تتسارع تطورات الوضع في قطاع غزة اليوم في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والتصعيد العسكري المكثف الذي يطال جميع جوانب الحياة في القطاع على الصعيد العسكري، وتواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في غزة، بينما تجل أعداد الضحايا والمصابين ارتفاعا يوما بعد يوم. 

التحركات السياسية والدبلوماسية في غزة

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن عملية الوصول إلى وقف إطلاق النار تمر بعدة مراحل تبدأ بتفعيل إجراءات بناء الثقة وصولا إلى تحقيق حل الدولتين

 وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد" أن القاهرة تواصل تحركها في جميع الدوائر المعنية بوقف إطلاق النار، ولا تقتصر جهودها على طرفي المعادلة فحسب، سواء الجانب الفلسطيني ممثلا في حركة حماس أو إسرائيل.

 وأشار فهمي إلى أن الوقت قد حان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته، وأكد  أن هذه المسؤولية لا تقتصر فقط على الضغط على إسرائيل، بل تشمل أيضا تنفيذ القرارات الدولية التي تم إقرارها سابقا.

وفي وقت يشهد فيه القطاع أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتواصل الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق وقف لإطلاق النار وإنهاء العنف، مع التركيز على أهمية تنفيذ القرارات الدولية التي تضمن حل النزاع.

وفي تطور جديد، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن 258 من موظفيها في غزة استشهدوا منذ بداية الحرب، في حين سجلت الوكالة ما يقرب من 650 حادثة استهداف لمباني ومرافق الوكالة. وفي بيان لها، أشارت الأونروا إلى أن 745 شخصا على الأقل استشهدوا في ملاجئ الوكالة أثناء سعيهم للحصول على حماية الأمم المتحدة. 

كما أفادت بأن أكثر من ثلثي مباني الوكالة قد تضررت أو دمرت، وكان الغالبية العظمى من هذه المباني تستخدم كمدارس للأطفال.

خبير سياسات دولية: أمريكا تستطيع إيقاف الجنون الإسرائيلي في غزةتمارا حداد: إسرائيل تستهدف السيطرة على 30% من شمال غزةإحصاءات الضحايا

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قد ارتفع إلى 45.361 شهيدا، بينما بلغ عدد المصابين 107.803 منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر من العام الماضي، كما أكدت الوزارة وقوع ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة في الساعات الـ24 الماضية، مما أسفر عن استشهاد 23 شخصًا وإصابة 39 آخرين.

وفيما يتعلق بالمواقف الإسرائيلية، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مصدر إسرائيلي مطلع، بأن الحرب في غزة لن تنتهي طالما أن حركة حماس تسيطر عسكريا ومدنيا على القطاع. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ستواصل القتال لاستكمال أهداف الحرب، حتى لو تم التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار.

وفي السياق نفسه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدم السماح بإعادة تشغيل مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، وذلك بعد تعرض المستشفى للقصف، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن المستشفى أصبح "خاليا" من المرافق الطبية بعد العملية العسكرية الإسرائيلية.

 وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحرب قد دمرت نظام الرعاية الصحية في شمال غزة، مشيرة إلى أن مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي قد خرجت تمامًا عن الخدمة.

التصعيد الإقليمي 

من جهة أخرى، أعلن نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله (الحوثيون) نصر الدين عامر أن الصواريخ التي أطلقتها الجماعة قد وصلت إلى سماء فلسطين المحتلة دون اعتراض، مؤكدا أن عملياتهم ستستمر حتى يتوقف العدوان على غزة.

 وفي تطور آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اعتراض صاروخين أطلقا من اليمن قبل دخولهما الأجواء الإسرائيلية، في وقت دوت فيه صفارات الإنذار في عشرات البلدات بمنطقة تل أبيب الكبرى، كما تم تعليق عمليات الهبوط والإقلاع في مطار بن غوريون الدولي بتل أبيب مؤقتا.

 والجدير بالذكر، تستمر الأوضاع في غزة بالتدهور، في وقت يزداد فيه الضغط الدولي على الأطراف المتنازعة لإيجاد حلول تنهي العنف وتخفف من معاناة المدنيين. 

وفي الوقت نفسه، وتواصل القاهرة تحركاتها الدبلوماسية لتحقيق وقف إطلاق النار، في إطار مساعيها الدؤوبة للوصول إلى تسوية شاملة تضمن الاستقرار في المنطقة وتحقيق السلام العادل.

انخفاض عدد سكان غزة بمقدار 6% مع نهاية 2024مصدر إسرائيلي : الحرب في غزة لن تنتهي حتى لو تم التوصل إلى صفقة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر إسرائيل السيسي الرئيس السيسي قطاع غزة غزة الاحتلال القاهرة وقف إطلاق النار طوفان الأقصى المزيد وقف إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

صيغة اتفاق جديد بين ويتكوف وحماس وغموض بشأن الموقف الإسرائيلي

كشفت مصادر للجزيرة أن حركة المقاومة الإسلامية حماس توصلت مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف في الدوحة إلى صيغة اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وسط غموض بخصوص الموقف الإسرائيلي منه.

