إنزال معارض سوري معروف من منبر الجامع الأموي.. هل استبدل السوريون دكتاتوراً بآخر؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
30 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: شهدت سوريا خلال الأيام الماضية جدلاً واسعاً إثر حادثة إنزال المعارض الحقوقي البارز هيثم المالح من على منبر الجامع الأموي في دمشق. الواقعة التي انتشرت عبر مقطع فيديو أثارت موجة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أنها جاءت في سياق عودة المالح إلى سوريا بعد سنوات من المنفى، عقب سقوط النظام السابق.
بداية القصة
انتشر الفيديو الذي ظهر فيه المالح أثناء إلقاء كلمة على منبر الجامع الأموي، حيث تدخل شخصان وطلبا منه النزول. المالح، الذي يُعرف بلقب “شيخ الحقوقيين”، علّق على الواقعة عبر حسابه في فيسبوك، معرباً عن استغرابه من غياب أي استقبال رسمي أو اهتمام بعودته إلى الوطن، رغم إسهاماته النضالية الطويلة. وقال إنه يقيم مؤقتاً في فندق بانتظار إصلاح منزله، مشيراً إلى أن الحادثة أثارت تساؤلاته حول جدوى بقائه في سوريا.
ردود الفعل على الحادثة
الحادثة أثارت موجة واسعة من التعليقات والتفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي. المحامي عبد الرحمن علاف دعا المالح إلى الصبر، مشيراً إلى أن الأوضاع الحالية تتطلب تضحيات، وأن الجميع عاد إلى سوريا رغم الدمار والصعوبات. واعتبر علاف أن الأوضاع الحالية ليست مناسبة لتوقع معاملة خاصة، خاصة أن الجميع يعيش ظروفاً مشابهة.
آخرون عبّروا عن تقديرهم للمالح، لكنهم أبدوا تحفظاً على صعوده للمنبر. حيث رأى الناشط خالد المقداد أن اعتلاء المنبر كان تصرفاً خاطئاً من الناحية التنظيمية والدينية، مشيراً إلى أن التنسيق مع القائمين على المسجد كان ضرورياً. وأضاف أن الحادثة قد تفتح الباب لفوضى إذا أتيح للجميع استخدام المنابر للتعبير عن آرائهم.
دفاع عن المالح وانتقادات للتصرف
في المقابل، عبّر العديد من النشطاء عن دعمهم للمالح واستنكارهم للطريقة التي عومل بها. الناشط مجد شمعة وصف الواقعة بأنها “تصرف مسيء وغير مبرر”، معتبراً أن المالح، الذي عاش مناضلاً في المنفى، كان يستحق استقبالاً يليق بتاريخه. كذلك، نشر حساب “عدسة شاب دمشقي” تغريدة انتقد فيها منع المالح من إلقاء كلمته، مشيراً إلى أنه رمز نضالي تعرض للظلم.
تساؤلات حول مكان الدين والسياسة
بعض التعليقات تناولت الحادثة من زاوية العلاقة بين الدين والسياسة. الناشط العراقي علي القيسي رأى أن المالح أخطأ باختيار منبر المسجد للتعبير عن مواقفه، ودعا إلى فصل الدين عن السياسة وبناء دولة مدنية. أما الناشط عبدو الحلبي، فقد طالب بمنع استخدام المنابر لأغراض سياسية، مشيراً إلى أن الحادثة تُبرز تحديات العلاقة بين الدين والسياسة في سوريا الجديدة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
شومان: الهجرة قرار رباني مدروس.. ولم تكن خيارا سهلا
عقد الجامع الأزهر، ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة تحت عنوان: "الهجرة والتحول الحضاري"، وذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيه د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، بحضور د. عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء، ورئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، وأدار اللقاء الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم سعد المطعني.
أكد الدكتور عباس شومان أن الهجرة النبوية كانت حدثًا فارقًا في مسار الرسالة الإسلامية، فلم تكن فرارًا من الأذى كما يتصور البعض، بل كانت فرارًا إلى الله، وخطوة استراتيجية لنقل الدعوة إلى بيئة أقدر على احتضانها.
وأوضح أمين عام هيئة كبار العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ثلاثة عشر عامًا في مكة يدعو إلى الله ويتحمل صنوف العذاب والاضطهاد، دون أن يترك موطنه، مما يؤكد أن الهجرة لم تكن خيارًا سهلًا ولا اندفاعًا عاطفيًّا، بل كانت قرارًا ربانيًّا مدروسًا بعد استنفاد وسائل التبليغ في مكة.
وبيّن رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أن من أبرز الدروس التي تقدمها الهجرة: الصبر والثبات على الأهداف، والوعي بضرورة تغيير الوسائل حين تتعذر النتائج، والبحث عن البيئة الأنسب لنشر الخير.
واختتم فضيلته بأن الهجرة أسست لحضارة جديدة، بدأت بتشييد المسجد، ثم إنهاء الخصومات بين الأوس والخزرج، وعقد المعاهدات مع غير المسلمين، وآخى النبي بين المهاجرين والأنصار، فتوحدت الصفوف، ثم بدأ التشريع، لتقوم الدولة الإسلامية على قيم العدل والتكافل والتعايش والسلام.
من جانبه، أوضح الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن من ينظر إلى الهجرة نظرة سطحية، قد يراها انتقالًا مكانيًّا فقط، لكن المتأمل في حقيقتها يكتشف أنها انطلاقة حضارية غيّرت مجرى التاريخ، ومثّلت لحظة مفصلية في بناء أمة الإسلام.
وأكد مدير عام الجامع الأزهر أن الهجرة جاءت لتؤسس حضارة إنسانية ذات مرجعية ربانية، تنطلق من عقيدة راسخة بأن للكون خالقًا حكيمًا، له مراد ومقصود، وأن العبادة ليست طقوسًا منعزلة، بل تشمل كل فعل وقول يرضي الله، وينعكس خيره على الإنسان والمجتمع.
وأوضح عودة، أن التشريعات الإسلامية التي نزلت بعد الهجرة نظّمت علاقة الإنسان بخالقه وبذاته وبالآخرين، على أسس من الرحمة والمساواة والبر، وهي الأسس ذاتها التي يحتاجها كل مجتمع يريد أن ينهض ويتحضر.
واختتم بالتأكيد، أن التقدم الحضاري لا يتحقق إلا بالعلم النافع، وحماية الأسرة، والاعتماد على المال الحلال، والتمسك بالأخلاق والمعتقدات القويمة، وهي كلها ركائز أصّلها النبي في سنته، وأمر الأمة باتباعها.
من جانبه أكد سعد المطعني أن الهجرة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل مصدر إلهام دائم، يقدم نماذج حيّة في الصبر والتخطيط والتغيير والبناء، مطالبا الشباب باستلهام هذه الدروس في التعامل مع واقعهم، وبناء مستقبلهم على هدي من النبوة، وتحت مظلة الحضارة الإسلامية الراسخة.