دخلت العلاقات بين باريس والجزائر مرحلة جديدة من التوتر بعد أن اتهم وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، الجزائر يوم الجمعة بمحاولة "إذلال" بلاده، بعد رفضها استقبال أحد رعاياها الذي كان في طريقه إلى الترحيل. وتضاف هذه الحادثة إلى سلسلة من الأزمات السياسية التي تعصف بالعلاقات بين البلدين.

اعلان

وكان نعمان بوعلام، المعروف باسم "دواليم" أو "بوعلام دز"، قد اعتُقل في مونبلييه بتهمة التحريض على العنف عبر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم وضعه على متن طائرة متجهة إلى الجزائر، رفضت السلطات الجزائرية استقباله، معللة ذلك بمنعه من دخول أراضيها. تمت إعادة المذكور إلى فرنسا في ذات اليوم، ما أثار ردود فعل غاضبة من حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.

أدت هذه الحادثة إلى زيادة التوتر بين البلدين، حيث قال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو: "لقد وصلنا إلى نقطة مقلقة للغاية مع الجزائر، وهي تسعى لإذلال فرنسا". وتعكس هذه التصريحات غضب باريس وتوضح مدى تفاقم الوضع بين البلدين.

الجزائر ستشرف نفسها بإنهاء احتجاز بوعلام صنصال، الذي لا يستند إلى أي سبب معقول أو جاد

من جانبه، عبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن موقفه قائلاً: "إذا استمر الجزائريون في تصعيد الموقف، فستكون لدينا خيارات محددة للرد، مثل التأشيرات والمساعدات الإنمائية". كما أكد على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة للرد على هذا التصعيد.

وفي سياق هذا التصعيد، دعا رئيس الوزراء الفرنسي السابق غابرييل أتال إلى ضرورة وضع حدود دبلوماسية مع الجزائر، مؤكداً على أهمية مراجعة اتفاقية عام 1968 التي تمنح امتيازات للمهاجرين الجزائريين في فرنسا. وفي مقال له بصحيفة "لوفيغارو"، شدد أتال على ضرورة إقامة علاقات جديدة مع الجزائر على أساس الاحترام المتبادل.

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، عضو لجنة التحكيم، خلال المؤتمر الصحفي للدورة الـ62 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، الخميس 9 فبراير 2012.Markus Schreiber

وفي الآونة الأخيرة، تحولت قضايا المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مصدر جديد للتوتر بين الجزائر وفرنسا، حيث تُتهم بعض الشخصيات بنشر خطاب العنف والتحريض انطلاقاً من الأراضي الفرنسية. وقبلها كانت قضية اعتقال الكاتب الفرنسي من أصل جزائري بوعلام صنصال في نوفمبر الماضي وسط اتهامات بعدم تقديمه لمحاكمة عادلة، مما أثار انتقادات واسعة في الأوساط الدولية.

وبينما يعتبر البعض أن قضية صنصال في الجزائر قد تكون نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، لا سيما أن الكاتب المولود لأم جزائرية وأب مغربي يُعتبر من أبرز منتقدي الحكومة الجزائرية.

من جهتها، ردت الجزائر على موقف باريس من خلال وكالة الأنباء الجزائرية، وقالت إن فرنسا "وقعت تحت تأثير عصابة من اللوبي المعادي للجزائر". وتزيد هذه التصريحات من تعقيد العلاقات بين البلدين، مما يفتح الباب لمزيد من التوترات الدبلوماسية.

وعلى الرغم من التصعيد الأخير، فإن قضية بوعلام صنصال تضاف إلى سلسلة من القضايا التي تعكر صفو العلاقات بين البلدين، بما في ذلك موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الحل المغربي لقضية الصحراء الغربية، وملف التأشيرات، فضلاً عن التصريحات المثيرة للجدل بشأن السياسة الاستعمارية الفرنسية.