وتشمل هذه الصيغة -حسب المصادر- وقفا لإطلاق النار مدته 60 يوما والإفراج عن 10 أسرى على دفعتين وجثث مقابل أسرى فلسطينيين، إذ سيُفرج عن 5 أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق وعن 5 آخرين في اليوم الـ60.

وأفادت المصادر للجزيرة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضمن، حسب الاتفاق، وقف إطلاق النار خلال 60 يوما، وانسحاب القوات الإسرائيلية حسب اتفاق يناير/ كانون الثاني الماضي؛ مشيرة إلى أن الاتفاق ينص على رؤية لاستمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء 60 يوما، مع ضمان الوسطاء لتطبيق ذلك.

وقالت مصادر للجزيرة، إن الاتفاق يشمل ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط من اليوم الأول، وفق البرتوكول الانساني، بضمان أميركا والوسطاء.

وأضافت أن المبعوث الأميركي نقل الاتفاق إلى الحكومة الاسرائيلية، وينتظر ردها النهائي عليه.

تصريحات وغموض

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات من داخل أنفاق سلوان في القدس المحتلة، إن إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة على رأس أولويات حكومته. وأضاف أنه يأمل أن يعلن ما وصفها بالبشرى بهذا الشأن اليوم أو غدا.

إعلان

وقد سارع مكتب نتنياهو إلى توضيح هذه التصريحات قائلا إن رئيس الوزراء لم يقصد الإعلان عن شيء اليوم أو غدا، بل أشار فقط إلى جهود التوصل إلى صفقة.

بدورها نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أنها لم تلحظ أي تقدم في المحادثات ولا تعرف ماذا يقصد نتنياهو بكلامه.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر رسمي قوله إن حماس وافقت على صيغة اتفاق تختلف عن تلك التي قبلتها إسرائيل لإنجاز الصفقة.

في الأثناء، قال مسؤول إسرائيلي إنّه لا يمكن لأي حكومة مسؤولة أن تقبل مقترح حماس بشأن وقف إطلاق النار.

وأفادت القناة الـ14 نقلا عن مصدر إسرائيلي أنّ حكومة نتنياهو رفضت عرض حماس الذي يتضمن الإفراج عن 10 محتجزين، مقابل وقف إطلاق النار لمدة سبعين يوما، وضمانات أميركية لإنهاء الحرب.

نتنياهو يأمل أن يعلن ما وصفها بالبشرى بهذا الشأن اليوم أو غدا (الجزيرة) اقتراح وتفاصيل

وفي وقت سابق، كشف مصدر مقرب من حماس- في تصريحات خاصة للجزيرة- عن تفاصيل للاقتراح الذي يشمل إدخال المساعدات الإنسانية بالكامل، بواقع ألف شاحنة يوميا، وانسحاب قوات الاحتلال من المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية لقطاع غزة في اليوم الخامس من بدء سريان التهدئة.

وأضاف المصدر من حماس أن هناك تعهدا أميركيا بقيادة مفاوضات جادة تفضي إلى وقف شامل للحرب، وضمان عدم العودة إلى العمليات العسكرية إن تعثرت المفاوضات خلال فترة التهدئة.

وحسب تقديرات إسرائيل، فإنه يوجد 58 أسيرا إسرائيليا محتجزا في غزة منهم 20 أحياء. ويقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، مما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

إعلان

لكن نتنياهو يتهرب ويصرّ على إعادة احتلال غزة ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية التي ترفض ذلك ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرا.

وقد أطلق الجيش الإسرائيلي في 18 مايو/أيار الجاري عملية عسكرية سماها "عربات جدعون" ضمن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتتضمن الخطط الجديدة احتلال القطاع الفلسطيني بالكامل، وفقا لما صرح به نتنياهو.

مقالات مشابهة

  • تطورات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.. بنود التفاوض وأحدث المستجدات
  • بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على كفركلا.. ماذا أعلنت الصحة؟
  • روسيا: الهجمات الإسرائيلية على غزة بمثابة "عقاب جماعي للسكان المدنيين"
  • ‏موقع "واللا" الإسرائيلي: الجيش يستعد لتوسيع نطاق الحرب لتشمل المدن الكبرى في قطاع غزة
  • إعلام عبري: تفاصيل خطة جديدة عرضها ويتكوف على إسرائيل وحماس
  • "تفاصيل جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الصراع
  • إطلاق سراح 9 أسرى إسرائيليين وهدنة 60 يوما - تفاصيل جديدة عن مقترح ويتكوف
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 54056 شهيدا و123129 مصابًا
  • صيغة اتفاق جديد بين ويتكوف وحماس وغموض بشأن الموقف الإسرائيلي
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن نقاشات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: 110 حوادث نهب للمساعدات في غزة منذ نحو أسبوع