توتر في قبرص التركية مع قوة حفظ السلام الأممية.. ما قصة قرية بيله؟ (شاهد)
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
تسبب الطريق الذي تشيده قبرص التركية إلى قرية بيله الواقعة داخل منطقة الخط الأخضر، في توتر كبير، بين القوات التركية وقوات حفظ السلام الأممية.
وتقع القرية ما بين شطري الجزيرة القبرصية، ومدرجة داخل حدود الخطر الأخضر الذي يخضع لسيطرة الأمم المتحدة، ويقطن القرية القبارصة الأتراك واليونانيين معا.
ما سبب التوتر؟
وشرعت قبرص التركية بمشروع طريق بيله ـ يغيتلر، والذي يهدف إلى تسهيل وصول القبارصة الأتراك القاطنين في القرية المذكورة إلى أراضي قبرص الشمالية وأراضيهم فيها.
وشددت قبرص الشمالية على أن المشروع يحمل هدفا إنسانيا بحتا، لكن جنود من قوة حفظ السلام الأممية اعترضت على بناء الطريق، وحاولت عرقلة تشييده.
Vay be.!
Bu günleride gördük.
Vız gelirler, Tırıs giderler.!...#KKTC#BiziengelleyemezsinBM pic.twitter.com/7DCfmlSrzS — AVNİ ERDOGAN (@avnierdogan1) August 19, 2023
وأشارت إلى أن موقف القوة الأممية المتحيز وغير المقبول اليوم تجاه الجانب القبرصي التركي "لا يجعل وجود قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في بلادنا محل تساؤل فحسب، بل يضر أيضا بمصداقية الأمم المتحدة".
وقامت قوة حفظ السلام الأممية، بوضع كتل خرسانية في المنطقة لعرقلة مشروع الطريق، وركنت مركبات تابعة لها على أراضي قبرص الشمالية.
Kıbrıs Türklerin Ana Vatanıdır.
KKTC’de Türklerin ulaşımı için yapılan 11 km uzunluğundaki Pile-Yiğitler yol çalışmasını engellemeye çalışan BM güçleri püskürtüldü..#KKTC pic.twitter.com/ERlFM9BxzR — 20:23 (@GizliArsiv2023) August 18, 2023
وأظهرت مقطع فيديو، قيام قوة أمنية من قبرص الشمالية، بإزالة المركبات التابعة للأمم المتحدة من المنطقة باستخدام الجرافات.
وكانت وزارة الخارجية التابعة لقبرص الشمالية، أبلغت الأمم المتحدة قبل نحو عام، أن مشروع الطريق سيمر أيضا في المنطقة المحايدة، وقد تم إنهاء أعمال سبع كم على مسار قبرص الشمالية، من الطريق الذي يبلغ طوله 11 كم ما بين قريتي بيله ويغيتلر.
وقبل أيام، دعت حكومة قبرص اليونانية، الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات، بعد مزاعم صدّرتها، بأن "الأتراك يشقون طريقا من قاعدة عسكرية إلى بيله، وأنهم سيعون للاستحواذ على المنطقة الواقعة في المنطقة المحايدة، ومشروع الطريق هو عسكري".
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن القوة الأممية، توجهت صباح الجمعة، إلى المنطقة، وحاولت وضع أسلاك شائكة وكتل خرسانية أمام الطريق في داخل قبرص الشمالية، لكن قوة تركية وشرطية خاصة، كانت بالمكان ترافق العمال، ولم تسمح للقوة الأممية بإعاقة المشروع، ما أدى إلى توتر في المنطقة.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في قبرص (UNFICYP) في بيان، إن "قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص تدين الاعتداءات على عناصر السلام الأمميين والضرر الذي لحق بمركبات الأمم المتحدة من جانب أفراد من الجانب القبرصي التركي".
وأضافت أن"التهديدات لسلامة عناصر حفظ السلام الدوليين والأضرار التي لحقت بممتلكات الأمم المتحدة غير مقبولة وتمثل جريمة خطيرة بموجب القانون الدولي وستتم مقاضاتها إلى أقصى حد يسمح به القانون".
