اكتشاف طريقة لعلاج الألم المزمن دون استخدام أدوية.. «أمل ينتظره ملايين البشر»
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
يعاني الملايين حول العالم من الآلام المزمنة، وعلى رأسها الصداع المزمن، وهي حالة يمكن أن تعطل حياتهم اليومية بشكل كبير، من الرعاية الشخصية إلى العمل والتعليم، تصبح إدارة مستويات الألم صراعًا لا هوادة فيه، إذ يعجز بعض الأفراد حتى عن مغادرة المنزل، ليكون الحل الأمثل هو اللجوء إلى المسكنات القوية.
اكتشاف طريقة لعلاج الألم المزمن دون استخدام أدويةوعلى الرغم من آثارها الجانبية السيئة وارتفاع مخاطر الإدمان، كانت مسكنات الألم القوية مثل المورفين والفنتانيل هي العلاج المفضل، قبل أن تظهر دراسة رائدة إلى إحداث ثورة في إدارة الألم المزمن، ما قد يحرر المرضى من الاعتماد على مثل هذه العقاقير الخطيرة.
وقد كشف البحث الرائد، الذي قاده البروفيسور نيكيتا جامبر من كلية العلوم الطبية الحيوية بجامعة ليدز، عن قدرة الجسم على إنشاء «حبوب النوم» المستهدفة الخاصة به على غرار البنزوديازيبينات، والتي تعمل على كتم إشارات الألم من أعصاب محددة، وبالتالي تنظيم شدة الألم الذي يشعر به الشخص، بحسب ما نشرته صحيفة «دايلي إكسبريس» البريطانية.
«نحن نفهم كيفية شعور الشخص بالألم، ولكننا لا نستطيع أن نفعل الكثير حيال ذلك، وعلى الرغم من كل الاكتشافات والكتب البحثية المذهلة، لا تزال المواد الأفيونية هي المعيار الذهبي»، هكذا أكد الباحث.
«لم يجري إنتاج أي شيء أفضل بكثير من المواد الأفيونية، إذا كنت تعاني من الألم، فمن المرجح أن ينتهي بك الأمر إما إلى تناول الإيبوبروفين، وهو مناسب للألم الخفيف، لكنه لا يفعل شيئًا على الإطلاق للألم الشديد أو الألم العصبي؛ أو المواد الأفيونية التي هي فعالة للغاية ولكنها خطيرة»، بحسب «جامبر».
بناءً على عملهما السابق، توصل البروفيسور جامبر والبروفيسور شياونا دو من جامعة خبي الطبية في شيجياتشوانغ بالصين إلى اكتشاف قد يؤدي إلى علاج جديد رائد يبتعد عن المواد الأفيونية القوية التقليدية، ومع تأمين التمويل الجديد للمضي قدمًا في هذا البحث، من المقرر أن يتعمق الفريق في كيفية استفادة أولئك الذين يعانون من آلام مزمنة مع بداية العام الجديد.
وتعتمد الأبحاث على قدرة الجسم الفطرية على إنتاج مواد مشابهة للبنزوديازيبينات، وهي العقاقير المستخدمة عادة لعلاج مشاكل النوم والقلق.
واكتشف البروفيسور جامبر وفريقه، أن بعض الخلايا المتصلة بالأعصاب البشرية، والتي توجد في هياكل تعرف باسم العقد الشوكية، يمكنها أن تطلق ببتيدًا معينًا يعمل بنفس مبدأ «البنزوديازيبينات».
ولكن على عكس هذه الأدوية، ولأن النشاط يقتصر على الجهاز العصبي المحيطي، فإن هذه الببتيدات لا تتسبب في نوم الجهاز العصبي بأكمله، وبالتالي تتجنب المخاطر المرتبطة بالمواد الأفيونية القوية والمسببة للإدمان، وهذا يشير إلى أنه إذا جرى استخدامها بشكل فعال، فقد تمتلك أجسامنا القدرة على تنظيم شدة الألم الذي نشعر به ذاتيًا، بحسب البحث.
قد يوفر هذا الاكتشاف الرائد بصيص أمل لملايين الأشخاص الذين يعانون من الألم والصداع المزمن يوميًا، خاصة وأن مؤسسة الصحة تتوقع ارتفاعًا في معدلات الألم المزمن قبل عام 2040.
يمهد بحث البروفيسور جامبر، الذي نُشر في مجلة التحقيقات السريرية (JCI)، الطريق لإنشاء أدوية جديدة ومستهدفة يمكنها منع إشارات الألم دون عبور حاجز الدم في الدماغ والتأثير على وظائف المخ الأخرى.
في الأساس، قد يعني هذا أن مستويات الألم يمكن إدارتها بشكل فعال أو حتى القضاء عليها تمامًا، ما يسمح للمرضى باستعادة حياتهم دون التعامل مع متاهة الآثار الجانبية للمسكنات الأفيونية، مثل فقدان الذاكرة، والغثيان.
ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث، فمن المقرر أن يبدأ مشروع جديد مدته خمس سنوات، بتمويل منحة قدرها 3.5 مليون جنيه إسترليني من مجلس البحوث الطبية وصناعة الأدوية، في جامعة ليدز في يناير المقبل، مع التركيز على المؤشرات المحتملة للألم العصبي واستراتيجيات إدارة الألم الجديدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صداع مزمن ألم مزمن أدوية أدوية الصداع مخاطر الأدوية المواد الأفیونیة الألم المزمن
إقرأ أيضاً:
6 أطعمة تساعد في تقليل الالتهاب المزمن .. فما هي؟
يُعاني جسمنا من أمراض القلب والسكري وآلام المفاصل وتدهور وظائف الدماغ بسبب الالتهابات البسيطة المستمرة. تعمل بعض الأطعمة كعوامل مضادة للالتهابات، ولكن لا ينبغي أن تُغني عن العلاجات الطبية، لأنها تُؤدي إلى انخفاضات بطيئة ومتواصلة في المواد الكيميائية الالتهابية في الجسم.
خضعت الأطعمة الستة التالية لدراسة علمية، ويسهل دمجها في نظامك الغذائي المعتاد. يكشف الدكتور كونال سود، الحاصل على دكتوراه في الطب، عن أفضل 6 أطعمة تُساعد على السيطرة على الالتهابات.
الشاي الأخضر
يحتوي الشاي الأخضر على الكاتيكينات، بما في ذلك EGCG (إبيغالوكاتشين-3-غالات) كمركب أساسي، والذي يعمل كمضاد أكسدة قوي ويتحكم في مسارات إشارات التهابية متعددة. تُظهر الأبحاث التي أجريت باستخدام نماذج تجريبية وحيوانية لالتهاب المفاصل أن EGCG يقلل من إنتاج سايتوكينات IL-1β وTNF-α، مع حجب الإنزيمات المُحللة للغضاريف، والتأثير على مسارات الالتهاب NF-κB وTAK1. أظهرت الدراسة السريرية التي شملت مرضى هشاشة العظام في الركبة أن مستخلص الشاي الأخضر حسّن من إدارة الألم والقدرات الوظيفية لديهم، مما يدعم قيمته كعلاج إضافي للرعاية الطبية التقليدية، ولكنه لا يحل محل العلاجات الحالية. قد يُلاحظ الأشخاص الذين يتناولون 2-3 أكواب من الشاي الأخضر يوميًا، أو يتبعون التوصيات الطبية لاستخدام مستخلص موحد، انخفاضًا طفيفًا في التهاب الأنسجة والإجهاد التأكسدي.
زيت الزيتون
يعمل زيت الزيتون كمركب مضاد للالتهابات يستخدمه سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط في نظامهم الغذائي. يعتمد النظام الغذائي المتوسطي على زيت الزيتون البكر الممتاز (EVOO) كمكون رئيسي، لاحتوائه على دهون أحادية غير مشبعة ومركبات بوليفينول محددة، بما في ذلك هيدروكسي تيروسول وأسيتات هيدروكسي تيروسيل. تُظهر الأبحاث التي أُجريت في المختبرات ومزارع الخلايا أن البوليفينولات من هذه المركبات تقلل من إنتاج السيتوكينات الالتهابية، بينما تمنع تنشيط مسار NF-κB من خلال منع تحلل IκB ومنع دخول NF-κB إلى النواة، مما يؤدي إلى انخفاض التعبير الجيني الالتهابي. تُظهر الأبحاث التي أُجريت على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أن زيت الزيتون البكر الممتاز الغني بالبوليفينول يُعطي نتائج أفضل لعلامات الالتهاب والإجهاد التأكسدي مقارنةً بزيت الزيتون البكر الممتاز منخفض البوليفينول. يمكن للأشخاص تقليل التهاباتهم اليومية باستخدام زيت الزيتون البكر الممتاز كدهن أساسي للطهي، بدلاً من زيوت البذور المكررة والزبدة
سمك السلمون
تُمكّن أحماض أوميغا 3 الدهنية (EPA وDHA) الموجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل الجسم من إنتاج جزيئات إيكوسانويدية مختلفة. يُنتج الجسم كميات أقل من البروستاجلاندينات والليوكوترينات الالتهابية عند تناول EPA وDHA، بدلاً من دهون أوميغا 6، لأن هذه المركبات تُعزز إنتاج وسطاء مُتخصصين مُساعدين على تخفيف الالتهاب، مما يُساعد الجسم على إنهاء استجابته الالتهابية. أظهر التحليل المُشترك لدراسات أوميغا 3 المُتعددة أن المُكملات الغذائية تُخفض مستويات TNF-α وIL-6 وCRP بشكل أكثر فعالية لدى المرضى الذين يُعانون من حالات أيضية والتهابية، مُقارنةً بالمشاركين الأصحاء. تُشير العديد من المراجعات واسعة النطاق إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الأسماك ودهون أوميغا 3 البحرية يتمتعون بصحة قلبية وعائية أفضل ووظائف أوعية دموية أفضل، لأن أجسامهم تُنتج التهابات أقل، وتصبح أوعيتهم الدموية أكثر كفاءة. ينبغي لمعظم البالغين أن يهدفوا إلى استهلاك 2-3 حصص من الأسماك الدهنية أسبوعيًا، إما من خلال تناول الأسماك، أو عن طريق تناول مكملات زيت السمك عالية الجودة، ما لم يوصي طبيبهم بخلاف ذلك.
