صحيفة الاتحاد:
2025-08-03@11:53:57 GMT

باحثون يختبرون عقارا يجعل الأسنان تنمو من جديد

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

قد يتمكن الأشخاص، الذين فقدوا أسنانا، من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقارا رائدا يأملون أن يشكل بديلا لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.
على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا تنمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان.


لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب كاتسو تاكاهاشي رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في مدينة أوساكا.
في أكتوبر، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفرا لأشخاص بالغين دواء تجريبيا يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية.
ويقول تاكاهاشي إنها تقنية "جديدة تماما" في العالم.
غالبا ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلا جراحيا.
ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن "استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها".
تشير الاختبارات، التي أجريت على فئران وقوارض، إلى أن وقف عمل بروتين اوساغ 1 (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صورا مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

أخبار ذات صلة تدشين أول عيادة للأسنان صديقة لذوي التوحد صورة مجمعة لفك فأر قبل تناول الدواء (الأعلى) وبعد تناول الدواء وقد برزت السن (الأسفل)

في دراسة نشرت العام الفائت، قال الفريق إن "العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان ويمكن أن يشكل اختراقا على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر".
- "ليست سوى البداية"
في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات "الماسة" للمرضى الذين خسروا ستة أسنان دائمة أو أكثر منذ الولادة.
ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0,1% من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالبا ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم.
ويضيف أنّ "هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم".
لذلك، يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل العام 2030.
ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في العاصمة البريطانية لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.
في حديث صحافي، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني "إنّ مجموعة تاكاهاشي تقود المسار".
ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي "مثير للاهتمام ويستحق المتابعة"، لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتينا مطابقا تقريبا لـUSAG-1 يُستخدم أصلا لعلاج هشاشة العظام.
ويضيف "السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيرا، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه".
ويتابع "إنها ليست سوى البداية".
يرى تشينفي تشانغ الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ أنّ طريقة تاكاهاشي "مبتكرة وتحمل إمكانات".
ويقول إن "التأكيد أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل".
ويشير إلى أنّ "النتائج، التي لوحظت لدى الحيوانات، لا يمكن دائما ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر".
ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير "تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفيا وجماليا على أن تحل محل الأسنان المفقودة".
- "في قمة السعادة"
يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديد في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.
وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ، يمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على قوله.
ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى، إذ إن الهدف الرئيسي هو اختبار سلامة الدواء لا فعاليته.
لذا، يمثل المشاركون في المرحلة الحالية بالغين صحتهم جيدة خسروا سنا واحدة على الأقل.
ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، إلا أن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.
إذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحا طبيا.
ويقول تاكاهاشي "سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك".
قد تلقى هذه الأنباء ترحيبا خاصا في اليابان، التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم.
ويقول تاكاهاشي "ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع".

المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دواء جديد نمو الأسنان الأسنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

عيسى بيومي يكتب: الروبوتات أو أنسنة الآلة

يعود مصطلح الأنسنة للفيلسوف الإغريقي زينوفانيس (حوالي٥٦٠-٤٧٨ ق.م) وهو يعني – طبقًا للموسوعة البريطانية – إطلاق الأوصاف الإنسانية على الأشياء والأحداث؛ مثل وصف الكومبيوتر بالخبث، وتشبيه أصوات الرياح بالغضب والوعيد، وتشخيص الشمس والقمر بوجوه مبتسمة أو عابسة. 

لكن المعنى المقصود بهذا المصطلح يسبق زينوفانيس بآلاف السنين، منذ قطع الإنسان الحجارة ونحت التماثيل ليشخص معبوداته بصورته وهيئته. والآن يواصل إنسان العصر الحديث إسقاط ذاته في صنع آلة تنتصب على ساقين مثله وتتحرك بقدمين، تملك ذراعين وكتفين وكرة مثل رأسه تجتمع فيها كاميرات للنظر ومجسات للسمع والاستشعار، ويتحكم في هذه الآلة ويضبط سيرها ويسخرها نظام من أنظمة الذكاء الاصطناعي طوره مبتكره وشفّره لطاعة سيده، أو هكذا يفترض.

