الصحوة تعرض التِلّي في مهرجان عشيات طقوس المسرحية بالأردن
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
(عمان) : تشارك فرقة الصحوة المسرحية الأهلية في الدورة السادسة عشرة لمهرجان عشيات طقوس المسرحية الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية التي انطلقت أمس الأول وتستمر حتى 23 من الشهر الجاري، وتشارك الفرقة بمسرحية "التِلّي" وهي عن مسرحية الرحى للمؤلف العراقي عباس الحربي ومن إعداد وإخراج المخرج الشاب عبدالملك الغداني بمشاركة عدد من المسرحيين في مجال التمثيل والخدمات الأخرى، حيث يشارك كل من عزة اليعربية وإخلاص الحارثية وملوك النوفلية وباسل اللمكي في أداء الشخصيات، ويشارك كل من الفنان عيسى الصبحي في السينوغرافيا وسلطان الأحمد في هندسة الصوت وأحمد بن عامر الغافري في إدارة الإنتاج، ويتشكل فريق المؤثرات الموسيقية والصوتية من كل من الفنان علي الريامي عازفا للكمان، والفنان فهد التميمي عازفا للعود، وفي الإيقاعات الشعبية كل من اليقظان الهنائي ووليد الكاسبي، وفي الفريق الإعلامي كل من محمد الغداني وطارق البلوشي فيما يشارك الفنان سعود الخنجري في الإدارة المالية وغريب الهطالي إداري الوفد إلى جانب عدد من أعضاء الفرقة في مهام فنية وإدارية مختلفة، ويترأس الوفد المخرج المسرحي أحمد بن سالم البلوشي رئيس فرقة الصحوة المسرحية.
يقول المخرج عبدالملك الغداني أنه تناول "التلي" من خلال قراءته الخاصة لنص الرحى لعباس الحربي وتحليلا مغايرا لشخوص الأحداث وتفاصيل علاقاتها ببعضها البعض قد لا يتفق معه البعض من الذين ينتصرون لرؤية المؤلف، وقد يتقاطع معه الذين يناصرون حرية المخرج في تحليل قراءته لنص المؤلف الى المدى الذي يمنح المخرج لنفسه إقصاء شخوص المؤلف مثلا أو اللعب في مساحة الفكرة الملخصة للنص، وتجاوز كل ما لا يخدم رؤيته..
ويضيف "الغداني": إن فكرة هذا النص (التلي) تعود إلى آلة التلي، وهي آلة تقليدية تستخدم في صناعة "السيم" المستخدم في الأزياء النسائية القديمة، حيث تقوم المرأة بنسج خيوط معدنية رفيعة، ونسجها مع بعضها البعض لتشكل مادة مزخرفة تستخدم في الزي النسائي العماني التقليدي.. استلهمت فكرة هذا العرض من هذي الآلة بحيث توضح الترابط الاسري، اذا كان الترابط مبني على المحبة والألفة ماذا سينتج؟ وإذا كان العكس ماذا سينتج؟ قصة التلي تحكي علاقة مبنية على الاضطهاد، وتحكم وسيطرة في مصير العمة المريضة بمرض الجدري.. والمعروف عن هذا المرض العزل في مكان بعيد عن الناس والخوف من العدوى، ولكن فاطمة ابنة الأخ كانت تعشق عمتها، وتحاول أن تعيد الأمل في نفسية العمة غزل، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان ولم يكن متوقعا.
