ماكاو.. قصة نجاح اقتصادي تحت مظلة "دولة واحدة ونظامين"
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
تشو شيوان **
يُصادف هذا العام الذكرى الخامسة والعشرين لعودة ماكاو إلى حضن الوطن الأم (الصين)، وهي محطة تستحق التوقف عندها للتأمل في مسيرة منطقة ماكاو الإدارية الخاصة خلال هذه العقود.
ماكاو، التي كانت تُعرف تاريخيًا باقتصادها المرتكز على قطاع الكازينوهات، أصبحت اليوم مثالًا حيًّا على إمكانيات التنوع الاقتصادي بفضل رؤية الصين الاستراتيجية وتنميتها لمنطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى.
في هذه الخطة، حُدِّدَت أدوارٌ واضحة لكل مدينة، مع وضع ماكاو في مقدمة المشهد كواحدة من المدن الرئيسية الأربع للمنطقة. وقد ساعد هذا التوجه على فتح آفاق جديدة لماكاو خارج إطار الصناعات التقليدية، لتشهد ازدهارًا ملحوظًا في قطاعات التكنولوجيا الفائقة، والأعمال، والسياحة المتنوعة، وما يزيد من أهمية هذا التحول هو الدعم الاستراتيجي الذي تقدمه منطقة هنغتشين بمدينة تشوهاي المجاورة. هذه المنطقة، التي تفوق مساحتها أراضي ماكاو بثلاثة أضعاف، أصبحت بمثابة رئة اقتصادية لماكاو، حيث تخفف من الضغط الناجم عن نقص الأراضي وتوفر بيئة مواتية لتوسع القطاعات الجديدة.
ماكاو اليوم ليست مجرد نقطة على خارطة الصين الكبرى؛ بل رمز للتكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة. وهذه المدينة التي كانت تعتمد في الماضي على اقتصاد تقليدي متمثل في قطاع الكازينوهات، تحولت اليوم إلى مركز مزدهر يجمع بين التمسك بالهوية الوطنية والانفتاح على العالم، في معادلة أثبتت نجاحها.
قصة نجاح ماكاو، شهادةٌ حيّةٌ على الرؤية الطموحة للصين وسعيها المستمر لتعزيز التعاون الإقليمي؛ فمنذ إنشاء منطقة التعاون المتعمق بين قوانغدونغ وماكاو في هنغتشين عام 2021، باتت هذه المنطقة مركزًا للابتكار وريادة الأعمال. وبفضل هذه المبادرة، جذبت هنغتشين استثمارات ضخمة من 6521 شركة ماكاوية؛ مما أسهم في بناء منصة حيوية للصناعات الناشئة. ومن بين قصص النجاح الملهمة، تأسيس لي تشن لشركة "نانوميتال للتقنيات" في مدينة تشوهاي عام 2014، التي تركز على التطبيقات المبتكرة للمواد الجديدة، مثل الأسلاك الفضية النانوية التي أصبحت منتجها الأساسي.
والاهتمام بتنويع الاقتصاد لم يكن خطوة عشوائية، بل نتيجة لتخطيط استراتيجي مدروس. ففي نوفمبر من العام الماضي، أصدرت حكومة ماكاو أول خطة منهجية لتنمية الاقتصاد بين عامي 2024 و2028. تضمنت الخطة رؤية شاملة لتطوير قطاعات حيوية مثل السياحة، والترفيه، والطب الصيني التقليدي، والصحة، والمالية الحديثة، والتقنيات الفائقة، والمؤتمرات والمعارض، والثقافة، والرياضة. تأتي هذه الخطة كامتداد للخطة الخمسية الثانية لماكاو، وتؤكد التزام المنطقة بتحقيق استراتيجية تنويع اقتصادي مستدامة.
وما يُميِّز تجربة ماكاو هو إدراكها العميق لحاجة المدن الصغيرة إلى التعاون الإقليمي لتوسيع إمكانياتها. ومنطقة هنغتشين، التي تفوق مساحة ماكاو بثلاثة أضعاف، لم تصبح فقط حلًا عمليًا لتحدي نقص الأراضي؛ بل قدمت بيئة حاضنة للمواهب والمشاريع المبتكرة التي تعزز من تنافسية المنطقة بأسرها.
ويمكننا القول إن تجربة ماكاو ليست فقط قصة نجاح محلية؛ بل رسالة إلى العالم: عندما تتضافر الرؤية الاستراتيجية مع الدعم الحكومي والتعاون الإقليمي، يصبح التنوع الاقتصادي والتنمية الشاملة أهدافًا واقعية قابلة للتحقيق. وهذه المدينة التي أعادت تعريف هويتها الاقتصادية تثبت أن التنمية لا تتعلق فقط بالموارد؛ بل بالقدرة على تحويل التحديات إلى فرص، وتوظيف الطاقات لتحقيق النمو المستدام.