تمكن الإنسان من تحقيق مفهوم الدمج بين العالم المادي وتكنولوجيا المعلومات، ليس فقط في صنع حواسب وماكينات خاضعة لبرامج تشغيل مشفرة، وإنما أضاف إليها القدرة على الحركة الذاتية في نطاق محدد وظروف بيئية معينة، بعد أن شكلها على صورة بشر وأحيانًا غير البشر وأطلق عليها مسمى الروبوتات.

لم يقتصر الأمر هنا على مزج علوم الكومبيوتر بالهندسة الكهربية والميكانيكية والرياضيات لابتكار عالم قياسي جديد من تفاعل الإلكترونيات مع الحركة الميكانيكية بواسطة البرمجة مما يضفي على الآلة ذكاء مصطنعًا محصورًا في لوغاريتماته وشفراته، وإنما امتد طموح المخترعين لاستقراء علوم البيولوجي وعلوم الدماغ والأعصاب وعلوم النفس والعلوم المعرفية والفلسفة؛ لكي يستنبطوا تعريفًا للوعي الإنساني يمكن نسخه في الروبوت يجعله فصيلًا من الإنسان. وهم لا ينتظرون لتحقيق طموحهم أن تؤدي تلك العلوم المتخصصة دورها في فهم معنى الوعي الإنساني أولًا قبل تقليده في الكيان المصنوع، وتقدير إمكانية مضاهاته بواقع ميكانيكي، وإنما ينطلقون بكل قوة في تطوير برامجهم دون التفات لما يجهلونه عن الإنسان.

هل هو محض الفضول، وإصرار العقل البشري لاختبار حدود قدراته واللهفة على تطوير حياته أسرع وأبرع مما تمنحه الطبيعة ولو أدى ذلك إلى انقراض نوعه؟ هل هو الربح والثروة والنفوذ وما يأمنه التقدم التكنولوجي من بقاء وازدهار؟ هل هو التنافس الأخرق في الاختراع للسيطرة على العالم بأي وسيلة ممكنة ولو أدى ذلك لسيطرة المخترعات على العالم وخضوع البشرية لإله ميكانيكي من صنع أذهان أبنائها؟ 

روبوتات واعية؟!

لكي نكون منصفين في تناول مسألة الوعي ووصف الماكينة به علينا أن نفرق بين مفهومه عند الفلاسفة، ومفهومه عند علماء النفس، ومفهومه عند علماء المخ والأعصاب الذين يترجمونه بما يجري في الدماغ وما تستشعره الحواس من محيطها ليتحول إلى معلومات وبيانات يقوم المخ بتحليلها والتفاعل معها واستنتاج ما يجب على صاحبه من فعل إزائها، أو ما نسميه بالسلوك. وهذا المفهوم الأخير هو ما يتخذه علماء الروبوتات نسقًا لمحاكاة الروبوت به في محاولة لإلصاق صفة الوعي الإنساني بأدائه، باعتبار الوعي نتاج عمل المخ البحت وليس شيئًا ينتمي لعالم فوق الطبيعة لا يمكن إدراكه. فالبحوث والدراسات القائمة على تقنية تصوير الدماغ تظهر العلاقة بين نشاطات عصبية محددة وقدرات الوعي، مما يبرهن على فرضية نشوء الوعي نتيجة عمليات عصبية معقدة. 

