في ظل اتفاق هدنة هش بين إسرائيل وحزب الله، يعيش جنوب لبنان على صفيح ساخن مع استمرار التحديات التي تواجه تنفيذ بنوده. ينص الاتفاق على انسحاب إسرائيلي كامل وتسليم المناطق للجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة، لكن التقدم البطيء والتوترات المتصاعدة يهددان بانفجار الأوضاع إذا لم يتم التنفيذ خلال 60 يومًا.

اعلان

ورغم انسحاب إسرائيل من قريتين في الجنوب اللبناني، تواصل شن غارات على مواقع تزعم أنها تابعة لحزب الله، إلى جانب تنفيذ عشرات الخروقات الجوية والبرية، ما يبرز هشاشة الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل حوالي الشهر والنصف.

ومن جانبه، يستغل حزب الله الهدنة المؤقتة لإعادة تنظيم صفوفه وتحريك أسلحته، محذرا من أن تجاوز المهلة المحددة سيؤدي إلى تصعيد جديد. 

ففي تصريحات له قبل أيام على قناة لبنانية محلية، أكد محمود قماطي، عضو المجلس السياسي لحزب الله، أن "المقاومة جاهزة لأي تطورات"، مشيرًا إلى أن "اليوم الحادي والستين بعد وقف إطلاق النار سيكون مختلفا إذا استمرت إسرائيل في تجاهل التفاهمات".

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يلتقي بلجنة مراقبة وقف إطلاق النار في بيروت، الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤.Bilal Hussein

على الجانب الآخر، يواجه الجيش اللبناني تحديات كبيرة في الانتشار بالمناطق المحررة لضمان انتقال السلطة بشكل منظم، وسط نقص في الموارد والإمكانات. وتؤكد إسرائيل من جهتها أن تأخر انتشار الجيش اللبناني يعوق تنفيذ الاتفاق، ما يزيد من التوترات بين الطرفين.

في هذا السياق، حذرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم السبت من عواقب انهيار وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن المدنيين لا يمكنهم تحمل المزيد من النزوح والدمار. وأضافت أن الحفاظ على الهدنة أمر ضروري لضمان عودة العائلات إلى ديارها واستمرار وصول المساعدات الإنسانية. كما تحدثت هيئة البث الإسرائيلي عن نية تل أبيب في البقاء في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الاتفاق.

مركبة مدرعة لحارس سلام أممي من كوريا الجنوبية تمر بجانب مبانٍ مدمرة في قرية شهابية جنوب لبنان.Hussein Malla

على المستوى الدولي، تعمل الأمم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة، بالتعاون مع قوات اليونيفيل، على مراقبة تنفيذ الاتفاق، لكن البنود الغامضة التي تخضع لتفسيرات مختلفة بين الأطراف تزيد من احتمالات التصعيد. 

وقد خلّفت الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان أضرارًا إنسانية فادحة، حيث تشير التقارير إلى مقتل أكثر من 4,000 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون، ونزوح أكثر من مليون شخص. في المقابل، فقدت إسرائيل 76 شخصًا، أغلبهم من الجنود، مع نزوح حوالي 60,000 من سكانها.

الأسلحة والمعدات التي يُقال إنها تعود لحزب الله وتم الاستيلاء عليها من الجيش الإسرائيلي خلال اجتياحه البري لجنوب لبنان، المعروضة الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤.Ohad Zwigenberg

وفي ظل هذا الوضع، أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن الحزب لن يتردد في العودة إلى التصعيد إذا لم تلتزم إسرائيل بشروط الاتفاق، داعيًا في الوقت ذاته إلى منح الحكومة اللبنانية فرصة لتحمل مسؤولياتها في الجنوب قبل اتخاذ أي قرارات عسكرية.

كما أكد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، محمد رعد، أن حفظ السيادة الوطنية واجب على الجميع في لبنان، مشددًا على أن حزب الله لن يغير ثوابته وسيواصل التعامل مع المستجدات وفق هذه الثوابت.

وفي المقابل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن موعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ليس مقدسًا، بل يعتمد على الوضع الميداني. وأشارت القناة إلى أن تل أبيب أبلغت واشنطن أن أي قرار بشأن سحب القوات مرتبط بالواقع على الأرض، مما يعكس حالة الترقب والحذر التي تحكم مواقف الأطراف.

رغم توقف القصف المتبادل حاليًا، تستمر الاتهامات المتبادلة بين الطرفين. حيث قدم لبنان وإسرائيل شكاوى متعددة إلى مجلس الأمن حول انتهاكات مزعومة. كما تتهم إسرائيل حزب الله بنقل الأسلحة والتحضير لهجمات مستقبلية، بينما يصف لبنان الغارات الإسرائيلية بأنها انتهاك صارخ للهدنة.

Relatedبلومبرغ: حزب الله استهدف منشآت الغاز الإسرائيلية قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذبعد مزاعم عن تقديمه معلومات عسكرية لحزب الله.. الشرطة الإسرائيلية والشاباك يعتقلان شابا يبلغ 19 عاماكاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أسنان حزب الله وسنقطع رأسه لو عاد لتهديدنا

ومع اقتراب نهاية مهلة الستين يومًا، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل الاتفاق في ظل الانسحاب البطيء والتوترات المتصاعدة. في حين يحذر البعض من احتمالات العودة إلى المواجهة، يشدد آخرون على أن هناك فرصة ضئيلة لاستمرار التهدئة، ما يمنح العائلات المتضررة بصيص أمل لعودة الاستقرار.

