سودانايل:
2025-06-02@14:37:56 GMT

لعنة الكوخ المهجور

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

في ليلة باردة من ليالي الشتاء، كان خالد يقود سيارته عبر طريق مهجور يمر وسط غابة كثيفة. كان الظلام يحيط به من كل جانب، والضباب الكثيف يجعل من الصعب رؤية الطريق أمامه. لم يكن من المفترض أن يسلك هذا الطريق، لكن اختصار المسافة كان مغريًا.
بينما كان يقود ببطء، لاحظ أضواء خافتة تنبعث من بين الأشجار على جانب الطريق.

بدافع الفضول، أوقف سيارته ونزل لاستكشاف المصدر. سار بخطوات حذرة على الأرض الموحلة، حتى وصل إلى كوخ قديم بدا وكأنه مهجور منذ سنوات. كانت الأضواء تنبعث من نافذته الوحيدة، متراقصة كأنها لهب شموع.
دفع خالد الباب ببطء، وإذا به يُصدر صريرًا مرعبًا. داخل الكوخ، كانت الجدران مغطاة برسومات غريبة وأشكال لا يستطيع تفسيرها. على الطاولة الخشبية في المنتصف، كانت هناك شمعة كبيرة تذوب ببطء بجانب كتاب قديم يبدو وكأنه مخطوطة. عندما اقترب خالد من الكتاب، لاحظ أنه مكتوب بلغة لم يفهمها، لكن الصور التي تزين الصفحات كانت مرعبة: وجوه مشوهة، كائنات غريبة، وأحداث مروعة.
بينما كان يتفحص الكتاب، شعر بتيار هوائي بارد يمر بجانبه، وكأن شخصًا ما مر به. استدار بسرعة، لكنه لم يرَ أحدًا. فجأة، انطفأت الشمعة، وساد الظلام التام. حاول خالد إشعال ضوء هاتفه، لكنه لم يعمل. بدأ يسمع همسات خافتة تملأ الكوخ، أصوات غير مفهومة لكنها كانت تحمل نغمة تهديد واضحة.
أخذ الكتاب وحاول الخروج من الكوخ، لكن الباب الذي دخل منه اختفى، وكأن الجدران ابتلعته. أدرك خالد أنه محاصر. ازدادت الهمسات حدة، وبدأ يشعر وكأن هناك عيونًا تراقبه من الظلام. حاول أن يبقى هادئًا، لكن قلبه كان ينبض بجنون.
فجأة، ظهر أمامه رجل عجوز بملابس رثة ووجه شاحب، كأنه خرج من أعماق الزمن. قال العجوز بصوت منخفض لكنه واضح: “ما الذي أتى بك إلى هنا؟ هذا المكان ليس لك.”
تلعثم خالد في الكلام، ثم قال: “كنت فقط أستكشف، لم أقصد أي ضرر.”
ابتسم العجوز ابتسامة غريبة وقال: “أخذت ما لا يجب أن تأخذه. الآن أنت مرتبط بهذا المكان.”
اختفى الرجل فجأة، ووجد خالد نفسه يعود إلى الظلام وحده. بدأ يسمع أصواتًا أعلى، وبدأت الرسومات على الجدران تتحرك، وكأنها تحاول الخروج من سطحها. أدرك خالد أنه يجب أن يتخلص من الكتاب. ألقى به على الأرض، لكنه لم يتحرك. بدلاً من ذلك، بدأ الكتاب يفتح صفحاته تلقائيًا، وخرج منه دخان أسود كثيف شكَّل هيئة كائن ضخم له عيون حمراء مشتعلة.
صرخ خالد وحاول الهروب، لكن الكوخ كان يغلق عليه أكثر فأكثر. الكائن بدأ يتحدث بلغة غير مفهومة، لكن خالد شعر وكأنه يُطالَب بالبقاء.
في لحظة يأس، تذكر ولاعة كانت في جيبه. أشعلها وألقى بها على الكتاب. اندلعت النيران بسرعة غير طبيعية، وبدأ الكوخ كله يهتز. الأصوات اختفت تدريجيًا، والظلام بدأ يتبدد. أخيرًا، ظهر الباب مرة أخرى.
هرب خالد خارج الكوخ، وركض نحو سيارته بأسرع ما يمكن. عندما استدار ليلقي نظرة أخيرة، لم يجد الكوخ، وكأنه لم يكن موجودًا أبدًا.
عاد إلى سيارته وانطلق بعيدًا عن الغابة. لكنه منذ تلك الليلة، كان يشعر دائمًا وكأن هناك عينين تراقبانه من الظل، وأن الكوخ قد يظهر مجددًا يومًا ما لاسترداد ما أخذ منه.

