د. هلا السعيد: 5 خطوات رئيسية لتفادي اكتئاب «ما بعد الإجازة»
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
حددت دراسة متخصصة خمس خطوات رئيسية للتغلب على ما يعرف باكتئاب ما بعد الإجازة. وأكدت الدراسة التي أعدتها الدكتورة هلا السعيد الخبيرة النفسية، أن أولى هذه الخطوات تتمثل في التخطيط مبكرًا للعودة إلى العمل عبر جدولة المهام ذات الأولوية وأداء البسيطة منها لتفادي الشعور بالإرهاق.
وأضافت الدراسة أن التواصل مع زملاء العمل للاطلاع على المستجدات خلال العطلة ومشاركة تجاربها يسهل من العودة مرة أخرى إلى أجواء العمل، لافتة إلى ضرورة وضع قائمة بالمهام وتحديد الأولويات في أعقاب العودة سريعاً من الإجازة مما يساعد في التخفيف من حدة القلق.
ودعت الدراسة إلي ضرورة الاعتناء بالصحة الجسدية والعقلية بالحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، والانخراط في الأنشطة التي ترسخ الشعور بالرضا عن النفس مثل القراءة أو التأمل أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
وأوضحت الدراسة أن الخطوة الخامسة لتفادي اكتئاب ما بعد الإجازة، تكمن في التعبير عن المشاعر، لأن مجرد التعبير قد يكون تجربة شافية وسبباً لتفهم قيادات العمل، الحاجة إلى تقديم الدعم، وتخفيف عبء العمل، منوهة بأنه يمكن لأخصائي الصحة النفسية في هذه الحالة التعريف بالأدوات والاستراتيجيات الفعالة للتعامل بشكل صحي. وقالت د. هلا السعيد في الدراسة « إن اتباع الخطوة السابقة أو ما يسمي الاستراتيجيات الصحيحة يساهم في زيادة الانتاجية والتغلب بنجاح على اكتئاب ما بعد الإجازة والاستمرار بالتطور في الحياة الشخصية والمهنية.
وأضافت : أن الإجازات طريقة رائعة لشحن الطاقة والاستمتاع ببعض الوقت بعيدًا عن ضغوطات العمل؛ لكن أشارت إلى أن العودة إلى العمل يمكن أن تكون مرحلة انتقالية صعبة لكثير من الناس، وعادة ما يشار إلى هذا الشعور بالحزن وغياب الحافز والحالة العاطفية السلبية العامة التي تلي الإجازة على أنها “اكتئاب ما بعد الإجازة“.
وفيما يتعلق بملامح حدوث هذا النوعن من الاكتئاب .. أكدت د. هلا أن الشعور بالتعب وسرعة الانفعال والقلق وغياب الحافز للعودة إلى العمل أو إلى الروتين الطبيعي، مؤشرات رئيسية، وشددت في هذه الحالة، على ضرورة الوعي بهذه المؤشرات والتعامل معها بشكل صحي لتجنب الآثار السلبية المطولة على الصحة العقلية وإنتاجية العمل، وحذرت في الوقت نفسه من إمكانية أن تؤدي هذه المؤشرات إلى تفاقم المشاكل النفسية الأخرى مثل القلق أو الاكتئاب، وأن تؤدي إلى صدامات مع الزملاء، أو إلى انخفاض الرضا الوظيفي بشكل عام.
كما حذرت الخبيرة النفسية، من أن استمرار هذه الأعراض قد يؤدي إلى ما يسمي بالاحتراق الوظيفي، لافتة إلى أن الإرهاق العاطفي والجسدي والعقلي تعوق أداء العمل بفاعلية وإتقان.
العقاقير ليست حلاً دائماً .. والاسترخاء علاج مؤثر
كشفت الدراسة أن اكتئاب ما بعد الإجازة.. يمكن علاجه في أسرع وقت، وأن الحل قد لا يكون دائما عبر اللجوء للأدوية والعقاقير، لافتة إلى أن هناك بعض الطرق اليومية للتعامل مع العصبية الناجمة عن هذا النوع من الاكتئاب وتخفيفها على المدى القصير والطويل.
