الوزير يحاول مكافحة الغش وتقليص اللجان.. خبراء يعددون عيوب إجراء امتحانات الثانوية العامة داخل الجامعات
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
أثار مقترح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، عقد امتحانات الثانوية العامة داخل الجامعات جدلاً واسعاً بين أولياء الأمور والخبراء، حيث يرى البعض أن قرار الوزير قد يكون خطوة إيجابية للقضاء على ظاهرة الغش، ويعبر آخرون عن مخاوفهم من تأثيره السلبي على الطلاب والأسر، رغم أن المقترح يستهدف تقليل حالات الغش، وتقليص عدد لجان الامتحانات من 2500 إلى 300 لجنة.
وقدم الوزير مقترحاً للمجلس الأعلى للجامعات بعقد امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2024/2025 داخل الجامعات، لتحقيق مزيد من الانضباط عبر حصر مواقع الامتحانات وتسهيل عمليات التفتيش والمتابعة، دون اتخاذ قرار نهائي حتى الآن بشأن المقترح، الذي قد يتم رفضه.
مشكلات التنفيذمن جانبه، أوضح الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، د.تامر شوقي، أن المقترح يواجه صعوبات كبيرة، أبرزها تزامن مواعيد امتحانات الجامعات مع امتحانات الثانوية العامة، مما يجعل من الصعب توفير قاعات أو مدرجات كافية لطلاب الثانوية، كما أن هناك أزمة أخرى تتعلق ببعد الجامعات عن مناطق سكن الطلاب في الأرياف والمدن الصغيرة، مما يعقّد مسألة الوصول إلى اللجان في الوقت المحدد، إلى جانب مشكلة تأمين أوراق الامتحانات داخل الجامعات، خاصة في ظل الحاجة إلى تخزينها في أماكن آمنة.
ولفت د.تامر شوقي، إلى أن قاعات الجامعات، التي تستوعب أعدادًا كبيرة من الطلاب، قد تزيد من صعوبة السيطرة على النظام والانضباط مقارنةً بالفصول الدراسية في المدارس، التي تحتوي عادة على عدد محدود من الطلاب، وأن المقاعد داخل قاعات الجامعات قد لا تكون ملائمة للطلاب صغار السن الذين اعتادوا على نمط مختلف من الجلوس داخل فصولهم الدراسية، مما قد يؤثر على تركيزهم وأدائهم خلال الامتحان، موضحًا أن الجامعات تحتوي على أجهزة ومعدات علمية ومعامل باهظة التكاليف، مما يجعل تأمينها أثناء فترة الامتحانات تحديًا إضافيًا، محذرًا من تجمع أعداد كبيرة من أولياء الأمور خارج الجامعات أثناء الامتحانات، وهو ما قد يؤدي إلى فوضى وصعوبة في السيطرة على الحشود.
صعوبات أخرىأما الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، د.عاصم حجازي، فأكد أن عقد الامتحانات داخل الجامعات قد يفاقم من قلق الطلاب وأولياء أمورهم، حيث إن الجامعات غالبًا ما تقع في عواصم المحافظات فقط، مما يجعل الوصول إليها صعبًا للطلاب في القرى والمراكز البعيدة. وأضاف أن طبيعة الامتحانات في الثانوية العامة تُثير القلق والتوتر بالفعل لدى الطلاب، وزيادة مثل هذه التحديات قد تؤثر سلبًا على أدائهم، كما أن الطلاب في المرحلة الثانوية ليس لديهم معرفة كافية بمباني الجامعات ومواقع القاعات، مما قد يؤدي إلى حالة من الإرباك في الأيام الأولى للامتحانات.
وأشار د.عاصم حجازي، إلى أن نظام الملاحظة والمراقبة داخل قاعات الجامعات الكبيرة يختلف عن نظام الفصول الدراسية، ويتطلب تدريبًا خاصًّا للملاحظين. وأضاف أن الغش لا يعتمد على المكان بقدر ما يعتمد على الأدوات المستخدمة في منعه، مشيرًا إلى أن الحلول التقنية يمكن تطبيقها في المدارس كما في الجامعات دون الحاجة لنقل الامتحانات. واختتم حديثه بالتأكيد على أن إجراء الامتحانات في الجامعات قد يؤدي إلى ارتباطات سلبية بين الطلاب ومفهوم الجامعة، حيث إن هذا الارتباط يجب أن يبدأ بتجارب إيجابية، مثل حفلات استقبال الطلاب الجدد، وليس بامتحانات مصيرية.
غير منطقيةعلى الجانب الآخر، رفض الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، الفكرة بشكل قاطع، واصفًا إياها بغير المنطقية. وأكد أن المدارس مجهزة بالفعل لعقد امتحانات الثانوية العامة، حيث توجد بها كاميرات مراقبة تسهم في ضبط أي محاولات للغش. وأشار إلى أن النظام الحالي أثبت فاعليته، حيث يتم الكشف عن أي محاولة غش على الفور، وبالتالي لا يوجد مبرر لنقل الامتحانات إلى الجامعات.
في النهاية، يظل هذا المقترح قيد الدراسة من قبل المجلس الأعلى للجامعات، مع استمرار حالة الجدل بين مؤيد ومعارض، في انتظار ما ستسفر عنه المناقشات والقرارات الرسمية بشأن هذا الموضوع الشائك.
اقرأ أيضاًالفئات المسموح لها بدخول امتحانات الثانوية العامة 2025 بالنظام القديم
التعليم تحدد ضوابط التقدم لرئاسة لجان امتحانات الثانوية العامة 2025
«التعليم» تفتح باب التسجيل لمراقبي ورؤساء لجان امتحانات الثانوية العامة 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: امتحانات الثانوية العام محمد عبداللطيف امتحانات الثانویة العامة داخل الجامعات إلى أن
إقرأ أيضاً:
بدء أعمال غرفة عمليات التعليم برئاسة الوزير لمتابعة امتحانات الثانوية العامة لحظة بلحظة
بدأت صباح اليوم السبت أعمال غرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بالتزامن مع انطلاق الاستعدادات الميدانية لبدء امتحانات الثانوية العامة المقررة صباح غدٍ الأحد 15 يونيو، حيث يرأس محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم غرفة العمليات من مقر الوزارة، لمتابعة كافة التفاصيل المرتبطة بسير العملية الامتحانية على مستوى الجمهورية.
وانطلقت أيضًا أعمال غرف العمليات الفرعية بجميع المديريات التعليمية، بالتنسيق الكامل مع الغرفة المركزية، عبر شبكة تواصل إلكترونية مشفرة، تتيح الإبلاغ الفوري عن أي موقف طارئ، والتعامل معه دون تأخير، بما يضمن انتظام الامتحانات في جميع اللجان دون معوقات.
وأكدت الوزارة أن غرفة العمليات المركزية تعمل على مدار الساعة، وتضم في عضويتها ممثلين عن مختلف الجهات المعنية، منها الأمن العام، والاتصالات، والتعليم العام، والتطوير التكنولوجي، وقطاع الامتحانات، وغيرها من الجهات، لتوفير رصد دقيق وتدخل فوري عند الحاجة.
وأوضح مصدر مسؤول أن الغرف بدأت أعمالها اليوم قبل بدء الامتحانات بيوم كامل، لمراجعة موقف توزيع صناديق الأسئلة على مراكز التوزيع، والتأكد من جاهزية كل لجنة امتحانية، من حيث الوسائل التأمينية، ووسائل التهوية، وخطط الطوارئ.
كما أشار المصدر إلى أن وزير التعليم يتابع شخصيًا لحظة بلحظة تقارير الميدان، ويوجّه بتقديم الدعم الكامل للطلاب والمراقبين، مشددًا على أن أولوية الوزارة هذا العام هي انضباط اللجان، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وتوفير بيئة امتحانية آمنة ومريحة للطلاب.
وتأتي هذه التحركات ضمن خطة متكاملة وضعتها الوزارة لضمان نجاح امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، والتي تشهد مشاركة أكثر من 800 ألف طالب وطالبة بنظامي الثانوية العامة القديم والحديث.
ومن المقرر أن تنطلق غدًا الأحد أول أيام امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2024 / 2025، حيث يؤدي الطلاب امتحاني مادة التربية الدينية والتربية الوطنية، وهما من المواد التي لا تضاف إلى المجموع الكلي، لكنها مواد نجاح ورسوب، ويؤديها الطلاب بنظامي الثانوية العامة القديم والحديث على السواء.
وتُعد هذه المواد اختبارًا تنظيميًا مهمًا قبل انطلاق الامتحانات الأساسية، حيث تقيس مدى جاهزية اللجان والمنظومة الإدارية والتنفيذية التي تقود العملية الامتحانية.