تحذير وتنبيه.. أستاذة بجامعة بوسطن: لا تستهينوا بالقوة الدائمة لتنظيم «داعش».. الحركة الإرهابية تحولت إلى الخلافة الرقمية بعد خسارة أراضيها فى العراق.. وما زالت تغذى أجندتها المدمرة
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع دخول العالم سنة جديدة، ضربت نيو أورليانز مأساة مروعة. ففي الأول من يناير، قاد محارب قديم ساخط، مثقل بالديون الشخصية والاضطرابات العاطفية، سيارته وسط حشد من المحتفلين، مما أسفر عن مقتل ١٤ شخصا وإصابة ٣٥ آخرين. وقبل الهجوم، أعلن الجاني ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي أعاد إشعال المخاوف بشأن النفوذ الدائم للمنظمة حتى بعد سنوات من انهيار ما يسمى بالخلافة.
جهاد "الخمس نجوم"
في ذروته، روّج تنظيم داعش لنفسه باعتباره دولة "مثالية"، حيث عرض على المجندين مزيجا متناقضا من الأصالة الدينية والمكافآت المادية. وقد اجتذبت وعود السكن المجاني، وإعادة تعريف الهوية، وحتى عرض الزوجات، ما يقدر بنحو ٥٣ ألف مقاتل من ٨٠ دولة إلى أراضيه.. بحلول عام ٢٠١٩، انكسرت قبضة الخلافة الإقليمية، لكن أيديولوجيتها لا تزال قائمة، وتتجلى الآن في خلايا متناثرة في جميع أنحاء أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأفغانستان وسوريا. في أفغانستان، دبّر فرع الجماعة، داعش-خراسان، هجمات كبيرة، بينما في سوريا، تتزايد المخاوف بشأن عودة ظهوره في أعقاب عدم الاستقرار السياسي.. على الإنترنت، يواصل داعش نشر أيديولوجيته المتطرفة، مستهدفًا الأفراد الضعفاء في جميع أنحاء العالم.
جريمة اليأس
لقد أمضت جيسيكا ستيرن، أستاذة الأبحاث في جامعة بوسطن، عقودًا من الزمن في دراسة الدوافع وراء الإرهاب المحلي والعابر للحدود الوطنية. ووفقًا لها، فإن العديد من الذئاب المنفردة التي تم تجنيدها ذاتيًا مدفوعة بمظالم شخصية بدلاً من الالتزام الأيديولوجي. غالبًا ما تخلق الصراعات المتعلقة بالصحة العقلية والأعباء المالية والاغتراب الاجتماعي أرضًا خصبة للتطرف. يجسد مهاجم نيو أورليانز هذا الاتجاه. إن ولاءه لتنظيم داعش، وهو محارب قديم يكافح من أجل إعادة الاندماج، والمشاكل القانونية، قد قدم ما وصفته ستيرن بأنه "بريق روحي منحرف" لفعل متجذر في اليأس والانتقام. وكشفت منشوراته الأخيرة على فيسبوك عن اضطرابه الداخلي ورغبته في تضخيم مظالمه الشخصية إلى رواية عالمية عن "المؤمنين ضد الكافرين".
الإرهاب الفردي
إن القدرة على التكيف المزعجة التي يتمتع بها تنظيم داعش تؤكد على التهديد المستمر الذي يشكله. ففي الولايات المتحدة وحدها، شهد العام الماضي العديد من المؤامرات المستوحاة من تنظيم داعش، من هجوم مخطط له على مسيرة في أريزونا إلى تهديدات يوم الانتخابات في أوكلاهوما. وحذرت وكالات المخابرات الفيدرالية من أن الرسائل المؤيدة لتنظيم داعش لا تزال نشطة، وتشجع على الهجمات أثناء التجمعات العامة.
