الأردن وإسرائيل : ساعة الحقيقة دقّت
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
يبدو ان ساعة الحقيقة دقت. إسرائيل كشفت عن وجهها الحقيقي الذي نعرفه، والأردن أدرك، تماما، أن المواجهة السياسية( المفاصلة : أدق) قاب قوسين أو أدنى، الوقائع كلها تشير إلى ذلك : هيمنة اليمين الصهيوني المتطرف على زمام السلطة والمعارضة والدولة العميقة ايضاً، ما حدث بعد 7 اكتوبر من انكشافات في محيطنا العربي، قدوم ترامب إلى البيت الأبيض، اعادة انتخاب نتنياهو في منتصف العام الحالي وتتويجه ( زعيما تاريخيا)، الأعمق من هذه الظروف والمستجدات السياسية، أننا أمام مشروع صهيوني اكتمل تماما، لا يستهدف فلسطين وحدها، وإنما الأردن والمنطقة كلها أيضا، وحان وقت تنفيذه بأسرع مما نتصور.
إذا صحّ ذلك، وهو بتقديري صحيح، فإن السؤال عن خياراتنا اتجاه هذا التطور التاريخي الذي يشكل تهديدا لوجودنا، اصبح بحاجة إلى إجابات واقعية و حاسمة، تتجاوز ما ألفناه من مناورات سياسية، أو محاولات للتكيف مع الوقائع، أو تأجيل التعامل معها بانتظار أي مستجدات او مفاجآت، أقصد هنا أنه لا خيار لنا سوى المواجهة، بما نملكه من أوراق سياسية، وإمكانيات وطنية، واستعدادات لأسوأ السيناريوهات، وأصعب الظروف.
في هذا السياق، أول ما يجب أن نفكر فيه هو أن نتحرر من حالة الإحساس بالضعف أو العجز وعدم القدرة التي يروج لها البعض، وتتبناها بعض التيارات داخل بلدنا وخارجه، نحن، الأردنيين، الدولة والمجتمع معا، نمتلك كل ما يلزم من مقومات للمواجهة، تاريخنا يشهد على ذلك، واستدعاؤه ضروري لرفع الهمة وإحياء الروح الوطنية، لكن الأهم هو الترجمة العملية،
أول عناوين هذا المشروع هو بناء مجتمع المواجهة
أعني البدء فورا بخطوات جادة لحسم العلاقة مع « تل ابيب» باتجاه مصلحتنا الوطنية العليا، هذا يقتضي أن تتوافق قرارات الدولة مع إرادة المجتمع، لإفراز مشروع وطني لمواجهة العدوان، وتحشيد ما لدينا من طاقات لأجل ذلك.
أول عناوين هذا المشروع هو بناء «مجتمع المواجهة» الذي يستند إلى سرديات مقنعة ومؤثرة، ترتكز على جبهة وطنية موحدة وقوية، وتفرز من الأردنيين أفضل ما لديهم من مواقف تجاه دولتهم، هذا ليس عملا سهلا يتم بكبسة زر، خاصة وان حالة مجتمعنا أصبحت صعبة، وعلاقاته مع مؤسساته ليست كما يجب، ما يستلزم إجراء مراجعات (هل أقول عمليات جراحية عاجلة ) للوضع القائم، وصولا إلى صفحة جديدة بيضاء، تجمع الأردنيين وتوحدهم للدفاع عن بلدهم.
أن أقوى «ورقة» يمكن الاعتماد عليها، في غياب العمق العربي، و انكشاف ظهورنا، وتراكم اخطائنا في المرحلة السابقة، وانشغال العالم عن تقديم ما ننتظره من دعم لنا، هي ورقة» نحن»، فكما فعلنا تماما في «الكرامة المعركة»، يمكن أن نفعل في» الكرامة المشروع « للمواجهة الآن، هذا يحتاج من إدارات الدولة أن تغير سلوكها اتجاه المجتمع، ابتداء من» تصفير» الأزمات الداخلية، و ترسيم العلاقة بين المواطنين ومؤسساتهم، وصولا لاستعادة الثقة بينهم، ثم مشاركتهم في تحمل مسؤوليات ما يصدر من قرارات، سواء أكانت في سياق مراجعة الماضي، وما جرى على صعيد العلاقة مع تل أبيب، او ما سوف يجري مستقبلا.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاردن الاحتلال معركة الكرامة إسرائيل الكبرى مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
سأحدد متى ستكون لحظة المواجهة مع مناوي
لا تخرجوا حديث مناوي عن سياقه.
مع ذلك سأحدد متى ستكون لحظة المواجهة مع مناوي.