KKTC Dışişleri Bakanı Tahsin Ertuğruloğlu:
"(Pile-Yiğitler Yolu Projesi) Geri dönüş olmayacak. Komployla karşı karşıyayız. BM bizi engellemeye çalışmasın, bu yolu biz yapacağız. Bitmiştir. Kararlılığımızdan geri adım atmayacağız." pic.twitter.com/kZf7RQMy9E — Doğu Akdeniz Politik (@akdenizpolitik) August 18, 2023
وقالت إن "البعثة تراقب الوضع عن كثب ومصممة على ضمان إرساء الهدوء والاستقرار في المنطقة".
فيما اتهم المتحدث باسم حكومة قبرص اليونانية، كونستانتينوس ليتيمبيوتيس، الجانب التركي بمحاولة خلق "أمر واقع" جديد في بيلا من خلال شق طريق يربط "قرية أرسوس المحتلة بموقع عسكري غير شرعي متقدم".
سلطات قبرص الشمالية توضح
وقال وزير خارجية قبرص الشمالية تحسين إرتوغرولوغلو، في تصريحاته لصحيفة "حرييت"، أن هناك طلب منذ فترة طويلة بشأن شق الطريق لتلبية الاحتياجات الأساسية للأتراك في القرية، وقمنا بإبلاغ الأمم المتحدة بشأن توسيع الطريق الترابي منذ حوالي عام.
وأضاف، أنه كان من المقرر بدء المشروع في حزيران/ يونيو الماضي، لكن مبعوث الأمم المتحدة كولين ستيوارت، طلب الانتظار، إلى ما بعد غنهاء رحلته إلى نيويورك وكندا، وانتظرنا حتى منتصف أب/ أغسطس.
وتابع بأن ستيوارت، طلب بعد اتهامات القبارصة اليونانيين بشأن الطريق، بمقترح غامض، يتضمن الحصول على موافقة مقر الأمم المتحدة في نيويورك واليونانيين على مشروع الطريق.
DİK DURUŞ BM'Yİ GERİLETTİ. BM BÖLGEDEN ÇEKİLDİ
KKTC'nin kararlılığını gören BM Barış Gücü 30 yıldır yapımını engellediği Pile-Yiğitler Yolu güzergahı üzerinden çekildi.Hurdaya dönen araçlarını toplayan BM Barış Gücü'nün ayrılması ile yol çalışmaları başladı Daha başlangıç.Defolun pic.twitter.com/M7S3H06u10 — Sabahattin İsmail (@sabahatinismail) August 18, 2023
وأكد إرتوغرولوغلو تصميم قبرص الشمالية على شق الطريق، مضيفا: "بينام يتم السماح لقبرص اليونانية بشق طريق من أيا نابا ولارنكا عبر أراضي تسيطر عليها الأمم المتحة من قرية بيله، لا يسمع أي صوت أممي، ونحن ممنوعون على الرغم من أننا لسنا ملزمين بالحصول على إذن".
وبعد الأزمة التي جرت الجمعة، اجتمع ستيوارت مع إرتوغرولوغلو الذي ذكره بتوجيهه تحذيرا له بعدم التدخل في مشروع الطريق "الإنساني"، مشددا على أنهم لن يوقفوا مشروع الطريق لأن قبرص اليونانية اعترضت عليه.
وأشار المسؤول القبرصي التركي، إلى أن سفارات الدول الغربية والأمم المتحدة واليونان وجهت إليهم اتهامات، وحتى في قضايا إنسانية، "فإننا نشهد مثالا آخر على مدى تحيز الأمم المتحدة والغرب لليونانيين".
لماذا تصر قبرص التركية على مشروع الطريق؟
تم إعداد مشروع طريق بيله ـ يغيتلر، قبل 25 عاما من أجل تشهيل وصول أهالي القرية إلى أراضيهم بسهولة، وتحقيق تنمية اقتصادية لهم، دون الحاجة إلى المرور في مناطق القاعدة البريطانية.
وقال رئيس قبرص الشمالية إرسين تتار، إن القبارصة الأتراك، عندما يريدوا التحرك من وإلى جمهورية شمال قبرص التركية، من خلال القواعد البريطانية، بما يشمل حالات المرض والطوارئ، فإن الرحلة تستغرق ساعة وساعتين رغم أنه من المفترض أن تستغرق خمس دقائق فقط.
وتابع بأن قبرص التركية تريد توسيع الطريق الترابي الحالي، بإخطار الأمم المتحدة، متسائلا: "ما الخطأ في ذلك؟".
ويمكن للقبارصة اليونانيين الوصول إلى القرية بسهولة من قبرص الجنوبية، في الوقت الذي يعاني فيه القبارصة الأتراك في وصولهم إلى قبرص الشمالية.