إن مرونة تنظيم داعش مرتبطة بالظروف الأساسية التي سهلت صعوده، ومنها الدول الهشة، والبطالة المنتشرة بين الشباب، والتوترات الدينية والعرقية غير المحلولة. إن هذه القضايا، إلى جانب التحول الاستراتيجي للجيش الأمريكي بعيداً عن مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، توفر أرضاً خصبة للتطرف. تدافع ستيرن عن نهج الصحة العامة لمكافحة التطرف. وتقارن بين منع الانتحار وحملات مكافحة العنف، وتؤكد على أهمية الوعي المجتمعي، ومواجهة "الممرات المؤدية إلى التطرف" للأفراد المعرضين له. وجاء الهجوم في نيو أورليانز بمثابة تذكير قاتم بأن التدخل المبكر يمكن أن ينقذ الأرواح.
الخلافة الرقمية
على الرغم من خسارة أراضيه المادية، تحول داعش إلى خلافة رقمية، قادرة على استغلال الأزمات الشخصية لتغذية أجندته المتطرفة. وكما توضح مأساة نيو أورليانز، فإن أيديولوجية الجماعة لا تزال تتردد صداها لدى الأفراد المحبطين، مما يحول اليأس الخاص إلى مأساة عامة.
إن التهديد الدائم الذي يشكله داعش لا يكمن فقط في قدرته التنظيمية ولكن في قدرته على استغلال الانقسامات المجتمعية والضعف الشخصي. ولمواجهة هذا، فإن بذل جهود متضافرة تشمل التثقيف العام، ودعم الصحة العقلية، والتدخلات المجتمعية القوية أمر ضروري. إن المعركة ضد داعش لم تنته بعد، ولكن التدابير الاستباقية يمكن أن تمنع المزيد من المآسي وتخفف من جاذبية إيديولوجيتها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش العراق نیو أورلیانز تنظیم داعش
إقرأ أيضاً:
شاهد.. روبوتات بوسطن ديناميكس ترقص في تجربة أداء ببرنامج مواهب شهير
ظهرت مجموعة من الروبوتات رباعية الأرجل التابعة لشركة بوسطن ديناميكس Boston Dynamics، على مسرح برنامج المواهب الأمريكي الشهير “America’s Got Talent” لتقديم عرضا راقصا يجمع بين التقنية المتقدمة والحركة الإبداعية.
وبحسب ما ذكره موقع “techcrunch” التقني، قدمت روبوتات بوسطن ديناميكس، عرضا راقصا متزامنا على أنغام أغنية "Don’t Stop Me Now" لفرقة Queen، ما أثار إعجاب لجنة التحكيم ومنحهم أربعة أصوات "نعم" كاملة.
لكن لم تخل السهرة من المفاجآت، إذ تعرض أحد الروبوتات الخمسة لما يشبه "رهبة المسرح"، فتوقف عن العمل وسط العرض، إلا أن الروبوتات الأربعة الأخرى واصلت الرقص، ملتزمة بشعار "العرض يجب أن يستمر".
وعلق الحكم "سايمون كاول" على الأداء قائلا: "هل أكون صريحا معكم؟ لا أقصد الإساءة، لكن ما حدث كان بطريقة ما أفضل.. لأنه أظهر مدى صعوبة ما تقومون به".
ورغم طرافة الموقف، فإن كاول أشار إلى نقطة جوهرية: الفشل أحيانا يوضح لنا حدود التكنولوجيا وقدراتها الفعلية.
ولطالما كانت شركة بوسطن ديناميكس متحفظة بشأن أخطاء روبوتاتها، وكانت حريصة على تقديمها بصورة مثالية تشبه المستقبل.
ولكن قبل سنوات بدأت الشركة بمشاركة لقطات تظهر كيف أن إنتاج فيديوهات مثيرة لتلك الآلات يتطلب هندسة دقيقة وتجارب عديدة، مع حالات تعثر وسقوط كثيرة، خاصة في روبوتات "أطلس" التي تؤدي حركات باركور.
وكتبت الشركة حينها في مدونة: "عندما تدفع الروبوتات إلى أقصى حدودها، فمن الطبيعي أن تصل إلى تلك الحدود أحيانا".
ومن المفارقة، أن تعثر أحد الروبوتات في عرض تلفزيوني ربما يجعله أكثر تميزا في الذاكرة من عرض مثالي بلا روح أو كما وصفه البعض: “روبوتي جدا”، ومن يدري، ربما يصبح هذا العطل لحظة أيقونية، تماما كما حصل مع "بيكاتشو المنكمش" الذي خطف الأنظار سابقا.