عربي21:
2025-12-13@00:10:41 GMT

شذرات في القيادة الإدارية

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

مفتاح للفهم:

"وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ".

"فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْما، وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما" (طه: 114-115).

. هاتان الآيتان مفتاح في القرآن لو فهمناهما لأجبنا على أسئلة كثيرة ولعلمنا كيف نتعامل مع الكون ونتكامل في الحياة، لأدركنا أن التجديد والحركة تكليف وليس كما نحن تقليديون نقدس الماضي معطلين للقرآن بتجميده بشروحات وفهم للشريعة من عصور أخرى، رغم أنها أوقفت الشورى بالتغلب مثلا.

* للقرآن تفاسير موضوعية عبر العصور فمتنه من العلي القدير لحالات ودرجات وظروف وأحوال متعددة ومختلفة، وإن الفتح من الله على عباده في تأويل كلماته وتفسيرها في كل عصر من العصور، ولا يصح تقديس اجتهاد عالم أو صحابي لعصره إنما يجتهد لكل ظرف عصر. وكذلك هم فعلوا في زمانهم، ومن أمثله ذلك أوقف عمر بن الخطاب الحدود في سنة الرماد، وأوقف حصة المؤلفة قلوبهم، وأوقف توزيع الأرض على الفاتحين وإنما أبقاها ليد من يزرعها وما زالت الأرض أميرية للدولة لعصرنا هذا. ولعل من يخرج في عصرنا بهكذا اجتهاد يكون عرضة للتسفيه، بيد أنه كان مجتهدا بين أناس يفهمون المقاصد ومعنى الإسلام ومهمته في الناس أجمعين.

آدم أعطي المعرفة في حافظته، بيد أن المعلومة إن لم تدار ستنسى وان العزم في التفكير والفهم واستنباط معاني للسلوك في معالجة الحياة وصروفها، وان أبانا آدم لم يتعامل مع المعلومة فنسي أن ما يتلقاه من إبليس ليس في صالحه لأنه يكرهه.

* الحرام بيّن واضح في القرآن ومفصّل تفصيلا لا مخفيا ولا رمزا، ومن الحرام أن تحرّم بهواك ما لم يحرم الله، والآيات متعددة التي تمنع أن يصدر تحليل وتحريم بالهوى أو وكالة الإنسان على الإنسان بالقوة أو فرض أي شيء على الناس بدعوى التمكين، فالتمكين للناس وليس على الناس.

من أجل هذا سنحاول الإجابة على كيف ينبغي أن يفهم الإسلام في الشذرات الآتية:

الإسلام في الحكم: تمكين المجتمع لا التمكن عليه

1- أي سلطة أو دولة أو منظومة الحكم هي منظومة تعاقدية مع الشعب وفق مفهوم الشورى وبآليات متعددة وفق المتاح لزمنها، ولا يضر إن سميت خلافة أو رياسة أو أي اسم المهم المحتوى المؤسساتي لديمومة المهام وإقامة العدل لتمكين الشعب لا للتمكن عليه.

2- غاية الحكم كمنظومة إسلامية هي الإنسان وحماية منظومته العقلية بالأساس وأمانه وأهليته في الخيار بلا تسلط أو وكالة من أحد، فما كان بينه وسره فهو بينه وسره، ولا يحاسب إلا وفق القانون المرعي بحماية المجتمع من النزوات والجريمة وما يلحق ضررا بالمنظومة العقلية للإنسان أو الأمن والسلم المجتمعي.

3- مسؤولية الدولة مسؤولية تنظيمية وتمتلك المؤسسات والقوة، لكن هذا لا يعفي المجتمع من الحفاظ على البيئة من حيث مسارات الحياة المتعددة، فالمال مال عام والنهضة تتم بتعاون الجميع والنظم تبنى ولا تفرض.

4- لا تدخل الدولة في تفاصيل حياة الناس أو افتراض المسارات السلبية ووضع القوانين على هذا الافتراض بل للناس خياراتهم إلا إن أثرت على سلامة المجتمع، فالفرد مكلف بامتحان الحياة والدولة واجبها حماية منظومته العقلية وليس فرض عقيدة أو رأي، وإنما السلوك الضار يكون بقوانين يتعاقد عليها الشعب.