ويقدم مهرجان عشيات طقوس المسرحية مجموعة من العروض المسرحية الأردنية والعربية وندوات فكرية ونقدية وحلقات عمل مسرحية متخصصة وتكريم مجموعة من الفنانين والأدباء، ومهرجان "عشيات طقوس" يتميز عن غيره من المهرجانات كونه يولي اهتماما بالمسرح الطقسي المنبثق من الميثولوجيا والانثروبولوجيا، ومن العادات والتقاليد والأنماط الروحية سواء كان بالمضمون أو الشكل وصولًا إلى كل ما هو معاصر جماليا وفكريا، فيما المهرجان يهدف إلى أن يكون «إضافة نوعية» للحركة المسرحية المحلية والعربية، وأهمية رفد المسرح العربي بالعروض المسرحية ذات الخصوصية الطقسية التي تتفق والتراث العربي الثري وتتقاطع مع الإرث اليوناني والروماني وتنهل من التجارب المسرحية العالمية الحديثة.
ومن المؤمل أن تقدم فرقة الصحوة المسرحية عرضها "التلّي" يوم الأربعاء من هذا الأسبوع ويسبقه عرض كل من المملكة الأردنية الهاشمية بمسرحية "بوتكس" والجزائر بمسرحية "ميرا" وليبيا بمسرحية "البهائم"، والعراق بمسرحية "أمكنة إسماعيل" ويقام المهرجان على خشبة مسرح المشيني بعمان.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
خريطة فلسطين لفحص العيون في مخيم الوحدات بالأردن
عمّان- أمام لوحة تحمل رموزا للقضية الفلسطينية وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، يقف أخصائي البصريات إحسان ياسين، لإجراء فحص النظر الأخير لأحد مراجعيه بمركزٍ للبصريات في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين بالأردن.
وبعد تركيب نظارة طبية جديدة له، يطلب ياسين من ابن مخيمه إبراهيم قراءة أسماء المدن والقرى المكتوبة على خريطة فلسطين "عن بعد"، فيقرأ من أقصى الشمال "صفد، عكا، طبريا، يافا..". يجيبه ياسين "نظرك أصبح أكبر من 6 على 6.. أنت الآن ترى الوطن أروع وأقرب".
تحمل اللوحة إلى جانب خريطة فلسطين الطولية، رموزا تعني ياسين بصورة شخصية كما يقول؛ إذ يعتليها شعار "العودة حق مقدّس"، وعليها علّق مفتاح منزل عائلته "الحقيقي" الذي هجّرتها العصابات الصهيونية منه في قرية "سَلَمة" قضاء يافا في نكبة عام 1948. إلى جانب صورة الثائر الأممي "جيفارا"، والأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، و"المثلث الأحمر" الذي بات رمزا لعمليات المقاومة في غزة منذ طوفان الأقصى.
يقول ياسين، باعتباره فلسطينيا يعيش ويعمل في أحد أقدم مخيمات اللاجئين بالأردن منذ النكبة، إن "العودة حق مصيري وضروري كي يستطيع الشعب الفلسطيني أن يرجع ليحيا بصورة طبيعية".
اختار إحسان ياسين افتتاح مركز البصريات في أحد أزقة مخيم الوحدات المكتظة شرقي العاصمة الأردنية عمان، حيث تتشابك تفاصيل الحياة اليومية بين المعاناة والأمل، وقد تحوّل في السنوات الأخيرة إلى وجهة صحية لكثير من السكان اللاجئين هنا.
إعلانولم يغادر ياسين (55 عاما)، ابن المخيم الذي حمل من اسمه نصيبا، المكان رغم الصعوبات، بل عاد إليه بعد تخرجه في تخصص البصريات، ليؤسس مشروعا يصفه الأهالي بأنه "أقرب للمبادرة الإنسانية منه إلى النشاط التجاري".
ولد إحسان وترعرع بين أزقة المخيم، وعرف سكانه عن قرب، فاختار أن يبقى إلى جوارهم، موفرا لهم ما يعجزون عن تحمله من تكاليف الفحص والعلاج في العيادات الخاصة، فكانت البداية من الحاجة.
ومع خدماته الصحية، سعى ياسين إلى تجذير قضية النكبة الفلسطينية، وحق العودة إلى الوطن في عقولهم وأذهانهم من خلال فحص نظرهم على خريطة فلسطين بمشاهدة أسماء القرى والمدن الفلسطينية كبديل عن الأحرف المعروفة لفحص النظر كما جرت العادة.
