لا أشعر بأثر أو لذة في الدعاء والذكر.. الحل في 3 خطوات
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
يطرح العديد من الناس تساؤلات حول الشعور بلذة الذكر والدعاء، ومدى تأثير هذه العبادات على النفس والروح، وفي هذا السياق، أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، على سؤال أحد المتابعين خلال برنامج "مع مولانا" المذاع عبر فضائية "CBC"، حيث قال السائل: "أواظب يومياً على قراءة ورد من القرآن الكريم والأذكار، ولكن لا أشعر بأثر أو لذة، فماذا أفعل؟"
الذكر عبادة وليست وسيلة لتحقيق هدفأكد جمعة أن عدم الشعور بالأثر أو اللذة أثناء قراءة القرآن أو الأذكار لا يعني التقصير أو الخطأ، موضحاً أن الذكر عبادة خالصة لله مثل الصلاة والصوم.
واستشهد بقول الله تعالى: (واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون)، مشيراً إلى أن كلمة "لعلكم" تحمل احتمال الفلاح مع الذكر أو دونه، ولم يصرّح الله بأن الذكر يؤدي حتماً إلى الفلاح.
وشدد جمعة على ضرورة تنقية النية في العبادة، قائلاً:"إياك أن تذكر الله أو تدعوه لأجل انتظار نتيجة محددة أو تحقيق هدف، العبادة واجب عليك وليست مِنة منك على الله. وقد قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)."
العبادة بلا انتظار مقابلأضاف جمعة أن العبادات يجب أن تُؤدى دون انتظار للمقابل، مؤكداً أن الشعور بالأثر والراحة النفسية يأتي بمرور الوقت، لكن دون أن يكون ذلك هو الهدف الأساسي من العبادة. وقال:
"لا تتعامل مع الله بمنطق المعاملات التجارية، مثل قولك: استغفرت 100 مرة، فلماذا لم يتحقق ما أريد؟ هذا التفكير لا يليق في التعامل مع الله سبحانه وتعالى."
من جهة أخرى، أوضح جمعة ثلاث خطوات عملية تساعد الإنسان على تحقيق تقوى الله في حياته:
الإيمان بالله: التقوى تبدأ من الإيمان، فلا يمكن للإنسان أن يتقي الله وهو غير مؤمن به.ذكر الله باستمرار: الذكر يجعلك متيقظاً لحضور الله في حياتك، ومن خلاله تستطيع تقوية علاقتك بالله.استحضار خشية الله ورهبته: الخوف والخشية من الله هما ما يمنعان الإنسان من الوقوع في الذنوب والمعاصي، ويجعلان ذكره لله حياً في القلب وليس مجرد ترديد باللسان.اختتم جمعة نصيحته بالتأكيد على أن العبادة لا تعتمد على الشعور اللحظي بالأثر، بل هي طريق طويل يعتمد على الإخلاص والصبر. وأضاف:
"عليك أن تستمر في عبادتك لله بنية خالصة وسترى أثرها بعد حين، لكن لا تجعل الانتظار هو هدفك الأساسي."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة الله العبادة الذكر الأذكار الذكر عبادة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: العفو كان خلق النبي والانبياء من قبله
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار اللعماء بالأزهر الشريف، إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن العفو كان خلق إخوانه الأنبياء من قبله، فعن ابن مسعود رضي الله تعالى قال: (كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء وقد ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) .
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية فيسبوك، أنه لقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لكظم الغيظ، حتى يتمكن الإنسان من العفو فقد ورد عن صلى الله عليه وسلم: ( ما جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد , ما كظمها عبد إلا ملأ الله جوفه إيمانا ) . [ابن أبي الدنيا].
وكذلك ورد عنه صلى الله عليه وسلم: ( من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا, وإيمانا, ومن ترك لبس ثوب جمال, وهو يقدر عليه تواضعا كساه الله حلة الكرامة, ومن زوج لله توجه الله تاج الملك ). [أبو داود]
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث صاحب الحق في القصاص على العفو، فعن أنس رضي الله تعالى عنه: (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رفع إليه شيء فيه قصاص إلا أمر فيه بالعفو ). [أبو داود]
ومما ذكر من آيات الذكر الحكيم، ومن أحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تتضح لنا أهمية العفو في الشرع الحنيف، وأن العفو لم يكن خاصا بالمؤمنين فحسب، بل كان لكل الخلق، وكذلك كان العفو لغير المسلمين الذين يحاربون المسلمين، فأمر الله بالعفو والصبر عليهم.