2024.. مواجهة التنظيمات الإرهابية مستمرة
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
أخبار ذات صلةاستمرت معاناة الكثير من الدول جراء شرور الإرهاب، وواصل العالم مواجهة الظاهرة التي تشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين، حيث استطاعت التنظيمات المتطرفة التأقلم مع التغيرات السياسية والاجتماعية، مستخدمةً أساليب مبتكرة وأدوات متطورة لتنفيذ عملياتها.
ورغم الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب، تعددت التحديات التي واجهتها الحكومات والمؤسسات الأمنية في 2024، بدءاً من تصاعد هجمات الطائرات المسيَّرة، مروراً بعودة نشاط تنظيم «داعش» في مناطق مثل غرب أفريقيا، وصولاً إلى تهديدات اليمين المتشدد التي برزت في أوروبا، حيث لم تقتصر الأحداث الإرهابية على منطقة جغرافية بعينها، بل طالت كل القارات تقريباً، من الشرق الأوسط وآسيا إلى أوروبا وأميركا الشمالية، مما يعكس الطبيعة العالمية لهذا التحدي.
وشهد العام جهوداً متواصلة لتعزيز القوانين والإجراءات الأمنية، مثل اعتماد بريطانيا تعريفاً أكثر صرامة للتطرف، وتشديد فرنسا لإجراءاتها الأمنية في الأماكن العامة، ورغم هذه الجهود، فإن التهديدات لم تقتصر على الهجمات التقليدية، بل شملت التخطيط لانقلابات، عمليات دهس جماعية، ومحاولات استهداف رموز دينية وسياسية.
وحذرت الأمم المتحدة في 15 فبراير من أن تنظيم «داعش» مازال يشكل تهديداً للسلم، خصوصاً في غرب أفريقيا، حيث ترسخ وجود التنظيم والجماعات التابعة له، مما فاقم الأوضاع الأمنية رغم التقدم المحرز في مكافحته.
وشهد الحادي عشر من مارس، إعلان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مقتل زعيمه من دون توضيح ملابسات الحادث، وتم تعيين خلفاً له، وفي 14 مارس، اتخذت بريطانيا خطوة لتعزيز جهودها في مكافحة التطرف، حيث أعلنت تعريفاً جديداً أكثر صرامة للتطرف، استجابة لتصاعد التهديدات في البلاد.
إلى ذلك، شهد شهر أبريل أحداثاً بارزة، أبرزها توجيه الشرطة الأسترالية في 18 أبريل تهمة الإرهاب لفتى يبلغ من العمر 16 عاماً بعد طعنه أسقفاً في كنيسة غرب سيدني، وفي 30 أبريل، واجهت ألمانيا مخططاً إرهابياً حين مثل 9 أشخاص أمام القضاء بتهمة الانتماء لشبكة يمينية متشددة خططت لانقلاب، وفي اليوم نفسه، قررت فرنسا تعزيز إجراءاتها الأمنية قرب الكنائس لمواجهة ما وصفته بالمستوى «العالي جداً» للتهديد الإرهابي.
وفي 15 يوليو 2024، تعرض جندي فرنسي لهجوم بسكين في باريس أثناء دورية لمكافحة الإرهاب قبيل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، وفي كندا، أعلنت السلطات في 31 يوليو 2024 توقيف شخصين بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية على صلة بتنظيم «داعش».
مداهمة
في أغسطس 2024، أعلنت الجزائر توقيف 21 شخصاً للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم إرهابي، وضبط أسلحة مهربة من فرنسا، وفي 31 أغسطس، نفذت القوات الأميركية والعراقية مداهمة غرب العراق أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من تنظيم «داعش»، مع إصابة 7 جنود أميركيين. أما في 9 نوفمبر، فقد شهدت باكستان تفجيراً كبيراً في محطة قطارات بمدينة كويتا، أسفر عن مقتل 24 شخصاً وإصابة 53 آخرين.