المصادر الإضافية • Le Figaro

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اعتقال الصحفي عبد الوكيل بلام يشعل جدلًا في الجزائر ومنظمات حقوقية تستنكر قمع الحريات سلمان رشدي وآخرون يطالبون بالإفراج عن الكاتب المثير للجدل بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد للإسلام وماكرون قلق على مصيره تطرفإعلامالجزائرفرنساوسائل التواصل الاجتماعي اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. القصف يحصد مزيدا من الأرواح في غزة ودعوات أممية لتيسير الوصول لمستشفى العودة وحماس تنتظر رد إسرائيل يعرض الآن Next ميقاتي يلبي دعوة الشرع ويلتقيه في دمشق والأخير يؤكد على ضرورة التخلص "من ذهنية العلاقة السابقة" يعرض الآن Next في أول حفل له بعد 13 عاماً في المنفى.. وصفي المعصراني يشعل قاعة دمشق بأغاني الثورة السورية يعرض الآن Next ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق كاليفورنيا إلى 11 شخصاً والخسائر الاقتصادية تقدر بـ 135 مليار دولار يعرض الآن Next عدو عاقل خير من صديق جاهل.. استياء وسخرية من إعلان للخطوط الجوية الباكستانية حول رحلاتها إلى فرنسا اعلانالاكثر قراءة الخارجية الأمريكية تعلن عن عقوبات قاسية ضد قطاعي النفط والغاز الروسيين عواصف ثلجية غير مسبوقة تضرب الجنوب الأمريكي وتشل الحياة اليومية وإلغاء آلاف الرحلات الجوية حريقان في لوس أنجلوس يدمران 10,000 منشأة وسط تحذيرات جديدة لإجلاء السكان في قلب مانيلا: موكب الناصري الأسود يجذب المؤمنين الكاثوليك من جميع أنحاء الفلبين "قال ترامب سأشعل الشرق الأوسط فاشتعلت أمريكا".. كيف ربط رواد الإنترنت بين الحرائق وحرب غزة؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومهيئة تحرير الشام فنزويلاأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دمشقسورياضحاياقصفجو بايدننيكولاس مادوروالحرب في سورياحفل موسيقيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام فنزويلا أبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دمشق سوريا هيئة تحرير الشام فنزويلا أبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دمشق سوريا تطرف إعلام الجزائر فرنسا وسائل التواصل الاجتماعي هيئة تحرير الشام فنزويلا أبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دمشق سوريا ضحايا قصف جو بايدن نيكولاس مادورو الحرب في سوريا حفل موسيقي العلاقات بین البلدین بوعلام صنصال یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

اعتداء مسلّح على رئيس بلدية الخليل.. واتهامات بتقاعس أمني وتصفية حسابات سياسية

تعرّض رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة، فجر الخميس، لاعتداء جسدي عنيف نفّذه ملثّمون، أثناء خروجه من أحد المساجد قرب منزله في المنطقة الجنوبية من المدينة، في وقتٍ كانت الخليل تشهد انقطاعاً واسعاً للتيار الكهربائي تسبب بتعطّل معظم كاميرات المراقبة، وسط تزايد عمليات إطلاق النار في المدينة.

وأظهرت مقاطع كاميرات مراقبة نجت من العطل، مجموعة من الملثمين يترجلون من مركبة مجهولة لحظة خروج أبو سنينة من المسجد، حيث هاجموه بالضرب بشكل مفاجئ، ثم فرّوا بسرعة مستغلين حالة الظلام وغياب أي تواجد فعلي للأجهزة الأمنية الفلسطينية في المناطق المصنّفة (H2) الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة.

وفي أول تعليق رسمي، قال الناطق باسم الشرطة الفلسطينية، العميد لؤي ارزيقات، إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الاعتداء مرتبط بـ"خلافات عائلية قديمة"، مؤكداً أن الشرطة باشرت التحقيق فورًا وتسعى لتحديد هوية الجناة وتقديمهم للقضاء.



غير أن حمزة أبو سنينة، نجل رئيس البلدية، فنّد هذه الرواية، موضحاً أن والده "لم يكن طرفاً في الخلاف العائلي"، بل كان وسيطًا سابقًا لمحاولة حلّه، وتحديدًا في عام 2022، حيث نشب خلاف حول الإرث بين فرعين من العائلة، وتخلل ذلك إطلاق نار أصاب أربعة أفراد، أحدهم بجروح خطيرة.