أدنى هذا البوست ستجد الرابط كاملا لحديث مناوي، من 11 دقيقة فقط ، ان إستمعت اليه بذهن مفتوح ستجد ان الرجل لا يقصد حرفيا ما قاله وما بدر منه ، نحن نكتب في العام، بالتالي ازعم أن لدي مهارة ان تعرف طبائع البشر وطريقة ما يدور في عقلهم الباطن فما الذي قاله مناوي وأحدث كل هذه الجلبة :
مناوي ذكر في حديثه ولفت نظر الرباعية ان الدعم السريع ليس هو منظومة للشعب السوداني.
طالب الاتحاد الافريقي بادانة حكومة تأسيس.
طالب الجامعة العربية بادانة الامارات.
ذكر ان التكاتف للسودانيين هو الذي اخرج “الدعم السوداني” من الخرطوم وأخرج الدعم “السوداني” من الجزيرة، هو يقصد الدعم “السريع” ولكن هذه هي طريقته في الكلام.
حيا صمود الفاشر وقال ان هناك برود في الحرب في دارفور.
الحقيقة انه على قيادة الجيش تنوير مناوي، بما انه هناك تفاصيل عسكرية لا تقال في الهواء الطلق وفي العلن بل لا تقال حتى لمناوي، ولكن على قيادة الجيش تنوير مناوي بالممكن والمسموح به من المعلومات عن تسلسل العمليات العسكرية ، يجب الشرح لمناوي عن العمليات التي تمت في جبل موية من حيث تكسير قوة العدو قبل انهياره لاحقا ، وأن هذا ما يفعله الجيش في محور كردفان.
ذكر مناوي ان الشعب السوداني وقف حبا للوطن وليس لتنظيم معين! ، الحقيقة هي ان البرهان يقرب جبريل ليتقوى بالاسلاميين ويقرب مناوي ليبعد شبح الاسلاميين، شغل البيضة والحجر واللعب برؤوس الثعابين، البرهان يريد أن يقول للخارج انا مع الجزء المعتدل في الحكومة والباص الذي لعبه مناوي بذكره جملة تنظيم معين يجب ان يفهم في هذا السياق لا اكثر.
الفقرة التي اثارت الجدل والتي فلتت منه عن الاتصال بالدعم السريع هي نتيجة تأثير البرهان عليه من جهة، وتأثير اتصالات، عبد الرحيم دقلو و محمد عيسى عليو والامارات -عبر تشاد – المستمرة به لإغوائه وتشجيعه على الخلع عن الجيش ولكن مناوي رجل براغماتي وغير متهور وصراحته تفيدنا جدا عكس قيادة الجيش التي لا تطلعنا على عروض وفود الدول الاقليمية لنعرف افضل الفرص التي يتوجب اقتناصها فقادة الجيش سياسيا هم ضعفاء جدا.
النقطة الأهم الأخرى التي ذكرها وهي ستفيد جدا انصار دولة البحر والنهر هي قوله” نحن احرار في جغرافيتنا وشعبنا” اي نتصل بمن نشاء من مكونات دارفور ، والحقيقة أنني قلت كثيرا ان جبريل وحدوي و لكن مناوي انفصالي ، هو يريد فقط جمع اكبر قدر من الثروة قبل ان تتيح له الظروف اعلان الانفصال بشمال دارفور على الأقل او دارفور كلها بشراكة مع الرزيقات وهو حق مشروع بالمناسبة ولدي في تعضيد هذا الرأي قرينتين:
الأولى ما ذكره قبل اسابيع في دنقلا ولم يلتفت اليه الناس كثيرا حيث ذكر ” ان الخلاف الحدودي مع الولاية الشمالية لم يكن كبيرا في ابوجا 2005مـ بل فقط 17 او 18 كيلومتر في الحدود بي الولايتين عند خط وادي العطرون” ولعمري رجل يركز على الحدود بالمتر والكيلومتر في منطقة صحراوية قاحلة وجافة لهو رجل دولة يخطط لجغرافيا دولته بدقة وحب كبيرين.
القرينة الثانية هو تكراره المستميت حول أحقية شمال دارفور بالإطلالة على المثلث وعلى ليبيا “هو زول تاجر” في جبل عوينات ونزع ذلك عن الولاية الشمالية رغم تبعية المثلث التاريخية للشمالية” ، الحقيقة ان الانقاذ نفسها من مهدت لذلك في احدى التقسيمات الادارية تبعت المثلث لشمال دارفور قبل ان تتراجع عن ذلك.
بعد كل هذا ما الحل اليوم؟؟؟
ما هي افضل الطرق للتعامل مع مناوي؟
أولا : بما ان الرجل حارب مع الجيش وقدموا شهداء ، يجب الوفاء بالعهود، انا هنا وقبل شهر من التعيينات الوزارية كنت طالبت بمنحهم وزارتي المالية والمعادن وهو ما تم بعد لت وعجن لم يكن له من داعي طالما النص موجود فهو ملزم.
