جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@15:46:40 GMT

التكافل الاجتماعي

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

التكافل الاجتماعي

 

 

 

أحمد بن سعيد كزرات المعشني

 

في عالم مليء بالصخب والضغوطات، وحياة صعبة تحيطها التعثرات، يأتي التكافل الاجتماعي كنجمة مشرقة في السماء الصافية. إنه يُحيي فينا روح الإنسانية النبيلة والقيم الأخلاقية السامية، ويمنحنا السلام والسعادة عندما نمد أيدينا لتقديم العون وبذله لمن يحتاج إليه في أوقات الشدة.

ولا يقتصر هذا التكافل على المستوى الفردي فقط، بل يمتد إلى المجتمع بأسره، سواء كان ذلك بتقديم المساعدة المادية للمحتاجين أو المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية.

يشمل التكافل الاجتماعي الدعم المعنوي والعاطفي للأفراد الذين يمرون بظروف صعبة. فمن الأجدر أن تُمد يد العون لكل شخص يبدي حاجته، سواء كانت المساندة مادية أو معنوية. فالمسلم مجبول على بذل الرحمة والإحسان لأخيه المسلم، مصداقًا لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

إن بناء جسر من الحب والتعاون وتعزيز الانتماء والتضامن هو السبيل للسعادة الحقيقية والرضا الداخلي. ففيه تزدهر الراحة النفسية وتتوطد الروابط الاجتماعية. وعندما نتكاتف، فإننا نبني مجتمعًا قويًا مترابطًا. وفي ظل التفكك العالمي والعصف التقني الذي ينخر في ترابط المجتمعات، يصبح الشعور بالأمان والسعادة المجتمعية أمرًا لا يُقدّر بثمن.

حين نكون أفرادًا في مجتمع مترابط ومتراحم، نؤسس بذلك درعًا واقيًا وجدارًا عاليًا ضد التحديات العالمية التي تستهدف إنسانية الإنسان وتعمل على تفتيت ما تبقى له من وحدة واتصال مع محيطه ومجتمعه.

التكافل الاجتماعي هو خصلة مجتمعية حميدة توارثناها عبر الأزمان والأجيال، ويجب أن نحميها ونرعاها ونحث عليها ما دمنا نحمل قيم الإسلام والعروبة والإنسانية.

المجتمع في محافظة ظفار، على سبيل المثال، يشتهر بالأصالة والنخوة والشهامة؛ فكثيرًا ما نجدهم يدًا واحدة في الرخاء والشدة، وعاداتهم التي تربوا عليها منذ الصغر تظهر في كل المنعطفات. ومن أبرز صور هذا التكافل، حين يعاني مريض من تكاليف علاج باهظة، تجد شيوخ وأعيان القبائل يجتمعون لدعمه ماديًا ومعنويًا، بل ويمتد الأمر إلى إشراك القبائل الأخرى إذا تطلب الوضع.

وتشمل مظاهر التكافل أيضًا المعونات التي يقدمها المجتمع في ظفار لفك كربة المدين، أو دعم الشباب في استكمال تكاليف الزواج من خلال نظام "الشتر" المالي.

إذن، فإن الاستمرار في تطبيق التكافل الاجتماعي، رغم تغيرات العصر، ضرورة قصوى للحفاظ على التلاحم والترابط بين الناس. وبهذا الاستمرار، نقدم القدوة للعالم الذي يغرق في متاهات الفردية والأنانية والتفكك المجتمعي. ومن أعظم القيم التي غرسها النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه هو مبدأ التكافل والتكاتف، الذي تُبنى به قواعد هذه الأمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«أهمية تعزيز القيم الإيجابية لبناء مجتمع متماسك» ندوة توعوية بإعلام السويس

عقدت اليوم ندوة حول أهمية تعزيز القيم الإيجابية لبناء مجتمع متماسك حاضر فيها دكتور مهندس رانا جمال محمد أستاذ بمعهد ألقناة العالي للهندسة والتكنولوجيا وحضور أئمة مديريه الأوقاف وطلبه معهد القناة العالى للهندسة ومكلفات الخدمة العامة بالتضامن الاجتماعي.

