عربي21:
2025-07-04@11:46:28 GMT

خذوا الدرس من أسد سوريا

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

وسقط فرعون سوريا، وصار لاجئا سياسيا، فبشار الذي ولد على سرير من دمسق، وآلت إليه ولاية عهد أبيه حافظ الأسد، والذي كان عاقدا العزم على البقاء في حكم بلد تحولت مدنه الى خرائب، وأهله الى نازحين مشتتين في الأرض، آثر السلامة وفر بجلده، متناسيا أمر "الرسالة الخالدة"، ومن قبل فر أبوه حافظ بجنده من هضبة الجولان، دون إطلاق رصاصة واحدة، فور اشتعال حرب حزيران/ يونيو عام 1967، وكان وقتها وزير الدفاع، متعللا بأن الأولوية لحماية مركز حكم البعث في دمشق، وكان ذلك في نظر البعث مؤهلا لترقيته لرئاسة الحكومة ثم رئاسة الدولة، وكما أن معاوية بن أبي سفيان جعل من دمشق حاضرة لملك نسله من بني أمية، فقد أعد حافظ ولده باسل لولاية العهد، ولما خطفته المنون، آل الأمر لطبيب العيون بشار ليحكم سوريا بالحديد والنار، لربع قرن إلا قليلا.



أذهل انتصار قوى الثورة السورية العالم، لأنه لم يكن فقط على جيش كثير العدد والعدة، بل جيش مسنود بسلاح الجو الروسي، وبالمال والعتاد الإيراني، وبمقاتلين من حزب الله اللبناني، وعندما جاءت لحظة الحقيقة، وإدراك ان باطل بشار زهوق، كان الروس والإيرانيون فص ملح وداب (بالمصري)، وكان حزب الله وقتها في حال دفاع عن النفس في وجه هجمات إسرائيلية شرسة مثلت خطرا وجوديا للحزب.كان النصر الذي حققته قوى المعارضة على حكم آل الأسد ملحميا، لأنها قهرت واحدة من أضخم الآلات الحربية في الشرق الأوسط بأسلحة يدوية، فقد كان الجيش السوري يتألف عند ظهور المعارضة المسلحة من 365 الف نظامي، مسنود بـ 450 الف جندي احتياطي، ولديه سلاح طيران به 850 قاذفة اس دفينا ونيفا بيتشورا، و85 طائرة اعتراضية و64 هليكوبتر قتالية، و6200 دبابة تي 80 وتي90 الى جانب صواريخ أرض-جو (سام) بلا حصر، وكل هذا البناء انهار كبيت الكرتون في غضون أيام معدودة، لأن المعارضة كانت تحارب من أجل وطن، بينما كان جند الجيش يحاربون من أجل عائلة الأسد، ثم أدركوا أنه "ما بدهاش" فرموا السلاح أرضا.

أذهل انتصار قوى الثورة السورية العالم، لأنه لم يكن فقط على جيش كثير العدد والعدة، بل جيش مسنود بسلاح الجو الروسي، وبالمال والعتاد الإيراني، وبمقاتلين من حزب الله اللبناني، وعندما جاءت لحظة الحقيقة، وإدراك ان باطل بشار زهوق، كان الروس والإيرانيون فص ملح وداب (بالمصري)، وكان حزب الله وقتها في حال دفاع عن النفس في وجه هجمات إسرائيلية شرسة مثلت خطرا وجوديا للحزب.

لو اعتبر الديكتاتوريون بخبر من غبر من رصفائهم، لآثروا السلامة فور تصاعد موجات الرفض الشعبي لحكمهم، فالرئيس المصري حسني مبارك لم يعتبر بما حدث لنظيره في تونس زين العابدين بن علي، الذي اضطر إلى الفرار، بعد أن وجد نفسه أسيرا حبيسا، وقذافي ليبيا لم يكن يعي عظات التاريخ أو الجغرافيا، فوجد نفسه محشورا في أنبوب للصرف الصحي، وعلي صالح في اليمن أخطأ التقدير في مواجهته للحراك الشعبي الرامي لإسقاط حكمه، وحسب أنه يستطيع مواصلة اللعب بالبيضة والحجر، فكان أن نزل القبر.

في التاريخ المعاصر شواهد بلا حصر، على أن قوى متمردة هزيلة التسليح، تستطيع أن تتغلب على قوى ضخمة وعاتية ذات أعتدة ضاربة وكاسحة، فقد فشل الجيش الأمريكي في هزيمة جيوش الفلاحين في فيتنام ولاوس وكمبوديا، فجلس  يفاوضهم ويسلمهم مقاليد الحكم، وحدث هذا مع ثوار الساندنيستا في نيكاراغوا، وحركة فارابوندو مارتي في السلفادور، وفارك في كولمبيا،  وفي السودان، حيث فاوض نظام نميري (1969-1985) متمردي جنوب البلاد، ووقع معهم اتفاق سلام في 1972، ثم فاوضت حكومة عمر البشير (1989-2019) الحركة الشعبية التي استأنفت القتال في جنوب البلاد، ووقعت معها اتفاق سلام في 2005، وصار رئيس الحركة النائب الأول لرئيس الجمهورية، بعد أن كان موصوما بالكفر والعمالة لإسرائيل.

