البحث عن الشبح.. تايمز: ماذا خلّف ماهر الأسد؟ وأين هو؟
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع وأحد أقرب مساعديه خلف وراءه قصورًا وشبكة من الأنفاق عندما فر من سوريا، أين هو؟ وما الذي يحكي عنه ما تركه خلفه؟
للإجابة عن هذا التساؤل استهلت صحيفة تايمز البريطانية تقريرا لها عن الموضوع بالتذكير بأن الحكام الجدد في سوريا وعدوا بأنه لن يتم اعتقال ولا محاكمة إلا أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، غير أن ذلك لم يكن مطمئنا للعديد من رجال الرئيس المخلوع بشار الأسد المقربين منه حيث اختفوا بسرعة.
ولفتت تايمز في تقرير لمراسليها في دمشق أوليفر مارسدن وريتشارد سبانسر إلى أن ماهر، الشقيق الأصغر لبشار، يتصدر قائمة المطلوبين في سوريا، كيف لا وهو الذي كان الزعيم العسكري الفعلي لحملة قمع الاحتجاجات في المراحل الأولى من الانتفاضة، مذكرة بأنه مقرب من إيران ويُعتقد أنه واصل الضغط على الأسد طوال الحرب لحمله على عدم التنازل.
كان ماهر كذلك من بين أكثر الشخصيات فسادا في النظام، حيث كان يحول الأموال من خزائن الدولة إلى حسابات الأسرة، ثم أشرف لاحقاً على أكثر الصناعات ربحية في سوريا، وهي صناعة المخدرات، وخاصة الأمفيتامين والكبتاغون.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: 10 معضلات تكتنف قيام دولة فلسطينية وأسئلة لصناع القرارlist 2 of 2ليبراسيون: 5 سيناريوهات لنهاية جزار دمشق اللاجئ بموسكوend of list إعلانيقول حسن عيد (32 عاماً)، وهو أحد السوريين الذين دخلوا منازل ماهر الأسد الفخمة الواقعة شمال دمشق بعد سقوط النظام: "ماهر يشبه الشبح الكبير المخيف.. اسمه يشبه قصة رعب. كان مثل مصاص دماء كبير، إلا أنه كان يمتص الدولارات كذلك".
كان ماهر وزوجته منال قد اعتادا حياة الرفاهية حتى في الوقت الذي كانت فيه سوريا تعاني من الفقر بسبب الحرب والفساد والعقوبات، وهو ما تبين مما خلفاه وراءهما، قصرهما ومنزلهما الصيفي على قمة الجبل، حيث عثر كذلك على مجموعة غريبة من بقايا الأشياء.
وفي الطابق السفلي، كانت هناك مجموعة من السلالم المخفية خلف باب معدني مغلق يؤدي من مرآبه إلى غرف ومخازن تحت الأرض، وكان هناك مصعد للسلالم مزود بأزرار فضية ومقعد جلدي مبطن وزر إيقاف طوارئ أحمر.
وفي المخازن كانت هناك صناديق فارغة لماركات فاخرة، صناديق ساعات لونجين وروليكس وكارتييه. وكانت هناك زجاجات فودكا محطمة وعبوات مسدسات فارغة.
وعلى بعد 10 أميال في ضاحية يعفور الراقية، التي تشتهر بإسطبلات الخيول والمنازل الفارهة، كان هناك مصعد آخر يؤدي إلى غرف أخرى تحت مسكن زوجة ماهر، منال الجدعان، ومرة أخرى، كان هناك نفق يتجه نحو سفح الجبل وفتحة هروب.
وهذه المنازل، بعد أن تعرضت للنهب بعيد فرار ماهر وأسرته، أصبحت اليوم مزارات للفضوليين، الذين يقول أحدهم، وهو يعلق على ما حل بالقوم: "لو رحلوا في عام 2012 أو حتى في عام 2015، لكانوا قد غادروا بكرامة.. ولكن بهذه الطريقة… لا تعد لهم كرامة على الإطلاق".
