وزير لبناني: 85 ألف شخص وصلوا من سوريا إلى لبنان منذ سقوط نظام الأسد
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
بيروت - كشف وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هكتور حجار، أن 85 ألف شخص وصلوا من سوريا إلى لبنان عقب سقوط نظام بشار الأسد، منهم 20 ألف لبناني.
وأشار حجار، في مقابلة مع الأناضول، إلى أن حكومة بلاده لا تعتزم إنشاء مخيمات جديدة للاجئين السوريين.
وقال إن 20 ألف لبناني عادوا إلى بلادهم بعدما كانوا يقطنون في 33 بلدة سورية محاذية للحدود اللبنانية، فيما لجأ 65 ألف سوري إلى لبنان أيضا منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ولفت حجار، إلى أن معظم الذين عادوا إلى لبنان "من الطائفة الشيعية، وموجودون حالياً في قضاء بعلبك – الهرمل (شمال شرق)، وجرى إيواؤهم في حسينيات (أماكن عبادة للطائفة الشيعية) وجوامع ومراكز ثقافية ولدى أقاربهم وأصدقائهم".
ويوجد في سوريا نحو 30 قرية ومزرعة لبنانية يسكنها حوالي 30 ألف لبناني، أبرزها: زيتا، ومطربا، وحاويك، والسماقيات، والمصرية، والجنطلية، والحمّام، والديابية، وبلوزة، والنزارية، وربلة وجزء من العقربية.
وتتداخل الحدود بين لبنان وسوريا من دون وجود خطوط أو سياج واضح، وتتكوّن الحدود من جبال وأودية وسهول، لا علامات أو إشارات تدلّ على الحدّ الفاصل بين البلدين.
وأشار الوزير اللبناني، إلى أن هذا "النزوح لم يأت نتيجة حرب أو هجمات، انما نتيجة شعورهم بالقلق إثر تغير الأوضاع في سوريا، ونحن نعمل لعودتهم لسوريا إلى جانب النازحين السوريين القدامى".
وأضاف: "لن يكون هناك مخيمات جديدة للاجئين السوريين، هذا النزوح نعتقد أنه مؤقت نتيجة خوف واضطرابات، وعلينا العمل لعودتهم إلى قراهم، وهذا سيحصل عبر السياسية والدبلوماسية ومن خلال إحساسهم بالأمان".
وتابع: "نسمع ونواكب بأن الأمور سوف تحل سياسيا وسيعود هؤلاء الذين نزحوا مؤخرا إلى قراهم داخل سوريا".
وأكد حجار، أن الحكومة "سترسل قوافل دعم إنساني إلى اللبنانيين النازحين من سوريا بالتنسيق مع الجهات الأممية".
وقال: "لبنان تحمل كثيرا خلال 13 سنة ونصف، ونريد للسوريين عودة كريمة ودائمة الى بلادهم، وهناك تحضيرات قائمة مع المؤسسات الدولية لدعمهم بالحاجات الأساسية داخل سوريا".
وأردف حجار: "رؤيتنا واضحة، لن نتدخل بشؤون سوريا، وسمعنا أكثر من مرة أن سوريا لا تريد أن تتدخل بشؤوننا".
ولفت إلى أن "عدد النازحين السوريين في لبنان وصل إلى 2 مليون، إلا أنه خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي استمر 66 يوماً غادر 400 ألف سوري لبنان وعادوا إلى بلادهم".
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، أنهى قصفا متبادلا بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن يتحول إلى حرب واسعة بداية من 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
ووفق حجار، فإن عدد اللاجئين السوريين في لبنان "لا يمكن إحصاؤه نظراً إلى حركة الدخول والمغادرة المستمرة، لكن من المؤشرات التي تؤكد تراجع العدد هو انخفاض عدد الطلاب السوريين المسجلين في المدارس بنحو 30 ألفاً".
وفي 8 ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام، وفر بشار الأسد رفقة عائلته إلى روسيا التي منحته "لجوءا إنسانيا"، لينتهي 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: إلى لبنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
سوريا ترخص أول منظمة معنية بالإرث اليهودي.. ومساع لإعادة الممتلكات المصادرة
أعلنت الحكومة السورية، الأربعاء، منح ترخيص رسمي لأول منظمة تعنى بالحفاظ على التراث اليهودي في البلاد، في خطوة تعكس تبدلا واضحا في سياسة دمشق تجاه هذه الطائفة التي امتدت جذورها في سوريا لقرون قبل الميلاد، وشهد وجودها تراجعا حادا خلال العقود الماضية وصولا إلى شبه الاختفاء.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية، هند قبوات، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن السلطات منحت الموافقة على "إشهار منظمة التراث السوري اليهودي"، مؤكدة أن "هذه رسالة قوية من الدولة السورية أننا لا نميز بين دين وآخر"، مشددة على أن "سوريا تساعد جميع السوريين والسوريات من كل الديانات والطوائف الذين يريدون أن يبنوا دولتنا الجديدة".
مساع لإعادة الممتلكات
وتكشف الخطوة الحكومية عن توجه جديد يسعى إلى إعادة إحياء الحضور اليهودي في سوريا بعد أكثر من عام على وصول السلطة الانتقالية الحالية. ووفق أحد مؤسسي المنظمة هنري حمرا، نجل آخر حاخام غادر سوريا يوسف حمرا، فإن المنظمة "ستعمل على إحصاء الأملاك اليهودية وإعادة المصادر منها خلال فترة النظام السابق"، إضافة إلى "حماية المقدسات ورعايتها وإعادة ترميمها لتكون متاحة للزيارة لكل اليهود في العالم".
وأشار حمرا، المقيم في الولايات المتحدة، إلى أنه شارك مطلع شباط/ فبراير الماضي في أول زيارة لوفد يهدي إلى سوريا منذ عقود، برفقة والده، قبل أن تتوالى زيارات أخرى لوفود من اليهود السوريين إلى دمشق. كما التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفودا يهودية ناقشت ملفات تتعلق بالتراث والعودة والممتلكات.
ممتلكات صودرت في عهد الأسد
وفي السياق نفسه، كشف المدير التنفيذي لـ"منظمة السورية للطوارئ"، معاذ مصطفى، الذي رافق الوفد الزائر، أن المنظمة أحصت حتى الآن "عشرات البيوت من ممتلكات اليهود التي سلبت منهم من قبل نظام بشار الأسد"، في إشارة إلى سياسة المصادرة والتضييق التي طالت الطائفة خلال العقود الماضية.
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قد رحب مطلع العام الحالي بـ"عودة بعض اليهود السوريين إلى بلدهم لأول مرة بعد سقوط النظام، وتفقدهم لمعابدهم"، معتبرًا أن عودتهم "جزء من استعادة سوريا لدورها الطبيعي وفضائها الاجتماعي المتعدد".
وعلى الرغم من عمق الجذور التاريخية للطائفة اليهودية في سوريا، فإن وجودها تقلص بشكل دراماتيكي. فقد كان عدد اليهود في البلاد قبل نحو ثلاثة عقود يقدّر بخمسة آلاف نسمة، بينما لا يتجاوز اليوم عشرة أفراد فقط، يقيم معظمهم في الأحياء القديمة بدمشق، وفق تقديرات منظمات محلية.
وخلال حكم عائلة الأسد، تمتع اليهود بحرية ممارسة شعائرهم الدينية وعلاقات اجتماعية طبيعية مع جيرانهم، لكن نظام حافظ الأسد فرض قيودا صارمة على حركتهم ومنعهم من السفر حتى عام 1992، الأمر الذي دفع أعدادا كبيرة منهم إلى الهجرة. وقد تراجعت أعدادهم بشكل أكبر بعد حرب 1967، التي ألقى الصراع العربي الإسرائيلي بظلاله الثقيلة على أوضاع الطائفة في سوريا والمنطقة.
ومع سقوط نظام البعث في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بدأ العديد من اليهود السوريين في الخارج بالتطلع لزيارة وطنهم الأم. وكان الحاخام يوسف حمرا قد عاد بالفعل إلى دمشق في 18 شباط/ فبراير الماضي بعد غياب دام 33 عاما، ليشكل عودته حدثا رمزيا يعكس بداية مرحلة جديدة في علاقة الدولة السورية مع الجاليات اليهودية المنحدرة منها.