الرئيس المصري حسني مبارك لم يعتبر بما حدث لنظيره في تونس زين العابدين بن علي، الذي اضطر إلى الفرار، بعد أن وجد نفسه أسيرا حبيسا، وقذافي ليبيا لم يكن يعي عظات التاريخ أو الجغرافيا، فوجد نفسه محشورا في أنبوب للصرف الصحي، وعلي صالح في اليمن أخطأ التقدير في مواجهته للحراك الشعبي الرامي لإسقاط حكمه، وحسب أنه يستطيع مواصلة اللعب بالبيضة والحجر، فكان أن نزل القبر.أحد الذين عليهم الاعتبار من الدرس الذي تلقاه بشار الأسد قبل أيام معدودة، هو عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة (الرئاسة) وقائد عام الجيش السوداني، الذي يتعين عليه أن يعي دروس التاريخ، كي يدرك أنه ما من سبيل للجيش السوداني لهزيمة قوات الدعم السريع التي يخوض حربا ضدها، وذلك قياسا على فشل هذا الجيش، والعديد من جيوش الدول الأخرى في دحر أي حركة تمرد، مع الأخذ في الاعتبار أن الدعم السريع أقوى، ومن كل الأوجه، من حركات التمرد السودانية مجتمعة، عددا وعدة، وبالمقابل لا سبيل لقوات الدعم السريع لهزيمة الجيش لتصبح لقيادته (آل دقلو) اليد العليا في أمور الحكم والسياسة، فهذه القوات ليست ثورية، كما القوات التي حررت سوريا من قبضة آل الأسد، بل هي جهوية وقبلية تأتمر بأمر آل دقلو، ولا تحظى من ثم بسند جماهيري، وعليه، ومهما طال أمد هذه الحرب ستنتهي بالتعادل السلبي.

وعودا إلى الثورة السورية الظافرة، تجدر الإشارة إلى أن هناك دوائر معينة تسعى لتبخيس انتصارها، بزعم أنه جاء نتيجة ترتيبات إقليمية ودولية. فماذا عن عشرات الآلاف من شهداء تلك الثورة على مدى 13 سنة؟ وماذا عن المدن التي صارت خرائب يهرب منها البوم؟ وماذا عن ملايين السوريين المبعثرين في أقطاب الأرض؟ هل كان كل ذلك وأنهار الدماء التي جرت منذ عام 2011 جزءا من فيلم هندي أخرجته أطراف خارجية؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا سوريا سياسة رأي تحولات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله لم یکن

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: ما الذي تتوقعه واشنطن من حكومة الشرع في سوريا؟

قال تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفعت معظم العقوبات عن سوريا في بادرة حسن نية تجاه الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، ولكن هذا التقارب الدبلوماسي ليس مجانيا بل مشروطا بتوقعات أميركية محددة.

وذكر التقرير أن القرار كان موضع ترحيب شعبي في سوريا، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، إلا أن العقوبات التي رفعها ترامب لا تشمل الإجراءات كافة، لأن بعضها يحتاج إلى موافقة من الكونغرس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير إسرائيلي: عزل أيمن عودة من الكنيست إعلان حرب على عرب الداخلlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: نقاشات حادة ومشادات كلامية بين الوزراء بسبب غزةend of list

وفي ما يلي متطلبات واشنطن من سوريا وفق ما أورده كاتبا التقرير: مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في بيروت بن هابرد، ومراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط إيريكا سولومون.

التطبيع مع إسرائيل

وأكد التقرير أن الولايات المتحدة تتوقع من الحكومة السورية اتخاذ خطوات جدية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، على أن يشمل ذلك مبدئيا السعي لتوقيع اتفاق يضمن وقف جميع الأعمال العدائية بين البلدين.

وأضاف أن واشنطن تأمل أن تنضم سوريا في نهاية المطاف إلى "اتفاقيات أبراهام"، على غرار الإمارات والمغرب والبحرين والسودان.

المقاتلون الأجانب

وطالب الرئيس ترامب، وفق التقرير، بترحيل المقاتلين الأجانب الذين قدموا إلى سوريا منذ 2011، معبرا عن مخاوف من إمكانية تورطهم في التخطيط لهجمات إرهابية خارج البلاد، وهو ما أثار قلق المسؤولين الأميركيين.

غير أن الشرع رفض الطلبات الأميركية الأولية بطرد المقاتلين أو فصلهم عن قواته، بل بدأ فعليا بدمجهم في جيشه الجديد، وتؤكد حكومته أن إعادتهم إلى بلدانهم أمر شبه مستحيل، إما بسبب رفض تلك الدول استقبالهم أو لخطر أن يتم إعدامهم هناك.

كما حذرت الحكومة السورية الانتقالية، حسب التقرير، من أن عزل المقاتلين في سوريا قد يؤدي إلى انقسامات داخلية ويقوّض النظام الهش الجديد.

