جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-04@08:29:59 GMT

خيارات العرب ومصيرهم بعد سقوط دمشق

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

خيارات العرب ومصيرهم بعد سقوط دمشق

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

سقوط دمشق لا يعني سقوط نظام ولا سقوط دولة فحسب، بل يعني سقوط سياسات وجغرافيا وتاريخ وهويات وثوابت، وسقوط دمشق بعد بغداد وطرابلس، يعني أنَّ الغرب لا حليفَ ولا صديقَ له من العرب، إلّا بقدر الخضوع والتبعية والتسليم للغرب؛ بما يُحقق مصالحه في الوطن العربي، ويُكرِّس ثقافات "بلفور" و"سايكس-بيكو"، ويجعلها قناعات راسخة في أذهان العرب، وعابرة للحدود والأجيال معًا.

لقد برهن الغرب- لمن لا يعلم من العرب- بعد سقوط دمشق أن نُسكه ومحياه ومماته لخدمة مشروعه واستثماره في قلب الأمة العربية، والمتمثل في الكيان الصهيوني، فيما لم يُدرك عرب زماننا بجميع فئاتهم وطوائفهم ومذاهبهم، أنَّ وجود الكيان الصهيوني بمثابة خِنجر مسموم في قلب الأمة، و"فيتو" غربي على أي نهوض لها، والأهم من كل ذلك هو أن وجود هذا الكيان السرطاني ترجمةٌ حقيقيةٌ وفعليةٌ لثقافتي و"عد بلفور" و"سايكس- بيكو"، وضمان ديمومتهما، وأن جميع نكبات الأمة في تاريخها المُعاصر تتمثل في وجود هذا الكيان.

سعى الكيان الصهيوني ورُعاته إلى تكريس ثقافة ومفهوم الدولة القُطرية في الوطن العربي، هذه الدولة التي تعتقد بسياسة النأي بالنفس في لحظة تاريخية ما، فتجدُ نفسها قسرًا في خانة الدولة الوظيفية لخدمة مصالح الغرب.

وخيارات النظام الرسمي العربي في ظل ثقافة وملامح الدولة القُطرية هي التبعية والوظيفية والعَلَف؛ حيث لا استقلال ولا هوية وثوابت ولا مجال للشرف. وهذا الوضع المُزري للأمة اليوم، ليس كله مفروض عليها قضاءً وقدرًا، بقدر ما هو مرحلة هشاشة تاريخية، وخيارات ظرفية أملتها نظريات غربية حاصرت العقل العربي المُعاصر، وعبثت بوعيه، فأفقدته الرُشد والعقلانية والعودة الى الذات، ومردُّها الأساس هو الدولة القُطرية والتي لم يفهم عرب زماننها أهداف وجودها، وأعراضها ووظيفتها وهامش خياراتها.

الكارثة ليست في تقبُّل عرب زماننا للدولة القُطرية وثقافتها؛ بل في خضوعهم التام لها وتطبيقها في أدوات الوعي والمُتمثِّلة في التعليم والإعلام، وبالنتيجة أنتجنا أجيالًا لا تُفرِّقُ بين الثوابت الوطنية والذائقة الشخصية، وتعليم مُنغَمِس في تحقيق شعار "مُخرجات التعليم ومُدخلات العمل"، وتعصُّب مذهبي يتغوَّل على الدين ويتخطاه؛ بل ويُلغيه في كثير من الأحيان، وهذا الأمر بطبيعة الحال أوصلنا إلى مرحلة التكفير بدلًا عن التفكير، وبالنتيجة مواطنون داخل الدولة، لكنهم بمشاعر المقيمين والمنتفعين من الوطن فقط لا غير، ومواطنون خواء من الوطنية والثوابت وعُرضة لتلقِّي أي فكر مُعادٍ للوطن وللثوابت، وعُملاء- بلا وعي- تحت الطلب!

إنَّ سقوط دمشق لا يعني الانتصار لسوريا والهبَّة لنصرتها والحرص على وحدتها الترابية فحسب، وإن كان واجبًا وفرضَ عينٍ على كل عربي حُر في زماننا؛ بل يعني ضرورة مراجعة كل قُطر عربي لمناهجه التعليمية وخطابه الإعلامي، والالتفاف حول هُوِيَّته وثوابته حِفاظًا على وحدته أولًا وقبل كل شيء، ثم تسويق نفسه للآخر "الحليف" و"الصديق" ليُحافظ على الحد الأدني من مصالحه، ولصون وحدته الوطنية والترابية.

لا شك عندي أن سقوط دمشق وقبلها بغداد وطرابلس، وتداعياتها الكارثية على الأمة، سيُثير الكثير من التساؤلات لدى فئات مُستنيرة من الأجيال العربية الحالية والقادمة، وهذه الأجيال بحكم الزمن وسيرورته ستصنع السياسات والقرار العربي، وسيشهد المُستقبل القريب عودةً قويةً للكثير من الفاقد من الثوابت والمصير المشترك. وكما يخشى الصهيوني على نفسه اليوم من فكر الجيل الغربي القادم- بعد التعاطف العالمي غير المسبوق مع غزة- فإنَّ الزمن كفيلٌ ببعث مفاهيم وعقائد جديدة في الوطن العربي والعالم؛ كنتيجة طبيعية لهذه التحولات والفواجع التي نراها اليوم. والله غالبٌ على أمره.

