إسرائيل تكشف عن تدمير موقع سري لتصنيع الصواريخ بسوريا
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة دمرت موقعا سريا لتصنيع الصواريخ في سوريا خلال عملية نفذتها في سبتمبر/أيلول الماضي عبر إنزال جوي. وتزامن هذا الإعلان مع قصف إسرائيلي استهدف موقعا بريف دمشق -اليوم الخميس- وتوغل بري باتجاه أحد أكبر السدود بالجنوب السوري.
وذكر الجيش الإسرائيلي -الذي نادرا ما يتحدث عن عملياته في سوريا- أن العملية الخاصة جرت في الثامن من سبتمبر/أيلول، وشارك فيها أكثر من 100 جندي من وحدات الكوماندوس لتفكيك موقع لتصنيع الصواريخ أنشأته إيران تحت الأرض في منطقة مصياف بريف حماة قرب ساحل البحر المتوسط.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي -في منشور على موقع إكس- إن القوات دهمت "مجمعا تحت الأرض امتلكه نظام بشار الأسد… تم إنشاؤه بتمويل ودعم إيرانيين".
وأضاف أن الموقع كان يستخدم لإنتاج "صواريخ موجهة بدقة متقدمة وقذائف صاروخية من نوع أرض أرض"، وكان مخصصا "لتسليح حزب الله بمئات الصواريخ والقذائف الصاروخية سنويا".
وقال المتحدث إن القوات الإسرائيلية هبطت في الميدان "من خلال مروحيات، بغطاء من النيران وإسناد جوي لقطع سلاح الجو المسيّرة والطائرات الحربية وسفن سلاح البحرية".
وكانت وسائل إعلام سورية قالت آنذاك إن 16 شخصا على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية على غرب البلاد.
إعلانمن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في بيان- بعد إعلان تفاصيل العملية إن هذه "إحدى أهم الهجمات المضادة التي قمنا بها ضد محاولات المحور الإيراني التسلح لإلحاق الأذى بنا". وأضاف أنها تظهر التصميم والجرأة على العمل في أي مكان لحماية إسرائيل، وفق تعبيره.
من ناحية أخرى، قالت مصادر للجزيرة إن الجيش الإسرائيلي قصف -اليوم الخميس- موقعا عسكريا في منطقة تل الشحم بريف دمشق الغربي.
كما أفادت مصادر بأن قوة تابعة للجيش الإسرائيلي توغلت باتجاه سد المنطرة في ريف القنيطرة، وهو أحد أكبر السدود في الجنوب السوري.
وذكرت المصادر أن القوة الإسرائيلية ضمت آليات هندسية عملت على رفع سواتر ترابية بالمنطقة.
في تلك الأثناء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر إن إسرائيل تراقب -من كثب- الوضع في سوريا، ولا تعرف كيف ومتى ستستقر الأوضاع هناك.
وذكر ساعر -في تصريحات أدلى بها عقب لقائه قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في مرتفعات الجولان– أن ما وصفه بنشاط الجيش الإسرائيلي على الحدود مع سوريا مهم لحماية المستوطنات الإسرائيلية.
وأكد وزير الخارجية أن إسرائيل "لن تعرض أمنها للخطر وستمنع تمركز جهات معادية قرب الحدود"، كما أنها "لن تسمح بتكرار سيناريو السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) على أي جبهة".
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، دخلت الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق، وفرّ بشار الأسد إلى روسيا، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ومع سقوط النظام السوري، شنت إسرائيل هجمات جوية واسعة على البلاد لتدمير القدرات والبنى التحتية العسكرية ووسعت احتلالها لمرتفعات الجولان وسيطرت على جبل الشيخ الإستراتيجي وتوغلت في عدد من القرى جنوبي سوريا.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
خبيرة: بيت جن نموذج لمقاومة شعبية أربكت العمليات الإسرائيلية في سوريا
صرّحت إنجي بدوي، الخبيرة في الشأن الإسرائيلي، أن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لبلدة بيت جن لم يكن حدثًا مفاجئًا للسوريين، لكنه شكّل محطة فارقة بسبب حجم المقاومة الشعبية التي واجهتها القوات داخل البلدة.
وقالت بدوي في تصريح خاص لـ"الوفد"، إن العملية، التي وقعت قبل أسبوع على بُعد خمسين كيلومترًا فقط من دمشق، شهدت تبادلًا مكثفًا لإطلاق النار بين قوات الاحتلال وأهالي بيت جن، بعد أن زعمت إسرائيل أنها دخلت المنطقة لاعتقال عناصر تنتمي إلى جماعات إسلامية.
وأضافت أن الأهالي رفضوا هذه الرواية وتعاملوا مع الاقتحام باعتباره "انتهاكًا مباشرًا"، فدافعوا عن أنفسهم بالسلاح لمدة تجاوزت الساعة والنصف.
وكشفت بدوي أن إسرائيل خسرت دبابة خلال الاشتباك، ولم تتمكن من إخلائها رغم تدخل الطيران، بينما سقط عدد من الضحايا والمصابين من سكان البلدة.
واعتبرت أن نجاح الأهالي في إلحاق خسائر بالجيش الإسرائيلي، ضمن ما عُرف بعملية اللواء 55 وإصابة ستة جنود —ثلاثة منهم بحالة حرجة— كان بمثابة "ضربة محرجة لإسرائيل أمام قوة شعبية غير منظمة".
وفي المقابل، وصفت بدوي موقف حكومة الجولاني بالمتخاذل، مؤكدة أنها التزمت الصمت وامتنعت عن الرد العسكري تجنبًا لأي مواجهة مع إسرائيل، ولم ترسل سوى فرق الدفاع المدني لانتشال الجثث. وأضافت أن هذا الصمت فُهم لدى الأهالي كغياب تام للحماية الرسمية.
وأوضحت بدوي أن إسرائيل تستغل هذا الضعف لتوسيع نفوذها داخل العمق السوري، مدفوعة بقلق من عودة إيران إلى المنطقة، ورغبة في إنشاء منطقة عازلة أكبر.
كما ترى إسرائيل —وفق تحليل بدوي— أن حكومة الجولاني لا تقدّم أي ضمان أمني ولا تتحرك نحو أي مسار تطبيعي، وهو ما يزيد من جرأة تل أبيب على تنفيذ عمليات داخل الجنوب السوري ودرعا واليرموك بلا مقاومة تُذكر.
وأشارت أيضًا إلى أن إسرائيل تعتبر تعدد مناطق السيطرة داخل سوريا، بين الدروز والأكراد وغيرهم، فرصة لتعزيز استراتيجياتها الأمنية ومنع وصول الجماعات الجهادية للمستوطنات. وأضافت أن المخاوف الإسرائيلية تشمل كذلك النفوذ التركي ودمج آلاف المقاتلين الأجانب في التشكيلات العسكرية السورية.
وختمت بدوي تصريحاتها بالتأكيد على أن الصمت الرسمي السوري مرتبط بعجز النظام عن الرد العسكري في ظل أزماته الداخلية، وأن الانتهاكات الإسرائيلية أصبحت "أمرًا اعتياديًا دوليًا"، بينما يبرر النظام موقفه بالرغبة في تجنب حرب مفتوحة والتركيز على الأوضاع الداخلية.