رغم التوترات.. بلينكن يدافع عن التحالف بين واشنطن وطوكيو
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارته اليابان، اليوم الثلاثاء، على متانة التحالف بين واشنطن وطوكيو الذي واجه أخيراً توتراً، على ارتباط بمنع الرئيس الأمريكي جو بايدن صفقة استحواذ شركة "نيبون ستيل" اليابانية، على شركة الصلب الأمريكية "يو اس ستيل".
وقال بلينكن بعد لقاء نظيره الياباني تاكيشي أيوايا، إنّ "هذه الزيارة لا تظهر فقط الأهمية والمحورية التي توليها الولايات المتحدة لتحالفنا"، مضيفاً أنّ "هذا التحالف، في الواقع، أقوى من أي وقت مضى".
#PMinAction: On January 7, 2025, Prime Minister Ishiba received a courtesy call from the Honorable Antony Blinken, Secretary of State of the United States of America, at the Prime Minister’s Office.https://t.co/jRKUxqmRk1
— PM's Office of Japan (@JPN_PMO) January 7, 2025وأشار بلينكن، الذي سيحل محله ماركو روبيو، مع وصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، إلى قوة العلاقات الاقتصادية اليابانية الأمريكية، ولكن من دون التطرّق إلى الخلاف بشأن شركة الصلب الأمريكية "يو إس ستيل".
ومع ذلك، أثّرت هذه المسألة على جدول أعمال الزيارة، بعدما أعلن بايدن يوم الجمعة الماضي، أنّه سيمنع استحواذ "نيبون ستيل" على "يو إس ستيل"، مبرراً الأمر بـ"مخاطر على الأمن القومي وعلى سلاسل التوريد الأساسية للولايات المتحدة".
وأثار القرار قلقاً كبيراً في طوكيو، حيث دعا رئيس الحكومة شيغيرو إيشيبا، الذي يلتقي بلينكن اليوم الثلاثاء، واشنطن إلى شرح المخاطر المتعلقة بـ"الأمن القومي" التي دفعتها إلى رفض الصفقة، من أجل "تبديد المخاوف" لدى الصناعيين اليابانيين.
وتخشى دوائر الأعمال حدوث "تأثير مثبط" للاستثمارات المستقبلية في الولايات المتحدة، حيث تعدّ اليابان المصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر (14.5% من الإجمالي في العام 2023).
I met with ROK National Assembly Speaker Woo Won-shik to emphasize the United States’ support for the ROK and its people. Our commitment to the Alliance is ironclad. We also discussed ways to strengthen trilateral cooperation with Japan to address regional and global challenges. pic.twitter.com/9RPItPju2j
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) January 6, 2025 قرار غير عادلوانتقد إيجي هاشيموتو، رئيس شركة نيبون ستيل، "القرار غير العادل"، مؤكداً أنّ المجموعتين الصناعيتين ستواصلان القتال من أجل التمكّن من الاندماج.
وأعلنت الشركتان، أمس، تقديم طعن قانوني، ونددتا بعدم الالتزام بـ"المتطلّبات الإجرائية القانونية" وبـ"التدخّل السياسي".
وفي الواقع، واجهت العملية التي تقع في صلبها ولاية بنسلفانيا، ذات الأهمية الاستراتيجية الانتخابية ومهد مصانع الصلب في الولايات المتحدة، معارضة شرسة من الطبقة السياسية بأكملها، ومن النقابات النافذة التي أثارت مخاوف من حصول تفكّك اجتماعي.
"يو.إس ستيل" و"نيبون" تقاضيان إدارة بايدن بسبب قرار منع اندماجهما - موقع 24رفعت شركتا "يو.إس ستيل" و"نيبون ستيل"، دعوى قضائية على الإدارة الأمريكية، قالتا فيها إن الرئيس جو بايدن منع دون سند من القانون عرضاً قيمته 14.9 مليار دولار، قدمته الثانية لشراء الأولى، من خلال مراجعة "وهمية" لاعتبارات الأمن القومي.وقال هاشيموتو أمام الصحافيين "نحن واثقون من أنّ الإجراءات (القانونية) ستكشف عن مجموعة من الحقائقـ التي تنتهك بشكل واضح الدستور والقانون، أعتقد أنّ لدينا فرصة للفوز"، وأشار إلى أنّ "ترامب، ولو أنه معارضاً لعملية الاستحواذ، يريد إعادة الزخم إلى الصناعة التحويلية واستعادة مستقبل العمّال، وهذا بالضبط ما نقوم به".