أهم تطبيقات تكنولوجيا الروبوتات 

بالتقدم المتسارع في برامج الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا تصنيع الروبوتات بهتت الخطوط التي تفصل الواقع عن أفلام الخيال. فالروبوتات ستغير نمط عيش البشر بغزوها مجالات متنوعة تمس مناحي حياتهم المتعددة، فهي لن تبقى مقصورة على خطوط تجميع السيارات ولعب الأطفال. الأعمال التي تتسم بالتكرار والرتابة وفي نفس الوقت تتطلب الدقة المتناهية تقوم بها الروبوتات ولنذكر منها تصنيع الرقائق الإلكترونية على سبيل المثال، وكذلك المهام شديدة الخطورة على حياة البشر كغزو الفضاء واكتشاف أعماق البحار والاقتراب من فوهات البراكين.. 

ولنلق نظرة سريعة على بعض التطبيقات الحالية لتكنولوجيا الروبوتات لإعطاء انطباع عن التغيير الشامل الذي يدنو من البشرية بخطًا حثيثة شئنا أم أبينا. 

في الرعاية الصحية

الروبوتات لا تكل ولا تشتكي أو تتأفف؛ تُعين الجراحين في تنفيذ العمليات مثل الروبوت الشهير دافينشي، والروبوت الدقيق أوريجامي الذي يبتلعه المريض في كبسولة ليعالج متاعب في المعدة، ومنها ما ينتقل في مجرى الدم للوصول بالدواء في ثوان لأي جزء في الجسد لمعالجته، ومنها ما يقوم بمهام التمريض العادية كإعطاء الدواء للمريض في أوقات محددة أو التواصل بينه وبين طبيبه مثل روبوت جيبو، كما تقوم بتعقيم وتطهير حجرات وأرضيات المستشفيات بالأشعة فوق البنفسجية مثل روبوت لايت سترايك. 

ولهذا أصبحت الروبوتات جزءًا هامًا من المنظومة الصحية في الدول المتقدمة.  فمثلًا شارك الروبوت دافينشي منذ وافقت على استخدامه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام ٢٠٠٠ في ملايين العمليات الجراحية على مستوى العالم بما فيها عمليات القلب.

في التعليم

أنواع متعددة من الروبوتات تؤدي دورًا متناميًا ومطردًا في الأنشطة التعليمية والتدريبية، وهو دور لو التزم بالمعايير الإنسانية يمكنه أن يسهم في محو أمية البشر وتأهيلهم للعمل، خاصة في بقاع من الأرض تفتقر للمدرسين والمدربين. ومع التطور المطرد الحادث في أنظمة الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق للماكينة، ربما ينمو دور الروبوتات في مجال التعليم ويحدث ثورة في البناء المتعارف عليه الآن للنظم التعليمية في العالم أجمع.

 ومن الأمثلة على تلك المحاولات في الوقت الحاضر الروبوت إلياس لتعليم أكثر من عشرين لغة، الذي تم تجربته في مدارس فنلندا عام ٢٠١٨، والروبوت كيكو المتداول في رياض الأطفال في الصين يقص عليهم الحكايات ويطرح الألغاز، وكثير غيرهما.

فهل تنتفي الحاجة لبناء المدارس وإعداد المدرسين ويصبح لكل فرد نموذجه التعليمي المستقل الذي يأخذ في حسبانه قدراته ومواهبه مستهدفًا أفضل بنيان لعقله وجسده؟ حينئذ ستُعظم البشرية من مكون أفرادها وتقلل الفاقد من أعمارهم. لكن هذا التفاؤل مشروط بتغيير المفهوم المادي البحت للتقدم الحضاري.

في الزراعة

من أهم استخدامات الروبوت في النشاط الزراعي حاليًا في مرحلة الحصاد، كما يستخدم أيضًا في نثر البذور والري واقتلاع الحشائش الضارة ومراقبة الظروف الجوية وتحليل التربة، وحلب الأبقار. 