لقد حققت ماكاو تطورات كبيرة في تعزيز تنمية قطاعي السياحة والترفيه. وأنشأت مركزًا لرصد التراث العالمي، وأدخلت أنشطة ثقافية وفنية دولية، ويقام في المنطقة حدثان رياضيان دوليان على الأقل كل شهر. ويقول المسافرون الدوليون إنهم معجبون بالتنوع الثقافي والشمولية لماكاو. كما كرست ماكاو نفسها لتعزيز الابتكار العلمي والتمويل والتجارة الدولية من خلال 4 مختبرات حكومية رئيسية في مجالات أبحاث جودة الطب الصيني التقليدي وعلوم الفضاء وعلوم الرعاية الصحية وغيرها. وعلى صعيد التمويل، تم إنشاء بنوك استثمارية ومنصات لتداول الأصول المالية من الصفر. وبحلول نهاية يونيو عام 2023، تجاوزت أصول الصناعة المالية لماكاو 337 مليار دولار أمريكي. وعلى صعيد التجارة الدولية، أقامت ماكاو علاقات اقتصادية وتجارية مستقرة مع أكثر من 120 دولة ومنطقة، وتم الاعتراف بها من قبل منظمة التجارة العالمية باعتبارها واحدة من أكثر الاقتصادات انفتاحا في العالم من حيث التجارة والاستثمار. وأكد المسؤولون المحليون أن ماكاو ستواصل الاندماج في التنمية الشاملة للصين وتنويع نموها الاقتصادي.
وقد قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في حفلة احتفالية بالذكرى الـ25 لعودة ماكاو إلى الوطن الأم وحفل تنصيب الحكومة السادسة لمنطقة ماكاو الإدارية الخاصة يوم الجمعة الماضي، إن الإنجازات الرائعة التي حققتها ماكاو منذ عودتها إلى الوطن الأم قد أثبتت للعالم أن مبدأ "دولة واحدة ونظامان" يتمتع بمزايا كبيرة وحيوية قوية، وهو نظام طيب للحفاظ على الرخاء والاستقرار على المدى الطويل في هونغ كونغ وماكاو، وأيضا نظام طيب لخدمة القضية العظيمة المتمثلة في بناء دولة قوية وتجديد شباب الأمة، إنه نظام طيب لتحقيق الأهداف المختلفة، ويجب الحفاظ عليه وقتًا طويلًا.
إنَّ قيم السلام والتسامح والانفتاح والمشاركة الواردة في مبدأ "دولة واحدة ونظامان" تنتمي إلى الصين والعالم، تستحق الحماية المشتركة.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أرخص سيارة كورية في سوق المستعمل .. بسعر اقتصادي
يحتوي السوق المصري للسيارات المستعملة على مجموعة كبيرة من الطرازات، ومنها الفئة الاقتصادية التي تلقى اهتمام كبير وسط الباحثين عن فرصة شراء سيارة مستعملة وبسعر مناسب، ولعل من أبرز هذه الإصدارات هي السيارة دايو لانوس.
استطاعت السيارة دايو لانوس أن تكتسب شعبية واسعة منذ طرحها وحتى الان، نسبة إلى انتشار قطع الغيار الخاصة بها، وتكاليف إصلاحها الاقتصادية، إلى جانب سهولة الصيانة مقارنة بسيارات اخرى، إضافة إلى التصميم الخارجي والتجهيزات المعقولة.
محرك السيارة دايو لانوستأتي السيارة دايو لانوس بمحرك رباعي الأسطوانات 4 سلندر، سعة 1500 سي سي في أغلب الفئات، وتتراوح قوة الأحصنة بين 86 و105 حصانًا، وعزم دوران تقريبي يقدر بـ 130 نيوتن متر، مع ناقل سرعات يدوي 5 غيار أو أوتوماتيكي الأداء في بعض الموديلات.
تنتمي السيارة دايو لانوس إلى فئة السيدان صاحبة الـ 5 أبواب مع حساب المساحة الخلفية الخاصة بالتخزين، وتأتي السيارة بأبعاد خارجية تقدر بـ 4.1 م للطول الكلي، و1.67 م للعرض، و1.43 م للارتفاع، وترتكز السيارة على قاعدة عجلات بطول 2.52 م.
تضم السيارة دايو لانوس مقصورة داخلية تتسع إلى 5 أفراد، ونظام صوتي ترفيهي، مرايات جانبية يدوية، زجاج كهربائي أو يدوي، جنوط حديد، بينما تفتقد السيارة منظومة المكابح المانعة للانغلاق وبرنامج التوزيع الالكتروني، وبعض التقنيات الحديثة، ولكن يمكن تعديل السيارة بوضع بعض الكماليات منها، حساسات حركة ونظام ترفيهي محسن.
يتراوح سعر السيارة دايو لانوس في السوق المصري للسيارات المستعملة بين 190 ألف جنيه وصولاً إلى 290 ألف جنيه، بحسب الموديل والحالة العامة للسيارة، وننصح الراغبين في فرصة شراء أي سيارة مستعملة بمراجعة متوسط الأسعار، والتأكد من سلامة السيارة عن طريق الفحص الشامل.