وبيّن نجل رئيس البلدية أن انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ في المدينة عند منتصف الليل – بحجة أعمال صيانة – تسبب في تعطيل معظم كاميرات المراقبة، ما ساعد الجناة على تنفيذ الاعتداء دون توثيق واضح، محذّراً من أن "عدم قيام الشرطة باعتقال المعتدين أو تسليم أنفسهم وتقديم اعتذار عشائري وقانوني، قد يدفع بالعائلة إلى التحرك خارج أطر القانون".

خلفية سياسية... وتصفية حسابات داخل "فتح"
يأتي هذا الاعتداء في ظلّ أزمة سياسية متصاعدة يواجهها تيسير أبو سنينة مع قيادة حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية منذ عدة سنوات، على خلفية مواقفه السياسية، وانتقاداته المتكررة للمنظومة الرسمية، علما بأنه أحد قيادي سابق بحركة فتح.

وكان أبو سنينة قد فاز برئاسة بلدية الخليل عام 2017 على رأس قائمة "فتح"، قبل أن تتفاقم الخلافات الداخلية، ويُستبعد لاحقًا من الحركة، ليخوض انتخابات 2021 على رأس قائمة مستقلة جمعت شخصيات يسارية وإسلامية، ويُعاد انتخابه رئيسًا للبلدية، ما دفع "فتح" إلى فصله رسميًا من عضويتها، رغم أنه أحد رموزها التاريخيين في المدينة.

ويُعد أبو سنينة من الشخصيات البارزة في الحركة، حيث شارك في تنفيذ عملية "الدبويا" عام 1980 ضد الاحتلال، وقضى حكمًا بالسجن المؤبد قبل أن يُفرج عنه في صفقة تبادل عام 1983، ويغادر إلى الأردن للعمل في لجنة "تنظيم 77"، ثم يعود لاحقًا إلى الضفة الغربية ويتولّى مناصب إدارية.

من جهتها، أدانت بلدية الخليل الاعتداء، ووصفته بـ"العمل الجبان والإجرامي الذي لا يمتّ إلى الدين أو الأعراف بصلة"، مؤكدة أن "الاستهداف لم يكن شخصيًا بل موجّه لمؤسسة بلدية الخليل ورمز من رموزها المنتخبة شرعيًا".

وأضاف المجلس البلدي في بيان رسمي: "ما جرى يُعبّر عن انحدار خطير في السلوك المجتمعي، ومحاولة مرفوضة لفرض الفوضى بالقوة"، معلنًا عن تعليق الدوام الرسمي الخميس من الساعة 12:00 ظهرًا وحتى نهاية الدوام، بالتنسيق مع نقابة العاملين، استنكارًا للحادثة.

تسود حالة من الغضب والتوتر في الخليل على وقع هذا الاعتداء، الذي يُنظر إليه باعتباره رسالة تهديد مزدوجة: من جهة محاولة تصفية حسابات داخلية، ومن جهة أخرى تقويض سلطة المجالس البلدية المنتخبة، في وقتٍ تتزايد فيه مؤشرات الانفلات الأمني والتراخي في تطبيق القانون.

مقالات مشابهة

  • اعتداء مسلّح على رئيس بلدية الخليل.. واتهامات بتقاعس أمني وتصفية حسابات سياسية
  • كركوك.. تشكيل لجنة للتحقيق بانتشار رائحة الغاز واتهامات لشركة نفط الشمال
  • أدى له زيارة وداع ..الرئيس تبون يستقبل سفير جمهورية لبنان
  • الرئيس البرازيلي يتهم واشنطن بمحاولة تقويض قضاء بلاده عبر عقوبات ماغنيتسكي
  • مصطفى يراسل وزيري خارجية السعودية وفرنسا لدعم وتأييد إعلان نيويورك
  • رداً على فرنسا وبريطانيا.. رئيس الكنيست: يمكن إقامة دولة فلسطينية في لندن أو باريس
  • الفيصل الزبير يسعى للعودة إلى منصة التتويج في سباق ماني كور الفرنسي
  • إسرائيل تبدأ ترحيل ناشطي سفينة حنظلة بعد محاولتهم كسر الحصار على إلى غزة
  • على امتداد سبعة عقود.. ما هي أبرز المحطات في مسار الموقف الفرنسي من الاعتراف بفلسطين؟
  • خفايا صفقات ترحيل المهاجرين من أميركا إلى دول أخرى