هذه التطبيقات تقلل الحاجة للعمل اليدوي وبالتالي تخفض تكلفة الإنتاج الزراعي في الدول التي تعاني من نقص الأيدي العاملة نتيجة ارتفاع نسبة كبار السن فيها مع ضعف نسبة المواليد الجدد مثل اليابان وهي مشكلة تزحف على الدول المتقدمة عمومًا. وبمفهوم الحضارة الحديثة تأتي الحلول دائمًا من واقع الحال التكنولوجي المهيمن على البشر وليس من نهج أخلاقي وتفاعل إنساني يؤالف بين شعوب تفتقر الشباب العامل وشعوب تفتقر العمل لشبابها.

في المجال العسكري

والعالم يموج بالصراعات والمصالح المتضاربة التي لا هدف لأصحابها غير الهيمنة المطلقة على الغير والنفوذ المادي المطلق، ولا يرتأي المتصارعون فيه أو عليه وسيلة للوصول إلى غايتهم غير الحرب والدمار؛ لا غرابة أن تكون كل تكنولوجيا جديدة محط أنظار زعمائه لتوظيفها في حروبهم، وتكنولوجيا الروبوتات ليست استثناء.

التنافس على اختراع الروبوتات العسكرية ذات التحكم عن بعد أو ذاتية الحركة لا يهدأ، سواء لأغراض الهجوم أو البحث والإنقاذ أو النقل أو التجسس. أصبحت هناك روبوتات تحلق في الهواء تقتل وتدمر وروبوتات تغوص في البحار لتقتفي وتفجر وروبوتات تنطلق فوق سطح الأرض لتكتسح وتسوي.

 الأبحاث جارية لتحويل المدفعية لأسلحة ذكية تحسب كمية المقذوفات المطلوبة لتدمير هدف ما وتُشحن ذاتيًا، ويمكن ترك أمر الإطلاق لها لولا ما سنته اتفاقيات جنيف من ضرورة تدخل العنصر البشري في إصدار هذا الأمر.

 وإن لم يمنع هذا من استمرار تطوير أنظمة الأسلحة الفتاكة المستقلة (LAWs) أو الروبوتات القاتلة.

ويدفع القادة العسكريون ويدافعون عن الروبوتات العسكرية بأنها لا تغفل أو تشعر بالتعب، ولا تختبئ خوفًا أو تتحدث لزملائها، وهي لا تشعر أو يتنازعها الضمير حين تؤدي مهامها فليست في حاجة لطبيب نفساني يعالج صدماتها، فهي منقذ للجنود من القتل ومن ويلات الحروب إذا حاربوا. وبالطبع لا يهم ما تحدثه من قتل ودمار في الجانب الآخر.

استكشاف ما يتخطى قدرة البشر

كيف يمكن للإنسان ببدنه الضعيف السفر الممتد في الفضاء نحو الكواكب في مجموعتنا الشمسية ولا أقول فيما يقطن المجرة وما بعدها؟ 

المريخ من أقرب تلك الكواكب وأهونها، تبلغ الرحلة نحوه تسعة أشهر بتكنولوجيا اليوم، كما أن ظروفه الجوية لا تناسب حياة الإنسان لنقص الأوكسجين والماء وبرودته الشديدة وتعرضه للإشعاع وتربته السامة وجاذبيته الضعيفة مقارنة بالجاذبية الأرضية؛ فبدون حماية دائمة لا تدوم حياة إنسان على المريخ أطول من دقيقتين، لكن الروبوتات بالتصميم المناسب يمكنها السفر إليه دون مشقة والتواجد فوق سطحه والحركة وانتقاء عينات من تربته وتحليلها لاستكشاف أسراره والتواصل مع مراكز المراقبة الأرضية لتلقي التعليمات على مدى زمني يصل لعقود، كما هو حادث الآن. 

حقيقة وصول الإنسان بجسده إلى كوكب من الكواكب وتطويع الظروف لتناسب استمرار عيشه على سطحه؛ له زهوه ويلهب خياله ويجعل من طموحه واقعًا، لكن طبيعة خلقة البشر منحتهم ذلك الجسد الواهن الذي لا يمكنه العيش إلا في ظروف محددة، وإنما بالعقل يمكنهم استيعاب الكون واستكشاف أسراره بما يبتكرونه من وسائل مثل الروبوتات. 

