«انتبهوا يا مصريين».. لأباطيلُ أَعْدَائِكُمْ
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
بعد أن وفق الله «الرئيس السيسى»، فى إنقاذ مصير «أمته» وحياة «شعبه»، عَمَّا كَانُوا سَوْفَ يذهبون إليه، من شِرّ أَهْوَال خَطَرًا مُحْدِقٍ وَشِيكٍ الْوُقُوع، فى بِرَكٌ الدِّمَاءِ وأَوَحَال التقسيم، بسَبِّبُ انْقِيادُ بعض جاهلية أبناء الشعب، بإِخْضاعُهُم والتلاعب بعقولهم، وجَعْلُهُم ينساقون كقطيع الأغنام سَهْلُ الانْقِيادِ، فى تشويه شرعية نظام حكم قائم، بعد أن تم خِدَاعَهُم وغرر بهم بأقاويل باطلة وشائعات كاذبة، لجأ إليها أعداء الوطن لصنع أحداث فوضى ٢٥ يناير عام ٢٠١١، التى شارك فيها الخونة والعملاء فى إشعال فتيل نيرانها، ثم شارك أيضا فيها بعض الجماهير الناقمة والساخطة على نظام الحكم الأسبق، والتى ينقصها الوعى والنضج السياسى، وديمقراطية حرية التعبير عن الرأى السليم، وكانت خطيئتها إباحة الأضرار العمدى بالأموال والمصالح العامة، ثم تخريب الممتلكات العامة والخاصة ومنشآت الدولة الاقتصادية، وكلها فى حكم الجرائم العمدية للدرجة الأعلى فى الجسامة، لأن جسامة الأذى هنا تنال من سلامة الوطن ومقدراته، والدخول به إلى أَخْطَارٍ مُهْلِكَةٍ، لأ ينجو منها أحد، ولكن قدر الله لمصر الخير أن تنجو منها بفضله، ثم بفضل جيشها وقائده الأعلى البَطَلٌ المِغْوَارُ المِقْدامٌ الشُجاعٌ، «الرئيس عبد الفتاح السيسى».
رغم أن سيادته قد تنَبُهَ وفَطِنَ لمخطط هلاك الوطن، إلا أن الله أراد لمصر الخير فأرسله لها «منقذا»، ونجح فى محو آثار المخطط المدمرة، وما حَقُّقَهُ من نَصْراً مُظَفَّراً، من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والسعى فى بناء الإنسان للعَيْشُ فى «حَيَاةٌ كَرِيمَة» تَلَيُّق بكَرَامَته وتحفظ له آدَمَّيْته.. ثم أن غاية سيادته وقصده الكريم من ذلك، هو صلاح حال «وطنه» وإصلاح حال «شعبه»، إلا أن مخطط أباطيل الشر لا يزال قائمًا فى ذهن عقولهم الشيطانية.. بعد أن وجدوا ضالتهم فمن يأتيهم بقول الباطل، وفى طاعة الشيطان واتباع خطواته، وهؤلاء هم الجماعة الغوغاء على القنوات الفضائية الخارجية، وجميع مواقع «السوشيال ميديا»، لنشر حروب الجيل الرابع من الشائعات كسلاح خطير لتدمير الشعوب، وَهَذَا ما اتجهت إليه الدول الاستعمارية حديثا، لكى تكون بديلا للحروب العسكرية التقليدية القديمة، التى سادت بين الدول عبر العصور، ومازالت تسود إلى الآن عندما تعتدى دولة على دولة أخرى تركن إلى السلم، فتكون الأخيرة فى حالة دفاع شرعى لردع العدوان، وعدم تمكينه من البقاء على إقليم الدولة المعتدى عليها.. إلا إن قواعد الحروب للنظام العالمى الجديد قد تغيرت، وأن الاستقلال السياسى وسلامة سيادة دول الشرق الأوسط وحدودها، ليست فى مَأْمَنٍ بقربها من خَطَرٍ شبح التقسيم، لأن هذه المنطقة هى أسمى الغنائم لدول الغرب، لما تتمتع به من أهمية استراتيجية وتاريخية ودينية وطبيعة جغرافية ليس لها مثيل، حيث أنها مهبط الرسالات السماوية الثلاث، ثم وَهَبّهَا الله من فضله هبات عظيمة من الخيرات المادية والتاريخية، وملتقى حضارات العالم القديمة.. ومن هنا استقطبت أجهزة مخابرات دول أجنبية، بعض الخونة والعملاء المرتزقة وجعلتهم قنطرة لكى يعبرون عليها، لتحقيق مآربها الشيطانية القذرة، لأن الجاسوس والخائن لم يعد يعمل فى الخفاء مثلما كان يحدث فى السابق، بل الآن يعمل تحت السمع والبصر وينشر محتواه الكاذب من الشائعات، وكُلُّ ما هُوَ مُنافٍ للصدق وَلا يَمُتُّ إلى الحقيقة بِصِلَةٍ، إنها نفس المؤامرة الشيطانية التى أدخلوها على الناس، عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فى ٢٥ يناير السابق ذكرها آنفا، والتى وَقَّعَ القَطيعُ فى مِصيدةٌ شُبّاك فِخَاخٌها.. ومن هنا أهيب بالشعب المصرى بأن يُصْغِى ويَسْتَمِعُ إلى نِدَاءٌ الْحَقُّ، مُهْتَمّاً بقول سيادة «الرئيس السيسى»، من آنَ لَابِدٌ من تكاتف الجميع من أبناء هذا الشعب لحماية وطنه، ضد كل من يتربص به، أو من تسول له نفسه المساس بكيانة ومقدراته، وهَذَا هُوَ طَرِيقٌ «الْحَقُّ الْمُبِينُ» وأختم مقالى بقوله تعالى : «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» الآية رقم (٨١) من سورة الإسراء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سورة الإسراء الرئيس السيسي أبناء الشعب
إقرأ أيضاً:
أخطر من الإلحاد
ذات يوم وبعد انتهاء إحدى ندواتى الثقافية، اقترب منى رجل ستينى، مهندم الثياب، حزين الوجه، بدا متردداً وهو يصافحنى بعد أن قال لى إنه يريد استشارتى فى أمر خاص بعيداً عن موضوع الندوة. استحثنى تلعثمه لأرحب به وأحفزه لينتحى بى جانباً، ويقول لى بأسى شديد: إن ابنى الوحيد ملحد، ينكر الدين كلية، ويطرح أفكاراً غريبة، وقد جربت معه المقاطعة والخصام، فلم أفلح، وحاولت تهديده بالفضح لكنه لم يكترث، ولا أعرف ماذا أفعل.
سألته إن كان يقرأ، فقال : قليلاً، واستفسرت إن كان على استعداد لنقاش مع أحد، فأخبرنى بأنه استعان بمشايخ وأقارب للحوار معه، فاستفزهم بأسئلته، فكفروه، وفشلت المحاورات.
قلت له: لا تقاومه، ولا تلعنه، واترك جسراً دائماً للحوار معه، وحفزه على القراءة والبحث، ولا تغضب من تصوراته، وإنما ناقشها بهدوء ودون غضب. فابنك لديه الحق فى أن يفكر ويبحث ويشك ويسأل ويقرر معتقده بنفسه، وكثيرون قبلنا وحولنا مروا بلحظات شك عصيبة، فأصبحوا مفكرين عظاماً يهتدى بهم الناس.
تذكرت الرجل المهموم وأنا أقرأ حيثيات حكم محكمة القضاء الإدارى برفض دعوى مرتضى منصور بمنع عرض فيلم الملحد، استناداً إلى أن هيئة الرقابة على المصنفات الفنية وحدها هى صاحبة الحق فى الإجازة والمنع طبقاً لنصوص القانون. فالفيلم الذى يناقش قضية مهمة وحيوية فى المجتمع المصرى، تعرض لتعطيل عرضه بسبب إصرار بعض المتصدرين للمشهد على ممارسة حق الوصاية على الناس، والمجتمع، والدولة. وبمجرد إعلان الكاتب إبراهيم عيسى قبل عامين عن انتهائه من كتابة فيلم «الملحد» حتى اعتبر المنصبون أنفسهم أوصياء على الناس، العمل الفنى جرماً، وحظره ضرورة إسلامية، رغم أن أحداً منهم لم يره.
وقالت المحكمة فى حيثيات حكمها إنه من المعلوم بالضرورة أن حرية التعبير تنبع من فيض الكرامة الإنسانية التى أنعم بها المولى عز وجل على البشرية جمعاء، وهى تعد أحد الأعمدة الرئيسية فى بنيان الحقوق والحريات المصرى.
وأوضحت أن فن السينما من أهم وسائل التعبير عن الرأى، والفكر، ونشر الأخلاق، والقيم، والمفاهية الإنسانية، وحمايته باعتباره إحدى صور الإبداع لا يستقيم أمره أو يستوى على صحيح مقصده إلا بتقييمه فى إطار كونه عملاً فنياً.
وتدور قصة الفيلم حول شاب مسلم تمرد على الوسط المحيط به نتيجة التشدد الدينى الذى رباه عليه من والده، ومن ثم أعلن إلحاده تحدياً لوالده المتشدد، وما لبث أن توفى الأب حتى رجع الابن للبحث والتفكير ليصل إلى الإيمان باقتناع ورضا.
وأتصور أن الإلحاد يمثل موجة طبيعية تعانى منها المجتمعات المنغلقة، التى لم تعتد حواراً ولم تقبل نقاشاً. ولا شك فى أننا فى مصر- رغم رحابة العالم وثورة العقول وتطور التواصل - مازلنا نخشى من عمل فنى يناقش قضية مجتمعية خطيرة بمنطق ووعى.
ما المخيف فى استجلاء فلسفة الملحدين؟ وما المزعج فى مناقشة رؤاهم وتصوراتهم؟ إن التسليم وهز الرأس والانصياع لكل ريح هو تكرار لفكرة الكافرين بالأنبياء التى واجهوا بها رسالات السماء عندما كرروا عبارة «وجدنا آباءنا لها عابدين» كمبرر لعبادة الأوثان.
وهذا المنطق لا يمكن أن يصنع إيماناً حقيقياً، ولا أن يبنى مجتمعاً صلباً قوياً بشبابه ومتماسكاً بشيوخه، ومتسعاً بمحاورات الألباب فيه، وهذا يمثل خطراً ربما أشد من ظاهرة الإلحاد نفسه، فغياب التفكير والتدبر كفيل بانسحاق الإنسان. وأحسب أن تصريح الرئيس السيسى الأخير بشأن توارث معتقدات الناس، وكيفية ترسخها فى الأذهان دون بحث واقتناع جدير بالبحث والاهتمام.
والله أعلم.
[email protected]