بعث شيخ الإذاعيين فهمي عمر برسائل مُهمة خلال زيارته للمعايدة بمطرانية نجع حمادي للأقباط الأرثوذكس، بمناسبة حلول ذكري ميلاد السيد المسيح، عليه السلام، أكد «الأستاذ» على فكرة توحيد الجهود والتضافر للإرتقاء بالأمة المصرية فى إشارة غير مباشرة إلى سبل مواجهة الأوضاع غير المستقرة التي تمر بها المنطقة.  

وزار فهمي عمر، رفقة وفد ضمن نُخبة من أبناء العائلة الهمامية مطرانية نجع حمادي للأقباط الأرثوذكس وسط مدينة نجع حمادي، شمال قنا، لتقديم المعايدة بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد.

 

واستقبله الأنبا بضابا أسقف نجع حمادي وأبوتشت وفرشوط وتوابعهم، ونحو 10 قساوسة، واحتفت المطرانية بزيارة فهمي عمر بعد توقف دام سنوات. 

وقال فهمي عمر،  أقدم عاطر التحية والتهنئة بالعيد المجيد، راجيًا من الله أن يُهيئ لنا جميعًا سبل الخير وأن تتضافر قلوبنا فيما يجعل مصر سيدة الموقف وسيدة المكان. 

وتابع رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، نحن فى هذه اللحظات إذ نتذكر أعيادكم الجميلة بإنها هي نفس الفرحة التي تغمرنا ونحن نستقبل أعيادنا، أنتم منا ونحن منكم ويعلم الله مدي الحب والإخلاص الذ أكنه أنا شخصيًا لكل إخواتي من أبناء الطائفة الأرثوذكسية؛ فأنتم الأشقاء وأنتم الأصدقاء والإخوة فى الوطن الواحد، تحيتي لكم وحيائكم المولي عز وجل وأدام عليكم الأعياد، ونلتقي فى أعيادك أخري مليئة بالفرحة والسعادة، راجيًا لكم دوام الصحة، وأن يكون الأبناء والاخوة المسيحين فى أتم الخير. 

وشكر الأنبا بضابا أسقف نجع حمادي، زيارو معايدة فهمي عمر والوفد المرافق له، إلى مطرانية نجع حمادي للأقباط الأرثوذكس، وقال الأسقف: الأستاذ فهمي عمر رمز كبير، ونحن منذ سبعينيات القرن الماضي تشكل وجداننا على صوته عندما كان يُعلق على مباريات كرة القدم خلال شبكة الإذاعة المصرية. 

وأضاف: هو رمز كبير لمصر وحزء من تاريخها، وقد إزدادًا هذا العيد فرحة بهذه الزيارة، لأننا لا نتعامل مع اسم بل مع رمز مُشرف للبلد وله أيادي بيضاء ومنح الكثير من فرص العمل لأبناء المنطقة من المسلمين والأقباط.  

زيارة أسقف نجع حمادي للساحة الهمامية: 

وفي النصف الأول من شهر ديسمبر الماضي، استقبل فهمي عمر شيخ الإذاعيين، فى مجلسه بالساحة الهمامية بقرية الرئيسية، شمال قنا، الأنبا بضابا أسقف إيبارشية نجع حمادي للأقباط الأرثوذكس ووفد من قساوسة الإيبارشية. 

رحب رئيس الإذاعة المصرية الأسبق بأسقف نجع حمادي الذي يزور الساحة الهمامية للمرة الأولي منذ سيامته أسقفًا خلفًا للراحل الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي السابق، وأبرز شيخ الإذاعيين متانة العلاقات والراوبط التي تجمع المسلمين والأقباط في قنا وعموم مصر. 

وقال عمر: نحن سعداء بزيارة أسقف نجع حمادي للمرة الأولي للساحة الهمامية ونعتبره يوم عيد للقرية لأن زيارة الأب الفاضل والحبر الجليل لهذا المكان دليل على معاني كثيرة ومنها الحب والإخلاص والمحبة التي تربط بين المصريين جميعًا. 

وتابع شيخ الإذاعيين: لا أحب أن أسمي المصريين مصرين مسلمين ومصريين مسيحيين، لكن أنا موقر فى ذهني أن المصريين جميعًا شخصًا واحد مهما اختلفت الديانات، فنحن نعشق هذا الوطن وترابه. 

وحضر حفل الاستقبال، الذي أُقيم فى الساحة الهمامية، اللواء قاسم حسين محافظ المنيا الأسبق، واللواء طارق رسلان عضو مجلس الشيوخ ، ونُخبة من ألمع أبناء الأسرة الهمامية.

زيارة فهمي عمر والوفد المرافق لمطرانية نجع حمادي 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فهمى شيخ الإذاعيين فهمي عمر رسائل نجع حمادى مطرانية نجع حمادي للأقباط الأرثوذكس عيد الميلاد المجيد نجع حمادی للأقباط الأرثوذکس أسقف نجع حمادی فهمی عمر

إقرأ أيضاً:

حين يكتب الدّعاة بالدم.. قراءة في رسائل الشهادة من دعاة غزة إلى دعاة الأمّة

في غزة، حيث تتداخل الدّعوة بالمعركة، وتتقاطع الآيات مع أزيز الرصاص، لا يبقى للنظرية مساحة خالصة، ولا للحياد مكان آمن؛ فكلّ شيء هناك يُختبر على حوافّ النزف، ويُوزن في ميزان الفعل، ويُقرأ في كتاب الدم لا الورق.

ليلةٌ أخرى من ليالي غزة الحارّة، توغّلت فيها يد الاحتلال خلسة، تظنّ أنّ الليل ستار، وأنّ البارود أبلغ من الصوت، لكنّ الأرض نطقت، واليقظة انطلقت، وسُجّلت على الرمال دماءٌ لم تكن لمقاتلين فحسب، بل لدعاةٍ حملوا العلم والقرآن، وساروا به إلى مواقع الاشتباك.

لم تكن تلك اللحظة مجرّد عمليّة اغتيال في قصف جوي، أو في تسلل أمنيّ، بل كانت شهادة من نوع آخر، كتبتها أجساد تحمل في صدرها علما، وتختزن في روحها دعوة، وتؤمن أنَّ ما بين المنبر والمتراس شعرة، لا يفصلها إلا صدق النيّة وعلوّ الهمّة؛ إنّهم دعاة غزة الذين ما فتئوا يجودون بأرواحهم ليكتبوا سطور دعوتهم بالدم؛ وما أبلغ الداعية حين يكون دمُه لسانَه النّاطق.

الوجه الجديد للعالِم.. من الفتوى إلى الفداء

منذ عقود طويلة، استقرّ في أذهان كثيرين نموذجٌ نمطيّ للعالِم؛ رجلٌ وقور، محاطٌ بالمجلّدات، يُفتي من وراء حجاب، وينأى بنفسه عن ضجيج السياسة أو طين الواقع؛ غير أن غزة، في لحظاتها الصادقة، أعادت تشكيل هذا النموذج.

ما عادت ساحة العلم تقتصر على المساجد، ولا حلقات الدرس وحدها تخرّج العلماء؛ بل باتت خطوط التماس ميدانا جديدا يُنتج عالِما متقدّما لا يتوارى حين تشتدّ الكلفة، ولا يبرّر تخلّفه بلغة التوازنات أو الحياد الأكاديميّ
لقد قدّمت غزة للعالم صورة للعالم والداعية لا يفصل بين الحبر والدم، ولا بين الدرس والرصاصة؛ إنّه رجلٌ قرأ في الفقه، ثم كتبه بالدم، ولم يجعل من تخصّصه حجابا، بل جسرا، ولم يرَ في الشهادة نهاية الرحلة، بل تمام الموقف.

وما عادت ساحة العلم تقتصر على المساجد، ولا حلقات الدرس وحدها تخرّج العلماء؛ بل باتت خطوط التماس ميدانا جديدا يُنتج عالِما متقدّما لا يتوارى حين تشتدّ الكلفة، ولا يبرّر تخلّفه بلغة التوازنات أو الحياد الأكاديميّ.

هكذا، تكشف دماء دعاة غزة عن بُعدٍ ثالثٍ للعلم؛ بعد الحضور في الثغور، والانحياز العمليّ للحق، ورفض أن يتحوّل العالِم إلى مؤرّخ صامت على مجازر العصر.

بين منابر الغُرف المكيّفة وخنادق الدعوة الحيّة

لم تكن تلك الدماء مجرّد إدانةٍ للعدوّ المحتلّ، بل صفعة هادئة لتيارٍ دينيّ عريض، استمرأ البقاء على مسافة آمنة من المعركة.

كم من دعاةٍ اليوم تلبّسوا لبوس الشريعة، لكنهم حوّلوها إلى واجهة دعائيّة أو بضاعة قابلة للتسويق؟ كم من الخطباء ازدحموا على شاشات الفضائيّات، لكنّ حديثهم لم يكن إلا ترجمة لأهواء السلاطين أو نزوات السوق؟ كم من المتحدّثين باسم الإسلام يتوشّحون لغة الإصلاح وهم يقدّمون برامجهم بين إعلان لعطر فاخر وترويجٍ لمنتج منزليّ؟

إنّ صورة الداعية الذي يصعد من ساحات النار، مضرّجا بدمه، تفوق في أثرها آلاف الحلقات المنمّقة؛ إنها تعيد ضبط البوصلة، وتضع المتلقّي أمام المفارقة المؤلمة؛ من يمثّل الإسلام حقا؟ أهو من صعد على منصة، أم من سقط في الميدان؟

ولئن بقيت الدعايات تزيّن وجوه المترفّعين، فإن الوعي الشعبيّ لا يُخدَع طويلا؛ لحظة الشهادة تبقى لحظة تطهير؛ وكما أنّ الدماء لا تكذب، فإنها لا تسمح لغيرها بالكذب في حضرتها.

