قال وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هَنو، إن الفنان الراحل حازم فتح الله رائد فناني الجرافيك، وأحد أعمدة هذا الفن في مصر والعالم العربي.

جاء ذلك خلال افتتاح وزير الثقافة، المعرض الاستيعادي للفنان الراحل حازم فتح الله، العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة ونائب رئيس جامعة حلوان الأسبق ورئيس لجنة الفنون والموسيقى بالمجلس الأعلى للجامعات السابق، وذلك تحت عنوان "بين ثنايا الوجدان"، والذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، وذلك بقاعة الباب، بساحة دار الأوبرا المصرية، بحضور حرم الفنان الراحل، الدكتورة سعاد فهمي، ونجلته الدكتورة ياسمين محمد حازم فتح الله، وعدد من محبي الفنان الراحل.

ويستمر المعرض حتى 18 يناير الجاري، ويأتي المعرض تكريمًا للمسيرة الفنية الثرية لهذا الفنان الكبير الذي ترك بصمة واضحة في عالم الفن التشكيلي المصري.

وأضاف الدكتور أحمد فؤاد هَنو- خلال كلمته الافتتاحية للمعرض- "أن الفنان الكبير ترك إرثًا لا يُنسى، وأثر في أجيال من المبدعين، وفي هذا المعرض المتميز، نستحضر ذكريات الفنان الكبير الراحل الدكتور حازم فتح الله، مشيرا إلى أن هذا المعرض ليس مجرد احتفاء بأعمال فنية، بل هو مرآة تعكس روح إنسان عظیم سخر حياته للإبداع والعطاء، وأحب الفن فبذل له جهده وموهبته، حتى أصبح علامة فارقة في تاريخ فن الجرافيك، وأعماله التي تزين جدران معرضه هي شهادة على عبقريته وإبداعه، فكل لوحة هي قصة تحكيها خطوطه وألوانه، وتكشف عن عمق رؤيته الفنية.

وأضاف وزير الثقافة، "لقد كان الراحل العظيم أستاذ الأجيال، فهو معلمي وأستاذي، وقد فقدت برحيله مرشدًا لي ولكثير من الفنانين، حيث تجسدت في شخصيته قيم الإبداع والعطاء، فلم يكن فقط فنانًا أكاديميًا بل كان مثقفًا شاملاً أثرى الحياة الثقافية والفنية في مصر.

بدوره.. قال الدكتور وليد قانوش: "كان الدكتور حازم فتح الله نموذجًا للمبدع الحقيقي المؤثر في محيطه الأكاديمي، وصاحب البصمة الخاصة في تجربته، لاسيما في فن الجرافيك، الذي تخصص فيه، عبر مشوار من العطاء بدأه أستاذًا بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، ثم عميداً للكلية، ثم نائبًا لرئيس الجامعة وتتلمذ على يديه أجيال من الفنانين، كما أثرى الحركة التشكيلية برصيد من الأعمال التي عكست تفرد شخصيته، وتحمل المتلقي معها في رحلة من الرهافة والشاعرية والهدوء، فمشاهده التصويرية غاية في العذوبة والخيال، كدراما يشعر معها الوجدان بألفة من نوع ما، تدفعه لاستشراف هذا العالم بكل تفاصيله".

كما أعربت الدكتورة سعاد فهمي، قرينة الفنان الراحل، عن امتنانها وتقديرها لهذه المبادرة البناءة من وزارة الثقافة، بتنظيم المعرض، مؤكدة أن هذا يعكس مدى اهتمام الوزارة بتوثيق أعمال الفنانين المصريين الراحلين، ومنحهم مكانة تليق بإرثهم الفني الكبير، باعتبارهم جزءًا أصيلا من هويتنا الثقافية والفنية المتفردة.

والمعرض يضم عدة أعمال للفنان عبر تاريخه الطويل تعكس قدرته وموهبته في الرسم والحفر على الزنك، وتجسد جوانب من حياته الشخصية وتجاربه الإنسانية.

الفنان الراحل محمد حازم فتح الله (1944 - 2022)، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة، قسم الحفر، جامعة حلوان 1966، والماجستير في الجرافيك 1975، والدكتوراة في الجرافيك من أوربينو بإيطاليا، عمل معيدًا بكلية الفنون الجميلة 1966، ورئيسًا لقسم الجرافيك بجامعة حلوان من 1987 حتى 1998، ووكيلًا لكلية الفنون الجميلة منذ 1989 حتى 1991، وعميدًا لكلية الفنون الجميلة القاهرة 1998، ونائب رئيس جامعة حلوان لخدمة المجتمع وتنمية البيئة 2001، ونائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب 2002، وعضو اللجنة العليا لملتقى الأقصر الدولي الثاني للتصوير 2009، وعضو نقابة الفنانين التشكيليين، عضو بالعديد من الجمعيات لها، وله العديد من المعارض الخاصة والجماعية المحلية والدولية، كما حصل على العديد من الجوائز محليًا ودوليًا، والعديد من الأنشطة الثقافية والرسوم والكتابات الصحفية.