وبحسب الدراسة فإن الاسترخاء وتفادي الأفكار السلبية أول هذه الطرح مع إعادة توجيه الأفكار، وطرح أسئلة والاجابة عليها مثل»هل يتعين عليّ فعل هذه المهمة اليوم؟» أو»ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث نتيجة لذلك؟» فقد تكون مفيدة لدرء المخاوف والقلق.
ودعت الدراسة إلى ضرورة تشجيع الذات قبل وبعد الاستيقاظ من النوم مع كتابة تأكيدات إيجابية مثل «أنا أثق بقدراتي»، سعياً لتقليل الشعور بالتوتر، واستحضار المشاعر الإيجابية مع سماع الموسيقى، وتخيل الأماكن الجميلة، والذكريات الحلوة والاسترخاء الجسدي وتمارين التنفس.
وذكرت الدراسة أن الاسترخاء الجسدي لا يقل أهمية عن الاسترخاء العقلي، وأن المشي لمسافة قصيرة قد يساعد في تخفيف حدة التوتر، لافتة إلى أن الاسترخاء على المدى الطويل يساهم بشكل أفضل في التحكم بموجات التوتر.
وأوضحت الدراسة أن هناك أسبابا جسدية للعصبية مثل الاصابة بالغدة الدرقية، وأنه يفضل في هذه الحالة استشارة الطبيب، وأن ممارسة التأمل الواعي يساعد في تقليل القلق.
العودة المربكة.. والتوترات الداخلية
حددت الدراسة عدة عوامل تسهم في حدوث اكتئاب ما بعد الإجازة، ومن بينها: التغير في الروتين فغالبًا ما تؤدي العطلة إلى تغيير الروتين اليومي، مما قد يسبب التوتر والقلق عند العودة إلى العمل أو إلى الروتين السابق. ووفقاً للدراسة فإن ثاني عوامل حدوث الاكئتاب تكمن في الانفصال التام عن العمل والمسؤوليات التي تترتب عليه، ما قد يؤدي إلى عودة مربكة في العمل ومسببة للقلق بسبب التفكير بالمسؤوليات الواجب العودة إليها. وأوضحت في هذا السياق أن الاصابة بالأرق وانخفاض الطاقة والقلق وقلة التركيز، قلة النوم والاصابة بالصداع، وزيادة ضربات القلب والتوتر والقلق والخوف نتيجة طبيعية للتوترات الداخلية في مرحلة ما بعد انتهاء الاجازة.
ويضاف إلى ما سبق السقوط في فخ الشعور بالحزن أو القلق والفراغ واليأس والتشاؤم، والشعور بالضيق أو الإحباط، والشعور بالذنب.
ممارسات إيجابية للعودة أكثر حماساً
كشفت الدراسة عن ممارسات إيجابية لتفادي الاصابة باكتئاب ما بعد الإجازة والعودة أكثر حماسًا للعمل .
وتشمل هذه الممارسات التخطيط السليم، وتحديد الأهداف المرجوة والسعي لتحقيقها، مع تذكر النجاحات السابقة، ومحاولة تنفيذ بعض الأنشطة الترفيهية أو الاجتماعية الممتعة.
واتباع روتين إيجابي يسهل العودة إلى العمل بهدوء.
ووفقاً للدراسة فإن مواكبة النشاط البدني المنتظم، وممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل واتخاذ إجراءات للتعامل مع المشكلات السابقة لمرحلة الإجازة
وفيما يتعلق بكيفية التخلص من الضغوط المرتبطة بالعمل، طرحت الدراسة عدة نقاط تتمثل في تتبع المواقف المسببة للتوتر وكيفية استجابة الشخص لها، وإيجاد طرق صحية للتعامل مع التوتر، مثل ممارسة الرياضة والنوم الجيد، وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية وتخصيص وقت لهوايات أو أنشطة ممتعة، مثل قراءة كتاب أو قضاء وقت ممتع مع العائلة.