إبراهيم أمين مؤمن

ebrahim30312amin@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ناشطة مصرية: أول زيارة لي كانت إلى جنوب السودان أثناء الأزمة قبل 10 سنوات

أكدت ياسمين أنيس، الناشطة المصرية في مجال الخدمة الإنسانية العالمية، إن جنوب السودان كان أول مكان زارته، ومن بعدها سافرت إلى كينيا، نيجيريا، وبنجلاديش، وهذه من أكثر الدول التي زرتها خلال عملي الإنساني"، موضحة أن آخر زيارة قامت بها كانت إلى بنجلاديش، حيث ساعدت اللاجئين هناك.

وزير الصحة: لم يتم رصد أية حالات كوليرا دخلت من السودان إلى مصرإدريس كامل يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لوزراء السودانقلبت الدنيا في السودان .. كوارث تسببها الكوليرا وهؤلاء الأشخاص الأكثر عرضة للإصابةتدمير المساعدات الغذائية.. السودان يفضح جرائم الدعم السريع

وأضافت ياسمين أنيس، خلال حوارها مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة “القاهرة والناس” "قصص الناس هناك مؤلمة جدًا ومليئة بالقوة في نفس الوقت، البلد فقير وفيه عدد كبير من المحتاجين، خصوصًا في الغذاء والحماية". تزور مناطق الصراعات حول العالم منذ أكثر من 10 أعوام، موضحة أن دراستها للعلاقات الدولية ساعدتها على فهم أعمق لطبيعة هذه المناطق واحتياجات سكانها.

وتابعت ياسمين أنيس: "أول زيارة لي كانت إلى جنوب السودان أثناء الأزمة قبل 10 سنوات، وكانت تجربة صعبة بالنسبة لي ولعائلتي، والدتي كانت قلقة جدًا، لكن والدي كان داعمًا قويًا لي، وشجعني دائمًا على مساعدة الناس"، مشيرة إلى أنها بدأت نشاطها من خلال مؤسسة محلية في مصر تهدف إلى مساعدة الآخرين، قبل أن تتطور مشاركاتها وتنتقل إلى العمل في أماكن عالية الخطورة.

واختتم تصريحاتها، قائلة: "أنا أركز في عملي على قضايا الحماية، مثل حماية الأطفال، ومكافحة العنف ضد المرأة، والدفاع عن حقوق الإنسان، وهي قضايا أؤمن بها وأراها جوهرية في أي عمل إنساني".
 

طباعة شارك ناشطة السودان اخبار التوك شو حديث القاهرة كريمة عوض

مقالات مشابهة

  • ان كانت هذه رؤيته فمرحبا بها و عليه أن يثبت ذلك بالأفعال لا بالاقوال
  • كانت بتلعب .. مصرع صغيرة سقطت من بلكونة الرابع في الهرم
  • لعنة ميراث نوال الدجوي.. هل ينتهي بتسوية الخلافات أم فصل جديد للصراع؟ (تقرير)
  • وزير الشئون النيابية: نظام التأمين الصحي الشامل حلم لدى كل دولة لكنه بدأ يتحول لحقيقة في مصر
  • علماء: إنسان نياندرتال كانت لديه قدرات فنية
  • ناشطة مصرية: أول زيارة لي كانت إلى جنوب السودان أثناء الأزمة قبل 10 سنوات
  • بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري
  • برلماني: مصر كانت و لا زالت في طليعة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية
  • محام: إذا كانت المرأة معتادة على شرب القهوة في بيت أبيها وجب على زوجها فعل ذلك
  • عادل عوض: تونس كانت تنظم 480 مهرجانا فنيا قبل الربيع العربي