وتحدثت ماجدة عشماوي، مدير مركز النيل للإعلام بالسويس، عن أن القيم الإيجابية هي الموجهات الأساسية للسلوك الإنساني والتي تعزز التفاعل الاجتماعي الإيجابي وتنمى الشعور بالمسئولية والمساهمة في بناء مجتمع متماسك ومتطور وتشمل هذه القيم الصدق والأمانة والإخلاص والتسامح والعطاء والمسئولية والقيم لها دور أساسي في توجيه سلوك الفرد والجماعة وفاعلًا أساسيًا في تماسك المجتمع والمحافظة على وحدته.

كما تحدثت الدكتورة رانا جمال عن أهمية القيم الإيجابية ومنها تعزيز الثقة والمصداقية وتكسب القيم للفرد احترام الآخرين وتزيد من الثقة في العلاقات الاجتماعية وأيضا أهميتها في بناء مجتمعات متماسكة.

وأوضحت الدكتورة رنا جمال أمثلة على القيم الإيجابية وتأثيرها مثل الصدق الذي يعزز العلاقات القائمة على الاحترام والثقة والتسامح والعطاء الذي يسهم في تقليل الفجوات بين الأفراد

ونوهت إلى كيفية غرس القيم الإيجابية من خلال الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلام والمجتمع، و أنه يوجد تحديات القيم الإيجابية منها تأثير وسائل الإعلام السلبية والتغيرات الثقافية والاجتماعية فالقيم ليست فقط أساسًا لبناء شخصية الفرد ولكنها حجر الزاوية لبناء مجتمع مزدهر ومستدام.

كما أكدت على أهمية دور المؤسسات التعليمية لما لها من دور تربوي مهم يتفاعل مع دورها التعليمي وعناية الإسلام بالقيم الأخلاقية وتنميتها في طبيعة النفس البشرية إنما تكمن في ثلاث اتجاهات هى الاهتمام بالتربية الوجدانية في النفس البشرية على المحبة والمودة وتنمية العلاقات الاجتماعية والاهتمام بتربية النفس البشرية على ممارسة السلوك الذي يحقق هذه القيم الأخلاقية

وتابعت الدكتورة رنا حديثها عن أهمية القيم الإسلامية وأثرها في التقدم الحضاري حيث تعد الحضارة الإسلامية حضارة أخلاقية تجمع بين الفكر والعمل والقيم الأخلاقية هي التي تعصم المجتمعات من الإنحلال وتصون الحضارة والمدنية من الضياع ودونها لا تنهض الأمم ولا تقوى الدول مهما بلغت من العلم والازدهار فالعلم والأخلاق لا تستغنى عنهماالمجتمعات، مؤكدة على أنه بقدر ما تكون هذه القيم جزء متكاملًا مع الكيان النفسى للفرد بقدر ما يسود المجتمع من طاقات إنسانية خلاقة جديرة بدفع عجلته نحو التقدم والازدهار.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • وزير المالية: نستهدف تبسيط الإجراءات الضريبية والجمركية وخفض تكاليف الإنتاج فى مصر
  • «أهمية تعزيز القيم الإيجابية لبناء مجتمع متماسك» ندوة توعوية بإعلام السويس
  • هُويَّتنا التي نحنو عليها
  • نائب محافظ الجيزة تشارك في جلسة مشاركة المجتمع المحلي في مشروعات التنمية التي تنفذها الحكومات
  • إبراهيم عيسى: الدولة المسيطرة تصنع مجتمعًا هشًا
  • العلاقي: الأندية الرياضية مؤسسات مجتمع مدني ولا علاقة لها بالسياسة
  • شراكة بين راكز وآنا كونسيرج لتوفير خدمات شخصية متكاملة وتسهيل حياة مجتمع الأعمال في رأس الخيمة
  • شما المزروعي: «وزارة التمكين» تعيد صياغة منظومة العمل الاجتماعي
  • صحيفة عبرية: “إسرائيل” معزولة مرة أخرى بسبب ابتعاد شركات الطيران وارتفاع تكاليف السفر الجوي