وبعد أن طالب ترامب في البداية بخروج "جميع الإرهابيين الأجانب" من سوريا، تراجعت واشنطن لاحقا لتطلب فقط "الشفافية الكاملة" حول مواقعهم، وفق التقرير.

إعلان

وأوضح التقرير أن عددا كبيرا من هؤلاء المقاتلين سبق أن قاتل ضمن صفوف تنظيم القاعدة في سوريا، الذي أسّسه الشرع وقاده على مدى سنوات قبل أن يعلن انفصاله عنه في عام 2016، وبقي الآلاف منهم في صفوف جماعة الرئيس السوري أو في تشكيلات أخرى موالية له.

إخراج الجماعات الفلسطينية المسلحة

ويتوقع الأميركيون كذلك من سوريا أن تقطع علاقاتها مع الجماعات الفلسطينية المسلحة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، وهو مطلب ترحب به إسرائيل وفق التقرير، وقد بدأت الحكومة السورية بالفعل باتخاذ خطوات أولية عبر اعتقال اثنين من كبار الحركة في أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف التقرير أن سوريا تواجه معضلة بشأن ترحيل القادة ومقاتلي الجماعات الفلسطينية إذ لا يوجد بلد مستعد لاستقبالهم، في حين يرفض لبنان ودول الجوار استضافتهم خشية التوترات أو الهجمات الإسرائيلية.

كذلك تطالب الولايات المتحدة بتفكيك الشبكات التابعة لإيران داخل أراضيها، وهذا ليس مطلبا صعبا على الشرع الذي يرى في إيران وحزب الله شريكين لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ولكن العملية قد تحتاج إلى مساعدة استخبارية أجنبية، وفق التقرير.

آثار الهجوم الكيميائي على دوما في أبريل/نيسان 2018 (أسوشيتد برس) تدمير الأسلحة الكيميائية

وحسب التقرير، تعدّ إزالة برنامج الأسلحة الكيميائية السوري من أبرز أولويات الولايات المتحدة.

وقال التقرير إن برنامج سوريا النووي بدأ في السبعينيات، ونجح العلماء السوريون في تطوير مخزونات من غازات السارين والكلور والخردل، استخدم بعضها ضد المدنيين خلال الحرب التي استمرت 13 عاما في عهد الأسد.

وأدى ذلك إلى توقيع اتفاق في عام 2013 سمح بموجبه لـمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة بإرسال مفتشين لإغلاق 27 موقعا مرتبطا بإنتاج هذه الأسلحة.

وبحسب التقرير، فقد دعت الحكومة السورية الجديدة خبراء دوليين وأبدت تعاونا في تبادل المعلومات حول ما تبقى من المخزونات، ويقدر الخبراء وجود نحو 100 موقع مخفي، مما يجعل الوصول إليها وتدميرها تحديا كبيرا.

سجناء متهمون بأنهم مقاتلون في تنظيم الدولة الإسلامية داخل زنزانة في سجن غويران الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية (أسوشيتد برس) منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية

ومن أولويات واشنطن أيضا منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية. وتشترط الإدارة الأميركية أن تسيطر الحكومة السورية على معسكرات عناصر التنظيم وسجونه التي ما زالت تخضع لقوات سوريا الديمقراطية، وهي قوات كردية مدعومة أميركيا.

ويأمل البيت الأبيض أن تتحمل الحكومة الجديدة مسؤولية إغلاق معسكرات احتجاز عائلات مقاتلي التنظيم، وتهيئة الأرضية لإعادة تأهيل قاطنيها أو ترحيلهم، رغم هشاشة البنية الأمنية السورية في هذه المناطق.

وخلص التقرير إلى أن واشنطن لا تهتم كثيرا بكيفية حكم الشرع لسوريا داخليا، لكنها تركز على أن يكون هذا الحكم متوافقا مع المصالح الأميركية الإقليمية، وهو ما يشكل جوهر توقعاتها من تحسن العلاقة مع دمشق.

مقالات مشابهة

  • سوريا تطلق هوية بصرية جديدة تمثل دولة ما بعد الأسد
  • مرفق: منشور معمر الذي يتواجد مع الجيش ويشجع ويشيد بالدعم السريع
  • NYT: كيف أحدث احتضان ترامب لنظام سوريا الجديد ضربة لإيران؟
  • سوريا.. ضجة يثيرها إعلان القبض على العقيد الركن ثائر حسين وماذا كان يعمل بعهد بشار الأسد
  • الجيش الإسرائيلي يعلن نهاية عملية “عربات جدعون” في غزة ويطلق “الأسد ينهض”
  • الجيش الإسرائيلي يعلن نهاية عملية "عربات جدعون" في غزة ويطلق "الأسد ينهض"
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • نيويورك تايمز: ما الذي تتوقعه واشنطن من حكومة الشرع في سوريا؟
  • في ظل حديث “التطبيع” .. رئيس أركان إسرائيل ينتهك أراضي سوريا
  • من داخل الأراضي السورية.. رئيس أركان الاحتلال يتحدث عن أهداف الجيش هناك