وأكدت الدراسة ضرورة وضع حدود بين العمل والحياة، مثل عدم مراجعة البريد الإلكتروني خارج يوم العمل أو عدم الرد على الهاتف بعد ساعات معينة، وإتاحة وقت منتظم للراحة وإعادة الشحن بعيدًا عن العمل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الدراسة أن إلى العمل لافتة إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
أسطورة الأم المثالية.. لماذا تشعرين بالتقصير المستمر في حق أطفالك؟
شعور الذنب نحو الأبناء ليس غريبا على أي أم، بل هو رفيق خفي يظهر في لحظات التعب، واتخاذ القرارات الصعبة، أو حتى في لحظات الاستراحة.
قد تشعر الأم بأنها مقصرة لأنها لم تحضر كل مناسبة مدرسية، أو لأنها طلبت وجبة سريعة بدلا من إعداد طعام منزلي. هذا الشعور، المعروف بـ"ذنب الأمومة"، ناتج عن ضغوط اجتماعية وتوقعات غير واقعية لكي تكون "أم مثالية". فما هو ذنب الأمومة؟ وكيف يمكن أن تتخطيه؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفلlist 2 of 2ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟end of list لماذا الشعور بالذنب شائع؟تشعر الكثير من الأمهات بضغط كبير من المجتمع، الذي يضع على عاتقهن توقعات مثالية وصارمة، كأن عليهن أن يربين أطفالا بلا أخطاء، ويوازن بين العمل والعائلة والعناية بأنفسهن، وكل ذلك من دون تقصير. وعندما لا تفي الأم بهذه التوقعات يتولد داخلها شعور مؤلم يعرف بـ"ذنب الأمومة"، يخبرها بأنها لا تفعل ما يكفي، أو أنها تقصر في حق أطفالها، حتى عندما تبذل كل ما بوسعها.
تشرح المعالجة النفسية كريستين سيسومز، في مقال على موقع "فافا كونسلينج" ذنب الأمومة، بأنه العاطفة التي تدفع الأم للالتزام بالمعايير الاجتماعية أو الشخصية. ويصبح هذا الشعور خانقا، لأنه يظهر في كل موقف، عند العمل، وعند البقاء في المنزل، وحتى عند أخذ استراحة.
ومع أن بعض الأمهات يضعن على أنفسهن معايير شديدة، أحيانا، لتعويض نقص عشنه في طفولتهن، يدفعهن إلى الكمال باستمرار ونقد أنفسهن بقسوة، فإن الشعور بالذنب لا ينبع، فقط، من الداخل، بل هو أيضا نتيجة نظرة المجتمع الصارمة لدور الأم، مما يزيد من صعوبة التجربة ويجعل التوازن أكثر تعقيدا.
وتلقي سيسومز باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية هذا الشعور، حيث تعرض فقط اللحظات المثالية لحياة الأمهات الأخريات، مما يجعل الأم تقارن نفسها وتشعر بالنقص، رغم أن تلك الصور لا تعكس الحقيقة الكاملة.
لماذا تشعر الأم بالذنب؟يعد شعور الأم بالذنب أمرا طبيعيا وشائعا جدا، حتى في الدول التي تقدم دعما كبيرا للأمهات، مثل السويد وألمانيا وإيطاليا.
إعلانوجدت دراسة لعام 2021، منشورة في مجلة علم الاجتماع النوعي، أنه رغم أن هذه الدول توفر إجازات أمومة طويلة وسياسات تساعد الأهل في تربية أطفالهم، فإن الأمهات هناك ما زلن يشعرن بالذنب لعدم قدرتهن على الارتقاء إلى الصورة النمطية "للأم المثالية".