كما أشرف الفنان الراحل، على الإخراج الفني للكثير من المطبوعات في مصر وبيروت، وحصل على جوائز عديدة أهمها جائزة الدولة التشجيعية في الجرافيك 1986، ونوط الامتياز من الدرجة الأولى 1991، وميدالية الجرافيك في بينالي بورتا ريكاناتى بإيطاليا 1978.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجمعيات وزير الثقافة قطاع الفنون التشكيلية فن الجرافيك الفنون الجمیلة الفنان الراحل وزیر الثقافة جامعة حلوان فی مصر

إقرأ أيضاً:

«الثقافي العربي» يحتفي بتجربة أحمد شبرين

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أخبار ذات صلة «الفن التشكيلي».. تلوين السـينما بالرمزية والتأويل نصير شمة: أبحث عن صوت اللون وسكون الضوء

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، جلسة ثقافية حول تجربة الفنان التشكيلي الراحل البروفسور أحمد شبرين (1931 – 2017)، تحدث فيها الدكتور سعد الدين عبد الحميد، وأدارها الخطاط تاج السر حسن، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي.
وفي ورقة بعنوان «حروف مدوزنة وذكريات ملونة»، قدم د. سعد الدين عبد الحميد تجربة الفنان أحمد شبرين، مستعرضاً مراحل هذه التجربة وأبعادها وعمقها وتأثيراتها المختلفة، وقال في مستهل حديثه: «أنشئت مدرسة الفنون بكلية غردون التذكارية (جامعة الخرطوم لاحقاً) في 1946م، وكان عثمان وقيع الله، وأحمد شبرين وإبراهيم الصلحي من أوائل من انتسبوا إليها، وشكلوا من الميراث الإبداعي المحلي الممتد من نبتة وكوش والنوبة المسيحية، والتراث العربي والإسلامي، مادة قابلة لصياغة أعمال إبداعية متنوعة».
عقل متأمل
 واستعرض د. سعد الدين أعمال أحمد شبرين منذ بداياته إلى نهاياته، وعرض لشرائح مصورة من أعماله معلقاً عليها، وهي أعمال زاوج فيها شبرين بين ما تلقاه من علم وثقافة الغرب، خاصة في مجال تخصصه، وهو التصميم الجرافيكي، وبين قيم ثقافته القومية، خاصة فنون التعبير التشكيلية والأدبية، وفن الخط العربي بشكل أخص.
وأضاف سعد الدين أن الفنان شبرين امتلك عقلاً متأملاً هو الذي بنى من خلاله خياله الواسع، واستشهد بكلمات لشبرين يقول فيها: «صرت أطيل التأمل فيما يقع عليه بصري، مثل تقاطعات أغصان الأشجار وأوراقها، وأشكال السحب في السماء وحركتها، في سياحة بصرية ممتدة».
وتابع سعد الدين: «ظلت تلك التأملات مرجعاً لذاكرته البصرية، وزودته بقدرة هائلة على تفكيك وتحريك وتجريد مكونات الأشكال وحركاتها - والحروف خاصة - والتلاعب بجزئياتها بمهارة، ليعيد تخليقها في صور شتى، فتفردت تشكيلاته الحروفية بهذا التميز والثراء البصري، مستمداً عناصر التصميم من المأثورات الإنسانية الموروثة، ومن البيئة المحيطة به».
أنساق متنوعة
في مداخلة له بهذه المناسبة، قال د.عمر عبد العزيز: «إن اللمسة الغالبة في ملحمة شبرين تمثلت في تجسيره العلاقة المباشرة بين الحرف العربي وسلسلة من التداعيات الحرة المحكومة بضوابط المساحات والمحتوى، وقد شكل حفظه القرآن الكريم تميمة مهمة في اقتراحاته الفنية، التي استدعاها حصراً من عوالم اللاشعور ومعارج الحنين الفني، وتمثل تجربة الفنان شبرين معنى السودانوية الثقافية، التي تجمع بين أنساق ثقافية متنوعة في السودان، من خلال اللونين البني الطيني، والأخضر المتدرج، إلى جانب استخدام الألوان المتباعدة التي مزاجها الضياء والعتمة، كما الأصفر والأحمر بتدرجاتهما».

مقالات مشابهة

  • الموت يغيب الفنان والإعلامي محمود عبيد بعد صراع مع المرض
  • وزير الخارجية السعودي: رفض إسرائيل زيارة الوفد العربي لرام الله دليل على تطرفها
  • باستخدام الدم وقشر البيض ويرفض الأدوات الحديثة.. هذا الفنان في مهمة لنسخ الفنون الصخرية القديمة
  • محمد سبأ.. رحلة تشكيلية تنبض بالموروث
  • «الثقافي العربي» يحتفي بتجربة أحمد شبرين
  • بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري
  • بمشاركة فنانين ونقاد.. قصور الثقافة بالسويس تحتفي بالحراك المسرحي
  • تكريم طلابنا المبدعين بمهرجان المسرح المدرسي العربي
  • العقل المحاصر.. رحلة في دهاليز التفكير العربي المقيّد.. قراءة في كتاب
  • الفجر تنشر قرار وزير العمل بعودة الدكتور حازم على وكيلا للوزارة بأسيوط