قبل اللقاء.. ربما "يستيقظ" عرب زماننا بعد سقوط دمشق وبغداد وطرابلس، ويدركون أنَّ مصيرهم واحد في "البورد السياسي" الصهيوأمريكي والغربي كذلك، وأن "حليف" هؤلاء من العرب، هو من يُقدِّم أكثر فروض الخيانة لأمته، ويتنكَّر لثوابته فقط لا غير.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المعرض التركي الأول للنسيج بدمشق يوفر خيارات واسعة للصناعيين السوريين

ريف دمشق-سانا

يوفر المعرض التركي الأول لآلات ومستلزمات النسيج، المقام حالياً على أرض مدينة المعارض بدمشق خيارات واسعة أمام الصناعيين والتجار الزائرين؛ لاختيار ما يناسبهم من منتجات نحو 40 شركة تركية متخصصة بالنسيج ومستلزمات الإنتاج مشاركة في المعرض.

ويهدف المعرض الذي انطلقت فعالياته أمس إلى تعزيز التبادل التجاري بين سوريا وتركيا، وفتح آفاق جديدة للتعاون الصناعي، وخاصة في ظل الاهتمام المتزايد بتطوير قطاع النسيج المحلي الذي يُعد من ركائز الاقتصاد السوري.

وفي تصريح صحفي خلال افتتاح المعرض، أوضح القائم بأعمال السفارة التركية في سوريا برهان كور أوغلو، أن المعارض تشكل فرصة للتعارف بين الصناعيين السوريين والأتراك، بشكل أكبر ليس فقط لاستيراد البضاعة، وإنما أيضاً للمساهمة في الإنتاج والاستثمار المشترك، ولا سيما أن اليد العاملة السورية مشهود لها بالمهارة والكفاءة.

وأشار أوغلو إلى أن الشركات الممثلة في هذا المعرض، لا يمكن أن نعتبرها فقط تركية بل سورية أيضاً، نظراً لمشاركة الصناعي السوري بشكل فعال في المعامل التركية، لذلك فهو يعد شريكاً فاعلاً وحقيقياً في تطوير الصناعة النسيجية التركية.

بدوره، أكد مدير عام المؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية محمد حمزة، أن المعرض يعد حدثاً اقتصادياً وصناعياً مهماً، ويشكل منصةً متقدمةً للتبادل التجاري والتقني بين سوريا وتركيا، ويعكس الروح الإيجابية للتعاون والانفتاح بين الشعوب في ميدان الاقتصاد والصناعة.

واعتبر حمزة أن قطاع النسيج يعد من أهم دعائم القطاع الاقتصاد السوري، الذي دمر خلال السنوات الماضية على يد النظام البائد، وأنه سيعود إلى مكانته في دعم الاقتصاد السوري بهمة الصناعيين السوريين، مؤكداً أن مؤسسة المعارض لن تدخر جهداً في المساهمة بذلك، عبر تأمين بيئة سليمة لعرض المنتجات وترويجها.

وبين مدير عام شركة مرديان المنظمة للمعرض أوز يلتشنان، أن المعرض سيعزز التعاون المشترك بين سوريا وتركيا، ولا سيما في المجال النسيجي، معبراً عن سعادته في العودة لتنظيم معرض النسيج مجدداً في سوريا، بعد غياب استمر 14عاماً عن إقامة دورته الأخيرة.

ودعا الصناعيين السوريين ولاسيما العاملين في قطاع النسيجي إلى زيارة المعرض والتعرف على الشركات، وما تقدمه من منتجات تواكب التطورات التي طرأت على هذه الصناعة العريقة.

ويفتح المعرض الذي يستمر حتى الـ 5 من تموز الجاري أبوابه يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى العاشرة مساءً، مع توفير خدمة نقل مجانية من تحت جسر الحرية بدمشق، لتسهيل وصول الزوار.

المعرض التركي الأول للنسيج 2025-07-04malekسابق تحت شعار “معاً لبناء النهضة الطبية والتعليمية في سوريا”.. انطلاق فعاليات المؤتمر الطبي الدولي الـ 23آخر الأخبار 2025-07-04تحت شعار “معاً لبناء النهضة الطبية والتعليمية في سوريا”.. انطلاق فعاليات المؤتمر الطبي الدولي الـ 23 2025-07-04احتفالات شعبية حاشدة في دمشق والمحافظات بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا 2025-07-04الهوية البصرية الجديدة لسوريا تلقى تفاعلاً واسعاً وإشادة على منصات التواصل الاجتماعي 2025-07-03حكاية الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية 2025-07-03الرئيس الشرع: الهوية البصرية الجديدة تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة 2025-07-03بحضور الرئيس الشرع… إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية 2025-07-03قدورة: الهوية البصرية لا تتحدث فقط عن سوريا بل تتحدث باسمها 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم 2025-07-03بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع.. بدء فعاليات حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية في قصر الشعب بدمشق 2025-07-03أهالي مدينة طرطوس يحتفلون بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا في ساحة المحافظة

صور من سورية منوعات فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03 دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • المعرض التركي الأول للنسيج بدمشق يوفر خيارات واسعة للصناعيين السوريين
  • المجلس الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي: ندعم القيادة السياسية للحفاظ على الأمن القومي
  • ما وراء دعوة أمريكا لـقسد إلى الاندماج ضمن الدولة السورية؟
  • 3 خيارات للإسكان البديل للمستأجرين بعد إقرار قانون الإيجار القديم
  • غارات مدمّرة تُفشل حصار الدعم السريع للفاشر.. وتحذيرات من سقوط آخر معاقل الدولة
  • 3 خيارات أمام المستأجرين بعد إخلاء الشقق.. تعرف عليها
  • إحصائيا: هل انهيار الكيان الصهيوني مسألة وقت؟
  • مباركة فلسطينية للعملية اليمنية بعمق الكيان
  • تحول في الرهان الأميركي في سوريا من قسد إلى دمشق
  • ملامح الاقتصاد السوري ضمن حلقة نقاشية في جامعة دمشق