تحل اليوم الجمعة ذكرى رحيل الشاعر الكبير مأمون الشناوي، أحد أبرز رموز العصر الذهبي للأغنية العربية، وصاحب البصمة المتفردة في تجديد شكل الأغنية العاطفية والشعبية المصرية، بلمساته الشعرية الراقية التي جمعت بين رهافة الإحساس وبساطة التعبير وعمق المعنى.

 

ولد مأمون الشناوي في 28 يناير عام 1914 في القاهرة، لأسرة مثقفة، وكان شقيقه هو الكاتب الصحفي الكبير كامل الشناوي.

بدأ مشواره في الكتابة الأدبية والصحفية، لكن موهبته الحقيقية تجلت في الشعر الغنائي، حيث نجح في التعبير عن مشاعر الحب والحنين والفقد بأسلوب صادق وأخاذ، جعله في مقدمة شعراء جيله.

 

امتدت مسيرته الفنية لعدة عقود، تعاون خلالها مع نخبة من عمالقة الطرب العربي، وجعل من كلماته مادة خصبة لكبار الملحنين والمطربين.
فقد غنت له كوكب الشرق أم كلثوم أربعًا من أشهر روائعها، وهي:
• أنساك يا سلام (1961)
• كل ليلة وكل يوم (1964)
• بعيد عنك (1965) – لحن بليغ حمدي
• ودارت الأيام (1970) – لحن محمد عبد الوهاب
وكانت تلك الأعمال من علامات التحول في لون أم كلثوم الغنائي، حيث جمعت بين الكلاسيكية والرومانسية الحديثة.

الشاعر مأمون الشناوي وأم كلثوم

بدأ مأمون الشناوي علاقته الفنية بالموسيقار محمد عبد الوهاب في أوائل الأربعينيات، وكتب له عددًا من الأغنيات الرومانسية الشهيرة مثل:
• أنت وعزولي وزماني (1941)
• كل ده كان ليه
• آه منك يا جارحني
• ردي عليا
• انسى الدنيا
كما شاركا سويًا في كتابة عدد من الأغنيات الوطنية الخالدة، مثل نشيد الوادي وزود جيش أوطانك والجهاد.

 

الشاعر مأمون الشناوي ومحمد عبد الوهاب

وكانت له بصمة خاصة في أعمال الموسيقار فريد الأطرش، حيث كتب له من أشهر أغنياته:
• الربيع
• حبيب العمر
• نجوم الليل
• بنادي عليك

 

ومع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، كوّن مأمون الشناوي واحدًا من أنجح الثنائيات الغنائية، فكتب له:
• أنا لك على طول
• بيني وبينك إيه
• نعم يا حبيبي نعم
• لو كنت يوم أنساك
• خسارة خسارة
وتعتبر هذه الأعمال من أكثر ما ارتبط بالجمهور العربي عاطفيًا، ولا تزال تُذاع حتى اليوم.

الشاعر مأمون الشناوي وعبد الحليم

لم يكتف الشناوي بالتعاون مع الكبار فقط، بل كتب للعديد من النجوم والنجمات، مثل:
• أسمهان في فيلم غرام وانتقام (1944)، بأغنيتي قهوة وإمتى حتعرف
• ليلى مراد في أغنية ليه خلتني أحبك
• فايزة أحمد في تهجرني بحكاية وبصراحة

 

كتب مأمون الشناوي ما يزيد عن 250 أغنية خلال مسيرته، تنوعت بين العاطفي والوطني والشعبي، كما كانت له محاولات في كتابة الأغنية الخفيفة والفيلم الغنائي، واشتهر بأسلوبه الذي جمع بين الموسيقى الداخلية للكلمة وسلاسة التعبير وصدق المشاعر.

توفي مأمون الشناوي في 27 يونيو 1994، تاركًا إرثًا شعريًا هائلًا لا يزال يسطع في سماء الطرب العربي، ويُعد من أوفى من ترجم الحب إلى كلمات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الشاعر مأمون الشناوي

إقرأ أيضاً:

رحيل الأديب الكبير صنع الله إبراهيم عن عمر 88 عامًا

رحل عن عالمنا الأديب الكبير صنع الله إبراهيم عن عمر ناهز 88 عامًا، إثر إصابته بالتهاب رئوي نُقل على إثره إلى أحد مستشفيات القاهرة. ويُعد الراحل واحدًا من أبرز رواد الأدب المصري المعاصر، وعلامة فارقة في الرواية العربية، حيث ضمّت قائمة أفضل مائة رواية عربية عددًا من أعماله.

وُلد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937، وكان لوالده دور بارز في تشكيل شخصيته الأدبية، إذ وفر له الكتب وشجّعه على القراءة، مما أسهم في تكوين وعيه الثقافي منذ الصغر. درس الحقوق، لكنه سرعان ما اتجه إلى العمل الصحفي والنشاط السياسي، وانضم إلى المنظمة الشيوعية المصرية "حدتو"، فاعتُقل عام 1959 وقضى خمس سنوات في السجن حتى 1964.

بعد خروجه عمل في وكالة أنباء الشرق الأوسط عام 1967، ثم انتقل إلى وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية بين عامي 1968 و1971، قبل أن يسافر إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي وصناعة الأفلام. عاد إلى القاهرة عام 1974 في عهد الرئيس أنور السادات، وتفرغ للكتابة منذ عام 1975.

تميّز أدب صنع الله إبراهيم بأسلوبه التوثيقي واهتمامه بالقضايا السياسية والاجتماعية في مصر والعالم العربي، إضافة إلى إدماجه الكثير من ملامح سيرته الذاتية في أعماله. ومن أبرز رواياته: "شرف" (المرتبة الثالثة ضمن أفضل مائة رواية عربية)، "اللجنة"، "ذات"، "نجمة أغسطس"، "بيروت بيروت"، "الجليد"، "وردة"، "العمامة والقبعة"، و"أمريكانلي"، وغيرها من الأعمال التي تركت بصمة واضحة في المشهد الأدبي.

أثار صنع الله إبراهيم جدلًا واسعًا عام 2003 عندما رفض تسلّم جائزة الرواية العربية التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، احتجاجًا على الأوضاع السياسية في البلاد. وعلى مدار مسيرته، نال العديد من الجوائز المرموقة، منها جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004.

برحيله، يودّع الوسط الثقافي العربي واحدًا من أعمدة السرد الحديث، تاركًا إرثًا أدبيًا وإنسانيًا سيظل حاضرًا في ذاكرة القرّاء والنقّاد على السواء.

طباعة شارك صنع الله إبراهيم بالتهاب رئوي رواد الأدب المصري العمل الصحفي

مقالات مشابهة

  • رحيل صنع الله إبراهيم الأدب العربي يخسر أحد أعلامه
  • تساؤلات الحياة والتجارب في بيت الشعر بالشارقة
  • إشراقات ذُرى الستّين العالية
  • محاولة اقتفار مفردات "الموت" ومعانيه في "أثر" الشاعر حمد الخروصي
  • رحيل الأديب الكبير صنع الله إبراهيم عن عمر 88 عامًا
  • معين بسيسو.. شاعر فلسطيني مجّد المقاومة ورفض تحويل وطنه إلى قضية
  • النائب عادل مأمون : حزب الجبهة الوطنية وُلد كبيرًا وسيظل في خدمة الوطن
  • ذكرى رحيل «الفيلسوف».. سناء شافع أبدع في عالم المسرح وكان مخلصًا لفنه
  • حسام الشاعر ضمن قائمة فوربس 2025 لأقوى قادة السياحة في الشرق الأوسط
  • القصيدة..لغة الموت والحياة