رئاسة الطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان تصدر بيانا بشأن الأوضاع هناك
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صدر صباح اليوم الثلاثاء، بيان عن القس جوزيف قصاب رئيس الطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان، بشأن الوضع الراهن في سوريا، وجاء نصه كالاتي :
إلي السوريين من الطائفة الإنجيلية، في ذكري الميلاد المجيد لايسعنا إلا أن نشارك فرحتنا مع جميع السوريين وهم يتطلعون إلي ميلاد سوريا جديدة، كانت ولم تزل تشكل حلما نتطلع إلي تحقيقه.
“ الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ”. إنها تحيّة الميلاد وأمانيه لجميع البشر، حيث لا يكتفي مفهومُ إنجيل المسيح للسلام على أنه مجرّد توقّف الحروب وانتفاء الصراعات، بل هو سلامٌ شاملٌ لحياة الإنسان والجماعات البشرية قاطبةً، رفاهها وحسن حالها. إنه وعد الرب لنا أننا، بيسوع المسيح المولود في مذود، لنا بدايات خلاصية جديدة تسودها نعمة الله وغفرانه”.
اليوم تطوي سوريا حقبة نلتم فيها حصّتكم من إخفاقها في تحقيق وحدة السوريين ومواطنيتهم وتوفير حرياتهم التي كانوا – ولم يزالوا – يتطلعون إليها على اختلاف أطيافهم. لكننا نرنو اليوم إلى المستقبل بعيونٍ يملؤها الترقّب والإنتظار الفاعل. فالدماء السوريّة التي سفكت من أجل الوطن والحرّية لا يمكن أن تعيدنا إلى الوراء. إن النشيد الوطني لسوريا الجديدة يعيد إلى ذاكرة السوريين زمن فخرهم وأُسسَ وحدتهم الوطنية وانتصاراتهم في سبيل الحرية ونيل الاستقلال بعيداً عن الطائفية والمذهبية البغيضة. كيف ننسى أمثلة من أبناء كنيستنا فارس الخوري ونضالاته البرلمانية والوطنية إلى جانب مسلمي هذا الوطن لنيل الاستقلال عن فرنسا. ورفيق سلوم الذي تم إعدامه شنقاً في دمشق إلى جانب وطنيين مسلمين على يد جمال باشا في 6 أيار 1916 في نضالهم ضد العثمانيين. “هذه أوطاننا مثوى الجدود الأكرمين، وسماها مَهبِط الالهامِ والوحيِ الأمين….. كل شبرٍ من ثراها دونًه حَبلُ الوريد”.
إن تغيير السلطة بأيادٍ سوريّة شكَّل مفاجأة سارة للسوريين على أكثر من صعيد، أقلها سرعة تهاوي النظام السابق، والعدد المحدود من الضحايا المدنيين. أما أكبرها تأثيراً فقد كان قرار قيادة العمليات العسكرية أن يرتبط ذلك الانتصار بسلوك الفصائل المعارضة عند دخولها إلى المدن، وطريقة تعاملها مع المواطنين، ومستوى الانضباطية والحرص على الأملاك العامة والخاصة، وطمأنة الناس بعيداً عن أي انتقام. نصلّي أن تكون هذه البدايات مداميك يؤسَّس عليها لسوريا جديدة تقود الى دولة القانون التي تؤمّن الكرامة والحريات والاحتضان لكل أبناء وبنات سوريا على قدم المساواة. لقد تعب السوريون من الحرب والقتل والدماء. وقد حان الوقت لكي نحلم جميعاً بمستقبل أفضل تكتمل فيه تطلعات السوريين إلى نتائج هذا التغيير. نصلّي أن يعين الرب الحكومة المؤقتة وهي تتسلم عبء مسؤوليات هذه المرحلة الانتقالية، وأن يمنحها الحكمة في تثبيت ما تم من إنجازات بالانفتاح والحوار والتواصل مع أطياف السوريين المتنوعة. إن تاريخاً جديداً يُسَطّرُ اليوم في سوريا مستفيداً من أخطاء الماضي، ومستعداً للولوج إلى المستقبل بسوريا حديثة مرحبٍ بها، داخلاً من شعبها، وخارجاً من المجتمع الدولي الذي ينتظر تطبيقاً للقرار 2254 الذي توافق عليه السوريون مع الأمم المتحدة لرسم خطة الطريق إلى سوريا الجديدة”.
ولكم، يا أبناء كنائسنا، أنتم كنائس الإصلاح الإنجيلي التاريخي، وعليه، لا يمكنكم إلاّ أن تكونوا مع التغيير للأفضل الذي يحتاج صبراً وحواراً وصلاةً لكي يكتمل حلم السوريين. لقد كانت لكم تاريخيّاً جرأة التغيير في واقع الكنيسة الإداري، وتأكيد انتمائكم إلى جغرافيتها الوطنية خارج أي هرمية أحادية خارجية. لقد كان الإصلاح تغييراً في الكنيسة شدد على حرية الضمير، والتعبيرعنه إيماناً وروحانية وعيشاً لابسين المسيح وسلامه. ندعوكم إلى أن تلتزموا انتماءكم لسوريا المستقبل، لا على أساس ديني أو مذهبي. أنتم لستم بعد رعايا لحاكمٍ، بل مواطنون في دولة”.