كان هناك سجل في بيت البواب تسجل فيه منال وأطفالها دخولهما وخروجهما للبيت.. وكان آخر تسجيل هو في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في التاسعة مساء، وهو ما يشير إلى أن أسر الزعماء ربما توجهوا إلى موسكو عندما اتضح حجم الأزمة التي تواجهها البلاد.
إعلانوقد أصدرت فرنسا بالفعل مذكرة اعتقال بحق ماهر، والآن تعمل مجموعة من المحققين على وضع خطط لملاحقته قضائيا على المستوى الدولي، وإذا ما ترك ماهر أحضان روسيا الآمنة والمحدودة، فمن المرجح أن يواجه الاختيار بين المحكمة الدولية أو أي نظام عدالة ينشئه حكام سوريا الجدد، وعليه فإنه ربما يفضل البقاء حيث هو الآن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات ماهر الأسد کان هناک
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ناشطون إسرائيليون يعتبرون الانتقام من غزة جريمة
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، أعدته إيزابيل كيرشنر، قالت فيه إنّ: "أصوات المعارضة للحرب المدمرة في غزة، آخذة بالتصاعد. فبعد صمت طويل ترتفع الأصوات القلقة، بشأن جرائم حرب محتملة قد ترتكبها الحكومة".
وتابعت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "في الوقت الذي صمت فيه الإسرائيليون على ما يرتكبه الجيش باسمهم من فظائع في غزة، وسط اشمئزاز وشجب عالمي، يبدو أنهم استفاقوا الآن عما يجري هناك".
وأضافت: "لوحظ أن المتظاهرين الإسرائيليين، يرفعون صورا لأطفال فلسطينيين قتلوا في غزة، فيما يتّهم الأكاديميون والمؤلفون والسياسيون والقادة العسكريون المتقاعدون، الحكومة الإسرائيلية، بالقتل العشوائي وجرائم الحرب".
"هذا تغير واضح عن الأشهر الأولى من الحرب، حيث اعتبرت الغالبية العظمى من الإسرائيليين، الهجوم، ردا على يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حتى لو كانوا متشككين في إمكانية تحقيق هدف الحكومة، المتمثل في القضاء على حماس، وفقا لاستطلاعات الرأي" وفقا للتقرير نفسه.
وأردف: "لطالما أرادت غالبية الإسرائيليين التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة وتخفيف العبء عن الجنود المنهكين من شهور من الصراع القاتل، حسب نتائج استطلاعات الرأي".
ومضى بالقول إنّه: "في الأشهر الأخيرة، رفعت أقلية صغيرة، وإن كانت متزايدة الصوت وأطلقت دعوات ملحة لإنهاء الحرب بناء على أسباب أخلاقية، حتى وإن لم يكن الكثير من الإسرائيليين على معرفة بحدوث مثل هذه الاحتجاجات".
واسترسل: "ربما دعم العديد من المتظاهرين حق إسرائيل في الدفاع عن النفس بعد عملية حماس، لكنّ الكثيرين الآن يقولون إنه تجاوز الحدود ويتعارض مع قيمهم. وقالت تامار باروش، البالغة من العمر 56 عاما، وهي محاضرة في علم الاجتماع بكلية سابير، نحن على حافة الهاوية، والانتقام ليس سياسة".
وأورد: "على الرغم من الوضع الإنساني المتدهور في غزة إلا أنّ دراسة مسحية أجراها معهد الأمن القومي في جامعة تل أبيب، بأيار/ مايو، وجدت أن نسبة 64.5% ممن الرأي العام الإسرائيلي غير مهتم أطلاقا بالوضع الإنساني أو لا يهتم كثير به. وتعتقد ثلاثة أرباع اليهود الإسرائيليين، أن قادة الجيش عليهم ألا يهتموا في خططهم بمعاناة السكان المدنيين الفلسطينيين في غزة".