ما هو وضع قرية بيله؟
في 30 كانون الأول/ ديسمبر 1963، رسم الجنرال البريطاني خطا على الخريطة بقلم أخضر، وقسم نيقوسيا إلى قسمين، وهكذا تم تشكيل "الخط الأخضر"، ومع ذلك تم تحديد الحدود الحالية للخط من قبل عملية السلام القبرصية في عام 1974.
ويشكل الخط الأخضر، منطقة عازلة تغطي مساحة قدرها 346 مترا مربعا اليوم، ويخضع تحت سيطرة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ العام 1964م.
وقرية بيله، تقع ضمن الخط الأخضر، ولها وضع خاص، فمن ناحية أمنية فإن المسؤولية تقع على عاتق قوة حفظ السلام الأممية، أما من ناحية الإدارة الفعلية، فإن الأتراك يخضعون لقوانين جمهورية شمال قبرص التركية، بينما يخضع اليونانيون لقوانين قبرص اليونانية.
ما هو الهيكل العرقي للقرية؟
بيله قرية مختلطة يعيش فيها اليونانيون والأتراك معا، ويقدر عدد السكان 1700 نسمة، 1200 يونانيا، و500 تركيا.
وتضم القرية ثلاثة كنائس ومسجد واحد، وتقع على بعد 12 كم من لارنكا، وتتم عملية النقل من قبرص الشمالية إلى بيله، عبر بوابة بايارمودو الحدودية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية قبرص التركية الأمم المتحدة مشروع الطريق الأمم المتحدة قبرص التركية مشروع طريق سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة قبرص الترکیة مشروع الطریق الخط الأخضر فی المنطقة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
خبير: الحوادث في واشنطن تعكس توترًا داخليًا لا يرتبط فقط بالشرق الأوسط
قال محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إنّ اليوم هو يوم أمريكي ساخن حيث شهد تزامن حادثين بارزين، الأول هو الحادث الذي يتعلق بالمتحف اليهودي، والثاني هو حادث مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، لافتًا، إلى أن كلاهما يشير إلى جود توتر أمني كبير داخل الولايات المتحدة، ليس مرتبطا في المقام الأول بما يجري في الشرق الأوسط فقط، بل قد يكون من تداعيات الأسابيع الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب، والمتغيرات التي شهدتها الولايات المتحدة خلال ما تجاوز 100 يوم من حكمه.
وأضاف أبو شامة، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية فيروز مكي، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "هناك ملفات كثيرة مفتوحة، وهناك الكثير من الضحايا لكل قراراته المختلفة التي تم اتخاذها منذ دخوله البيت الأبيض في ولايته الجديدة، وهو ما يفتح مجال الشك أمام الكثير من الجهات والكثير مما يوصفون بأنهم ضحايا ترامب في الفترة الأولى من ولايته".
وتابع: "كلا الحادثين إذا تعاملنا معهما على أنهما حادثا اقتحام حقيقيان، فإنهما يكشفان عن وجود خلل أمني واضح في تأمين أماكن مهمة، في ظل سقوط قتلى من موظفي السفارة الإسرائيلية صباح اليوم في منطقة قريبة من مقر الاستخبارات الأمريكية، وهو ما يسلط الضوء على خلل أمني واضح في تأمين مواقع حساسة داخل واشنطن، وهناك الحادث الثاني، الذي طال امرأة قرب بوابة CIA وإن لم تتضح تفاصيله بشكل كامل بعد، إلا أن التحقيقات جارية لتحديد أسباب تواجدها في ذلك الموقع الحساس، وما إذا كان الأمر عرضيًا أم مرتبطًا بسيناريو أوسع".
وأشار، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش لحظات عصيبة، وتموج بالتيارات الفكرية والسياسية وما يحدثه ترامب من حراك سياسي قوي في المجتمع الأمريكي، ربما يسهم بالمزيد من العنف والتوتر، كما أن عمليات الانفلات الأمني ظهرت في الولاية الأولى لعهد ترامب بكثافة كانت ملحوظة.
وواصل: "أعتقد أن ما يحدث اليوم من أحداث ربما يكون بداية لسخونة في الداخل الأمريكي، بعضها قد يكون مرتبطا بالشرق الأوسط، والبعض الآخر مرتبط بما يجري من قرارات أو تداعيات للقرارات التي تم اتخاذها من قبل الرئيس الأمريكي".