ومن يجتاز الاختبار بمشاهدة أسماء تلك المدن والقرى بحجم الخط المعروض على الخريطة، يكون بذلك قد نجح أو فشل في فحص النظر، كما يقول.
نشط إحسان في تحويل مركزه إلى محطة خدمات صحية بعدما لاحظ حجم المعاناة التي يتكبدها سكان المخيم، خصوصا المسنين وطلبة المدارس، في الوصول إلى خدمات البصريات. ومع ضيق ذات اليد وصعوبة الانتقال إلى العيادات خارج المخيم، قرر أن يفتتح مركزا صغيرا داخل المخيم لتقديم فحوصات النظر وبيع النظارات بأسعار رمزية.
يقول إحسان للجزيرة نت، إن بدايات المركز لم تكن سهلة، فقد واجه صعوبات عديدة في تأمين المعدات الأساسية والعدسات الطبية، إلى جانب التحديات المالية والإدارية، لكنه تمسك بفكرته، مستندًا إلى دعم مجتمعي، منح المشروع دفعة قوية للانطلاق.
ويشير إلى أن الظروف المعيشية القاسية داخل المخيم، كانت دافعا لتوسيع نشاط المحل، ليصبح أشبه بمركز بصري مجتمعي يُجري فحوصات مجانية دورية لكبار السن وطلبة المدارس، ويوفر خصومات خاصة للأسر المحتاجة، ويتعاون مع جمعيات خيرية ورسمية لتوفير نظارات طبية مجانية لمن لا يستطيع الدفع.
لم يعد "إحسان للبصريات" مجرد محل تجاري، بل صار مساحة إنسانية لرعاية سكان المخيم البصرية. ويقول إحسان إن هدفه من بيع النظارات الطبية ليس الربح، بل التخفيف عن الناس "كي يروا أزقة مخيمهم بوضوح أكبر"، ويضيف أن المحل بات أيضا محطة تدريب لعدد من طلاب البصريات والمتطوعين الشباب، الذين أبدوا رغبة في المشاركة بخدمة الناس.
إعلانكما حاز مشروعه على إشادة من مؤسسات صحية وتنموية محلية، وبدأت بعض الجمعيات تطرق بابه لتنسيق حملات صحية مشتركة، تعنى برفع الوعي بأهمية فحص النظر الدوري، خاصة للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
وتعاون إحسان مع العديد من الجمعيات الخيرية والإنسانية، كجمعية مرضى السرطان، وجمعية المكفوفين الأردنيين، والروابط والدواوين الفلسطينية في الأردن، كما يقوم بشكل دوري بتنظيم يوم طبي مجاني لفحص النظر لأبناء المخيمات الفلسطينية.
ومنذ افتتاح المركز في عام 1998، لم تتوقف أحلام إحسان عند حدود المحل الصغير. إذ يطمح اليوم إلى إنشاء مركز بصريات متكامل داخل المخيم، يضم عيادات مجهزة وفريقا طبيا متكاملا، يكون مرجعا بصريا لسكان المخيم والمناطق المجاورة.
ويأمل إحسان الحصول على دعم من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الصحية لتحقيق هذا المشروع، الذي يرى فيه طوق نجاة حقيقيا لآلاف اللاجئين الذين يعانون من غياب الرعاية الصحية الكافية.
يُعتبر مخيم الوحدات من أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في الأردن، وقد أُنشئ عام 1955 على مساحة لا تتجاوز نصف كيلو متر مربع، جنوب شرقي العاصمة عمّان.
وهو واحد من 4 مخيمات تأسست بعد النكبة عام 1948، لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا من بلادهم قسرا. ويقدر عدد سكان المخيم اليوم بأكثر من 100 ألف لاجئ، يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.