هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
بعد الإطاحة بنظام الأسد في سوريا، تحول الاهتمام الدولي بالحوثيين في اليمن. وتساءل تقرير أمريكي، كيف يمكن أن يحدث سقوط الحوثيين؟ ولفت إلى "إن التغيير الحقيقي في اليمن يتطلب ثلاثة تطورات رئيسية".
ومع سقوط نظام الأسد في سوريا وهزيمة حزب الله في لبنان وعزلته المتزايدة، يتحول الاهتمام إلى الحوثيين في اليمن.
ووفق تقرير مجلة ناشيونال انترست «National Interest» الأمريكية - ترجمة "يمن شباب نت"- "مع تصاعد المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل، وربما أميركا أيضاً، فمن المرجح أن يثير هذا تساؤلات حول ما إذا كان الحوثيين في صنعاء سوف يثبت أنه ضعيف مثل شريكه السابق في دمشق".
وعلى غرار نظام الأسد، فإن الحوثيين منظمة فاسدة تمثل شريحة ضيقة من السكان، وتترك الأغلبية غارقة في الفقر، ولا ينبع هذا الفقر من الحرب أو العقوبات بقدر ما ينبع من الفساد الممنهج والمحسوبية والعزلة المتعمدة. بحسب المجلة.
فساد ووحشية الحوثيين مثل نظام الأسد
وحول ما إذا كان بالحوثيين الاستفادة من عدم الاستقرار الإقليمي واستغلال ذلك لصالح. رأى التقرير "إن إصلاح مؤسسات الدولة أمر غير معقول، لأن اختلال وظائفها هو خيار متعمد لضمان تمتع أنصار الجماعة الأساسيين بالتفوق الاقتصادي والاجتماعي".
وتسهل هذه الأنظمة نهب السكان من خلال مجموعة أدوات مشتركة: الرشاوى التي يطلبها المسؤولون الذين يتقاضون أجوراً زهيدة، والقطاعات الاحتكارية التي يستفيد منها المقربون، والأنظمة المزورة لاستيراد السلع، حيث تلعب الصادرات دوراً ضئيلاً في الاقتصادات المدمرة للدول التابعة لإيران. بحسب التقرير.
إن المستويات المرتفعة من الفساد والاستغلال جعل نظام الأسد وجماعة الحوثي مرفوضين، مما أجبرهما على الاعتماد على أجهزة أمنية وحشية للحفاظ على السلطة - وفق المجلة الأمريكية - من خلال التلقين عبر وسائل الإعلام والتعليم، بتصوير أنها تدافع عن الاستقلال الوطني وتناهض للاستعمار. وأعتبر التقرير أن هذا "أصبح أقل إقناعًا مع تفاقم المعاناة وتزايد الاعتماد على الرعاة الأجانب، وخاصة إيران".
ورغم أوجه التشابه في الفساد والوحشية. قدمت المجلة الأمريكية الاختلافات الرئيسية بين نظام الأسد والحوثيين، مشيرة " أن القيادة الحوثية أصغر سنا وأكثر نشاطا من الكادر المتقدم في السن في عهد الأسد. ورغم مرور 10 سنوات على الاستيلاء على صنعاء، لا يزال الحوثيون في المراحل الأولى من حركة التمرد المتطرفة، وعلى النقيض من ذلك، تحول نظام الأسد إلى سلالة راكدة فارغة أيديولوجياً بعد خمسين عاماً في السلطة".
وعن الاستجابة المحتملة للتحدي بعد سقوط السيطرة. رأت المجلة الأمريكية "أن زعماء الحوثيين قد يتحولون إلى تكتيكات حرب العصابات في المناطق الجبلية بدلاً من المنفى" ولفتت "ونادراً ما غادر العديد من كبار قادة الحوثيين اليمن، وهذا ربما يجعلهم أكثر ميلاً إلى المقاومة حتى النهاية بدلاً من البحث عن ملجأ في الخارج".
هل يبقى الحوثيين طويلا؟
ورغم ذلك يظل بقاء الحوثيين على المدى الطويل غير مؤكد – وفق المجلة الأمريكية – حيث أن نظامهم يواجه أزمة شرعية متزايدة، فالشروخ في أسسه تتسع، وتعتمد القيادة بشكل متزايد على العنف الوحشي للقمع المعارضة، ويبدو الانهيار في نهاية المطاف محتملاً، لكنه ليس وشيكاً بالضرورة.
إن اتخاذ إجراءات حاسمة من جانب الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية المعارضة للإرهاب الحوثي من شأنه أن يعجل بسقوطهم. وفق تقرير المجلة الأمريكية التي قالت "يتعين تكثيف الضغوط السياسية والمالية والعسكرية على الحوثيين، وذلك بقطع قدرتهم على استخدام المساعدات الإنسانية من شأنه أن يضعف موقفهم المالي بشكل كبير".