"إلا أن المعهد لاحظ مع مرور الوقت زيادة طفيفة في نسبة اليهود الإسرائيليين الذين رأوا أن المعاناة يجب أن تؤخذ في الاعتبار إلى حد كبير، كما ولاحظ انخفاضا معتدلا في نسبة من قالوا إنهم غير مهتمين" بحسب التقرير ذاته.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن المؤرخ في الجامعة العبرية في القدس، لي موردخاي، قوله إن: "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة"، مضيفا: "لا تزال هناك أزمة في معسكر السلام حول ما يمكن قوله وما لا يمكن قوله، لكن الناس يتحدثون بصوت عال أكثر"؛ كما دق بعض الإسرائيليين البارزين ناقوس الخطر.
وندد رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، بما وصفه بـ"القتل الوحشي والإجرامي للمدنيين وتجويع غزة كسياسة حكومية". وحذر رئيس الأركان السابق ووزير الدفاع، موشيه يعلون، على مدى أشهر من التطهير العرقي. وأثار نائب رئيس الأركان السابق وزعيم الحزب الديمقراطي، وهو حزب معارض ذي ميول يسارية، يائير غولان، ضجّة عندما قال إن الحكومة تقتل الأطفال كهواية".
وكان مئات من جنود الاحتياط والضباط المتقاعدين في سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي، قد وقّعوا على رسالة مفتوحة في نيسان/ أبريل يحثون فيها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الموافقة على صفقة مع حماس لإعادة الأسرى. وجاء في الرسالة: "إن استمرار الحرب لا يحقق أيا من الأهداف المعلنة للحرب، وسيؤدي إلى مقتل الأسرى وجنود الجيش الإسرائيلي والمدنيين الأبرياء".
أيضا، وقّع حوالي 140,000 إسرائيليا من مختلف المجالات المهنية على رسائل مماثلة، وفقا لمنظمة "الوقوف معا"، وهي منظمة شعبية تضم يهودا وعربا إسرائيليين قادت الاحتجاجات المناهضة للحرب وتدعو إلى السلام والمساواة. ومنذ ذلك الحين، وقع أكثر من 1,300 عضو هيئة تدريس جامعية، رسالة مفتوحة، يدينون فيها ما وصفوه بـ"سلسلة مروعة من جرائم الحرب، بل وحتى الجرائم ضد الإنسانية، كلها من صنع أيدينا".
وجاء في الرسالة: "لقد صمتنا طويلا، ومن واجبنا وقف المذبحة". وكان الكتاب الإسرائيليون المشاهير مثل ديفيد غروسمان وزريا شاليف ودوريت رابينيان، من بين عشرات الكتاب الذين وقعوا رسالة أخرى يعربون فيها عن "صدمتهم" إزاء أفعال الاحتلال الإسرائيلي في غزة. في الأيام التي تلت هجوم تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قالت السيدة رابينيان بأن تعاطفها مع معاناة الجانب الآخر أصيبت بالشلل.
ونادرا ما قدمت وسائل الإعلام المحلية الرئيسية تغطية للأزمة الإنسانية في غزة. فبينما غطت صحيفة "هآرتس" اليسارية المعاناة، فتحت "قناة 14" التلفزيونية اليمينية الشهيرة بانتظام منصتها للأشخاص الذين يطالبون باتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد المدنيين في غزة. وفي هذا الشهر، تظاهر نشطاء "الوقوف معا" أمام استوديوهات القنوات التلفزيونية الإسرائيلية الرئيسية للضغط على الصحافيين المحليين لتغطية حالة الجوع المروعة في غزة.
وقال محام إسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، مايكل سفارد: "يناقش الناس تجويع سكان غزة أو ترحيلهم على شاشات التلفزيون كما لو كانت هذه خيارات مشروعة". وأضاف: "لكن صوتا مختلفا يحاول اختراق الخطاب العام شبه الموحد".