ألقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بظلالها على اقتصادات العديد من الدول العربية خلال عام 2024، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية في بعض الدول وصعوبة التعافي في دول أخرى.

وشملت التأثيرات السلبية دول فلسطين ولبنان ومصر والأردن، بينما تأثرت إسرائيل نفسها بشكل غير مسبوق.

فلسطين

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تعرض الاقتصاد الفلسطيني لخسائر جسيمة أدت إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

انكماش الناتج المحلي: أظهرت تقديرات البنك الدولي، الصادرة في 16 ديسمبر/كانون الأول، أن اقتصاد الضفة الغربية انكمش بنسبة 23% خلال النصف الأول من العام، بينما شهدت غزة تراجعًا بنسبة 86%. تدمير البنية الاقتصادية: دمّرت القوات الإسرائيلية 88% من منشآت القطاع الخاص في غزة، مع تدمير 66% منها كليًا وإلحاق أضرار جزئية بـ 22%.
القوات الإسرائيلية دمرت 88% من منشآت القطاع الخاص في غزة، مع تدمير 66% منها كليًا وإلحاق أضرار جزئية بـ 22% (الجزيرة) ارتفاع البطالة: بلغت معدلات البطالة في غزة أكثر من 80%، مع تضرر جميع القطاعات، خاصة البناء والتصنيع والتجارة. التحديات المالية: أدى انخفاض الإيرادات والاقتطاعات الإسرائيلية إلى تقليص رواتب موظفي السلطة الفلسطينية إلى 60-70% منذ بداية الحرب، مع وصول الاحتياجات التمويلية للسلطة إلى 1.04 مليار دولار خلال أول عشرة أشهر من العام. لبنان

تأثر الاقتصاد اللبناني بشكل كبير نتيجة الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان.

إعلان الخسائر الاقتصادية: قُدرت خسائر الاقتصاد اللبناني بحوالي 5.1 مليار دولار حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني. قطاع العقارات: بلغت الخسائر في العقارات 3.4 مليار دولار مع تدمير حوالي 100 وحدة سكنية كليًا أو جزئيًا. فقدان الوظائف: فقد حوالي 166 ألف شخص وظائفهم، مما ساهم في زيادة البطالة. النمو الاقتصادي: الحرب خفضت معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.6%، مما زاد من تعقيد الأزمة الاقتصادية اللبنانية المستمرة منذ 2019. مصر

كانت مصر من بين الدول المتضررة اقتصاديًا بسبب الحرب، خاصة مع تأثر قناة السويس، أحد أهم مصادر الدخل القومي.

تراجع عائدات القناة: أفاد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الحرب الإسرائيلية على غزة كلفت قناة السويس خسائر بلغت 7 مليارات دولار، أي بانخفاض 60% مقارنة بعام 2023.
الرئيس عبد الفتاح السيسي قال أن الحرب الإسرائيلية على غزة كلفت قناة السويس خسائر بلغت 7 مليارات دولار (غيتي) تباطؤ النمو الاقتصادي: انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.4% للسنة المالية 2023/2024، مقارنة بـ 3.8% في العام السابق. التضخم: توقع صندوق النقد الدولي ارتفاع معدل التضخم إلى 33.3% للسنة المالية 2024/2025، مقارنة بـ 24.4% في العام السابق. الأردن

شهد الأردن تأثيرات ملحوظة في قطاعاته الاقتصادية، خاصة السياحة.

تراجع السياحة: انخفض الدخل السياحي بنسبة 4.4% خلال العشرة أشهر الأولى من 2024، مع تراجع أعداد السياح بنسبة 6.6%. انخفاض المبيعات: سجلت قطاعات التجزئة مثل الملابس والإلكترونيات والأثاث انخفاضًا في المبيعات، بينما تراجعت مبيعات الصيدليات بنسبة 20% مع توجه المستهلكين نحو المشتريات الأساسية. إسرائيل

على الرغم من كونها الطرف المهاجم، فإن الاقتصاد الإسرائيلي تكبد خسائر كبيرة نتيجة الحرب.

العجز المالي: سجلت إسرائيل عجزًا بنسبة 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي، ما يعادل 40.5 مليار دولار، وهو أعلى عجز منذ بداية الألفية. إعلان تراجع السياحة: انخفضت أعداد السياح الوافدين بنسبة 70% لتصل إلى 885 ألف سائح فقط مقارنة بـ 2.96 مليون سائح في العام السابق. فقدان العمالة الفلسطينية: غياب 170 ألف عامل فلسطيني، كانوا يعملون في قطاعات حيوية مثل الإنشاءات، أدى إلى تعطيل الأنشطة الاقتصادية، لكن لم تُصدر تقديرات رسمية للخسائر الناتجة عن ذلك.