وبدلاً من دعم نظام يديم الإرهاب ويزعزع استقرار المنطقة - أي الحوثيين بحسب التقرير - ينبغي للمجتمع الدولي أن يخصص الموارد لمساعدة ضحاياه وأولئك الذين يحاولون مقاومته، بما في ذلك اليمنيون في الخارج والقوات اليمنية التي تقاتل الحوثيين.
إن الأزمات الحالية التي تواجه حزب الله اللبناني وفيلق القدس الإيراني تجعل من هذه اللحظة فرصة مناسبة للضغط على الحوثيين ورغم أنهم ربما استمدوا الثقة من دعم طهران لهم ذات يوم، فإنهم ربما يعيدون تقييم ذلك في ضوء الأحداث الأخيرة في سوريا.
وقد يوفر هذا فرصة للضغط على الحوثيين لحملهم على وقف هجماتهم في البحر الأحمر - ووفق المجلة الأمريكية - لكن حتى هذا لن يكون سوى هدنة مؤقتة، وليس حلاً حقيقياً للتهديد الطويل الأمد الذي يشكله الحوثيون على دول أخرى في المنطقة، ناهيك عن رعاياهم.
كيف سيحدث سقوط الحوثيين
وهذا يطرح السؤال: كيف يمكن أن يحدث سقوط الحوثيين؟ - ورأت المجلة الأمريكية - إن التغيير الحقيقي في اليمن يتطلب ثلاثة تطورات رئيسية كالتالي: -
أولا، يتطلب التغيير تصاعد الغضب العام بسبب المظالم التي يشعر بها الشعب اليمني، والتي ربما كانت مرتبطة في المقام الأول بالظروف الاقتصادية، ولكن ربما أيضا بالغضب إزاء فرض آرائهم الطائفية التي تتعارض مع معتقدات غالبية السكان.
ثانيا، هناك حاجة إلى فقدان التأييد أو الدعم من الدوائر النخبوية الرئيسية، والتي قد تتكون من البيروقراطيين الحوثيين أو القبائل المتحالفة معهم والتي يعتمد عليها النظام الحوثيين لقمع أي معارضين لهم.
ثالثا، سيؤدي عدم الاستقرار إلى إحداث شرخ داخل الطبقة القيادية، مدفوعا بضغوط خارجية على الجماعة أو صراعات داخلية على السلطة؛ وقد تنشأ صراعات السلطة بشكل عضوي داخل النظام المهيمن والسري، ولكنها قد تتسارع بفعل أحداث مفاجئة ومهمة، مثل وفاة أو اغتيال شخصيات رئيسية داخل قيادته.
هذه العوامل مجتمعة من شأنها أن تجعل الحوثيين في حالة من الفوضى، عاجزين عن الحفاظ على قبضته القاسية على ملايين اليمنيين، وهذا بدوره من شأنه أن يخلق زخماً قد يجد النظام الحوثي صعوبة متزايدة في عكس مساره. وفق المجلة الأمريكية.
إن كيفية تطور هذه العملية لا تخضع لسيطرة أحد، وبالتأكيد لا تخضع لسيطرة أي قوة خارج اليمن. – بحسب تقرير المجلة الأمريكية - ومع ذلك، تشير التجربة السورية إلى أن الضغط المستمر والتنسيق مع جميع القوى سيكون أكثر فعالية من محاولة التفاوض مع نظام الجماعة المكرس للقمع الداخلي والعدوان الخارجي.
إن الحوثيين، مثلهم كمثل الأسد، سوف يفقدون سيطرتهم ذات يوم، وسوف يتذكر اليمنيون من ساعدهم في وقت حاجتهم ومن لم يساعدهم، ومن الأهمية بمكان مواصلة الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي. ويشكل حرمان الحوثيين من الشرعية وفرص تحويل المساعدات الأجنبية عنصراً أساسياً في هذا الجهد. وفق المجلة الأمريكية.
واختتمت التقرير بالقول "تُظهِر تجربة الأسد أن هؤلاء الطغاة لا يدومون إلى الأبد وأن الاستثمار في علاقات دبلوماسية طويلة الأجل معهم هو رهان خاسر
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
ضابط في جيش لحد يكشف عن علاقات سرية بين إسرائيل والمليشيات في لبنان
زعم سعيد غطاس مؤسس منظمة "تحت شجرة الأرز" للسلام، إن صفقات سرية وُقعت بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وسوريا كانت وراء الانسحاب من لبنان، كما كشف عن صلات بحركة أمل، بما في ذلك التمويل الإسرائيلي.
وفي مقابلة وصفتها صحيفة معاريف العبرية بالمثيرة للدهشة, جربت بين الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين وسعيد غطاس على بودكاست "مزراحان"، كشف خلالها غطاس، الضابط السابق في جيش جنوب لبنان "جيش لحد"، تفاصيل حول اتفاقيات سرية وُقعت خلف الكواليس بين قادة إسرائيليين وسوريين، وتحدث غطاس، الذي زار إسرائيل مؤخرًا، عما سماه بالثمن الباهظ الذي دفعه الشعب اللبناني جراء التلاعبات السياسية، كما كشف كيف درّبت إسرائيل حركة أمل الشيعية والقوات الدرزية وسلّحتهما، على حد زعمه.