وكذلك يمكن بالروبوتات المتخصصة اكتشاف أسرار الأرض والحياة في أرجائها المترامية، حيث يصعب وأحيانًا يستحيل على الإنسان الوصول إليها بجسده؛ مثل أعماق المحيطات التي تبلغ آلاف الأمتار ويصل الضغط الهيدروستاتيكي عندها مئات ضعفه على السطح، ومثل باطن الأرض وفوهات البراكين التي تزيد درجة حرارتها على الألف درجة مئوية، وكلها ظروف يستحيل على أجساد البشر احتمالها. 

في خدمة العملاء 

وفي المعارض التجارية تتحرك الروبوتات لمساعدة الزائرين في الوصول لأجنحة الشركات العارضة، وفي المتاحف خاصة العلمية منها تقدم الروبوتات خدمة الشرح والتفسير للمفاهيم العلمية التي سبق تحميلها في ذاكرة الروبوت المزود ببرامج الذكاء الاصطناعي اللغوية ليقوم بترديدها، كما يمكنها التفاعل مع أسئلة الزائرين.

وتقوم روبوتات خدمة العملاء أثناء تفاعلها مع العملاء بجمع بيانات عنهم لتحليل اختياراتهم وتنميط سلوكهم مما يساعد على تطوير سياسات التسويق الخاصة بالشركات التي يعملون لها. وهذا ليس كلامًا نظريًا أو محدودًا بمعامل البحث والاختراع؛ فهناك عشرات الآلاف من روبوتات خدمة العملاء تؤدي عملها في الدول المتقدمة.

هذه الأمثلة من التطبيقات المختلفة لتكنولوجيا الروبوتات في أنشطة الإنسان المتعددة التي ذكرناها آنفًا تُظهر كم يمكن للروبوتات أن تعين الإنسان في مهام متنوعة بمختلف المجالات، ومنها ما يعسر عليه القيام بها لضعف بنيانه الجسدي وأحيانًا يستحيل، وهي وسيلة لرفع كفاءة عمره القصير بما توفره من وقت، وغير ذلك من منافع تُسهم في تقدمه وارتقائه إذا استثنينا صناعة الحرب والدمار بكافة أشكاله. فما الذي يفزع الإنسان إذن من مشاركة الروبوتات لحياته؟ 

وإلى مقال قادم..

طباعة شارك الأنسنة زينوفانيس الذكاء الاصطناعي الروبوتات أوريجامي المنظومة الصحية الروبوت إلياس المريخ خدمة العملاء

مقالات مشابهة

  • بسبب الذكاء الاصطناعي.. باحثون يبتكرون بدائل مستدامة لبطاريات الليثيوم-أيون
  • طب وهندسة وأسنان| ننشر الحدود الدنيا لكليات المرحلة الأولى من التنسيق.. بالأرقام
  • قرار عاجل في دعاوى دفعة أطباء أسنان 23 ضد وزير الصحة
  • عيسى بيومي يكتب: الروبوتات أو أنسنة الآلة
  • قبل التصويت غدًا.. تعرّف على ما يجعل صوتك باطلًا في انتخابات مجلس الشيوخ 2025
  • عبد المنعم سعيد: حل الدولتين يجعل إسرائيل سنغافورة في الشرق الأوسط
  • إعادة نمو الأسنان بدلًا من الزراعة: أبحاث علمية تُنذر بتحوّل جذري في الممارسات التقليدية
  • كيف تحرك أشباه البشر الأوائل بين الأشجار؟.. دروس من شمبانزي تنزانيا
  • باحثون يطورون علاجا مستداما لهشاشة العظام
  • 5 أضرار صحية للإفراط في تناول العنب