كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن وجود منطقة خطيرة تُعرف بـ«خط الجثث» شمال محور نتساريم، وسط قطاع غزة، وُصفت بأنها حد يفصل بين شمال القطاع وجنوبه، ويُشكل خطرًا كبيرًا على حياة سكان غزة.  

ونشرت الصحيفة تحقيقًا يتضمن شهادات ضباط وجنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث وُصفت منطقة محور نتساريم بأنها منطقة قتل، حيث يُطلق النار على كل من يدخلها، وأشارت إلى أن الجنود يقتلون المدنيين الفلسطينيين، ثم يتم الإعلان عنهم  كمسلحين تابعين لحركة حماس.

بعد إطلاق النار على الفلسطينيين تُترك الجثث لتأكلها الكلاب

وذكرت الصحيفة، أنه بعد إطلاق النار على الفلسطينيين تُترك الجثث لتأكلها الكلاب، وأن هناك تحديًا بين الوحدات العسكرية في غزة لقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين.

وأكّدت هاآرتس أن قطاع غزة أصبح مكانًا بلا قوانين، حيث لا تُعتبر حياة البشر فيه ذات قيمة، وأفادت بأن الجنود مُطالبون بإرسال صور للجثث إلى قيادة الجيش، حيث أرسل الجنود صورًا لـ200 قتيل، تبين أن 10 منهم فقط كانوا من حركة حماس، وفقًا لشهاداتهم.

الأوامر سمحت للجنود لإطلاق النار على كل من يتجاوز الحدود في نتساريم

وأشارت الصحيفة إلى أن الأوامر قد منحت الضوء الأخضر للجنود لإطلاق النار على كل من يتجاوز الحدود في نتساريم حتى المدنيين والأطفال وكبار السن، وأن الجيش يتصرف أحيانًا كما لو كان ميليشيا مسلحة مستقلة، دون أي قوانين، وبسلطة غير محدودة للقادة في غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الشهادات تسلط الضوء على التحديات الأخلاقية التي يواجهها الجنود والقادة، حيث يُظهر الكثيرون التوتر بين الامتثال للأوامر العسكرية والشعور بالفزع تجاه الأفعال التي يُطلب منهم القيام بها.

وأكدت أن هناك قرارات تتعلق باستخدام القوة بشكل مفرط ضد المدنيين، مثل الهجمات على الأشخاص العزل، أو قتل الأطفال في ظروف غير مبررة، ما أثار تساؤلات حول مشروعية هذه الأفعال.

استهداف عائلة مكونة باستخدام طائرة هليكوبتر

وأشارت إلى حادثة جرى الإبلاغ عنها من قبل أحد جنود الاحتياط في الوحدة 99، حيث استُهدفت عائلة مكونة من أطفال وكبار سن باستخدام طائرة هليكوبتر، ووُصفت هذه العملية بأنها رعب خالص، إذ لم يكن هناك أي تهديد من الضحايا.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تنفذ عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة، تشمل غارات جوية مكثفة وقصفًا مستمرًا، ما أدى إلى دمار كبير وأزمة إنسانية حادة، حيث أسفرت الحصيلة عن استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 107 آخرين، في حصيلة غير نهائية، مع استمرار وجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ممر نتساريم خط الموت جرائم الاحتلال الاحتلال النار على إلى أن

إقرأ أيضاً:

حدود النار والسيادة.. بين كسر الهيمنة أو السقوط في فخ المساومة

أحمد بن محمد العامري
ahmedalameri@live.com

 

 

عكس كل التوقعات السياسية أقدمت الولايات المتحدة على قصف مواقع نووية داخل إيران في خطوة اعتُبرت تصعيدًا خطيرًا لا يُمكن فصله عن مشروع الهيمنة الصهيوأمريكية الذي يستهدف إخضاع المنطقة وقواها الفاعلة. هذا الاعتداء لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل رسالة دموية مفادها أن واشنطن وتل أبيب ماضيتان في مخطط ضرب كل قوة ترفض الانصياع لمعادلة الخضوع والتطبيع وتتمسك بسيادتها وقرارها الوطني.

استمرار الغطرسة والصلف الصهيوأمريكي بات يهدد ليس فقط إيران؛ بل الاستقرار الإقليمي ككل. فالمنطقة تتحول تدريجيًا إلى ساحة مفتوحة للابتزاز العسكري والسياسي، تُفرض فيها السياسات بقوة السلاح لا عبر احترام القوانين الدولية أو المواثيق الإنسانية. القصف لم يكن استهدافًا تقنيًا لمنشآت نووية بقدر ما كان خطوة محسوبة لتقويض القدرات الإيرانية وتقديم خدمة مجانية للكيان الصهيوني الذي طالما عبّر عن خشيته من تعاظم القدرات الدفاعية الإيرانية ودورها الإقليمي الداعم لحركات المقاومة.