وفي مواجهة الصعوبات، حذرت "يو إس ستيل" من أنّه في حال فشل صفقة الاستحواذ، ستضطر إلى التخلّي عن استثمارات التحديث الضخمة في العديد من المواقع، ما سيعني التخلي عن خطط اجتماعية وإغلاق محتمل لمصانع الصلب.
وتخشى اليابان معاودة العمل بالإجراءات الحمائية في ظل إدارة ترامب المقبلة، خصوصاً أنّ الرئيس المنتخب تعهّد بتشديد الرسوم الجمركية لحماية الصناعة الأمريكية. وخلال ولايته الأولى، تخلّى ترامب عن صفقة تجارية مقترحة على مستوى المحيط الهادئ.
ولكن بالإضافة إلى الاستثمارات اليابانية الضخمة في الولايات المتحدة، تعدّ طوكيو حليفاً رئيسياً لواشنطن في آسيا، حيث يتمركز حوالي 54 ألف جندي أمريكي في الأرخبيل.
وخلال زيارته الأخيرة إلى آسيا، دعا بلينكن إلى الحفاظ على التعاون الثلاثي بين سيؤول وطوكيو وواشنطن، والذي تمّ تعزيزه خلال إدارة جو بايدن لمواجهة تهديدات بيونغ يانغ وصعود القوة العسكرية الصينية.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي المحافظ يون سوك يول، سعى إلى طي صفحة التوترات التاريخية بين سيؤول وطوكيو، ولكن تم عزله بعد محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية، في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما أدّى إلى إغراق البلاد في أزمة سياسية خطيرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة اليابان أمريكا اليابان الولایات المتحدة نیبون ستیل یو إس ستیل
إقرأ أيضاً:
المعضلة الأمريكية في إيران
تشير تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المتضاربة حيال الحرب ضد إيران إلى وجود أزمة عميقة داخل أوساط صنع القرار في البيت الأبيض، خصوصا بين الرباعي: الرئيس، وزارة الدفاع، وزارة الخارجية، الأمن القومي.
بعض الأصوات تشجع على دخول أمريكي في الحرب، في حين ترفع شخصيات أخرى وازنة صوتها عالية للتنديد بمثل هذه الخطوة.
المؤيدون للحرب
من وجهة نظر المؤيدين للحرب الأمريكية ضد إيران، المتواجدين في مؤسسات عديدة (الأمن القومي) واللوبي الإسرائيلي، أن الدخول الأمريكي في الحرب سيسرع من نهايتها، لأنه سيوجه ضربة قاصمة للمشروع النووي الإيراني ولمنظومتها الصاروخية الباليستية.
ويرى هذا التيار أن ثمة فرصة تاريخية لا تفوت لإخراج إيران من معادلة المنطقة على الأقل على المدى المتوسط، بما يُفسح المجال لإسرائيل لفرض هيمنتها بالكامل على المنطقة، وبدء صفحة من السلام الإسرائيلي ـ العربي وفق المقاربة الإسرائيلية.
كما يرى هذا التيار أن إطالة أمد الحرب، وإن كان لا يصب في مصلحة إيران، فإنه أيضا لا يصب في مصلحة إسرائيل، وبالتالي لا بد من تدخل أمريكي سريع.
من وجهة نظر المؤيدين للحرب الأمريكية ضد إيران، المتواجدين في مؤسسات عديدة (الأمن القومي) واللوبي الإسرائيلي، أن الدخول الأمريكي في الحرب سيسرع من نهايتها، لأنه سيوجه ضربة قاصمة للمشروع النووي الإيراني ولمنظومتها الصاروخية الباليستية.فضلا، عن ذلك، يجادل هذا التيار أن التدخل العسكري الأمريكي لن يدفع إيران ـ كما تعلن ظاهريا ـ إلى توسيع حربها لتشمل الأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة، خصوصا في منطقة الخليج العربي، ذلك أن أية محاولة إيرانية بهذا الشأن ستقابل برفع الولايات المتحدة لردها العسكري، بما يؤدي إلى تحول في المقاربة الاستراتيجية الأمريكية: من مجرد إضعاف إيران عسكريا من أجل جرها للتفاوض وإزالة تهديدها لإسرائيل، إلى العمل على تدمير المنظومة العسكرية الإيرانية وربما إلى إسقاط النظام.
