تحالف الأحزاب يطالب بإعادة النظر في شروط استلام التابلت تخفيفا على الأسر
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أثنى تحالف الأحزاب المصرية، الذي ينضوي تحت لوائه نحو 42 حزبا سياسيا، على الخطوات التي أقدمت عليها الدولة المصرية ممثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، سبيلا لتطوير المنظومة التعليمية، مشيرا إلى أن الارتقاء بالعملية التعليمية يحقق نهضة الأمة المصرية.
قال النائب تيسير مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، رئيس حزب إرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة في مجلس الشيوخ، إن التعليم كان أحد الملفات التي واجهت عدة تحديات هائلة خلال السنوات الماضية، لكنه وبالإصرار والعزيمة والتوجه الاستراتيجي للقيادة السياسية الحكيمة اتخذنا خطوات هائلة في هذا الإطار ولا تزال المساعي مستمرة لتحقيق ما هو منشود، إيمانًا من الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن التعليم هو قاطرة التنمية، والركيزة الأساسية لبناء الأمم.
ولفت أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة مؤخرا بشأن التابلت في حالة الفقد أو الاستبدال، وعدم دفع الطالب التكلفة كاملة، أمر مهم ويراعي الظروف الاقتصادية لشرائح كبيرة من الأسر المصرية.
النائب تيسير مطر، ناشد محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بإعادة النظر في الخطوات التي حددتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بشأن استلام تابلت مدرسي جديد في حالات الفقد أو الاستبدال لطلاب المرحلة الثانوية، خاصة فيما يتعلق بتوجه الطالب إلى مقر ديوان عام الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وفي هذا الإطار، طالب أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، بإعادة النظر في هذا الأمر لما له من معاناة كبيرة على الأسر التي ترغب في استلام التابلت المدرسي الجديد في حالة الفقد والاستبدال، ولاسيما للأسر المقيمة في محافظات بعيدة عن القاهرة، مشيرا إلى أنه لا ضير في تقنين هذا الأمر عبر إدارات التربية والتعليم الخاصة بكل محافظة وليس بالضرورة إلى ديوان عام المحافظة، فمن ناحية يقلل معاناة الأسر نظرا للمسافات البعيدة ومن ناحية أخرى يحد من التكدس أمام ديوان عام الوزارة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدولة المصرية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني قاطرة التنمية تحالف الأحزاب المصرية النائب تيسير مطر المزيد تحالف الأحزاب المصریة التربیة والتعلیم
إقرأ أيضاً:
صفوت سليم يكتُب: الفقد الكبير.. وجع لا يزول
يعزّ عليّ أن أمسك قلمي، لا لأن الكلمات جفت، بل لأن الحزن أثقل من أن يُحتوى على ورق، ومع ذلك أمسكه اليوم كمن يقبض على جرحٍ نازف، يحاول عبثًا تضميده بالحروف، فلا يزيده إلا اشتعالًا، أكتب لا لأبوح، بل لأتنفس، لأن الصمت بعد رحيلك صار خانقًا، ولأن القلب إن طال كتمانه انفجر، ما أكتبه ليس كلمات، بل بقايا وجع، وشهادة حية على أقسى لحظة انكسار مررت بها في حياتي، لحظة فقدك يا حمايا، الرائد عاصم غريب، يا أبي الثاني، وسندي، وظهري الذي كنت أستند إليه مطمئنًا.
رحلت على حين غِرة، بلا وداع ولا تمهيد، كأن الموت استعجلك غير عابئ بالقلوب المعلقة بك، تركت خلفك سيرة نقية، وتاريخًا ناصعًا، ومحبة صادقة تشهد بها الوجوه قبل الألسنة، من عرفك اطمأن، ومن اقترب منك شعر بالأمان، أما أنا، فلم أفقد شخصًا فحسب، بل فقدت عالمًا كاملًا كان يهوّن عليّ قسوة الحياة ويمنحها معنى.