وتؤكد هذه الأرقام أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط خلال 2024 لم تقتصر على الخسائر البشرية، بل تسببت في أزمات اقتصادية واسعة النطاق. وعلى الرغم من محاولات الدول المتأثرة معالجة التداعيات، فإن الآفاق الاقتصادية للمنطقة ستظل مرهونة بمدى استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في العام المقبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحرب الإسرائیلیة على الناتج المحلی ملیار دولار فی العام

إقرأ أيضاً:

إعلام مصري: عام على الضربات الإسرائيلية في اليمن.. تصعيد غير مسبوق وتحولات استراتيجية

مرّ عامٌ كامل منذ أول ضربة جوية مباشرة نفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد مواقع داخل اليمن، لتفتح البلاد المنهكة بالحروب والأزمات على جبهة صراع جديدة، بفعل ممارسات ميليشيا الحوثي وارتباطها بالأجندة التوسعية لإيران، بحسب مصادر عسكرية يمنية.

 

12 عملية إسرائيلية في 366 يومًا

 

منذ 20 يوليو 2024 وحتى 21 يوليو 2025، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلية 12 عملية عسكرية استهدفت نحو 50 موقعًا حيويًا في اليمن، تركزت بشكل خاص في محافظة الحديدة، حيث كانت البداية والنهاية، وسط تنديد شعبي باستهداف البنية التحتية وتجنب ضرب القيادات الحوثية من الصف الأول.

 

ورغم ما تسببت به تلك الضربات من خسائر اقتصادية وبشرية فادحة، يتهم يمنيون إسرائيل بأنها تجنبت عن عمد استهداف مواقع حوثية ذات طبيعة استراتيجية، مما أثار جدلًا واسعًا حول أهدافها الحقيقية.

 

أبرز العمليات وأسماؤها

 

"الذراع الطويلة 1 و2": ضربات استهدفت الحديدة في يوليو وسبتمبر 2024.

 

"المدينة البيضاء": استهدفت صنعاء والحديدة في ديسمبر 2024 بموجتين متتاليتين.

 

العملية المشتركة: أول مشاركة لإسرائيل ضمن تحالف دولي بقيادة واشنطن ولندن في يناير 2025، طالت 30 موقعًا في صنعاء والحديدة وعمران.

 

"مدينة الموانئ" و"الجوهرة الذهبية": ضربات في مايو استهدفت الموانئ ومطار صنعاء وأدت لتدمير طائرات مدنية.

 

الهجوم البحري في يونيو: نفذته بارجة إسرائيلية في البحر الأحمر واستهدف موانئ الحديدة.

 

"الضربة النوعية": استهدفت اجتماعًا أمنيًا حوثيًا وأعلنت إسرائيل مقتل رئيس أركان الحوثيين اللواء محمد الغماري، قبل أن تتراجع لاحقًا.

 

"الجديلة الطويلة" (الضفيرة الطويلة): آخر العمليات في 21 يوليو/تموز 2025، وشهدت استخدام طائرات مسيّرة بدلًا من المقاتلات النفاثة.

 

ويحمل الاسم العام لهذه الحملة العسكرية تسمية "الحملة مستمرة"، وبدأ استخدامه منذ مايو.

 

الخسائر: بشرية واقتصادية جسيمة

 

وفق تقارير حقوقية، أسفرت الغارات عن مقتل 34 مدنيًا (بينهم 4 أطفال)، وإصابة 107 آخرين، إضافة إلى تدمير كامل لمطار صنعاء وثلاثة موانئ رئيسية، وتدمير 4 طائرات مدنية، وعدة منشآت حيوية في الحديدة وصنعاء وذمار وصعدة.

 

وقدّرت ميليشيا الحوثي الخسائر بـ2 مليار دولار، في حين يقول مراقبون اقتصاديون إن التكلفة الحقيقية تفوق هذا الرقم بكثير، نظرًا لحجم الأضرار.

 

رسائل متعددة.. وغياب الاستراتيجية

 

ورغم استمرار العمليات، يرى مراقبون أن تل أبيب لم تعتمد استراتيجية واضحة في استهداف قادة الحوثيين، ما يطرح تساؤلات حول غايات هذه الحملة، وما إذا كانت تهدف فعلًا لإضعاف الميليشيا أم مجرد توجيه رسائل سياسية لطهران عبر الساحة اليمنية.


مقالات مشابهة

  • العجز التجاري الإسرائيلي يزداد 25% في النصف الأول من 2025
  • الحملة مستمرة.. حصاد عام من الغارات الإسرائيلية على اليمن
  • إعلام مصري: عام على الضربات الإسرائيلية في اليمن.. تصعيد غير مسبوق وتحولات استراتيجية
  • نمو الصادرات الوطنية بنسبة 9.2% خلال 5 شهور
  • الناتج المحلي الخليجي يقفز إلى 588 مليار دولار بنهاية 2024
  • عودة قوية لإيثريوم.. تنظيمات أميركية واستثمارات مؤسسية تدفع العملة الرقمية للصعود
  • الدول الأكبر في إنتاج الفحم خلال العام 2024 (إنفوغراف)
  • البنك العربي يحقق نمواً في أرباحه بنسبة 6% خلال النصف الأول من 2025
  • أكثر من (8.8)مليار دولار قيمة الصادرات الصينية للعراق خلال الأشهر الستة الماضية
  • وزيرة الاقتصاد والمالية: يمكن أن نراجع التوقعات الاقتصادية للميزانية جراء تداعيات التوترات