الرافضون للحرب
يمثل هذا التيار، الرافض لدخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب إسرائيل، في المقام الأول وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى جانب وزارة الخارجية، وقواعد الحزب الجمهوري، وأوساط إعلامية، وكارتلات اقتصادية.
يستند هذا التيار على مقاربة بسيطة، وهي أن مثل هذه الخطوة قد تدفع إيران للهروب إلى الأمام بتوسيعها نطاق حربها لتشمل الامتداد الجغرافي الإقليمي لها.
باللغة الاستراتيجية، يعني ذلك توتر وإرباك في سلاسل توريد الطاقة، بما يؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار الطاقة العالمية، كما يعني إرباكا وتوترا لعلاقة الولايات المتحدة مع حلفائها الخليجيين الذين سيتأثرون مباشرة بهذه الحرب إن دخلت فيها الولايات المتحدة.
وأخيرا، قد تجد واشنطن نفسها منخرطة بشكل أو بآخر بحرب مباشرة ترفضها الأوساط الشعبية وغالبية الأوساط الرسمية الأمريكية.
بناء على ذلك، يدفع هذا التيار باقتصار الدور الأمريكي على تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي لإسرائيل، وإن لزم الأمر تقديم صواريخ متطورة جدا قادرة على اختراق الحصون المنيعة جدا.
السيناريوهات المحتملة
ثمة ثلاث سيناريوهات محتملة لمسار الحرب الحالية:
السيناريو الأول، عدم مشاركة الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب، والاكتفاء بدعم إسرائيل من بعيد، ويبدو هذا السيناريو الأقرب للواقع، مع العمل على مسار دبلوماسي مباشر تقوم به دول أوروبية لإنهاء الحرب، بما يحقق للطرفين، الإسرائيلي والإيراني غايتهما: بالنسبة لإسرائيل، تدمير مواقع استراتيجية في إيران قد يعتبر كافيا في هذه المرحلة، وبالنسبة لإيران، فإن ضربها لإسرائيل بهذا الكم من الصواريخ يعتبر كافيا لردع إسرائيل مستقبلا، وكافيا على الأقل أمام جمهورها المحلي.
يمثل هذا التيار، الرافض لدخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب إسرائيل، في المقام الأول وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى جانب وزارة الخارجية، وقواعد الحزب الجمهوري، وأوساط إعلامية، وكارتلات اقتصادية.السيناريو الثاني، دخول أمريكي سريع في الحرب، أي الاكتفاء بتوجيه ضربة عسكرية واحدة تشمل أهم وأخطر المواقع الاستراتيجية الإيرانية، مثل قصف منشأة فوردو النووية وغيرها.
يبقى هذا الاحتمال ممكنا، لكنه مرتبط بأمرين، أولهما عدم تأكد الجنرالات الأمريكيين من قدرة أسلحتهم على اختراق التحصينات لشل منشأة فوردو، وقد قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في هذا الصدد إنه زار المنشأة وأن عمقها يصل إلى نحو كيلومترا واحدا، وثانيها عدم التكهن برد الفعل الإيراني، حيث أعلنت طهران أن أي تدخل أمريكي مباشر في الحرب سيدفعها للرد مباشرة بقصف القواعد الأميركية القريبة من إيران، وربما تعطيل الملاحة في مضيق هرمز.
السيناريو الثالث، دخول الولايات المتحدة الحرب بشكل واسع إلى جانب إسرائيل، وهو احتمال بعيد، لأن من شأن هذه الخطوة أن تعني بالنسبة لطهران أن الحرب أصبحت وجودية، وفي مثل هذه الحالة ستُقدم إيران على استخدام كل أدواتها في الحرب.