لم أتخيّل يومًا أن يأتي الفراق بهذه السرعة، كنا نعيش على يقين الوجود، نسأل عن بعضنا بلا سبب، ونتصل فقط لنسمع الصوت، نطيل الحديث بلا موضوع، ونضحك من القلب، ثم نغلق الهاتف ونحن واثقون أن الودّ موصول، كم مرة قلت لي، كنت لسة هكلمك، وكم مرة سبقتك بها، كأن بين قلوبنا عهدًا غير مكتوب، واليوم صمت الصوت، وبقي صداه يطرق قلبي كلما تذكرت.
حين بلغني خبر تعبك المفاجئ، شعرت بقبضة خفية تعتصر صدري، انطلقتُ أنا وزوجتي بخطوات مرتبكة وأنفاس متقطعة، وكان الزمن ينسل من بين أيدينا، الطرق مزدحمة، والقلق يسبقنا، تمنيت لو أسبق الوقت، لو أفتح الطرق بيدي، لو أصل إليك قبل أن يفعل الموت ما أعجز عن منعه، ثم جاءت المكالمة، كلمة واحدة أسقطت العالم من حولي، لم أفهم معناها، لم أستوعب وقعها، فقط شعرت أن النور انطفأ دفعة واحدة، وأن شيئًا في داخلي تهدم بلا أمل في الترميم.
دخلت المستشفى كمن يدخل محطته الأخيرة، أبحث عنك في الوجوه، في العيون، في الممرات، عن أي إشارة تقول إنك ما زلت هنا، لم أجدك، وجدت دموعًا مكتومة، ووجوهًا منكسة، وسكونًا ثقيلًا، صرخت كطفل فقد ملاذه، بلا وعي ولا تماسك، وبكيت كما لم أبكِ من قبل، بحثت عن زاوية أختبئ فيها لأبكيك أنت، وأبكي نفسي، وأبكي ظهرًا كنت أظنه لا ينكسر.
يا حمايا وأبي، رحيلك لم يكن فراقًا عاديًا، بل زلزالًا اقتلع أشياء في داخلي لم أكن أعلم أنها قابلة للاقتلاع، كنت الحكمة حين أحتاج الرأي، والسند حين أتعثر، والرفيق حين تضيق الدروب، كنت الأمان في زمن الخوف، والكلمة الطيبة في وقت القسوة، واليوم غاب كل ذلك دفعة واحدة، فوجدتني أواجه الحياة بفراغٍ موحش.
إلى من ألجأ بعدك، من يسمعني دون شرح، من يطمئن قلبي دون كلام، كل شيء بعدك يبدو ناقصًا، باهتًا، هشًّا، أمشي كأنني أفتّش عنك في الملامح، وأجلس في الأماكن التي تحدثنا عنها، فأسمع صوتك في الذاكرة، ثم أفيق على حقيقة أنك لن تعود، فيتجدد الوجع.
لقد قال لي كل من عزاني، كان دايمًا بيذكرك بالخير، وكأنك حتى في غيابك لم تكف عن حمايتي، تركتني مرفوع الرأس أمام الناس، مكسور القلب في داخلي، تركت لي اسمًا نظيفًا يشبهك، لكنك أخذت معك جزءًا من روحي لا يعوضه زمن ولا يداويه صبر.
وجعك لا يهدأ ولا يغفو، يختبئ أحيانًا ثم يعود أشد قسوة، أحاول أن أبدو ثابتًا، لكنني في الحقيقة مثقل، أجر أيامي ببطء، فقدك علمني كيف يكون الإنسان حيًّا بجسده، مكسورًا بروحه، يبتسم ودمعته حبيسة، ويعيش وهو يفتقد نعمة كان يظنها دائمة.
رحلت يا حمايا، لكنك لم تغب، أنت حاضر في الذاكرة، في الدعاء، وفي كل مرة أحتاج فيها سندًا فلا أجد سوى طيفك، ستبقى حيًّا في قلبي ما حييت، وسأحمل وجعك لا لأتخلص منه، بل لأنه شاهد على عظمتك، وعلى فداحة خسارتي.
رحمك الله رحمةً واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وربط على قلوبنا، فالفقد حين يكون بهذا العمق، يترك الإنسان نصفه حيًّا، ونصفه الآخر مقيمًا عند من رحل.