سطع بعض النجوم في تاريخ كرة القدم بموهبتهم الفذة حتى أصبحوا أكثر من مجرد أسماء على القمصان أو أرقام في الإحصاءات، ورسّخوا مكانتهم في ذاكرة الجماهير، ويبرز بينهم النجم النيجيري جاي جاي أوكوشا كأحد أيقونات المراوغة العالمية.

من شوارع إينوجو لأضواء أوروبا

وُلد أوغسطين أزوكا أوكوشا في 14 أغسطس/آب 1973 في مدينة إينوجو النيجيرية، حيث بدأت رحلته الكروية.

وفي سن مبكرة، أظهر براعة غير اعتيادية في التحكم بالكرة، مما مهّد له الطريق نحو الاحتراف. وبدأ مسيرته الأوروبية عام 1990 في ألمانيا مع نادي بوروسيا نيونكيرشن، قبل أن ينتقل إلى آينتراخت فرانكفورت حيث خطف الأنظار بمراوغاته الاستعراضية وأهدافه الساحرة.

وفي عام 1996، كانت النقلة الكبرى نحو نادي فنربخشة التركي الذي منح أوكوشا الحرية المطلقة على أرض الملعب، فسجّل 30 هدفًا في 63 مباراة، وهي حصيلة لافتة للاعب وسط، لكنها لم تكن مجرد أرقام، بل كانت تجسيدًا لفنه. وكان من إحدى أشهر لحظاته هناك حين ساهم في الانتصار التاريخي لفنربخشة على مانشستر يونايتد في أولد ترافورد، وكانت لحظة ترسّخت في ذاكرة كل من تابعها.

قائد النسور

على المستوى الدولي، كتب اسمه بحروف ذهبية مع منتخب بلاده، حين قاد نيجيريا لتحقيق الذهبية الأولمبية في أتلانتا. وشكل مع جيل ذهبي نيجيري حالة استثنائية، مزجت بين القوة البدنية والمهارة الفنية والروح التنافسية. وواصل بعد ذلك مسيرته الدولية بشكل مشرف، إذ خاض 75 مباراة مع المنتخب وسجل 14 هدفًا، وكان القائد والملهم والمثال الأعلى للاعبين.

أوكوشا يراوغ لاعب السنغال في كأس أمم أفريقيا عام 2006 (غيتي) مرشد رونالدينيو

عام 1998، حطّ أوكوشا رحاله في فرنسا، منضمًا إلى باريس سان جيرمان. وهناك، لم يلمع فقط بل ترك بصمة تربوية، حيث لعب دور المرشد للنجم الصاعد آنذاك البرازيلي رونالدينيو. وسرعان ما أصبح أوكوشا أحد أكثر اللاعبين متعة في "حديقة الأمراء" محافظًا على سمعته كواحد من أفضل من لمس الكرة في القارة الأفريقية.

إعلان

وبعد مشاركته في كأس العالم 2002، خطفته أضواء الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وقّع مع بولتون واندررز الذي لم يكن مرشحًا لتحقيق البطولات لكنه أصبح منصة لأوكوشا كي يستعرض سحره أمام جمهور عاشق للكرة. وفي بولتون، أصبح القائد والملهم وسحر الجماهير بلمساته وتمريراته وركلاته الحرة التي لا تُنسى. وكان القلب النابض للفريق، وقادهم نحو أفضل فتراتهم في البريميرليغ، رغم تواضع الإمكانيات.

وأنهى الساحر مسيرته بلمسات أخيرة في قطر، ثم عاد إلى إنجلترا ليلعب مع هال سيتي، قبل أن يُسدل الستار على مسيرة كروية استثنائية موسم 2007-2008.

ولكن اعتزال أوكوشا لم يكن نهاية القصة بل بداية لأسطورة تتناقلها الأجيال، إذ بقي اسمه حاضرًا في النقاشات، في مقاطع الفيديو، في ذاكرة كل مشجع أحب كرة القدم بشكلها الجميل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

بعيو: أصبح واجباً طرد “البعثة الأممية” إلى غير رجعة

أكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام محمد بعيو، أن طرد “البعثة الأممية” إلى غير رجعة أصبح أمرًا واجبًا.

وقال بعيو، عبر حسابه على “فيسبوك” إنه “فيما كانت المبعوثة الأممية هانا تيتية التي بدأت وبدت فاشلة منحازة معادية لتوجهات الشارع الليبي، تقدم إحاطتها المزيفة المتحاملة المراوغة أمام مجلس الأمن، كان الشارع الليبي الحي في طرابلس يحاصر مقر البعثة غاضباً رافضاً ليس فقط لأدائها الفاشل بل لوجودها الذي أصبح مرفوضاً من الشعب الليبي”.

وأضاف؛ “بعدما بلغ سيل العبث الزُبى، وفاض كأس الصبر والاحتمال بآخر قطرات التعالي والتطاول والتجاهل والإهمال لمأساتنا التي صنعها ما يسمى زوراً المجتمع الدولي، وما هو بمجتمع فهو مجموعة دول متصارعة متنازعة وضعت ليبيا بعد إسقاط دولتها في تقاطع نيران صراعاتها وتناقضاتها ومصالحها المتضاربة”.

معقبًا؛ “وما هو بدولي حيث لا إجماع دولي حقيقي حول الحلول الحقيقية للأزمة الليبية التي يريدها ويرتضيها ويقبلها الليبيون وحدهم قبل غيرهم، وهذا حق قطعي حصري لهم ليس لأي دولة أو مجتمع دولي انتزاعه منهم”.

وأردف “يوم أمس رآى الليبيون المتظاهرون سلمياً حول مقر المفوضية المحصن في المنطقة الخضراء بطرابلس قرية بالم سيتي، قوات القبعات الزرقاء القادمة من نيبال مدججين بتجهيزات ضرب المتظاهرين المسالمين”.

وتابع؛ “وهي المرة الأولى منذ 14 سنة التي يرى فيها الليبيون هذه القوات المزعوم أنها قوة حفظ السلام، التي لم تتدخل يوماً لحماية الليبيين المدنيين خاصة في العاصمة السليبة المستباحة طرابلس من نيران الميليشيات المتقاتلة بين البيوت وفي الشوارع”.

وأكمل؛ “بل إن بعثة السوء هذه كانت ولا زالت تلتقي وتتواصل وتجتمع مع المجرمين والفاسدين، ويكفيها عاراً أنها تعتبر حميدالدبيبة زعيم الميليشيات (المفيدة له والحليفة للفساد) رئيس حكومة شرعي تزوره وتجتمع به بل وتدعمه، وهي تعلم من هو وميف جاء وتعرف أنه وعائلته وعصابته مرفوضين في طرابلس مكروهين في ليبيا كلها”.

وختم موضحًا؛ “نعم أيها الليبيون بعد آخر إحاطة أمس أصبح واجباً الإطاحة بما يسمى بعثة الدعم الأممية وطردها إلى غير رجعة، وأصبح واجباً على المحسوبين على الخط الوطني من سياسيين ومسؤولين ومؤسسات مقاطعة هذه البعثة العابثة والإنحياز إلى موقف الليبيين المطالب بطردها وإنهاء وجودها”.

الوسوم«بعيو»

مقالات مشابهة

  • حسام الغمرى يكشف المرشد الحقيقة لجماعة الإخوان الأرهابية
  • ذاكرة الألم والإبداع في أدب أفريقيا المدهشة بعين كتّابها
  • بوتين يعلق على الصراع بين ايران وإسرائيل: أصبح من الماضي
  • الطويبي: على الليبيين رفض المقترحات الأربعة للجنة الاستشارية
  • رقصة "الخماري" تستحضر ذاكرة الفنون الشعبية الشرقية
  • بنعلي: المغرب أصبح ينتج 45% من احتياجات الكهرباء من الطاقات المتجددة
  • مسيرة زعيم خالد في ذاكرة الوطن.. ذكرى تنصيب جمال عبد الناصر رئيسا لولاية ثانية
  • بعيو: أصبح واجباً طرد “البعثة الأممية” إلى غير رجعة
  • يعلن عماد حسن مرشد عن فقدان كرت وكالة