من صنعاء: احتفاء بـ"انتصار طهران" وتأكيد على استمرار دعم غزة
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
اكتظّت شوارع العاصمة اليمنية صنعاء بعشرات الآلاف، يوم الجمعة، في تظاهرة ضخمة رفعت شعارات "النصر الإيراني" والتضامن مع قطاع غزة. ولم تكن البنادق المرفوعة والأعلام الفلسطينية واليمنية مجرد رموز، بل رسائل ميدانية تعكس الاصطفاف السياسي والعسكري لجماعة "أنصار الله" الحوثيين. اعلان
جاءت التظاهرة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرّت 12 يوماً، واعتُبرت في الخطاب الحوثي "انتصاراً لإيران"، الحليف الإقليمي الوثيق.
وقبل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، أكد محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي للحوثيين، وجود تنسيق رفيع مع طهران، مشيرًا إلى استعداد جماعته للدخول في المواجهة. ولم يكن التصريح مفاجئًا، إذ كانت "أنصار الله" أول من أعلن جهوزيته لفتح جبهة "إسناد جديدة".
وقد تبنّى زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، بدوره خطابًا تعبويًا يربط ما يجري على مستوى المنطقة، معتبرًا أن الصراع "يخص جميع الدول"، في ما بدا تمهيدًا سياسيًا لاحتمال توسيع الجبهة اليمنية داخل هذا النزاع الإقليمي المتشابك.
تصعيد حوثي وتهدئة أمريكيةمنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، صعّد الحوثيون من وتيرة هجماتهم باتجاه إسرائيل والبحر الأحمر، في وقت زعمت فيه إسرائيل اعتراض معظم المسيّرات والصواريخ، وردّت بضربات استهدفت مواقع الحوثيين.
Relatedالحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر حال مشاركتها في أي هجوم على إيرانالحوثيون يدخلون على الخط: هل تتسع رقعة المواجهة بين إيران وإسرائيلالحوثيون مستعدون لدخول المعركة مع إيران.. ردّ للجميل أم دفاع عن "مشروع إقليمي؟قدّم الحوثيون هذه العمليات ضمن استراتيجية تهدف إلى تخفيف الضغط عن غزة، التي تجاوزت الحرب عليها عامها الثاني. وفي خطوة تصعيدية سابقة، هدّدت إسرائيل الجماعة بفرض حصار بحري وجوي في حال استمرار هذه الهجمات.
وفي أيار/ مايو الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق منفصل لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، تمّ خارج إطار أي تنسيق مع إسرائيل. ونصّ الاتفاق على وقف مهاجمة السفن، ما دفع واشنطن إلى تعليق حملة القصف ضد مواقع الحوثيين في وقت لاحق، إلا أنّ الهجمات ضد إسرائيل لم تكن مشمولة في هذا التفاهم.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي إيران قطاع غزة إسرائيل اليمن صنعاء الحوثيون دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي أوكرانيا قطاع غزة فلسطين حلف شمال الأطلسي الناتو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
إيران تتحدى الأوروبيين.. لا مفاوضات نووية بعد إعادة العقوبات الأممية
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، أن طهران لا تعتزم استئناف المباحثات النووية مع الدول الأوروبية في الوقت الراهن، وذلك بعد أيام من قرار مجلس الأمن الدولي إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، في خطوة وصفتها الأخيرة بأنها "انتهاك صارخ" للاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي في طهران: "لا خطط لدينا لمفاوضات في هذه المرحلة. تركيزنا الحالي ينصب على دراسة تبعات وتداعيات الخطوات التي اتخذتها الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة".
ويأتي هذا الموقف بعد أن فعّلت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، المعروفة باسم "الترويكا الأوروبية"، آلية الزناد (Snapback)، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، متهمةً طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها النووية، خصوصا بعد تسريعها تخصيب اليورانيوم وتوسيع قدراتها في منشآت نطنز وفوردو.
وفي أواخر أيلول/سبتمبر، تبنّى مجلس الأمن الدولي قرارًا يقضي بإعادة فرض جميع العقوبات السابقة على إيران، بما في ذلك حظر الأسلحة، وتجميد الأصول، وقيود السفر على مسؤولين إيرانيين، وهو ما أثار استياءً شديدًا في طهران التي اعتبرت القرار "سياسيًا وغير قانوني".
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان سابق إن "الدول الأوروبية فقدت أهليتها كشركاء تفاوضيين بعد رضوخها الكامل للضغوط الأمريكية"، مشددةً على أن الرد الإيراني سيكون مبنيًا على مبدأ المعاملة بالمثل.
ويُذكر أن الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" وُقّع عام 2015 بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، وكان يهدف إلى تقييد برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. غير أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 بقرار من الرئيس دونالد ترامب أعاد التوتر إلى الواجهة، ودفع إيران تدريجيًا إلى التراجع عن التزاماتها.
ويعيد التصعيد الحالي الأزمة إلى نقطة الصفر، ويعقّد جهود الوساطة التي حاولت دول مثل سلطنة عمان وقطر إحياءها في الأشهر الماضية، فيما تحذر أوساط دبلوماسية أوروبية من أن غياب الحوار سيزيد خطر المواجهة الإقليمية ويقوّض فرص العودة إلى الاتفاق النووي.
وفي ظل هذا التوتر، تواصل إيران التأكيد على أن برنامجها النووي "سلمي بالكامل"، بينما ترفض "أي تفاوض تحت الضغط أو التهديد"، في حين تصر الدول الغربية على أن طهران تقترب من العتبة النووية بوتيرة "مقلقة".