بروكلي
يتحول مركب الجلوكورافانين الموجود في البروكلي وغيره من الخضراوات الصليبية إلى سلفورافان من خلال عملية أيض الجسم. يُنشّط الجسم Nrf2 من خلال التعرض للسلفورافان، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج إنزيمات مضادات الأكسدة وإزالة السموم، مما يقلل من التعبير الجيني الالتهابي. تُظهر الأبحاث التي أجريت باستخدام مساحيق براعم البروكلي والمشروبات المُدعّمة بالسلفورافان أن هذه المنتجات تُعزز إنتاج الإنزيمات الوقائية، بما في ذلك الجلوتاثيون S-ترانسفيراز وNQO1، مع تحسين التخلص من المواد السامة من الجسم، مما يُقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهاب. أظهرت تجربة سريرية باستخدام مسحوق براعم البروكلي المُحتوي على نسبة عالية من السلفورافان آثارًا إيجابية على مؤشرات الالتهاب لدى مرضى السكري من النوع الثاني، على الرغم من أن هذا المجال البحثي لا يزال قيد التطوير مقارنةً بأحماض أوميغا 3 الدهنية المُثبتة. يمكن للأشخاص تحقيق فوائد السلفورافان المضادة للالتهابات عن طريق تناول الخضروات الصليبية المختلفة ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، عن طريق الطهي بالبخار أو استخدامها كبراعم.
التوت
الألوان الحمراء والزرقاء والأرجوانية الداكنة للتوت الأزرق والفراولة والتوت الأحمر والتوت الأسود والكرز، تنبع من محتواها الغني بالأنثوسيانين. تُقلل المركبات الموجودة في هذه الأطعمة من نشاط عامل نخر الورم ألفا (NF-κB) والسيتوكينات المؤيدة للالتهابات، مما يُساعد في إدارة الالتهابات الخفيفة المستمرة، والتي تُؤدي إلى أمراض القلب والأيض. أظهرت مراجعة منهجية وتحليل تلوي لـ 44 تجربة عشوائية أن الاستهلاك اليومي للأنثوسيانين أو التوت الغني بالأنثوسيانين أدى إلى تحسين مستويات الدهون في الدم وانخفاض السيتوكينات الالتهابية لدى المشاركين الذين لديهم عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد أظهرت دراسات متعددة أن استهلاك التوت ومكملات الأنثوسيانين يُقللان مستويات عامل نخر الورم ألفا (TNF-α)، وأحيانًا مستويات البروتين التفاعلي سي (CRP)، على الرغم من أن حجم التأثيرات يختلف باختلاف الدراسات وفئات الدراسة ومستويات الجرعات. يُهيئ استهلاك التوت بيئة تُفيد بكتيريا الأمعاء النافعة، التي تُنتج مركبات تُحافظ على الظروف المضادة للالتهابات في جميع أنحاء الجسم
كُركُم
يعمل مركب الكركمين الموجود في الكركم على ثلاثة مسارات التهابية أساسية، تشمل NF-κB وCOX-2 وTNF-α، وذلك للتحكم في التعبير الجيني المرتبط بالالتهاب. وقد أظهرت دراسات متعددة ، جمعت نتائجها من خلال التحليلات التلوية، أن مكملات الكركمين تُخفض مستويات البروتين التفاعلي سي (CRP) والإنترلوكين-6 (IL-6) في الدم، خاصةً لدى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، على الرغم من أن النتائج بين الدراسات تُظهر تباينًا. يمتص الجسم الكركمين بشكل سيئ من الطعام، لذلك يستخدم الباحثون تركيبات مُحسّنة تحتوي على البيبيرين أو ناقلات الدهون لتعزيز معدل امتصاصه. يمكن للأشخاص تحقيق فوائد مضادة للالتهابات على المدى الطويل عن طريق إضافة الكركم إلى وجباتهم، بما في ذلك الكاري والعدس والبيض والعصائر، مع استخدام الفلفل الأسود والدهون لتحسين الامتصاص.
المصدر: timesofindia