ومع اقتراب نهاية العام، أعلنت الولايات المتحدة في 19 ديسمبر 2024 مقتل زعيم تنظيم «داعش» في سوريا، في ضربة جوية دقيقة بمحافظة دير الزور. وفي 20 ديسمبر، تعرض سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ الألمانية لهجوم دهس، أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 200.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مكافحة الإرهاب الإرهاب داعش أفريقيا أوروبا الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
رئيس الإنتربول : المغرب نموذج رائد في مواجهة التحديات الأمنية وترسيخ الاستقرار
زنقة 20. الجديدة
أشاد أحمد ناصر الريسي، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الإنتربول”، بقدرات المملكة المغربية في المجال الأمني، مؤكدا أنها أثبتت جدارتها في مواجهة التحديات المتصاعدة وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار، بفضل قيادتها الرشيدة ومؤسساتها الأمنية الكفؤة.
وجاءت تصريحات الريسي، مساء الجمعة، خلال الحفل الرسمي لانطلاق فعاليات الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بمدينة الجديدة، حيث أبرز أن “الأمن الوطني يمثل الركيزة الأساسية لأي مجتمع يسعى نحو التنمية والازدهار”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن المغرب جسّد ذلك من خلال منظومة أمنية متطورة تقوم على الاحترافية والكفاءة، في احترام تام لحقوق الإنسان.
واعتبر الريسي أن هذه التظاهرة السنوية تشكل محطة للاعتراف بجهود وتضحيات نساء ورجال الأمن، وفرصة لتعزيز روح الانتماء والوحدة الوطنية، من خلال تكريم مؤسسة تحظى بتقدير عميق من الشعب المغربي.
كما سلط رئيس “الإنتربول” الضوء على الدور المحوري الذي لعبه المغرب منذ انضمامه إلى المنظمة قبل حوالي سبعة عقود، مشيرا إلى مساهماته الفاعلة في دعم المبادرات الأمنية الدولية، لاسيما في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وشبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر والمخدرات.
وشدد الريسي على أن تعيين محمد الدخيسي، والي الأمن ومدير الشرطة القضائية، نائباً لرئيس الإنتربول عن قارة إفريقيا، يعد مؤشرا على الثقة الدولية المتزايدة في الكفاءة الأمنية المغربية، كما يعكس المكانة المتقدمة التي أصبحت تحتلها أجهزة الأمن الوطني على الصعيد الدولي.
وأعرب المسؤول الأممي عن إعجابه بحجم الاستعدادات التي تبذلها المملكة المغربية من أجل استضافة الدورة الـ93 للجمعية العامة للإنتربول في مدينة مراكش، مبرزاً أن هذا الحدث الدولي الكبير يُمثل تتويجاً لمسار طويل من التحديث والإصلاح والتأهيل الذي شهدته المنظومة الأمنية الوطنية.
وقال الريسي إن اختيار المغرب لاحتضان هذا الاجتماع العالمي يترجم ثقة المجتمع الدولي في قدرة المملكة على تنظيم فعاليات أمنية رفيعة المستوى، ويؤكد استقرارها المؤسسي والسياسي تحت قيادة الملك محمد السادس.
وأوضح أن الدورة المرتقبة ستتميز بمشاركة وازنة لمسؤولين وصناع قرار أمنيين من مختلف دول العالم، حيث سيتم خلالها اعتماد الإطار الاستراتيجي الجديد للمنظمة للسنوات الخمس المقبلة، بهدف تعزيز آليات التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات الأمنية العالمية.
كما شدد رئيس “الإنتربول” على أهمية اعتماد حلول مبتكرة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لمواكبة التحولات السريعة في طبيعة الجريمة، مشيراً إلى أن المنظمة تواصل تقديم الدعم الكامل للدول الأعضاء، ومنها المغرب، من أجل تعزيز قدراتها في التصدي للتهديدات المتنامية.
وفي ختام كلمته، عبّر الريسي عن اعتزازه بتوقيع اتفاقية مع المملكة العربية السعودية لإنشاء مكتب إقليمي للإنتربول في الرياض، سيكون الأكبر من نوعه على مستوى العالم، ويمثل منصة لتنسيق الجهود الأمنية وتبادل الخبرات بين دول المنطقة، بما في ذلك المغرب.