حصر القرآن بالماضي يخالف صلاحيته عبر الزمن ويجعل الأحكام متخلفة عن العصر، كما هو حال الأمة التي ما زالت تستحضر الخلافات التاريخية لتحتكم إليها وبعقلية جهل تجعل الأمور ـكثر تطرفا من زمن حصولها، فيكون الدين أديانا وأمما وطوائف وأفهاما قاصر،ة كل يسمي نفسه بغير اسم الإسلام ليتميز عن بقية المسلمين، وما يقود هذا من فساد في العقائد والسلوك والجهالة المغلفة بالدين على أنها تمسك به، وحب للظلم بين هذه الفرق، وهو ما جعل الأمة على الهامش منكوبة من نفسها وتزعم أنها منكوبة بالتآمر، متناسية أن العرب والشرق أمم تبحث عن مصالحها ووجدت أمة متخلفة غائصة بالجهل فاستغلتها.

لم يمنح الإسلام الوكالة على البشر لا لحاكم ولا لرسول: "وما جعلناك عليهم حفيظا"، "وما أنت عليهم بوكيل"، "إن عليك إلا البلاغ"، "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" (الغاشية: 21- 22]، وقال "فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب" (الرعد: 40).

فالرعوية وتشويه الأفكار وزرع الفتنة والكراهية وذم المخالف وشيطنته ينبغي أن يسيطر عليها بقانون مجتمعي، وليس لأحد فرض عقيدة أو رأي وتعطيل منظومته العقلية؛ والإنسان يحدد موقعه وفق سلوكياته ويحاسب على أدائه. وهذا النوع من الرقابة مطلوبا في منظومة الدولة لحماية النمط الحياتي ومنظومة الاستقرار والنزاهة في إدارة الدولة.

المعاملة فطرة الصالحين: "وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ" (24-الحج)

إن التنوع إيجابي محفز للفكر متى ما كان الطرح بين الأفكار المتعددة طرحا لرؤية الحقيقة في مناقشة موضوعية، لكن إن بدأ بالتسفيه والبهتان أو الاجتزاء وخلط التاريخ والجغرافية وغيرها بهدف الحفاظ على الرعوية ومراكز ومناصب وهالات، فلا أحد يكون خارج سلطة القانون الذي يرتضيه المجتمع.

فتجد أن الإنسان الراقي يسير في حواره مع الآخر كما تتحرك أم الطير فوق أفراخها كي لا تؤذيهم، ذلك أنه لا يتعامل بمشاعر إلا الصدق والمحبة كمنهج آدم وليس الكره أو التعصب الذي هو منهج إبليس، عندها مهما اختلف الناس فلن يتنافروا. إننا خُلقنا في دنيا ونظام متحرك لا يثبت ولا يعاد فإن سكن مات، والجمود هو ضد سنة الكون المتحرك والمتوسع بالحركة (وإنا لموسعون) فالجمود على فكرة أو آلية أو رأي هو موت عمليا وخروج عن الزمن والنظام الكوني.

لعل هذه الشذرات تنفع في الإضاءة والاستدلال لشذرات أخرى، وإنها لذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الإنسان الحكم الاسلام إنسان قيادة الحكم مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فينجر: مستقبل كرة القدم يُبنى من الأكاديميات وليس بالنتائج السريعة

أبوظبي (وام)
أكد أرسين فينجر، رئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية في الفيفا، والمدرب السابق لنادي أرسنال، أهمية تطوير الأكاديميات والشباب، معتبراً أن كل مؤسسة لكرة القدم تحتاج إلى خطة طويلة الأمد للوصول إلى كامل إمكانياتها، وأن التركيز على المدى القصير فقط لا يؤدي إلى التطور والنمو.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان «الإرث الذي يروي حكايتنا»، والتي استضافتها قمة بريدج 2025، حيث استرجع فيها فينجر محطات متنوعة من حكايته مع كرة القدم، وشارك جمهور القمة التحولات التي عاشها لاعباً ومدرباً ومحللاً رياضياً، وأدار الجلسة الإعلامي روبي لايل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة RL Media.
وأشار فينجر إلى أنه لطالما اعتبر أن مهمته الأولى كانت تقديم النادي ككيان منظّم يمتلك خطة واضحة، وسعى لأن يكون جزءاً من هذه الخطة التي تؤثر في طريقة لعب كرة القدم على مستوى أوروبا، مشيراً إلى أن تركيزه كان دائماً منصباً على مصلحة النادي، ولم ينظر يوماً إلى الفرد أو المسار المهني للاعبين بمعزل عن المؤسسة ككل، مضيفاً أن الالتزام تجاه النادي كان أكبر منه شخصياً، وأن هذا الشعور كان يدفعه دائماً للتصرف وفق تلك الرؤية.
وتطرق فينجر للحديث عن الضغط الذي يرافق مهنة التدريب، مشيراً إلى أنه يأتي من عدم القدرة على التنبؤ بكل شيء، ومن الشعور الدائم بعدم السيطرة، خاصة عند مواجهة الصعوبات.
وقال: «توقعات الجماهير تجعل كل هزيمة نوعاً من الإهانة، وفي ظل الضجيج والنقد يصبح الثبات أمراً صعباً، ولذلك كنت ألجأ دائماً لاستخلاص أفضل ما لدى الفريق، مع استحضار كافة قدرتي على التركيز وسط الضغوط».
وأشار فينجر إلى تأثير المال في كرة القدم الحديثة، خصوصاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تصرف بعض الأندية مبالغ كبيرة على اللاعبين.
وحول إدارة الأزمات داخل الفرق، أوضح أن على المدير أن يتعامل بسرعة مع المشكلات.
وقال: «أكثر ما كان يثير دهشتي هو أن اللاعبين غالباً ما يعرفون مكامن الخلل دون أن يخبروني، وهذا علمني أن التواصل الجيد أمر أساسي»، مشيراً إلى أنه خلال 22 عاماً في التدريب لم يخسر أكثر من ثلاث مباريات متتالية، وأن كل خسارة كانت تدفعه إلى التفكير في الفوز بالمباراة التالية، رغم إيمانه بأن الرغبة الكبيرة في الفوز قد تؤدي أحياناً إلى التسرع وزيادة الإحباط.
وأكد فينجر أن الصبر قيمة أساسية في مسيرة أي مدرب، فهو يؤمن بالإنسان وأن التطور لا يحدث بالوتيرة نفسها عند الجميع، لافتاً إلى أن بناء الثقة داخل الفريق يحتاج إلى تواصل مستمر واتساق في السلوك.
وعن عمله الحالي في الفيفا، أوضح فينجر أن العديد من الأطفال في العالم لا يحصلون على فرصة لتطوير مواهبهم، ولهذا أنشأ نموذج الأكاديميات الذي يبدأ باختيار المواهب من عمر 12 عاماً وتدريبهم حتى سن 16 أو 17 عاماً، مشيراً إلى أن اختيار الدول يتم عبر معادلة محددة، وأنه يُرسل فريقاً تقنياً للتأكد من ملاءمة الظروف قبل إنشاء الأكاديمية، موضحاً أن الهدف هو الوصول إلى 60 أكاديمية في نهاية هذا العام، ضمن خطة أوسع نحو 100.
وفي ختام حديثه، عبّر فينجر عن قناعته بأن أرسنال قادر على الفوز بالبطولة هذا العام، معتبراً أن الفريق هو الأفضل، وأن المنافسة مع السيتي قائمة، لكن أرسنال يمتلك فريقاً قوياً.
ووجّه نصيحته للمدربين الشباب قائلاً: «أنتم تريدون الفوز، لكن ابنوا القيمة، لأنها ستبقى للأبد».

أخبار ذات صلة السيتي يزيد الضغط على ريال مدريد وتشابي بالخسارة الثانية مبابي ضمن تشكيلة ريال لمواجهة سيتي في دوري الأبطال

مقالات مشابهة

  • حين يسيء الناس لدينهم قبل أن يسيء إليه خصومه
  • راشد بن حميد: بناء منظومة متكاملة للتعلم مدى الحياة
  • قراءة في كتاب «وكأنني لازلت هناك» للدكتور صبري ربيحات
  • خطأ شائع في الصلاة على النبي .. اكتبها صح: «اللهم صلِّ» وليس «صلي»
  • جامعة قناة السويس تنفذ برامج تدريبية متخصصة للأطفال الإسعافات الأولية وانقاذ الحياة
  • تونس.. السيادة للشعب وليس لقيس سعيّد.. الحقائق السبع
  • حكومة الإمارات تُصدر مرسوماً بقانون اتحادي بتعديل بعض أحكام قانون مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية
  • فينجر: مستقبل كرة القدم يُبنى من الأكاديميات وليس بالنتائج السريعة
  • المنتخب الوطني.. العقلية الانهزامية
  • كجوك لممثلي المجتمع التجاري: القيادة السياسية تدعم بقوة مسار الثقة والشراكة والمساندة للقطاع الخاص