وفي ذكرى الميلاد نردد “طوبى لصانعي السلام”. نسأل الله أن يقيم بيننا صنّاع سلام يعكسون تحنُّن المسيح وشجاعته ومحبته في سوريا المثخنة بجراح الماضي. إننا نؤمن بإله يحوّل نَوحَنا إلى رقص، ورمادنا إلى جمال. هو إله العدل وإله الرحمة، هو الإله الذي وعد بأنه يأتي يوم حين تتحول سيوفنا إلى محاريث للأرض، ولا ترفع الأمم السلاح بعضُها ضد بعض. حتى يحين ذلك اليوم، ليقوي الرب إيمانكم ويشجّع صلواتكم، ويعطيكم أن تكونوا يَدَي يسوع وقدميه في عالم يصرخ طلبًا للسلام. له المجد والقدرة والسلطان بيسوع المسيح. كل عام وأنتم وسوريا بخير”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سوريا إنجيل المسيح الإصلاح الإنجيلي فی سوریا
إقرأ أيضاً:
وزيرة التضامن تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية لبحث نتائج المرحلة الرابعة لمبادرة “ازرع”
التقت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، والوفد المرافق له، حاتم متولي نائب رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والوفد المرافق له بمقر الوزارة بالعاصمة الجديدة.
وتناول اللقاء تعزيز سبل التعاون والتنسيق في عدد من مجالات العمل، فضلا عن استعراض خطط ونتائج تنفيذ المرحلة الرابعة من مبادرة «ازرع» لموسم القمح 2025/2026، والتي تتم بالتعاون بين وزارتي التضامن الاجتماعي والزراعة واستصلاح الأراضي والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية.
وقدم وفد الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية عرضًا شاملًا للتقرير التنفيذي للمرحلة الرابعة من مبادرة «ازرع»، والتي تستهدف دعم زراعة 250 ألف فدان من خلال منظومة متكاملة تشمل توفير التقاوي المدعمة بنسبة 50%، وتقديم خدمات الدعم الفني والمتابعة الحقلية والمدارس الحقلية، وذلك عبر شبكة ميدانية تضم 486 فريقًا مجتمعيًا و221 خبيرًا ومهندسًا زراعيًا، حيث تم تحقيق 95% من أهداف المرحلة حتي تاريخه من خلال الوصول إلى 236.730 فدانا، وسيتم استكمال النسبة البقية خلال الأيام القليلة المقبلة قبل نهاية العام الجاري.
وتشمل المبادرة "16 محافظة" على نحو 7 محافظات وجه بحري، و9 محافظات وجه قبلي، وتعمل في 68 مركزًا، بما يشمل 1080 قرية، ويبلغ إجمالي عدد المزارعين المستفيدين من المبادرة 100.191 مزارعاً.
كما تناول العرض الرؤية المستقبلية للمبادرة، والتي تشمل التوسع في المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والفول البلدي، والمحاصيل الزيتية في الموسم الصيفي، إلى جانب دعم مشروعات الثروة الحيوانية الصغيرة وتمكين المرأة الريفية بما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحسين مستوى الدخل.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي أن مبادرة " ازرع" تعد إحدي الخدمات المقدمة في المنظومة المالية الاستراتيجية للتمكين الاقتصادي، حيث تعد المبادرة بوابة للخروج والتمكين من دائرة العوز إلى التمكين والإنتاج، مشيدة بما تحقق من نتائج خلال مراحل تنفيذ مبادرة «ازرع».
وأوضحت الدكتورة مايا مرسي أن المبادرة حققت نجاحًا كبيرًا، وهناك استعداد لانطلاقة جديدة قريبًا تشمل التوسع في عدد من المحاصيل الزيتية مع تعزيز خطط التصنيع والتصدير بما يسهم في تحسين الدخل لصغار المزارعين، مشددة على أهمية وجود قاعدة بيانات شاملة للمزارعين لدى الهيئة القبطية الإنجيلية تغطي جميع مراحل المبادرة.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أن هذه القاعدة ستساعد الوزارة في رصد الأسر تحت خط الفقر وتمكينهم اقتصاديًا، مؤكدة أهمية التكامل المؤسسي بين الهيئة والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي مما يضمن توثيقًا شاملًا لمراحل المبادرة.
ومن جانبه أكد الدكتور القس أندريه زكي خلال كلمته أن مبادرة «ازرع» أصبحت نموذجًا وطنيًا للتنمية الزراعية يعتمد على الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني والتحالف الوطني، مشيرًا إلى أن الجهود المشتركة أثمرت عن تأثير ملموس على الأرض ودعم فعلي لصغار المزارعين.
وأعرب عن تقديره لوزيرة التضامن الاجتماعي على دعمها المستمر للمبادرة، مؤكدًا أن التعاون بين الوزارة والهيئة القبطية الإنجيلية والتحالف الوطني يمثل ركيزة أساسية لنجاح المبادرة وقدرتها على التوسع في محاصيل جديدة ونطاقات جغرافية أوسع.
وحضر اللقاء من وزارة التضامن كل من المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، والأستاذ أيمن عبد الموجود الوكيل الدائم،والأستاذة دينا الصيرفي مساعدة الوزيرة للتعاون الدولي والعلاقات والاتفاقات الدولية، والأستاذ هشام محمد مدير مكتب الوزيرة، والأستاذة انجى اليماني المديرة التنفيذية لصندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية.
كما شارك في اللقاء وفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ضم الدكتور محمد بحيري مستشار التحالف لتكنولوجيا المعلومات، والأستاذ عمرو مجدي مدير إدارة الشؤون الفنية.
ومن جانب الهيئة القبطية الإنجيلية حضر الأستاذ ممتاز بشاي نائب رئيس الهيئة، والأستاذ باسم بديع المدير المالي، والأستاذة سوزان صدقي مدير التنمية المحلية لوجه قبلي، والأستاذ ماجد بولس مدير مبادرة «ازرع»، والأستاذ يوسف إدوارد مدير الإعلام بالهيئة.