعكس الصراعات الشخصية والاجتماعية في إيران.

الفيلم الإيراني "حادث بسيط" للمخرج جعفر بناهي حقق السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي (مهرجان كان)

هذا الإرث الغني من الإبداع الفني استمر عبر سنوات من الرقابة التي تفرضها السلطات الإيرانية، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء المبدعين من تقديم أعمال تنبض بالحياة، تعبّر عن هموم مجتمعاتهم وتسلط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية بأساليب فنية مبتكرة.

اليوم، يمثل جعفر بناهي وسعيد روستائي امتدادا طبيعيا لهذا التيار السينمائي الذي يستخدم الفن أداة طرح وتحقيق للحرية. فهما يثبتان أن السينما الإيرانية ليست مجرد فن، بل حركة ثقافية تعبر عن نبض الشعب الإيراني، وتواصل مسيرتها في مهرجان كان، منجزين إنجازات تُسجل في سجل السينما العالمية رغم الصعوبات الكبيرة.

إعلان

تؤكد مشاركة هذين الفيلمين في مهرجان كان 2025 قدرة السينما الإيرانية على التمسك بصوتها، حيث استطاع بناهي وروستائي أن يقدما أعمالا فنية تعبر عن هموم المجتمع الإيراني بصدق وجرأة.

مقالات مشابهة

  • برج الأسد .. حظك اليوم الأربعاء 28 مايو 2025
  • خالد الأحمد.. علوي سوري ساعد الشرع في إسقاط بشار الأسد
  • بالصور.. تكريم ليلى علوي في مهرجان القاهرة السينما الفرنكوفونية
  • وزير الدفاع السوري: نستقطب الضباط المنشقين عن نظام الأسد
  • «الشارقة للفنون»: ثلاث دعوات مفتوحة في السينما والرسوم المصورة
  • مدير مكتب إعلام بشار الأسد السابق يكشف كيف كانت عائلة الأسد تختار الوزراء لخدمة مصالحها الشخصية
  • برج الأسد .. حظك اليوم الإثنين 26 مايو 2025: اثبت جدارتك المهنية
  • مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «23»
  • حادث بسيط ظفر بالسعفة الذهبية.. هكذا توهجت السينما الإيرانية في مهرجان كان
  • سوريا: 8 ملايين مواطن كانوا مطلوبين لأجهزة نظام الأسد