فلسطين في ميزان الدعوة.. أولويّة أم واجب مؤجَّل؟

لطالما صدّرت المؤسّسات الدعويّة خطابا يُجمّل فلسطين بعبارات الصدارة والقدسيّة، لكنّ السؤال الذي يُطرَح بإلحاح: أين تقع فلسطين فعليّا في أولويّات العالِم الإسلاميّ الدعويّة اليوم؟

البيانات المتكرّرة، والخطب الموسميّة، والدعوات العابرة، لا تكفي لأن تكون فلسطين قضيّة حيّة؛ إنّما تحيا القضايا حين تصبح جزءا من البرنامج اليوميّ للداعية، حين يُزرع الوعي بها في الدروس، ويُعاد تأطير الصراع معها في ذهن الجيل الجديد.

فإذا كان دعاة غزة يواجهون الاحتلال ببنادقهم ومصاحفهم، فإنّ سلاح الدعاة في العالم الإسلامي هو الكلمة، والخطاب، والتوجيه. ولا معنى لهذا السلاح إذا لم يُشهَر، ولا جدوى له إن بقي محفوظا في مجلّد أو مؤجَّلا إلى "ظرف أنسب".

العالم الذي لا يُعلن موقفه من قضيةٍ بهذه الجلاء، ولا يوجّه جمهوره نحوها بتخطيطٍ وتفعيلٍ ومناهج واضحة، يكون شريكا -بصمته- في خذلان القضية، حتى لو أنكر ذلك بألف بيان.

بين المعرفة والموقف.. مسؤولية لا تقبل التأجيل

العالِم الحقيقي لا يُقاس بمدى ما يملكه من معرفة، بل بمقدار ما تَصنع هذه المعرفة فيه من موقف.

العالِم الحقيقي لا يُقاس بمدى ما يملكه من معرفة، بل بمقدار ما تَصنع هذه المعرفة فيه من موقف
وهذا ما جعل دماء الدعاة في غزة لا تمرّ كحادثٍ عابر؛ بل جعلت من أجسادهم الممتدّة على الإسفلت الغزّي، وثائق أخلاقيّة حيّة، تُدين صمت الصامتين، وتربك من اعتادوا أن يعيشوا دور الناصح دون أن يدفعوا ثمن النصيحة.

في تلك اللحظات، لم تكن غاية الشهداء أن يصبحوا رمزا، بل كانوا يقومون بواجبٍ بسيطٍ في عيونهم، عظيمٍ في المعيار الربّاني؛ أن يثبتوا حيث ينبغي الثبات، أن يُتمّوا العلم بالفعل، أن يوقّعوا على صدق دعوتهم لا بالحبر، بل بالدم.

صدق لا تمحوه السنين

غزّة لا تكتب كثيرا، لكنّها حين تكتب تفعل ذلك بالدم؛ ومَن يكتب بالدمّ لا تُمحى كلماته، ولا تُنسى رسائله.

لقد قدّمت غزة إلى الأمّة نماذج نقيّة من الدعاة، ممن اختلط في وجدانهم العلم بالإيمان، والتفقّه بالبطولة، فصاروا شهداء بلا استعراض، وأعلاما بلا تكلّف.

وهؤلاء، وإن غابوا بأجسادهم، فإنّ أثرهم لا يندثر؛ لأنّهم قالوا للدين: "نحن معك حتى النهاية"، وللدعوة: "لسنا نداء، بل جسدا"، وللعلم: "نحنُ الترجمة".

أما البقيّة، فعليهم أن يجيبوا عن السؤال الصامت الذي تتركه صور الشهداء خلفها: ما قيمة علم لا يُصاحبه صدق؟ وما وزن دعوةٍ لا تبلغ الثغور؟

x.com/muhammadkhm

مقالات مشابهة

  • دعاء التوفيق والنجاح .. ردده يجعل الصعب سهلا ويسهل الإجابة
  • رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأب 2025
  • حريق مصنع القطامية.. شهود عيان: النار التهمت المكان بسرعة البرق
  • أزمة حقيبة اليد في المطار: امرأة ألقت بنفسها على الأرض والفوضى تعم المكان والجميع في حالة صدمة
  • حين يكتب الدّعاة بالدم.. قراءة في رسائل الشهادة من دعاة غزة إلى دعاة الأمّة
  • أصابت النجاسة المكان ولا أعلم موضعه فكيف أصلي؟
  • الصور الأولى من مسلسل "ابن النادي" لـ أحمد فهمي
  • ليلى فهمي.. «الظل النابض بالحياة» الذي عاش في قلوبنا رغم غياب الأضواء
  • محلي نجع حمادي ينفذ إزالة فورية لشدة خشبية بالدور الرابع داخل المدينة
  • حملات نظافة مكثفة بقرية الرحمانية بنجع حمادي