هناك أسباب متعددة حول انتشار ذلك الشعور، منها:
توقعات المجتمع: الضغط لتكون "أما مثالية" وفقا للمعايير الاجتماعية. التوازن بين العمل والأطفال: الشعور بالتقصير مع قضاء وقت أقل مع الأطفال بسبب العمل. الخبرات السابقة: تأثير طريقة تربية الأم نفسها على تصوراتها الحالية عن الأبوة أو الأمومة. الضغوط الخارجية: تعليقات الأهل والأصدقاء، أو المقارنة بما يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي. المبالغة في النقد الذاتي: السعي للكمال والخوف من ارتكاب أخطاء في تربية الأطفال.هناك علامات شائعة لشعور الأم بالذنب، ذكرها تقرير على موقع "ذا هولدينج سبيس" منها:
الشك الذاتي: ويعني التساؤل الدائم حول اتخاذ القرارات الصحيحة المتعلقة بالطفل.
التعويض المفرط: محاولة تعويض الشعور بالتقصير عبر تدليل الطفل أو تلبية كل رغباته.
القلق الزائد: وهو الخوف المفرط من تأثير التصرفات على مستقبل الطفل.
المقارنة بالآخرين: الشعور بالنقص عند مقارنة الأم نفسها بأمهات آخرين يبدون مثاليات في نظر المجتمع أو على وسائل التواصل.
كيف يؤثر الشعور بالذنب على الأم؟تشرح مؤسسة "كليفلاند كلينيك" تأثير الشعور بالذنب والتوتر على الجسم والنفس، كما يلي:
زيادة التوتر: الشعور بالذنب المستمر يسبب ضغطا نفسيا كبيرا.
حظر الاسترخاء: لوم النفس الدائم يمنع الجسم من الراحة والاستمتاع.
الانفعالات: مثل العصبية أو الغضب، مما قد يؤدي إلى الشعور بمزيد من الذنب.
العبء العاطفي: الضغط المستمر لمحاولة أن تكون "الأم المثالية" قد يؤدي إلى تعب نفسي شديد.
التأثير على الصحة الجسدية والعقلية، مثل: القلق، الاكتئاب، ارتفاع ضغط الدم، زيادة ضربات القلب، واحتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مع مرور الوقت.
كيف تتعاملين معه؟ينصح مقال على "براين شارب كونسلينج" بعدد من النصائح والإستراتيجيات للتغلب على الشعور بذنب الأمومة، منها:
ممارسة التعاطف مع الذات. وذلك من خلال معاملة النفس بلطف وتعاطف، واعتبار الأخطاء جزءا طبيعيا من الأمومة.
وضع توقعات واقعية قابلة للتحقيق بدلا من السعي للكمال.
التركيز على جودة الوقت مع الأطفال، فحتى اللحظات القصيرة والهادفة تصنع فرقا كبيرا.
بناء شبكة دعم من العائلة أو الأصدقاء أو أمهات أخريات.
طلب المساعدة المهنية إذا أصبح الشعور بالذنب يؤثر على الحياة اليومية.
ممارسة تمارين التنفس والتأمل لتقليل التوتر وتهدئة العقل. تحديد نوايا واضحة يوميا للتركيز على ما هو مهم حقا في العلاقة بالطفل.
تخصيص وقت للاعتراف باللحظات الإيجابية والنجاحات الصغيرة يوميا لتعزيز الشعور بالرضا.
الاعتناء بالنفس وبالصحة النفسية والجسدية، لأن العناية الذاتية تعزز القدرة على تربية الأطفال بشكل أفضل.
تقبل النفس للعيوب وعدم مقارنتها بالآخرين، فلكل أم أسلوبها الفريد في التربية. وتذكُر أن شعور الذنب لا يحدد هوية الأم، بل هو جزء من رحلتها نحو النمو والتطور.
إعلان