وفي النهاية، تبقى الأنظار متجهة نحو التزام الأطراف بشروط الاتفاق، والجواب على هذا السؤال قد نعلمه في اليوم الـ 61.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نيويورك تايمز تكشف تفاصيل جديدة عن عملية البيجر: كيف استطاعت إسرائيل بجهد سنين التغلغل داخل حزب الله الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله الجيش الإسرائيلي يعرض أمام نتنياهو أسلحة استولى عليها من حزب الله وتأكيد على مواصلة ضرب الحوثيين إسرائيلالأمم المتحدةجنوب لبنانوقف إطلاق النارأمناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. رهينة إسرائيلية لحكومة نتنياهو: "هل تريدون قتلنا؟" وارتفاع عدد القتلى في غزة وتوغلات جنوب لبنان يعرض الآن Next في تصعيد متبادل.. طائرات أوكرانية تستهدف 5 مناطق روسية وروسيا تطلق 81 مسيرة وتسيطر على قرية جديدة يعرض الآن Next وزارة الدفاع التركية: تحييد 10 إرهابيين من تنظيم "بي كي كي" شمال العراق يعرض الآن Next ميانمار: عفو جماعي يشمل أكثر من 6000 سجين مع استثناءات للمعتقلين السياسيين البارزين يعرض الآن Next بقيمة 8 مليارات دولار..بايدن يُخطر الكونغرس بصفقته الأخيرة لإسرائيل اعلانالاكثر قراءة لحماية الأطفال من إدمان الإنترنت.. اليونان تعزز الرقابة الأبوية والحكومية بتطبيق جديد مصر تكشف عن أول حالة نادرة مصابة بمتلازمة فيكساس.. كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض! سقوط جسم فضائي غامض في كينيا ووكالة الفضاء تبحث عن إجابات.. ما القصة؟ لحظات مريرة في غزة: تدافع الجائعون على كشك طعام في خان يونس وسط أزمة حادة "كنت أتوقع ذلك منذ البداية'".. وزيرة خارجية ألمانيا ترد على عدم مصافحة الشرع لها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحايادونالد ترامبألمانياقطاع غزةسورياقصفروسيافرنسااعتداء إسرائيلحياة مهنيةحكم السجنحركة حماسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: ضحايا دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة سوريا قصف ضحايا دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة سوريا قصف إسرائيل الأمم المتحدة جنوب لبنان وقف إطلاق النار أمن ضحايا دونالد ترامب ألمانيا قطاع غزة سوريا قصف روسيا فرنسا اعتداء إسرائيل حياة مهنية حكم السجن حركة حماس وقف إطلاق النار یعرض الآن Next جنوب لبنان لحزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلق "ضربة" على جنوب لبنان.. وتوضح الأسباب

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه علق في شكل موقت ضربة كان يعتزم شنها، السبت، على ما اعتبره بنية تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان.

ورغم وقف إطلاق النار المُبرم بين لبنان وإسرائيل منذ نوفمبر 2024، تواصل الدولة العبرية تنفيذ هجمات منتظمة تقول إنها تستهدف البنية التحتية لحزب الله، متهمة إياه بإعادة التسلّح.

وفي وقت سابق السبت، وجه الجيش الإسرائيلي تحذيرا من ضربة وشيكة سينفذها، داعيا سكان مبنى في بلدة يانوح بجنوب لبنان إلى إخلائه فورا.

غير أن المتحدث باسم الجيش باللغة العربية أفيخاي أدرعي قال لاحقا إن "الغارة جُمِّدت موقتا"، لافتا إلى أن الجيش "يواصل مراقبة الهدف".

وأوضح أدرعي في منشور على منصة "إكس" أن التجميد جاء بعدما طلب الجيش اللبناني "الوصول مجددا إلى الموقع المحدد لمعالجة خرق الاتفاق"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح لحزب الله "بإعادة التموضع أو التسلّح".

وتضم لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا.

وقال مصدر أمني لبناني إن الجيش حاول سابقا تفتيش المبنى الذي كان في دائرة الاستهداف، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب اعتراضات السكان.

ونقلت "فرانس برس" عن المصدر الأمني أن الجيش اللبناني تمكن من دخول المبنى وتفتيشه لدى عودته إليه مرة أخرى لأن سكانه "شعروا بتهديد"، وقد أخلوه خشية التعرّض لغارة.

مقالات مشابهة

  • ثلاثة قتلى في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
  • إسرائيل تزعم اغتيال عنصرين من حزب الله في غارات على جنوب لبنان
  • جنوب لبنان.. إسرائيل تغتال عنصراً بارزاً في حزب الله
  • حادث إطلاق نار في سيدني يشعل توترًا دبلوماسيًا بين إسرائيل وأستراليا | تفاصيل
  • إسرائيل تعلق "ضربة" على جنوب لبنان.. وتوضح الأسباب
  • إسرائيل تعلن تجميد ضربة مزمعة في جنوب لبنان
  • أمين عام حزب الله: سلاح المقاومة لن يُنزع تحقيقاً لهدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا
  • رفض مصري قطري لـسلوك إسرائيل تجاه وقف إطلاق النار بغزة.. الاتفاق متعثر
  • إسرائيل تستهدف تدريبات "قوة الرضوان" في جنوب لبنان
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات