إستعادة مدني ومرحلة أفتراق الطرق
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
أن القيمة المعنوية و الأخلاقية و السياسية التي أظهرتها إستعادت ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة ليست الانتصار على الميليشيا و دحرها و أبعادها من المدنية و لكن القيمة تتمثل في الخروج الجماهيري العريض في أغلبية ولايات و مدن السودان في تناغم كامل، و هم يهتفون بشعار " شعب واحد جيش واحد" هذا الشعار الذي أظهر فرح تحالف الشعب العريض مع قواته المسلحة و بقية المكونات العسكرية الأخرى، و شكل اللحمة بين مكونات السودان المختلفة الذين خرجوا جماعات مندفعين نحو الشوارع إحتفالا برجوع مدينة أقليم الجزيرة.
أن انتصار الجيش و كل المكونات العسكرية التي تعمل بإمرته إلي جانب المستنفرين و المقاومة الشعبية في معركة أقليم الجزيرة، هو ليس انتصارا لمعركة و استعادة مدينة، أنما هو انتصارا لمشروع سياسي على ضوئه سوف يتشكل سودان المستقبل، و أيضا هو مشروع يبدأ مسيرته أن شاء الله بانتصار على الميليشيا في كل أقاليم السودان، لكي يتجاوز بها خطابات الكراهية و الجهوية و المناطقية، لآن الحرب قد تجاوزت هذه الدعوات عندما روت دماء المقاتلين أرض وطنهم الطاهرة، و لا تفرق بينهم من حيث العشائرية و المناطقية إلا من رفض.. أننا نثق أن انتصار الجيش مسألة حتمية، حتى إذا طالت الفترة الزمنية، و لكن أيضا متأكدين أن الحرب سوف تخلق واقعا جديدا في البلاد.. و أن أنتصار الجيش سوف يبرز قيادات جديدة تخلقت في رحم المعاناة من خلال زخات الرصاص و ازيز الطائرات و انفجارات طلقات المدافع، هؤلاء الشباب الذين خاضوا المعارك في مناطق السودان المختلفة ضد الميليشيا و اتباعها و الداعمين لها من دول الجوار و الأمارات هم وحدهم الذين تتجسد فيهم مسؤولية بناء السودان لأنهم يقدمون الوطن و المواطن على مصالحهم الشخصية..
أن الانتصار في المعارك ضد الميليشيا هي بداية لمراحل جديدة قادمة تعزز وحدة الوطن و أمنه و استقراره و نهضته.. هي أيضا تحتاج إلي طريقة جديدة في التفكير، بهدف تقديم تصورات و أفكار تهدف إلي البناء في كل جوانبه.. كما ما هو معلوم من تاريخ الشعوب أن الذين يقفون في الحياد في معارك الوطن و الحفاظ على استقلاله و سيادته هي مواقف لا تبعد صاحبها عن مواقف الذين يقاتلون ضده و الذين يتم توظيفهم من أجل خدمة الأجندة الأجنبية.. أما الذين درجوا في خطابهم باستخدام مصطلح الطرفين هؤلاء هم يحاولون أن يغطوا بها على مواقفهم الحقيقية الداعمة للميليشيا.. أما أولئك الذين يعتقدون أن الجيش يريد فقط انتصارات لكي يعزز بها موقفه التفاضي، هؤلاء مايزالون يعتقدون أن التفاوض سوف يعيدهم للساحة السياسية مرة أخرى.. و أيضا هؤلاء مصرين قراءة الواقع بافتراضات زائفة لا تمت للواقع بصلة.. أن الجيش متمسك و عازم على أن يكون التلاحم بينه و الشعب قويا لذلك لن يتردد في إكمال مشروع هزيمة الميليشيا، و إحباط المؤامرات الخارجية على الوطن..
و هناك الذين يحاولون التشكيك في أن أغلبية الشعب تقف مع الجيش، و هؤلاء هم الذين يتمسكون بوجوب هزيمة الميليشيا، و إغلاق الطرق المؤدية للساحتين العسكرية و السياسية أمامها تماما.. و هي لا تتم إلا بالهزيمة أو الاستسلام.. هؤلاء هل أصاب اعينهم الرمد، و الجماهير تخرج من كل فج عميق في أغلبية مدن السودان فرحة و مؤيد للجيش.. و على هؤلاء أن يتوجهوا إلي الجماهير و يطالبونها بتغيير موقفها، إذا كانوا بالفعل ينطلقون من قناعة راسخة لرؤيتهم.. أن الحرب بالفعل قد غيرت كل المعادلات السياسية في البلاد، و أيضا القناعات القائمة على زيف المعلومات، و التحليلات الخاطئة.. أن الجماهير دائما تغير قناعاتها خدمة لمصلحة الوطن و مصالحها، و أيضا لها القدرة على التمييز بين الغث و السمين، لذلك هي قادرة على استيعاب المتغيرات..
نعرف : أن الحرب ماتزال مستمرة، و هزيمة الميليشيا تحتاج لوقت، إذا كان ذلك في ما بقى من أرض الجزيرة، أو ولاية الخرطوم و كردفان إضافة إلي دارفور، و ليس هناك خيارا غير المواصلة و تحرير الأجزاء المتبقية من ولاية الجزيرة و ولاية الخرطوم، و الانتصارات قد رفعت الروح المعنوية عند المقاتلين، و التي تؤكد أن الميليشيا تواجه حالة من الانكسار الكبير، و معلوم أن حرب المرجفون و المحزلون ماتزال مستمرة، لكن بإلإرادة و العزيمة و إصرار الشباب المقاتلين سوف يصنع نصرا كل يوم.. أن هزيمة الميليشيا هي الهدف الذي أشارت إليه جماهير المواطنين في شعاراتها عند استقبالها لقوات الجيش و القوات المقاتلة الأخرى، و الجيش أصبح مصرا على تحقيق الهدف " سودان خالي من الميليشيا" الهدف الذي يضع القاعدة للجمهورية الثانية في البلاد... نسأل الله حسن البصيرة..
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی البلاد
إقرأ أيضاً:
من أين جاء لاعبو الإمارات الذين هزموا الجزائر في كأس العرب؟
تغلب المنتخب الإماراتي على نظيره الجزائري بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس العرب 2025، المقامة في قطر.
وبعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، تألق الحارس الإماراتي حمد المقبالي، ليوصل منتخب بلاده إلى نصف نهائي البطولة في مواجهة مرتقبة مع المغرب.
ولفتت الإمارات الأنظار من خلال العدد الكبير من اللاعبين المجنسين حديثا، والذين قادوا "الأبيض" إلى نصف نهائي كأس العرب، عقب فشلهم بالوصول إلى مونديال كأس العالم 2026.
منتخبنا يعود ويعادل النتيجة ✅
برونو أوليفيرا يسجل هدف التعادل لمنتخب الإمارات في شباك منتخب الجزائر ????????⚽#الجزائر_الإمارات#كأس_العرب pic.twitter.com/wi5fT3WU0f — ADSportsTV (@ADSportsTV) December 12, 2025
كيف بدأت القصة؟
في أيار/ مايو 2018، أقر مجلس الوزراء الإماراتي قرارات تاريخية بشأن مشاركة اللاعبين غير المواطنين في المسابقات الرسمية، حيث جرى الإعلان عن مسمى "اللاعب المقيم"، والذي تضمن أيضا أبناء المواطنات، ومواليد الدولة، إضافة إلى اللاعبين الذين يتم استقطابهم في سن صغيرة من دول العالم.
وسبق القانون هذا، حالات تجنيس فردية كانت الأندية هي من تستفيد منها لتسجيل لاعب أجنبي إضافي، حيث جنّس الجزيرة في 2006 الإيفواري إبراهيم دياكيه، ولاحقا، حصل الأرجنتيني سبستيان تيغالي، والبرازيليان فابيو ليما، وكايو كانيدو على الجنسية.
وقام اتحاد الكرة الإماراتي، ورابطة المحترفين بإجراء عدة تعديلات على قانون اللاعب المقيم، تخص أعدادهم في الأندية وأعمارهم وغيرها، مع بقاء جوهر فكرة القانون وهو استقطاب المواهب من الخارج في سن صغيرة.
وللحصول على أحقية تمثيل المنتخب الوطني بعد الحصول على الجنسية، تشترط لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بقاء اللاعب المقيم في الدولة خمس سنوات، وهو ما يعني أن اللاعبين الذين قدموا إلى الإمارات في سن 18 عاما، يحق لهم تمثيل "الأبيض" بعد بلوغهم سن 23 عاما.
وأقرت "فيفا" شرط الخمس سنوات، في 2020، لمنع ما يُعرف بـ"التجنيس الرياضي"، أي منح اللاعب الجنسية لإشراكه فورا في المنتخبات الوطنية، حيث سبقت الإمارات دول في التجنيس الرياضي أبرزها قطر منذ العام 2003، قبل أن تعتمد لاحقا على تجنيس مواليد الدولة، والمواهب الصغيرة في السن.
وبدأت الإمارات باستقطاب لاعبين حول العالم من سن 16 عاما، ليكونوا مؤهلين لتمثيل المنتخب الأول عند بلوغهم سن الـ21 عاما، وهو ما يسهم في بناء منتخب شاب ومتجانس، إضافة إلى أهداف اقتصادية في الاستثمار بالمواهب التي غالبا ما يتم استقطابهم بمبالغ زهيدة.
ولم يكشف القانون الإماراتي مصير اللاعبين الذين جرى منحهم الجنسية، لكنهم لم يمثلوا المنتخبات الوطنية لتواضع مستواهم الفني، أو غادروا البلاد لاحقا، على غرار البرازيلي إيغور خيسوس، مهاجم نونتغهام فورست الإنجليزي، والذي حصل على الجنسية الإماراتية وكان ينتظر المشاركة مع "الأبيض" وهو في صفوف شباب الأهلي دبي، قبل أن ينتقل إلى بلاده لرغبته في تمثيل منتخبه الأصلي، وهو ما تم بالفعل.
أكثر من النصف
ضمت قائمة الإمارات في كأس العرب 14 لاعبا ليسو من أصول إماراتية، من أصل 23 لاعبا متواجدا في القائمة المشاركة ببطولة "كأس العرب 2025".
وفي خط الدفاع، تواجد كل من البرتغالي روبين كانيدو (24 عاما)، الذي ترعرع في أكاديمية بورتو قبل الانتقال إلى الوحدة في أبو ظبي، وهو زميل المدافع الآخر التونسي الأصل علاء زهير، (25 عاما)، والذي بدأ مسيرته في المنستيري التونسي قبل الانتقال إلى الوحدة منذ سنوات.
في الدفاع أيضا تواجد كل من الإيفواري الأصل كوامي أكيدو لاعب العين ((25 عاما)، والصربي المخضرم ساشا إيفكوفيتش (32 عاما)، والذي جاء إلى الإمارات محترفا مع بني ياس في العام 2019، ما أهله للعب في المنتخب بعد حصوله على الجنسية.
وفي خط الوسط يتواجد المغربي الأصل عصام فايز (25 عاما)، ابن أكاديمية أولمبيك خريبكة، والذي يلعب حاليا في عجمان. إضافة إلى الأرجنتيني نيكولاس خيمينيز (29 عاما) لاعب الوصل في دبي.
إضافة إلى الغاني ريتشارد أكونور (21 عاما) لاعب الجزيرة، والذي سجل الركلة الحاسمة أمام الجزائر.
سيطرة برازيلية
ضمت قائمة الإمارات خمسة لاعبين من أصول برازيلية، ثلاثة منهم في فريق الشارقة، وهم كايو لوكاس (31 عاما)، والذي سبق له اللعب مع بنفيكا البرتغالي، إضافة إلى لوانزينهو (25 عاما)، وماركوس ميلوني (25 عاما).
كما ضمت القائمة برونو أوليفيرا (24 عاما) لاعب الجزيرة في أبو ظبي، ولوكاس بيمينيا (25 عاما) لاعب الوحدة بأبو ظبي أيضا.
المواطنون ومواليد الدولة
ضمت قائمة الإمارات لاعبين اثنين فقط من مواليد الدولة، وهما المصري يحيى نادر، والتنزاني يحيى الغساني، والأخير نجل مواطنة إماراتية.
في حين ضمت القائمة 9 لاعبين مواطنين، وهم الحراس الثلاثة حمد المقبالي، علي خصيف، وعادل الحوسني، إضافة إلى حارب عبد الله، وسلطان عادل، ومحمد جمعة، وخالد الضحناني، وعلي صالح، وماجد راشد.
تشكيلة الأبيض لمواجهة الجزائر ????#منتخب_الإمارات #كأس_العرب #FIFArabCup #الإمارات_الجزائر pic.twitter.com/ucUzlrGPDL
— UAE NT منتخب الإمارات (@UAEFNT) December 12, 2025