الأسد اتفق مع إسرائيل وقاتل العراق
غطاس الذي عمل لاحقًا مستشارًا لحكومات إسرائيلية بعد انسحاب جيشها من لبنان عام 2000، قال إن: "اتفاقًا تم إبرامه بين إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ووُقِّع في العاصمة السويدية ستوكهولم، نصّ على نزع سلاح جيش جنوب لبنان برعاية الأسد، فيما تلقى باراك ضمانات بعدم دخول حزب الله إلى الجنوب"، وأضاف: "فور قيام حافظ الأسد بانقلاب، أُتيحت لنا فرصة الفرار إلى إسرائيل حيث حال دون حدوث مجزرة أو أسر أي من عناصرنا"، في المقابل، أكد غطاس أن الأسد شارك في الهجوم على صدام حسين خلال حرب الخليج، بعبارة أخرى، لم يكن الاتفاق من إيهود باراك وحده، بل كانت هناك عوامل أخرى متداخلة.
ويضيف غطاس، قائلًا: "لم يفعل حافظ الأسد ذلك بإرادته الحرة، ففي اليوم السابق للانسحاب، هددنا حسن نصر الله قائلًا: 'سأذبحكم في أسرّتكم'. لكن ذلك لم يحدث لأن الأسد كان موجودًا ومسيطرًا على الوضع"، فيما لفت غطاس إلى أن المشكلة بدأت لحظة وفاة حافظ الأسد، زاعمًا إن إيران انقلبت على بشار الأسد، ابنه، ودمرت سوريا، وكذلك "فعلت إسرائيل - وهذا يهمنا أيضًا"، والكلام لغطاس.
"أزالوا الحماية عن بشير الجميل، فقُتل"
وخلال المقابلة، كشف أيضا عن اتفاقية أخرى وُقِّعت في ثمانينيات القرن الماضي، حيث قال غطاس: "عام 1982، عندما وصل جيش لبنان الجنوبي إلى نهر حولي، الذي لم يُسمح لنا بعبوره، وكجزء من الاتفاقية الموقعة، تآمرت مجموعة من السوريين مع مجموعة من الإسرائيليين ضد أرييل شارون، حيث أزالوا الحماية عن بشير الجميل، فقُتل".
كما تطرق غطاس إلى مجزرة صبرا وشاتيلا، حيث زعم عدم معرفته من المسؤول عنها، قائلًا: "لا أعرف إن كان إيلي حبيقة، قائد الكتائب، قد ارتكب المجزرة عمدًا أم عن غير قصد"، ويضيف: "كان الهدف هو تخريب خطة شارون للسلام من أجل الإطاحة بشارون سياسيًا ومنعه من الاستيلاء على السلطة"، فيما برء غطاس شارون من المجزرة وقال إن من ارتكبوها تعمدوا إلقاء اللوم على شارون، وقد نجحوا في ذلك"، حسب قوله، حيث وصف ما جرى بأنها "خطة شيطانية"، تمكن خلالها إيلي حبيقة وآخرون، من التخطيط لارتكاب مجزرة ضد الفلسطينيين واتهام شارون بها، وبالتالي إجباره على الاستقالة.
"إسرائيل مولت حركة أمل الشيعية"
يتحدث غطاس خلال المقابلة عن ذكريات له حين كان عمره في الرابعة عشرة، قائلًا: "جاءنا شيخٌ نيابةً عن موسى الصدر، رئيس حركة أمل آنذاك، إلى قرية عديسة وطلب مقابلة سعد حداد، قائد جيش جنوب لبنان، وكان الفلسطينيون قد كسروا يديه سابقًا، وهو بحاجة إلى المساعدة".
ويضيف:" حملنا أسلحة طلبها موفد موسى الصدر ونقلناها إلى جسر الخردلي، واستلمها أعضاء من حركة أمل، استمر ذلك حتى عام 1982"، قائلًا:" بعبارة أخرى، موّلت إسرائيل حركة أمل الشيعية، وتم ذلك بأوامر من موسى الصدر، وحسين الزبيدي، بين عامي 1977 و 1979".
وتابع: "كان الهدف هو مساعدة حركة أمل على الدفاع عن أنفسهم، لأن الفلسطينيين كانوا سيعتدون عليهم، وجيش لبنان الحر، كان يدعمهم أيضا ضمن هدف واحد وهو تحرير لبنان من الهيمنة الفلسطينية".
في ختام المقابلة، وجه غطاس رسالة شكر لدولة الاحتلال، قائلًا إنها منحت عناصر جيش لحد بيوتًا، واعترفت بهم، وسمحت لهم بالعيش كمواطنين إسرائيليين، كما اعترفت بالجرحى والمصابين منها كجنود معاقين في جيش الدفاع الإسرائيلي.".