ثانيا : تكثيف الحشد العسكري والاعلان ان هدف الجيش والمشتركة هو دخول الفاشر والجنينة فقط اي شمال وغرب دارفور فقط وليس اقليم الضعين – كاودا هذا هو اقليم كردستان السودان الذي علينا صنعه ، ان لم تخرج حواضن العطاوة عن حكم ال دقلو وتتمرد عليهم اذ على الجيش ان يقترب فقط من الضعين ومن حدود هذا الاقليم دون دخوله فان رأى تمردا وانسلاخ وانضمام له واصل والا فمن الصعوبة الدخول لهذا الإقليم الحقيقة هي انه اغلب الناس هناك مع رواية الدعم السريع والقضية المزعومة.
أهمية اعلان ان الجيش والمشتركة هدفهم شمال وغرب دارفور فقط ذلك سيقلل من مقاومة الرزيقات لهم والحقيقة انه يجب تقسيم دارفور الى اقليمين شمالي وجنوبي اي نقاتل نساعد في نقل قوات مناوي والمشتركة الى شمال ومدن دارفور ثم بعد ذلك ننظر في وحدة السودان بالتراضي بعد ان ينتخب الناس رؤساء محلياتهم وبلدياتهم وحكام الاقاليم السبعة مع وضع حق تقرير المصير لكل الاقاليم مجتمعة او منفردة لتكون الوحدة طوعية او فراق بإحسان.
الخلاف مع مناوي اين سيكون؟؟؟
الخلاف مع مناوي، ابدا، لم أكن أراه انه سيكون في وزارة اومنصب لذلك طالبت بإعطائهم وزارة المعادن، الخلاف، الكبير، والخطير والمزلزل، القادم هو سيكون عند عندما تحين لحظة دمج قواته لمناوي في الجيش أي ال DDR، يستحيل إرضاء مناوي ، هو سيطالب بأربعمائة رتبة فريق اول ومثلها رتبة فريق و ثلاثمائة رتبة لواء و دائما ما يذكر ان لديه من اولادهم مثقفين في فرنسا يجب ان يعينوا سفراء واذا كانت عدد سفارات السودان 150 هو سيطالب بتعيين ثلاثمائة! سفير من خاصة اهله الزغاوة دون سائر اهل السودان، والحال كذلك نأخذها من قصيرها، نقاتل معه حتى ادخال ووضع قواته في أماكنها الصحيحة بشمال دارفور وهو عليه ان يستفتي اهله ويستعد ليكون رجل دولة في دولة ،مجاورة، صديقة، ننشر معا ملايين اشجار النخيل على حدودنا معه بين الولايتين الشمالية وشمال كردفان وشمال دارفور بحيث يتحرك عابر الطريق بعربته على طريق زراعي مسفلت بين الدولتين عبارة عن جنة خضراء بين البلدين وتختفي التاتشرات اللهم الا شاحنات ال نصف نقل المحملة بالتمور والقمح والمانجو والبرتقال وشمال دارفور يصلح فيها القمح والبرسيم كما مناخ الشمالية وشمال كردفان.
هذا هو الطرح العقلاني لتفكير رجال الدولة ، الانفصال بإحسان وان نكون خير الجيران، وليس الطرح العنصري لشباب النهر والبحر، فكرتهم جيدة ولكن أسلوبهم منفر و عدواني، لقد خلق أيا منا بلونه ودينه ومعتقداته والكل يعتز بهذه الصفات فلم العنصرية والشتائم تجاه اهل دارفور يا هؤلاء؟!.
كل القصة ان السودان دولة مصنوعة، صنعها المستعمر ويجب اعطاء حق تقرير المصير للجميع وليس للاقاليم الطرفية فقط بل يكون حق للجميع ليكون الفراق حضاري وباحسان، فراق خير الجيران.
ثم أنه كانت بيينا عشرة عقود من السنوات، فقط منذ ١٩١٦م يوم أضاف وضم الانجليز دارفور للسودان صحيح هي ليست فترة كثيرة قياسا بأعمار الدول، ولكنها كانت حافلة بالأحداث، كانت حميمية ودافئة، وأيضا متحاربة ودامية.
فترة “كانت” في دولة واحدة، وبيننا ، لا زال، وسيظل، لغة واحدة ومطبخ واحد وزي واحد ولهجة واحدة وفن واحد ودين واحد، كل ذلك سيسهل التجارة البينية بين السودان واقليمي، أو دولتي دارفور، و بأكثر بكثير مما صار من حسن جوار بين السودان وجنوب السودان.
طارق عبد الهادي
٢٩ يوليو 2025م.