ووسط هذا المشهد المشتعل لا بد من طرح سؤال جوهري: ما هي حقيقة المصالح الأمريكية في المنطقة، وهل ما زالت واشنطن تمارس دور "الضامن للاستقرار" كما تزعم، أم أنها تحوّلت إلى أكبر مهدّد له؟ فكل تحرّك أمريكي في العقدين الأخيرين أفضى إلى فوضى مدمّرة: من العراق إلى سوريا، ومن ليبيا إلى اليمن، والآن إيران. واشنطن لم تعد تسعى فقط لحماية مصالحها بقدر ما تعمل على ضمان تفوّق إسرائيل بأي وسيلة، حتى لو كان الثمن إشعال حرب إقليمية شاملة.

هذه الضربة وإن وُجّهت إلى إيران، فإن ارتداداتها تطال أطرافًا عديدة، وعلى رأسها فصائل المقاومة الفلسطينية؛ إذ يُتوقع أن تنعكس على ديناميكيات الصراع مع الاحتلال، فكل إضعاف للداعم الإقليمي الأول للمقاومة وغياب دعم عربي، يفتح المجال أمام العدو للتمدد ميدانيًا وسياسيًا.

من شأن هذا القصف أن يدفع الكيان الصهيوني إلى استغلال اللحظة لفرض مزيد من الوقائع على الأرض؛ سواء في القدس أو الضفة أو غزة، في ظل رهان واضح على انشغال طهران وارتباك محور المقاومة. وفي المقابل، فإن ردة الفعل الإيرانية ستكون محددة مرحليا ليس فقط لمستقبل الصراع مع واشنطن وتل أبيب، بل أيضًا لمعادلات الدعم والردع التي تستند إليها المقاومة الفلسطينية وسواها من القوى التحررية في المنطقة.

اليوم، إيران أمام مفترق طرق حاسم: إما أن ترد بقوة تُعيد الاعتبار للردع الاستراتيجي وتكسر منطق العربدة العسكرية، أو أن تتعامل مع الحادثة كملف قابل للتفاوض بما يفتح الباب أمام مزيد من التنازلات.

الخطورة لا تكمن فقط في طبيعة الضربة، بل في كيفية التعاطي معها. الردّ الحاسم الذي بات شرطًا لحفظ ماء الوجه، وتأكيد أن معادلة الردع ما زالت قائمة. أما الرهان على التهدئة والدبلوماسية في ظل هذا الإرهاب الصهيوأمريكي فهو وَهْمٌ مُكلِّف، قد تترتب عليه خسائر مضاعفة في قادم الأيام.

لقد آن الأوان للتأكيد أن زمن استباحة الدول تحت مسمى الأمن القومي الأمريكي أو "حماية الحلفاء" قد ولّى، وأن اليد التي تمتد لضرب السيادة الوطنية لن تُترك بلا حساب. لم يعد كافيًا إصدار بيانات الشجب أو عقد الجلسات الطارئة. نحن أمام مشروع عدواني لا يردعه سوى موقف شجاع يضع حدًّا لهذه العربدة، ويرسم حدود النار والسيادة بوضوح.

وفي النهاية، لا يُقاس موقع الدول في التاريخ بعدد المرات التي تجنّبت فيها المواجهة، بل بالمرات التي نهضت فيها في لحظة الشك، وأكدت حضورها كدولة لا تُستباح.

إيران اليوم في قلب هذه اللحظة. فهل سترد بما يليق؟ أم ستفتح الباب لجولة جديدة من المساومات والتراجعات؟ الإجابة لا تخصّ طهران وحدها، بل تحدد مصير أمة كاملة تخوض معركة وجود لا تقبل أنصاف المواقف.

مقالات مشابهة

  • مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: استخدام الغذاء كسلاح ضد المدنيين في غزة جريمة حرب
  • أكسيوس تكشف انفعال ترامب ضد نتنياهو ..ومكتب قائد الاحتلال ينفذ ضربة ختامية على إيران
  • الجبهة الشعبية: مصائد الموت الجماعي بحق المُجوّعين مستمرة بصناعة صهيونية ومشاركة أمريكية
  • قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية تلقي القبض على اللواء المجرم موفق نظير حيدر، قائد الفرقة الثالثة دبابات في جيش النظام البائد، والمسؤول عن حاجز القطيفة المعروف لجميع السوريين بـ”حاجز الموت”، بالإضافة إلى تورطه في ارتكاب جرائم حرب وانتهاك
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 40 شهيدًا
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 40 شهيدًا
  • عاجل - إسرائيل تعلن رصد هجوم صاروخي جديد من إيران وتطالب المدنيين بالبقاء في الملاجئ
  • “الأحرار الفلسطينية” تحمل العدو الصهيوني المسؤولية عن حياة الأسرى الفلسطينيين
  • المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري تكشف جهود الدولة في دعم الأشقاء الفلسطينيين
  • حدود النار والسيادة.. بين كسر الهيمنة أو السقوط في فخ المساومة